أَمْسِيَّةُ جبارَه يسْتضيفُهَا مُلْتَقَى مَعْزُوفَاتٍ مُخْمَلِيَّة
بقلم وأعداد وتجميع أ: عنبر المطيري
في يوم الثلاثاء الأحد الإثنين الموافق ١٤ فبراير نفذ مُلتقى معزوفات مخملية بإدارة أ: عنبر المطيري ، أ:محمد الأمير أمسية مخملية فريده من نوعها أمسية أدبية مثرية في البرنامج الكبير "شاعر تحت الضوء"وكان ضيف الأمسية الشاعر الكبير والناقد المُحنك أ: طارق بن يسن الطاهر الذي أثرى الأمسية بالكثيرمن المعلومات الأدبية المهمة واجاب على الكثير من الاستفهامات الأدبية التي أثرت اللقاء وأثارتاستفهامات أخرى غذت العقول الحاضره بالكثير من المفيد الذي أنار سماء الأمسية بحضور عربي كريم-
وقد أُدير اللقاء بدأً بالأستاذة عنبر المطيري وكان على الضفة المقابله الأستاذ محمد بن سلطان الأمير -
ويسرنا نقل هذا الأمسية للقراء من المثقفين والمثقفات فأهلاً وسهلاً بكم بيننا -
بدأت الاستاذه عنبر اللقاء بمقدمة بسيطة رحبت فيها بالأديب طارق بن يسن ونترككم مع دائرة الحوار-
"يتأججُ بنا الخيال كأدباء ، كسماء تُداعبُ الطبيعة ، كرقةٍ يسكنها الحرف وهوية البيان التي يشخصهاكل منا في نصوصه أهلاً بنا في أمسية أدبية نغازلها اطفاً على يد أديبٍ مُبدع أراق بيانه في كل إتجاهوعزف سيفونيته في كل مداه أروي معرفتنا أ: طارق دعونا نقطر في سماء معطره بأستاذ طارق بن يسنالطاهر من دولة السودان الشقيقة
معلم ومشرف تربوي ومدرب معتمد
كاتب ،وشاعر ، وناقد ، ومدقق لغوي
له نشاط بارز على وسائل التواصل للتعريف بجماليات اللغة العربية ،
-له قناة على اليوتيوب يقدم فيها حلقات عن اللغة العربية
-صدر له ثمانية كتب في الأدب والنحو
وديوانا شعر .
-له مقالات في الصحف السودانية والعربية
-رؤيته :
أن أقدم إنجازا أرضى عنه
رسالته:
نقل ما تعلمته من معارف وعلوم للآخرين رغبة في نشر العلم والمعرفة
ـــــــــــــــــــــــ
-عناوين كتبه :
١-مقالات في الأدب والحياة 3 أجزاء
٢-تنبيه الأحباب لرسائل الواتس آب
٣-الأجوبة المسكتة
٤-المختصر في النحو
٥-حبس الشوارد
٦-كبسولات لغوية
ديواناه:
تباريح الشوق
النهايات البعيدة
فأهلاً بهذه السيرة الأدبية الفارهه التي تركت لنا بصمة في جسد الأدب العربي -
أهلاً بك أ: طارق بن يسن الطاهر بيننا -
أ:طارق - أرحب بهذه التحية وأشكر أ: عنبر على التقديم وأشكر الحاضرين من كل مكان وجميعاصدقائي وزملائي وأبنائي وأشكر ملتقى معزوفات مخملية الذي أتاح لنا فرصة هذا اللقاء -
أ: عنبر
لكل شاعر طفولة مليئة بالحب والشوق فماهي أبعاد طفولة الشاعر طارق وكيف التقى بكراسة الشعر ..؟
أ:طارق
أنا نشأت في بيت علم وأدب ومعرفة وفي كنف والدين رحيمين متعلمين رحمهما الله والدي كان مُديرلمدرسة وأنا أصغر أخوتي وامي سيده عظيمة فاهمه ومتعلمة في زمن لم يكن هناك تعليم لنساء ولكنهاشذت عن هذه القاعده وكانت تقرض الشعر -
ونشأت في هذا البيت فتعلمت الكثير ومازلت انتاح من سيرتهم العطره حتى بعد أن فارقوا الحياه وكانايشجعاني دائماً على الكتابه والنظم وقول الشعر -
أ:عنبر
حدثنا عن بداياتك الشعرية وكيف تطورت تلك البدايات..؟
أ: طارق
أول ماشعر بكوني شاعراً في المرحلة المتوسطة بالتحديد في ثاني متوسط وكنت أصغر أخوتي وقد كنتلصيقاً بالوالده وفي وقت ما ذهبت عني فكتبت فيها ابياتاً وعرضته على بعض الأدباء واعتبروه نظماً ولكنأعطاني الكثير من الإحساس أني شاعر بعدها انطلقت في تطويري في حرفة الشعر -
أ: محمد الأمير .
