بَدْر بْن عَبْد اَلمحْسِن وَتشكِيل الشُّعور الوطَنيِّ
بقلم: عنبر المطيري
الكاتب الفنان الشاعر بدر بن عبد المحسن من الرموز الشعرية الكبيرة التي تفخر بها المملكة ؛ تألق في ميدان الشعر النبطي ؛والكلمة المغنَّاة ؛واستطاع أن يرتقى بالفن الغنائي إلى قمم المجد والشهرة ؛وأن يرصّع اسمه على صفحات القلوب محلياً وعربياً.
أكثر أشعاره الوجدانية لامست مشاعر الإنسان العربي الباحث عن الجمال والتفرد في صياغة الكلمة المؤثرة المفعمة بصدق الإحساس؛ودقَّة الشعور.
لقد كتب -مراراً وتكراراً -نصوصاً شامخة من أجل الوطن ؛اعتدنا سماعها من حناجر المطربين الكبار؛ممن تفاعلوا معها ؛وأدّوها الأداء اللائق بها..
وتجدر الإشارة إلى أن الأمير بدر
في مراحل مختلفة من عطائه الشعري ؛التقى بمختلف الرواد والأدباء والمفكرين والفنانين، من الوطن العربي ؛وتعاون معهم من أمثال: محمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وعبد الحليم حافظ والشاعر أحمد رامي وغيرهم.
وفي أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي أصبح رئيسًا للجمعية السعودية للثقافة والفنون؛فكان له أثر في تطوير هذه الجمعية والرقي بها.
وعلى المستوى المحلى كانت له صلات ببعض الشعراء الكبار ، من أمثال محمد العبد الله الفيصل وخالد الفيصل وخالد بن يزيد ومحمد بن أحمد السديري عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود وغيرهم كثيرون.
وأبرز من غنى له محلياً وعربياً الفنان طلال مداح، ومحمد عبده، وعبادي الجوهر، وعبد المجيد عبد الله، وعبد الكريم عبد القادر، ونجاة الصغيرة، وخالد الشيخ، وعبد الرب إدريس، وعبد الله الرويشد، وغيرهم.
وسيرة الشاعر البدر سيرة حافلة بالإنجازات الحضارية؛ سيرة متعددة الجوانب؛ تكاد تتجاوز حدود الخيال ؛وتحتاج إلى العديد من المقالات ؛وسيظل من منارات مملكتنا الحبيبة ومن الأعلام الكبار النادرين الذين نعتز بهم في كل زمان ومكان..
وللأمير الفنان عدة قصائد وطنية غناها عدد من المطربين كمحمد عبده -
الذي اطربنا بالكثير من أغاني الوطن و التي كان خلف كلماتها الأمير بدر بن عبد المحسن هرم الكلمة المُغناة في بلادنا مثل فوق هام السحب ، الله البادي ، وطن الشموس ، أئمة الملوك ، سيوف العز ، حدثينا ياروابي نجد ، يادار ، ياطويق ، الله أحد -
وكانت أغنية الله الأول وعزك يالوطن ثاني كذلك من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن والتي غناها كذلك محمد عبده واطربت الثرى ومن فوق الثرى وهنا وقف عليها الأديب الناقد سعادة اللواء عبدالحميد عطيف بقراءة نقدية جميلة ...دعونا نبحر فيها معاً .
الله الأول وعزك ياالوطن ثاني
لأهل الجزيرة سلام وللملك طاعه
حنا جنود الحرس للقايد الباني
رمحه .. ودرعه .. وكف الشيخ وذراعه
مثل السيوف البواتر وان جنى الجاني
يضرب بها ارقاب من بالدار طماعه
من بان عبد العزيز وصبحنا باني
ما عاد نقبل ظلام الجهل لو ساعه
في السلم يشهد لنا عمار الأوطاني
وفي الحرب لأرواحنا للموت بياعه
حنا سياج الوطن من كل عدواني
والجيش والأمن ساري العز وشراعه
—-
يطربك الشعر النبطي بتجلياته الوجدانية فهو صنعة تتحكم فيها المشاعر وتفجرها العواطف المتأججة ويبني اعمدة خيمتها اخلاص الولاء والانتماء للمكان والانسان ويتوجها العرفان بفضل اهل الفضل وبناة الاوطان وحماته ..
لقد ارتبط انسان الجزيرة العربية بربّه وتشرب الايمان بخالقه وتوارث حسن الولاء والطاعة ومكارم الاخلاق وعاش طوال حياته مقدسا لدينه ومنحازا لوطنه، عصيّا على الذوبان والهوان فلا عجب ان تكون لديه الجاهزية للموت والفناء دفاعا عن مقدساته .. وهذا ما يجسده هذا النص ويعبر عنه ويمثّله خير تمثيل ..(عبدالحميد عطيف)
-