الشاعر :أحمد أبو المعاطي الزين.
1897م-1947م
*جوانب من سيرته:
ولد بقرية ميت نابت (محافظة الغربية - وسط الدلتا المصرية) وتوفي بالقاهرة، وبين مسقط رأسه ومثواه تحركت حياته.
حفظ القرآن الكريم في كتّاب القرية، ثم التحق بالأزهر، حصل على العالمية سنة 1924م
اشتغل بالمحاماة، ثم عمل مصححًا بالقسم الأدبي بدار الكتب، ونقل أواخر حياته إلى قسم الثقافة بوزارة المعارف.
شارك في الصالون الأدبي للشاعر إسماعيل صبري، كما كان عضواً في جماعة أبولو، فنشرت مجلتها قصائده ومقالاته.
صدر ديوانه الأول وكان لا يزال طالباً بالأزهر، ولقب بالشاعر الراوية، لكثرة محفوظه، وكتب مقدمة ديوانه الثاني العلامة محمد فريد وجدي.
فقد الشاعر بصره وهو لا يزال حدثاً.
*الإنتاج الشعري:
- طبع ديوانه الأول تحت عنوان: القطوف الدانية، بمصر 1917، وطبع ديوانه الثاني تحت عنوان: قلائد الحكمة، بمصر 1918م، ثم صدر ديوانه الشامل بعد رحيله بعنوان: ديوان أحمد الزين، وقد أشرف على تبويبه وتصحيحه عبدالغني المنشاوي: لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1952، تضمن ديوان أحمد الزين قصائد الديوانين السابقين، وقصائد أخرى.
*الأعمال الأخرى:
- للشاعر مجموعة من المقالات الأدبية، منها (15) مقالاً بعنوان: النقد والمثال، ولم يجمعها كتاب.
حقق الشاعر دواوين ودراسات تراثية مهمة (بالاشتراك) منها: ديوان إسماعيل صبري - ديوان حافظ إبراهيم - ديوان الهذليين - كتاب العقد الفريد - كتاب الإمتاع والمؤانسة - كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب.
*اتجاهه الشعري:
دار نتاج الشاعر في فلك الاجتماعيات والإخوانيات والوصف والنسيب والرثاء، وله مجموعة من الأراجيز والحكم والمواعظ والآداب العامة، يفصح شعره عن شعور بالاغتراب والشكوى ،ومن الناحية الفنية يدل على موهبة مواتية وحسٍّ رهيف.
بين الحب والحرب.
نموذج من شعره:
قصيدة:"بين الحب والحرب"
لا تذوبي من وغاها فَزَعا
وتعالَي نُجِبِ الحبَّ معا
لا تظني الحربَ تُنسينا الهوى
إنه قلبي على ما طُبعا
فلتقمْ أو تقعدِ الدنيا فلا
يحصدُ الشرَّ سوى مَنْ زرعا
حارِبوا ماشئتمُ أو سالموا
واعمروها أو دعوها بلْقعا
ليس لي ما عشْتُ في دنياكمُ
ما أراه يستحقُّ الطمعا
لست أبغي رِيَّ آمالي بما
سفك الظلمُ دماً أو أدمعا
مطلبي أطهرُ من أن يرتعي
جثثَ الإخوة يبغي شِبعا
فدعوا قلبي وما يشغله
لم يدع فيه الهوى متَّسَعا
غرس الحبُّ به دوحتَهُ
فزكتْ أصلاً وطالت أفْرُعا
صادفت منبتَها فانبسقتْ
وأصابتْ من وفائي منبعا
وجناها اليأسُ إلا أنها
بسطت من ظلِّها ما أطمعا
يتغنى الشعرُ في أفيائها
مرسلاً في كل لحنٍ مَدْمَعا
باعثاً في النفس من ذكرى الهوى
ما شفى اللوعةَ أو ما أوجعا
يا منى نفسي تعالَيْ نبتدرْ
من جَنى أيامنا ما أينعا
واغْنميها لحظاتٍ إنها
فرصٌ تمضي وتُبِقي جزَعا
أمتِعينا والمنى مُسعدةٌ
ليس هذا العيش إلا مُتَعا
بحديثٍ كاد أن يخلُقَ من
سحرِه في كلِّ شيءٍ مسْمعا
حدِّثينا عن تباريح الجوى
وصِفي جورَ الهوى ما صنعا
حدِّثي عمّا جنتْ أيدي النوى
وجميل الصبر ماذا نفعا؟
وأمانٍ كم هفا الصبُّ لها
خادعاً للنفس أو منخدعا
حدثينا عن غرامٍ لم يدع
في فؤادَيْنا لواشٍ موضعا
حدثينا إن أشهى متعةٍ
منك إن حدَّثتِنا أن نسمعا