إذا كانت تلك البدايات وهي بهذه الطلاقة اللغوية الرائعة وبهذا الإبداع فهي بداية اثبتت أن الموهبة تشقُطريقها إليك -
واستهل محمد الأمير مقدمته بهذا المطلع -
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ
وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ
مَتى أَجزِهِ حِلماً عَلى الجَهلِ يَندَمِ
أقول هذه الأبيات كما ظهرت في شخصية ضيفنا الليله أ: طارق بن يسن الطاهر لأن ضيفنا الكريم نسيجٌوحده وثروة أدبية لغوية ومنذ عالج شهيته المعرفية لمعايشة اللغة بكبسولاته الأدبية التي وحدها سيعودبدوق رفيع -
تمتد جسور الخير إلى الأدباء ومنهم طارق بن يسن الذي جاء إلينا على شكل مكرمةٍ إلاهيه خصنا اللهبها وبه آثرنا على غيرنا صادقنا نفسه المنعشه التي تسمو بأسمى أنواع المحبة الوارفة الطلال مُحلاة بالتواضع الجم مُتجلية كالشمس في الضحى بالاهتمام بالأصدقاء والعناية بأدابهم ورعايتها بالنظراتالأدبية المتبصرة
والتفتنا إلى أفعاله الحسنى على أرض الواقع وأدهشنا ما رأيناه من ممارسات كتابيه تتعلق به هو شخصية قوية عميقة الطرح متلألأ بضلاعته في ميادين الأدب -
شاعراً وناقداً لغوياً وليس أدل على ذلك من اسهاماته الشعرية المتعلقة بتجاربه الخاصة ومقارباته النقديةالواعية المتغلغله في تجارب الشعراء والشاعرات على حد سواء
فكل جمعه نحن على موعد مع برنامجه الشهي باختصار في حضرة قامة أدبية فريده في الأدب واللغةوأمام إنسان جليل ونحن في حضرة ركن لغوي رصين يذود عن اللغة ستفتح له مجال أن يبحر بنا علىبركة الله -
أ:طارق
أرحب بالأستاذ محمد وأقول
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئاً جميلا
لأن نفسك فيها جمال رأيت فينا ذاك الجمال وأشكرك على طيبِ ماقلت .
أ:عنبر
دعنا نقف قليلاً على كبسولات أ: طارق اللغوية والتي مدنا بها في سيرته ما فكرتها ..؟ متى بدأت...؟مامدى اهتمام المجتمع الأدبي بها ...؟
أ: طارق .
