ما بَـالُ صَـبْرٍ إِِذا سـايَرتُـهُ يَـئِـسا
دُنياهُ عَنْ غايَتي قَد جَنَّدَتَ حَرَساً
القَلـبُ مِمَّـا أُعانـي باكِـياً أَسَـفـاً
والحُزنُ بَينَ الحَنايا مِخْلَباً غَرَسا
يا عَينُ جُودي بِمَا تُخْفينَ في مُقَلٍ
فَزَورَقُ الهَمِّ ما بَينَ الضُّلوعِ رَسَا
فَمَـنْ قَـلاهُ مَـنـامٌ واسْـتَـبَـدَّ بِــهِ
لَيلٌ وَفي لُجَّةِ الأَحزانِ قَد حُبِسا
لا تَمْنَعيهِ عَنِ التَّخفيفِ وانْهَمِري
ما ذَنْبُهُ إِنْ بَكَىٰ مِنْ حَرِّ ما لِمَسا؟
لا تَحبِسي دَمعَةً قَلبي يَبوحُ بِها
وَلَمْ يَخَـفْ لائِماً أَو يَتَّقِ عَـسَسا
فَلَو تَبَدَّلْتُ صَخْراً عَنْهُ مِنْ وَجَعٍ
لَفاضَ للنَّاسِ بِالمَكْنونِ وانْبَجَسا
جُـرحٌ عَميـقٌ وَحَـظٌّ مِنْ رَداءَتِهِ
قَبْلَ التَّباشيرِ يَأْتي مُمْطِراً نَحَسا
مـا كانَ يَأْسٌ ولٰكِنْ شَفَّني نَـدَمٌ
فَطَعنَتي قَبْلَها ما كُنْتُ مُحتَرِسا
وَكُلَّ شَكْوَى مِنَ الخُذلانِ تَمنَعُها
كَـرامَـةٌ..إنَّما أَصبَـحـتُ مُبْتَـئِـسا
لَكَمْ سُرورٍ عَلَى ثَغْرِ الصَّباحِ بَدا
ألقاهَ بَعدَ انْبِلاجٍ فَرحَتي اخْتَلَسا
مَا زِلتُ مُندَهِشاً..فِكْري يَسْائِلُني
هَلْ يَنْزَعُ العَهدَ مَنْ أَثوابهِ لَبِسا؟
فَكَمْ حُصونٍ لَها الإِخلاصُ أَعمِدَةٌ
شَيَّدتُ مُتَّخِـذَاً في مَبْدَئي أُسُسا
إِنَّ الصَّديقَ بِوَقْتِ الضِّيقِ مُتَّكَأٌ
وَإِنَّهُ الذُّخْرَ مَهْما الحَظُّ لي عَبَسا
لَكِنْ تَجَلَّتْ خَفايا الوَقتِ فانْكَشَفَتْ
حَقائِقٌ حينَما ضِدِّي الزَّمانُ قَسَا
تِلْكَ المَباني تَهاوَتْ كُلُّـها فَغَـدَتْ
أَطلالَ حُلمٍ يُمَنِّيْ مُفْلِساً بِعَـسَىٰ
فَمَنْ ظَنَنْتُ بِأَنَّ الصِّدقَ مَعدِنُهُمْ
هُمْ بِالجُحودِ سَقَوني عَلقَماً وأَسَىٰ
إِنِّـى نَثَرتُ بُـذوراً فـي بَلاقِعِـهِـمْ
فَلا غَرابَـةَ.. ماتَ الزَّرعُ أَو يَبِسا
هَذا زَمانٌ بِهِ الأَصحابُ مِنْ وَرَقٍ
يا مَنْ نَفَخْتَ رَماداً لَنْ تَرَى قَبَسا