عُمُري بدا من بعد معرفتي بها
في موقف ياليته ماكانا
والله ما حدثتها في موعدٍ
أبدا ولا هي حدثت إنسانا
مرت على سهو الخلائق صدفة
ورمت علي من الهوى شيطانا
مرت وحركت الشعور بداخلي
والقلب أطلق للغرام عنانا
لما شممت الطيب نصف مشاعري
راحت تعانق نصفي الحيرانا
فبدت علي من الغرام علامةٌ
والدمع حرك للجوى طوفانا
تمشي تمايل كالنسيم إذا جرى
عند الصباح وحرك الأغصانا
لما دنت بان الجمال بوجهها
فدخلت في لجج الهوى هيمانا
شاهدتُ ظبياً في المحاسن غارقا
عيناه تغرس في الفؤاد سِنانا
خدٌّ كأن الحسن يسكنه بلا
حد ، ويشعل في الحشا نيرانا
لفت على روحي جيوش غرامها
طال الحصار ، وطوع الأشجانا
تدنو فترتعد الفرائصُ كلها
تنأى فيرتد الشجاع جبانا
في الحالتين أعيش خوفاً جارفاً
يطغى علي فأفقد الأوزانا
عاهدتها بالحب ثم ترددت
فمنحتها عهد الغرام ضمانا
ماذا أراد الحظ مني كلما
أنهيتُ حزنا جدد الأحزانا
هو مشهدٌ كالبرق غير عالمي
وأثار بين جوانحي بركانا
ماكنت أعلم أنني من صدفة
مرّتْ أعيش متيمًا ولهانا