بالنسبة للكبسولات أنا بدأتها منذ سنه تقريباً في إعدادها وأردت بها جانبين :
جانب لتصحيح خطأ متدهور معروف
وحانب تمليك الآخرين معلومة -
والحقيقة إعداد الكبسولات يأخذ مني وقتاً وجهداً وبحثاً كثيراً جدا من أجل الحرص على دقة المعلوماتوصحتها -
ويوجد لدي ٢٠٠ كبسولة أنشر منها كل أسبوع كبسولة -
أما كلمة كبسولة فهي كلمة غير عربية ولكن مجمع اللغة العربية أجاز هذه الكلمة واعتبرها من الكلماتالدخيلة وأدخلها للغة العربية -
ولدي قصيدة بناءً على طلب المستمعين -
بعنوان "ارتقاء" -
أتاني النجم منقادًا
أطرِّز فيه أبياتي
أصوغ معاني السلوى
فَلِي في القول صولاتي
فإني يا ظلالَ الأمس
أصارعُ موجَك العاتي
وأرفع شامخا رأسي
وأغرس فيها راياتي
وأطلع من مسام الأرض
وأقضي فيها ساعاتي
وأنشر في المدى بوحي
أقص لها حكاياتي
فيا شجوي ويا حزني
ويا عجبي ومأساتي
أيا شبحًا سئمناه
يعكر صفو أوقاتي
ويا نزقًا هجرناه
كسيفا شاحب الذات
أصالح دائما نفسي
أحقق كل حاجاتي
فإني صاعدٌ أبدا
تقود النفسَ ثوراتي
أجيء إليك يا وَزَرًا
أكفكف فيك دمعاتي
وأقطف من محاريبكْ
تعاويذ البدايات
وأرقب من أساريرك
تباشير الغد الآتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طارق يسن الطاهر -
أ: محمد -
تهمنا التغيرات الشاملة للحياة أن تنظر إلى النقد الأدبي كأدباء يغنينا هذا الجانب في واقعنا المعاصرمع تعدد القنوات كيف ترى المشهد هل أصابته عتمه..؟ أم هل غلبت عليه الجهامة والانزواء أم هو خاض في كافة ارجاء الوطن العربي في ظل هذه الظروف ؟؟
أ: طارق .
سؤال رائع ولكني لا أميل لجلد الذات ولا أميل لمسألة الاتكاء على الماضي حتى لاننكر واقعنا ولا ننتكرلمستقبلنا ، مسألة الماضي فيه كثير من الجمال وكثير من الأخطاء والمتاهات
في المقابل نجد قامات من الأمة العربية منها الكثير من الإعلام ومساحات كبيره من الأدب هناك شبابعلى مستوى عالي من الإتقان والحذق الأدبي والشعري نسمع لقصائد محمد عبدالباري الرائع يكادبصف جنباً إلى جنب مع المتنبي فرجل أتى لم لم تستطيعه الأوائل -
فلست مع إعلان قيمة الماضي على حساب المستقبل فالمشهد الأدبي فيه الكثير من الأسماء والأستاذمحمد الأمير شاعر كبير وقد تشرفت بتأمل إحدى قصائده فالفضاءات مفتوحه للجميع منها الكثير المثيرالجميل ولكن الناس لازالوا يتدثرون بعباءات الماضي -
أ: عنبر -
لديك العديد من الكتب الأدبية حدثنا عنها ، عن مسمياتها ، عن نقاط بيعها وتوزيعها -
أ: طارق -
لي ثمانية كُتب بفضل الله تعالى -
لي سلسلة من ثلاثة أجزاء سميتها مقالات الأدب والحياه جمعت فيها عدد من المقالات التي كتبتها صدرمنه اثنان والثالث الاسبوع القادم عن دار تكوين -
وكتاب "المختصر في النحو" أردت فيه معلومات مختصره جديده مباشره دون الخلافات العميقهوالتشعبات وأتيت في العشرين الصفحة الأخيره خرائط مفاهيم ورسم شجري توضيحيه للقواعد النحوية
وكتاب تنبيه الأحباب لرسائل الواتس اب"
وأنا اشتغل على هذا الكتاب منذ سنتين ونصف وتأتي رسائل كثيره ملغومة وتنشر عبر الواتس أب وفيهاخلل في الدين وفي اللغة ويحث الآخرين على نشرها وأنا جمعت إحدى وثلاثين رسالة وجاء بعدة أمثلةعلى ذلك -
وكتاب بعنوان "الأجوبة المسكته"
وكتاب "حبس الشوارد"
معلومات اسجلها منذ القدم من أي مكان قد يكون من صحيفة قد يكون كتب أو من معلومات قمتبتجميعها وتصنيفها إلى شوارد قرآنية ، شوارد شعرية ، شوارد أدبيه وهو كتاب ضخم على ثلاثة أجزاء-
أ: محمد
المدارس الأدبية التي ذاع صيتها في مطالع النهضة مازال سحرها ممتد إلى الوقت الحاضر - هل كانلك وقفات مع تلك المدارس هل تأثرت بها ..؟
هل استخلصت بعض رموزها ...؟
هل كنت ومازلت متصلاً بها في قرائتك..؟
أ: طارق .
