/
في لجة الإحباط النفسي وفي غمرة اليأس الساكن في أعماقهما تواعدا .
فتلاقيا... تأملت عينيه اللتين تغشاهما سحابة حزن _ حاولت قطع حبل الصمت المطبق في تلك الأجواء الخانقة.. أشاح بوجهه عنها مطأطئاََ رأسه _ ياللغرابة ماذا حدث؟ ما الجديد في علاقتهما؟ تكللت عينيها علامات إستفهام كثيرة يكسوها شيء من الخيبة _ لمعت عيناها الرماديتان بحبات من اللآليء الساخنة... تبددت لذة اللقاء بينهما ومن خلال الصمت القاهر وبكل هدوء أعاد لها خاتم حبهما أدركت حينئذ أنه سيتخلى عنها ويرحل عن عالمها قالت له وبرودة الصقيع الجاثم في صدرها بدأ بالإنصهار : إرحل حبيبي _ سافر عن وجودي _ أغرب عن حياتي لا تظن أن رحيلك سيترك لي الأسى وسيوقف عقارب الزمن في وجهي _ بعادك عني لن يضع في دروب مسيرتي أمواج الدموع _ فراقك لن يطفيء في أعماقي مئات الشموع ولن يبني سدوداََ من الأوهام والخضوع كان صوتك يوم كنت لي يضع أحاسيسي في بروج الوهم مسجونة _عيناك ألقت بي في قصورهما مقيدة مرهونة _ وعشت في محراب هواك مذبوحة مجروحة.. لذا إرحل حبيبي فأنا أدرك تماماََ أن أنثى غيري تحتل قلبك.. وتستبيح مقعدي بجوارك _ وتطوق إصبعها بخاتم براق _إرحل يابقايا ذكرى في خافقي.. إرحل فلا تكن قيداََ مؤلماََ يدمي معصمي.. لا أريد لابتسامتك الشحوب _ ولا أهوى لقلبك الضنا إرحل قال لها : (إنها أمي)!!!!
-