خالد الجرنوسي
1961-1898م
*نشأته وأبرز محطات حياته:
ولد في قرية جرنوس (محافظة المنيا .
أتم تعليمه الأولي بالقرية، وفيها حفظ القرآن الكريم ولما يبلغ العاشرة من عمره، ثم التحق بالأزهر أثناء الحرب العالمية الأولى، كما درس في كلية الآداب - جامعة القاهرة وتخرج فيها.
اشتغل بالتدريس، ثم تفرغ للصحافة، حيث عمل بجريدة «المصري» ونشر بها بعضًا من ملاحمه الشعرية.
كان عضوًا بجماعة أدباء العروبة التي أسسها الوزير الشاعر إبراهيم الدسوقي أباظة باشا.
--------------------
الإنتاج الشعري:
- صدر له عدة دواوين وهي : «ديوان خالد» - و«قلوب تغني» و«اليواقيت»؛و«ديوان قصص إسلامية» ؛و«على طريق النور» و«خالد الجرنوسي، مختارات شعرية» و «نُعمى» مسرحية شعرية (لم تنشر).
نال ديوانه: «اليواقيت» جائزة المجمع اللغوي بالقاهرة عام 1952.
--------------------
*مكانته في عالم الشعر:
-التزم النظام الخليلي
-اتسم نهجه الشعري بالطابع الوجداني
-غلبت النزعة السياسية على قصائده المبكرة.
-استطاع الجمع بين القصيدة والملحمة
--------------------
*وفاته: في القاهرة.
--------------------
*نموذج من شعره:
*(وحي بحيرة قارون)
يا جنةَ الله في أطرافِ صحراءِ
من ذا أقامك بين الظلِّ والماءِ؟!
أقمتِ في الجانب الغربي مُفْردةً
كشامةٍ حلوةٍ في وجه حسناء
باتتْ تضيءُ لغادينا ورائِحِنا
كشعلةٍ نوَّرتْ من حاتمِ الطائي
طِرْنا إليها حماماتٍ مغرِّدةٍ
إن الخصائلَ مغنى كلِّ وَرْقاء
لما طغى - قبلُ - قارونٌ وأبطره
هذا النعيمُ طواه بطنُ جوفاء
أين الكنوزُ التي ناءت مفاتِحها
بعصبةٍ من كرامِ الخيل غرّاء؟!
أتى بَغِيّاً فأغراها وحرَّضها
على الكليم لترميه بنكراء
وجاء موسى بهذا المكرِ دبَّره
وقولةُ الزور ما بين الأخلاّء
فردَّها اللهُ - فيما شاء - شاهدةً
تُجلُّ موسى عن استِهواءِ فحشاء
و صاح موسى فكانت دعوةً صعِدتْ
إلى السماوات في أسْدافِ ظلماء
أجابها الله فانشقَّتْ لظالمه
أرضٌ طوتْهُ على هُونٍ وبأساء
و صار من نازع الرحمنَ رحمتَهُ
كصخرةٍ في بطون الأرض خرساء
«أَمَنْحَتيبُ» بنَى سَدّاً فطوَّلَه
وجاء - رُشداً - بما لم يأتِه جائي
أزاح عنك عُبابَ النيل منحسرًا
عن تربةٍ من بقاع الأرض غَبْراء
وأنبتتْ للورى كرمًا وفاكهًة
وكنتِ مأوى تماسيحٍ أشِدّاء
يقدِّمون لها القربانَ أغذيةً
من لحم طيرٍ ومن أكواب صَهْباء
وقد يُعلَّقُ في أطواقها ذهبٌ
ويَتَّقي شرَّها بعضُ الأرِقّاء
و قَدَّسُوها وما كانت مقدَّسةً
يومًا بأسوانَ أو في جَوِّها النائي
و خَطَّ في الأرض من «لبرنْتَ» معجزةً
بنايةً لم تكُن في طوْق بنّاء
قصرٌ على التِّيه لم تظهرْ به إرَمٌ
ذات العماد ولا أسوارُ صنعاء!
كذلك الملكُ إنْ فرعونُ شيَّده
أتى من الخُلْدِ مَوْسومًا بِسِيماء
ثم احتواكِ ضحى الإسلام وانبعثتْ
فيك العروبةُ من ريفٍ و صحراء!