نعم أنا تابعت حركة النقد والمذاهب الشعرية والاتجاهات منذ مدرسة الأحياء بقيادة أحمد شوقي والمحرموحافظ إبراهيم في مصر ومحمد سعيد العباسي والبناء في السودان كانو يميلون إلى محاكاة الشعرالقديم وكانو محقين . ولو أخذنا كل مذهب في سياقه الزمني فلن نلومه فمدرسة الأحياء ظهرت في فترةأصاب الشعر بعض الركاكة وبعض الضعف في فترة الدولة العثمانية فكانوا يكتبون قصائد كاملة بدون نقاط ويميلون إلى كتابة قصيدة مافيها حروف مشبكة لذلك كانو يميلون إلى الشعر التاريخي .
واستمر بهذه الركاكة إلى أن جاءت مدرسة الديوان للعقاد وأبولو وإبراهيم ناجي فللأسف مل مدرسةتأتي لاتكمل ما بداته سابقتها بل تنسف وتبدا من الصفر حتى النقد في ذلك الوقت كان نقدًا شخصيًا
ولكن أنا أؤمن تتغير القوالب بتغيير الزمن ولا نظل أسيرين لأي مذهب وأن نأخذ من كل مدرسة مايعجبناوكل ما يسمو بالشعر
س: محمد الأمير -
هل لشعر مساس للأخلاق والحضاره والجوانب الحيوية المتعلقة يها ..؟
طارق الطاهر -
والله الشعر لاينفصل عن الواقع
والأخلاق واقع والوظيفة واقع والحضاره واقع -
لأسمعكم شيءٌ من قصيدي
اشتعال قافية
ـــــــــــــــ
في مُنخُلِ الأفكار غربلت الرؤى ونسجت حرفا من شمائله العلا
الآن أصعد فوق أحلام السرى وأعيد بوحا قد تعاهده البلى
وأفجِّر الشعر الرصين جداولا وأطوِّع الحرف العصيَّ ، وإن سلا
أرمي بقافية ترتِّب ما جرى ينبوعَ ضوء في المنابع سلسلا
قابلتها ، فتبرجت ، وتزينت فسألتها : أو لم أكن؟ قالت : بلى
من زنبق الأمطار جاءت فكرتي تهب الحياة محاسنا بل موئلا
وتعدِّل الميل المؤطَّر فطرة وتعيد لي شجنًا تطامن أو علا
ما عاد يشغلني الكثير من الألى إن شطَّ قولا أو تسامح أو قلى
فغدوت مرفوعا لأعلى موقع وهجرت "مِن " وسلوت "عن" وكذا "على"
يا أيها الغادون في هذي الدنا هيهات مثلي أن يضل ويعجلا
فبززت كل منافس متعملق وتركت غيري في الأباطح مهملا
وغرست قافيتي على هام الدنا خلَّفت غيري في الفلاة مجندلا
ومحوت من عقل الحقيقة –قادرا- قولا تأكد بل تثبَّت وانطلى
وأصوغ ترتيب المعاني من هنا نغما تفجَّر في الأباطح منهلا
من شاعر يهب القوافي لونها من شاعر حاز الثريا منزلا
ــــــــــــــــــــ
س:عنبر المطيري -
يقال أن الشعر النبطي امتداد للشعر الفصيح فبماذا يرد شاعرنا -؟
أ: طارق -
ليس لي في الشعر النبطي أبداً ولكني لا أنكره على أي أحد والقصد في كتابة الشعر هو التعبير عمايشعر به في صورة مرضية له ، ومقبولة للمتلقي حسب قدرته وامكانياته فلا أرى في ذلك مضاضهوالشعر العامي له رواده -
س:عنبر المطيري -
رسالة شعرية تقولها للقارئ العربي ..؟
أ: طارق الطاهر ..
أقول أعتد بما لديك من تراث ، واعتز بما لديك من أصاله ويكفي صوره با اسم القراء باسم الشعر -
الشعر خدم الدعوة الاسلامية كثيراً وفي عهد الرسول الشاعر حسان بن ثابت وكعب بن زهير وغيرهمخدموا الدعوة الاسلامية كثيراً وكان يقول الرسول لحسان بن ثابت أهجهم ياحسان وروح القدس معكوكان يلقي شعره في المسجد -
س : محمد الأمير .
