-
في الحياة تجتمع الأرواح كأنامل مزهرة؛ لتشكل شبكة من العلاقات المختلفة ، تقوم على الود والتعاون والقيم الأخلاقية والاجتماعية والثوابت التي يقوم عليها المجتمع الإنساني ...
وفي محيطنا الأدبي، انسابت النصوص الأدبية على جيد الصفحات، والورق، ومواقع التواصل الاجتماعي؛ مما جمع أصحاب الحروف ليكوّنوا مجتمعاً أدبياً راقياً، يقوم على التوجيه، والتحفيز، والتدقيق، والتشجيع كذلك؛ ليكون الحديث الذي يجمعهم هو الحديث الأدبي بكل سماواته؛
مما ساعد على قوة العلاقات البارة؛ وذلك من خلال برامج التواصل الفيس بوك، الواتس آب، تويتر ...
كذلك الأمسيات والندوات الأدبية التي تقيمها الملتقيات، والنوادي الأدبية والصوالين الافتراضية؛ أنتجت بيئة أدبية وحراكًا ثقافيًا فاعلًا يشارك فيه الأدباء والشعراء والمثقفون والفنانون على مستوى العالم العربي ولاشك أن هذا الحراك والمناخ الثقافي أسهم في التعارف بين الأدباء والمثقفين وتبادل الخبرات وبناء جيل من التواصل من خلال علاقة أدبية منتجة تقوم على الاحترام المتبادل واحترام الرأي والرأي الآخر وتهدف إلى تلاقح الأفكار والتجارب الأدبية العربية في سبيل تطوير خطابنا الأدبي العام بمختلف ألوانه وأخذ موقعنا المناسب على مستوى الأدب العالمي -
ومما لاشك فيه إن مرحلة كورونا رغم مافرضته من عزلة إلا أنها أسهمت في
انتشار اللقاءت الأدبية الافتراضية التي جمعت المبدعين والنقاد والأكاديميين من المحيط إلى الخليج الأمر الذي أسهم في إثراء الفعل الإبداعي والثقافي العربي
العام وبنى علاقات ايجابية منتجة بين الأدباء بمختلف ميولهم وتوجهاتهم وبين
النقاد والمتابعين .
ويمكن القول إن العلاقة الأدبية الايجابية
قد أسهمت في ردم الفجوات التي كانت تعيق حركة التكامل والتلاقح بين أجناس الأدب دون تفريق أو تغليب فنرى القصيدة الجديدة تأخذ مكانها إلى
جنب شقيقتها الموزونة المقفاة والنثر يوازي الشعر ولم يعد مصطلح القصيدة ،
والقصة ، والومضة يثير الجدل أو يؤدي إلى القطيعة والخلاف .
كما بات النقد الأدبي جزءًا من الحركة الثقافية العامة لايثير الحساسيات
بقدر ما يسهم في نضج التجارب .