ناقشتُه لعلي أصل إلى ما يشكو منه بالتحديد؛ إذ ازدادت حالته سوءاً
أخبرته أن صحته هي أغلى ما يملك…
أفهمته أن الذهاب إلى الطبيب للعلاج ليس عيبًا...
فجأة؛ رفع صوته وصار يتحدث بكلمات مبعثرة لم أفهمها
قلت له: إن كنت على حق فلا داعي لرفع صوتك…
ثم أردفت: اسمعني:
هل تستطيع أن تدخل منزلك من بابين مختلفين وفي نفس اللحظة؟
حدَّق فيَّ وقال: أمجنون أنت؟
قلت له: أمن الرجولة أن تبتسم في وجه زوجتك وتمازحها ثم تطلب منها الخروج من بيتك واللحاق بأهلها مثلاً؟
دهش وصرخ: ماذا، ماذا؟!
سألته مرة أخرى: هل سمعت يوما، بقاتل يطعن أحدهم ثم يضمد جرحه قبل أن يلوذ بالفرار؟
أجاب: لا، لم أسمع.
قلت له: أتحب أن تكون خنثى؟
أطرق برأسه إلى الأرض وقال: بالتأكيد لا أحب!
عاودته، لمَ لمْ تفكر في أنك تستطيع أن ترضي جميع الناس وأن تصل إلى تلك الغاية التي لن تدرك أبداً؟
نظر إليّ ولم يجبني.