حافٍ أعاد إلى الرمال مهابةْ
وعلى جبينِ الريحِ شدّ عِصابة
حافٍ تبرأَ من ثيابِ خيانةٍ
لتصيرَ كل التضحياتِ ثيابهْ
قد أنْبتتهُ الأرضُ مذ حملتْ به
وتوراثتْ بالإخضرارِ ترابَهْ
فنجا من الجبّ الذي في قعرهِ
قصصٌ تفصّلُ صمْتهُ وغيابهْ
هو ذلك العرّافُ بالقدرِ الذي
تتفرّسُ الصحراءُ فيه نَجابَهْ
هو ذلك البدويّ يشعل قلبَهُ
للعابرينَ لكي يضيءَ رحابهْ
وهناك يعصرُ ما تطيبُ به السَّما
خمراً تدَلَّى من قِطافِ سَحَابةْ
فتَراهُ لا يلْوي رِقابَ نِياقِهِ
بل يسْتحثُّ مسِيرها برَبابَةْ !!
شيخٌ إذا حَقن الدماء وصَانَها
ولدَى الوَغَى ليثٌ أعادَ شبابَه
سيفٌ أبيٌ لا يقرّ بغمدِهِ
ويزيدهُ وقعُ الضرابِ صلابَه
بحرٌ يمدّ إلى السَّواحِلِ ماءَهُ
والمَكْرُماتُ على الضِّفافِ كَغَابة
فَعَصَاهُ ما اتَّكَأَتْ عَليْها ثاكلٌ
إلا لتفلقَ بَحْرَنا وشِعَابَه
وعصاهُ ما هشّت لقَمْعِ تمرُّدٍ
إلا وقدْ نالَ الشقيُّ عِقَابَه
وعَصَاهُ إعجازٌ لنهضةِ أمّةٍ
تَعْلُو بإسم اللهِ تفتحُ بابَهْ
يا فارسَ البَيْداءِ إنِّيَ حُرّةٌ
وعباءتي نُسِجتْ بمَجْدِ صَحَابَةْ
مَا مَسَّني ضَيْمٌ وظِلُّكَ تَابِعي
بشتٌ ، عقالٌ ، صارمٌ ، ومهابَةْ
لم أقْتَرِفْ بالحُبِّ أيَّ خطيئَةٍ
لكِنَّمَا قَلْبِي أضاعَ صَوابَه
آمنتُ باسمِكَ غيرةً عربيَّةً
لتجوزَ نحوكَ لهفةٌ وصبابَةْ
وسكنتُ خِدْرَكَ لا أميلُ بهَوْدَجي
للرِّيحِ أو أمْحو المَدَى وسرابَه
ما زلتُ أبحثُ عن ملامحكَ التي
انتفضتْ لتنصرَ دينَنَا وكِتَابهْ
ما زلت أنتظرُ الصهيلَ وخَيْلَنَا
لتعيدَ للأقْصَى الأبيِّ قِبَابَه
فاجمعْ حُشُودَكَ للحروبِ ولؤمِها
فالموت يسأل والشهيد إجابة