أُسكُنْ
فديتُ الجمرَ في
جنبيكَ صخَّابا مُعنَّى
قلقًا على قلقٍ تَكادُ
بما تُراوَحُ أنْ تُجَنَّ
أَ مُسعِّرَ الألحانِ في نَحْرِ
الدُّجى فِكَرًا ومَعنى
أنغامُ هذا العهدِ أشْراكٌ
فلا تغْررْكَ فنَّا
ولربّما أضحى التَّرنُّمُ
تُهمةً ، والصمتُ مَنَّا !
ومُدلَّهٍ أجرى اليَراعةَ
للخَواءِ يرومُ مَجنى
طارتْ بلهفتِه الظُّنونُ
ففاءَ بالخذلانِ غَبْنا
****
أُسكُنْ
فديتُك ربّما
" يكفيكَ من شرٍ سماعُه "
فالعالَمُ الفرَّاسُ ترمُقُنا
بسطوتِها طِماعُه
حشَدتْ بوارجُه الرّدى
من حولِنا وعَوتْ سِباعُه
كيف السَّبيلُ ويَعرُبُ
الثَّاراتِ مَثقوبٌ صُواعُه !
نَزِقًا يَكيلُ لكلِّ نازلةٍ
بما تُملي طِباعُه
مُتأدلجًا تَعمَى بصيرتُه
إذا حُمَّ اندفاعُه
ضاقتْ بهوْلِ مصيرِه
الأيامُ واستشرى ضَياعُه
****
أُسكُنْ
فماذا تنفعُ الزّفراتُ
في الزمنِ العُجابِ
إلا مَكايلَ العداوةِ
واحتمالاتِ العَذابِ
زمنٌ تَجيشُ المُغرياتُ
به وتُزبِدُ كالعُبابِ
أقْعى لها السَّاهون في
صَلَفٍ ونزُّوا باللُّعابِ
زلَقتْ بهم أوطارُها في
مَسلَكٍ لزِجٍ خَرابِ
يتقارعون على مَلاعبِها
كؤوسا من رِغابِ
فإذا انطفَتْ سُرُجُ الغَوى
شبُّوا مَقاريضَ العِتابِ !
****
أُسكُنْ
بحقِّ اللهِ يا مَوجوعُ
واستجمِعْ جِراحَكْ !
تدري ، وربِّك ما وَعى
الأعرابُ عتْبَك أو مِداحَكْ
أسُدًى تَسُفُّ شَجاكَ ؟
تُشرِعُ دون خاتمةٍ رياحَكْ
رفَّتْ حروفُك مُصعِداتٍ
للعُلا ، فالْهَمْ طِماحَكْ
جلَّتْ ترائبُك المُدِلَّةُ
بالرِّضا فانضَحْ سَماحَكْ
ودَنتْ لك الآمالُ فانسُجْ
من خمائِلها وِشاحَكْ
راجيكَ والأيامُ
روِّينا الهوى ..
وارفعْ صُداحَكْ