الشاعر /صالح جودت
ترجمةٌ موجزة:
-أديبٌ وقانونيٌّ مصري، عمِلَ بالقضاء، وكانَ شَغُوفًا بالأدبِ العربي.
وُلِدَ بمصرَ في عامِ ١٨٧٥م (على وجهِ التقريب)؛لأسرةٍ يتَّصلُ أفرادُها بأهلِ الحُكْم في عصره؛فقد كانَ والدُه من زعماءِ الثورةِ العُرابيةِ ؛ونُفِيَ بسببِ ذلك ثلاثَ سنوات.
-نشأَ صالح جودت في القاهرةِ ؛وتلقَّى تعليمًا تقليديًّا في البداية؛ثمَّ الْتَحقَ بالمدرسةِ الخديوية؛وبعدَ أنْ حصلَ على شهادتِها سافَرَ إلى باريسَ ليدرسَ الحقوقَ بالجامعة.
على الرغمِ من عملِهِ بالقَضاء، فقَدْ كانَ «جودت» مُحِبًّا للأدبِ والتاريخِ والعلومِ بصفةٍ عامة؛وقد ألَّفَ العديدَ من الكُتبِ في أدبِ الرحلاتِ والتاريخ، بالإضافةِ إلى ترجمتِهِ أكثرَ من خمسَ عشرةَ روايةً من الفرنسيةِ إلى العربية، منها روايتُه «الإيمان» التي مُثِّلَتْ على مسرحِ الأوبرا في عامِ ١٩١٤م.
-استقالَ جودت في عامِ ١٩٢٥م من عملِه في القضاء بعدَ تَوَلِّيه العديدَ مِنَ الوظائفِ المُهمَّة؛حيثُ تفرَّغَ للمحاماةِ وظلَّ يعملُ بها حتَّى وَفاتِه.
-لا يُعرفُ تاريخُ وفاتِه تحديدًا وإنْ كانَ البعضُ يرجِّحُ أنَّ ذلك كانَ في عامِ ١٩٤٥م
-نموذجٌ من شعره:
الماضي»
لا تذكري الماضي، فما أنا ذاكرُ وأَحبّ أحلامي إليَّ الحاضرُ!
اني غفرتُ لكِ الذي حدّثْتنيِ عنه، فهل لي من فؤادكِ غافرُ؟
يا من يعذبك الصدى، لا ترجعي لخرائب الماضي، وقلبك عامرُ!
عيشي مع اللحن الجديد، ومتّعي دنيا هواكِ، بما يغني الشاعرُ!
***
ماضيك لم يخلد، وماضيَّ انتهى وكلاهما في الحبِّ وهمٌ خاسرُ!
ماضيك، ما ماضيك؟ طيش صبيةٍ بلهاء يجذبها الهوى فتخاطرُ!
وتعود مثقلة الجراحِ شقيةً في صدرها بالحبّ قلب كافرُ!
***
ماضيّ، ما ماضيَّ غير حكايةٍ لولاكِ لم يك للحكاية آخرُ!
لا تسأليني كم عشقتُ، فإنني كان الهوى روضي، وقلبي طائرُ!
ما زال يبتذل الهوى وفروعه فيؤمها ويضمُّها ويغادرُ!
لم يُؤوهِ في الروض وكرٌ آمنٌأو يُغْرهِ بالحبِّ غصْنٌ عاطرُ!
ولكم شقيت به، فما أنا بالذي هانت عواطفه ولا أنا غادرُ!
لكنَّ جوعًا للجمالِ ألمَّ بي فمضيتُ في نهم الذئابِ أُغامرُ!
حتى عرفْتكِ فاكتشفتُ حقيقتي ورأيت أحلامي إليك تبادرُ!
ويقول لي قلبي: هنالك وقفةٌ كُتبتْ عليْكَ.. هنا الغرام الآخر!