لِبَيتِ الجَدِّ ياقَدَمايَ هَيَّا
خُذِيني واشتِياقي والحُمَيَّا
لِمَا أَبْقاهُ مِن رَسْمٍ وذِكرَى
عَزِيزُ النَّفْسِ وَضَّاحُ المُحَيَّا
فَوَا لَهَفِي لِمَنْ قَد عاشَ فِيهِ
سَخِيَّ اليَدِّ مِعطاءً نَدِيَّا
فَلِي في كُلِّ زاوِيَةٍ بَقَايا
وإرثُ لآلئٍ مازالَ حَيَّا
فَهذا البَابُ حينَ أراهُ يَبكي
لِمَاذا صاحِ قَد غِبْتُمْ عَلَيَّا !؟
أُقاوِمُ عَبْرَتي وأعِزُّ دَمْعِي
كأنَّ بأعيُني دَمعاً عَصِيَّا
خَلاخِلُ جدَّتي هَذي أَحَقًّا !؟
بِهذي الحِجْلِ قَد كانَتْ تُزَيَّا
مَرايَاها مَلابِسُها، عُطُورٌ
أَصُورَةُ والِدِي هَذي صَبِيَّا ؟
يُنادِيني مِن الجُدرانِ صَوتٌ
هَلُمَّ هَلُمَّ لا تَبْقَى قَصِيَّا
أَفِرُّ مُهَروِلاً مَن ذا يُنادي
يَقُولُ تَعالَ وانْظُرني مَلِيَّا
تَأَمَّلْ فِيَّ لا تَعجَبْ لِشَكْلِي
أَنَا فانُوسُ جَدِّكَ يا بُنَيَّا
أنَا الأمسُ الذِي ما عادَ يُغْنِي
طَوَى المِصباحُ ما أَسْلَفْتُ طَيَّا
يُخاطِبُني أَخِي ؛ لِمَ أنتَ سَاهٍ ؟
أَرُدُّ عَلَيهِ عَفْواً يا أُخَيَّا
قَطَعْتَ عَلَيَّ بالتَّنْبيهِ حُلْمِي
أُخَيَّ أَلَا تَخَافُ اللَّهَ فِيَّا
غَفَوتُ بِيَقْظَتِي فَذَكرتُ جَدِّي
وكانَ الحُلْمُ بالذِّكرَى غَنِيَّا
فَيَارَبُّ ارحَمِ الأَجدادَ واغْفِرْ
لِشَيخٍ كانَ بِيْ دَوما حَفِيَّا