الشاعر :بدر الدين بن الشيخ محمود الحامد
-مولده ونشأته:
بزغ نجم هذا الشاعر في اليوم العاشر من شهر شعبان سنة 1319ﻫ وتشرين الثاني سنة 1901م، نشأ في بيت مغمور بذكر الله، أخذ والده يعلمه منذ نشأته الأولى الثقافة العربية الدينية؛ أملاً منه أن يكون في مستقبل حياته إماماً للناس في دينهم، ولم يهمل تثقيفه بالثقافة العلمية الفنية، فأرسله إلى المدرسة الإعدادية في حماة، وكان يرعاه بكثير من العطف ويرجو أن يكون شيئاً يذكر، فكان أحد الأعلام الخالدين في عالم الأدب.
ولما أيفع شاعرنا البدر اختار الله والده إلى جواره، ولحقت به أمه، ولحق بهما ما خلفاه له من تراث قليل وهو في الخامسة عشرة من عمره، وله أخوان صغيران ليس لهما كافل غيره، فحمل عنت الدهر وتقلبات الأيام، ولقي من البؤس ما لم يلقه إلا القليل من أمثاله الأدباء الذين تقاذفتهم أمواج الحياة؛ حتى فتح الله له طريق الخير.
-أبرز محطات حياته:
في عام 1919م انتسب إلى سلك التعليم؛ وعهد إليه بتدريس الأدب في المدارس الثانوية؛ ثم تزوج واستقر به الحال على عيش فيه الجهد والكفاف وفيه الأمل .
انكبَّ على دراسة الآداب العربية؛ والنظر في اللغة حتى امتلك نواصيهما؛
وظلَّ يتقلب في وظائف المعارف على اختلافها، فتارة في الوظائف الإدارية وأخرى في الوظائف التعليمية، وقد تخرج على يديه ألوف من الطلاب شهدوا له بعبقريته وتفانيه في خدمة العلم والأدب.
-خصائص شعره:
حالفه الشعر في سن مبكرة؛ولعل لصوفية بيته؛ وتعلقه بالجمال؛ وهيامه بالفن والسماع ؛أثراً كبيراً في تكوين موهبته الشعرية.
أما أسلوبه في النظم فعربي خالص لا تشوبه شائبة من الترهات ؛وقد نظم في جميع الأغراض الشعرية.
وتتجلى في شعره عامَّة صورة أخلاقه ؛وصدى أفكاره وعواطفه، وقد تفنن في شعره العاطفي؛ فجادت قريحته بأروع القصائد والمقطوعات، فكان أهل الفن يتهافتون على تلحينها للغناء، إذ كانت صلته بالمغنين وشيجة جدًّا، ولهم عليه فضل كبير في بعث روحه وصقل وجدانه، ومن هؤلاء المغنين نجيب زين الدين الحمصي.
-نموذج من شعره:
حملونا عبء الهوى ونسونا
ما عليهم لو أنهم ذكرونا
نحن منهم على خيال مقيم
يبعث الوجد والصبابة فينا
إن جنحنا إلى السلو أرونا
بلحاظ العيون سحراً مبينا
وسقونا عذل الحديث سلافاً
مثل قطر الندى صفاء ولينا
يخفق القلب في الجوانح شوقاً
وتفيض العيون دمعاً هتونا