عن ليلةِ القدرِ شعري
يا مَنْ عَزمتَ التَّحري
عن ليلـةٍ جَــلَّ شَــأنٌ
بِهَــا لِتَحـظَى بِقَــدرِ
عَظيمـةٌ عِنــــدَّ رَبّي
فَـــريـدةٌ عَبــرَ دَهــرِ
إذْ أُنزلَ الذكرُ فيها
طَمـساً لِظُـلمٍ و كُفــرِ
بِدَايةُ الوحيِّ كانت
فيها انْبِثــاقاً لِفَجــرِ
تَميّزتْ عن سِواها
بالفضلِ عن ألفِ شهـرِ
يكونُ للعبـدِ فيها
حَظّــاً بأضعـافِ أجـرِ
كأَنَّمَـا ازدادَ عُمراً
بِطـاعةٍ فـوقَ عُمـرِ
تَنَزلُ الـروحُ فيها
بالخيرِ من كُلِّ أمـرِ
ملائكُ الله تَسعى
بِكُلِّ فَــجٍ و قُطْـرِ
يَـعَمُّ فيها سَــلامٌ
بِالكونِ من كُلِّ شَرِ
إلى بِزوغٍ لِفَجــرٍ
على رياضٍ و قَفـرِ
و يُفْـرقُ الأمرُ فيهـا
إلى مقادير تَجـري
مِنَ البِشاراتِ تلقى
لهـا انشراحاً بِصدرِ
و في العلاماتِ قُولٌ
إِنْ صَادفتْ ليلَ قَطرِ
أو في اعتدالٍ بِجـوٍ
ما بينَ بَردٍ و حَـــرِّ
أو في شِروقٍ لشمسٍ
بِلا شُعـاعٍ كَبـدرِ
عَجِبتُ ممنْ أقـاموا
مَراصِــداً للتَّـحري
لِشمسِها في صَبـاحٍ
و الفضلُ بالليلِ يَسري!
فَحَــوَّلوهـا لِبَحــثٍ
يخوضُ في كشفِ سِـرِ
تلكَ الأماراتُ جاءت
لذي فـؤادٍ و حجـرِ
لحكمةٍ شـاءَ ربي
اخفـاءَ وقــتٍ بِسَتْرِ
حتى يرى من عِبادٍ
صدقَ اجتهادٍ و شُكرِ
منْ قامَ كُلَّ الليالي
في شهـرِ صومٍ و ذِكرِ
أصابها دونَ شَـكٍ
دونَ التفاتٍ لِحصـرِ
عن كونِها في ثباتٍ
في كُلّ عامٍ و عصرِ
أو أنَّهَا في انتقالٍ
كحالِ صومٍ و فِطـرِ
و في التماسٍ بعشرٍ
أوَآخِـرٍ خَيرُ عَشرِ
جديرةٌ بإعتكـافٍ
في حالِ عُسرٍ و يُسرِ
تكـونُ أرجى ليـالٍ
ما بينَ شفعٍ و وِتـرِ
في نفحـةٍ من إلـهٍ
على عِبـادٍ كعــطرِ
يفوزُ عبدٌ بعتقٍ
من أسرِ ذنبٍ و وِزرِ
مواسمُ الله تترى
و رحمةٌ مِنـهُ تجـري
من لم يوفقْ إليها
قد باءَ حقاً بِخُسرِ
عن ليلةِ القدرِ شعري
أتى بِمُجتثِ بَحــرِ