ننتقل إلى بعض الاشكاليات والذين ينظرون إلى التراث على أنه عقبه مُعضله في طريق التحديث كيفترد عليهم أ: طارق بكلمات موجزه .
أ: طارق -
لايمكن أن تنطلق إلى أعلى دون أن يكون لديك شيء تتكئ عليه أو أرض صلبه تتكئ منها والتجديدوالحداثة لايمكن أن تأتي دون أن يكون لك سند تراثي .
س: عنبر المطيري -
هناك أشياء نحتفظ بها لأنفسنا ومن المؤكد أن لك قصيدة قريبة لنفسك .
نعم لدي بعض القصائد التي لها مناسبات عاطفية وهي أسيرة القلب فأنا أحب قصيدة اشتعال القافيةالتي يقول مطلعها -
في مُنخُلِ الأفكار غربلت الرؤى
ونسجت حرفا من شمائله العلا
وقد كتبت رثاء في أبي وأني وأخوي رحمهم الله جميعاً وفي أحد تلاميذي سعودي توفي أيضاً وكتبت فيهمرثيه -
وبعض المناسبات تطفو على قلب الشاعر
والشاعر لايشرح شعره ولكن القصيده تقدم نفسها وتترك الضمير عنها لفطنة القارئ
كذلك هناك قصيدة أخرى لها مكانه في قلبي بعنوان "سيناريو"
سيناريو البحث عنها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفتش في وجوه الناس
أبحث عن سنا العينين
أبحث عنك غاليتي
وعن كل الحكايات
وعن أشواقيَ الظمأى
وعن بوح الروايات
*************
وأبحث عنك في لغةٍ
تُحيل الحرف موسيقا
وأرقب فجرك الوضاءَ
أرجو الآن تحقيقا
وأقبس من عباراتي
كلاما زاد تعتيقا
وبُحَّ الصوت في حلقي
وزاد الثوب تفتيقا
*********************
وأبحث عنك في سَعةٍ
تطوِّح بي وتُلقيني
ولكنّي أقاومها
فأخرج من أفانيني
لأنهضَ جامعًا نفسي
لربط الروح بالطينِ
وأغدو فيك حيرانا
بزيتونٍ بلا تينِ
***************
أيا ذات السنا البراق
عند عتامة النفقِ
ويا ذات الرؤى أنتِ
إذا ما تُهتُ في الأفقِ
وأنسج من خيالاتي
أهش بها على ورقي
وأرسم من متاهاتي
مسارا ضل في الشفقِ
*************
أحلِّق في سماوات
تُظِلُّ معاني البوحِ
وأُمسِي في أراضينَ
تُقِلُّ مسارب النَّوْحِ
فيا من كنتِ تحنانا
وكنت الظل للدوحِ
فيا شجن المساءاتِ
تفَتّق في مدى الجرحِ
****************
ويقتلع المدى صوتًا
يعود مشوَّش الجِرسِ
أنا الظمآن من زمنٍ
أجافي حافة الكأسِ
فتختلط النُّهى قدرًا
يجيء اليومُ في الأمسِ
وتحتل السما أرضًا
يكون الحظُّ في النحسِ
ـــــــــــــــــــــــــ
س:محمد الأمير
هل هناك فرق يكتب الشاعر وفقاً للبحر ان يكون البحر المتكامل بتفعيلاته أم عندما يغرق في التجربة -
والشعر إن لم يهززك عند استماعه
فليس جديرا أن يقال له شعر
بالنسبة لتراسل الحواس أول من جاء به الشاعر الفرنسي في ديوان أزهار الشر إذ جعل الأدن ترىوالعين تسمع والأنف يتكلم واللسان يشم وكان ذلك شيئاً رائعاً -
وكما قلنا أن كثير من هذه المدارس له أصلاً في التراث وأنا أرى كل ما رآه العلماء الأفاضل المشاعر التييريد الشاعر أن بصوغها ويعبر عنها شعراً فهي تفرض اختيار البحر الذي يعبر عنها وإنما هي مشاعرتأتي في القالب هذا -
س:محمد الأمير -
لمن تعتزم بهؤلاء القامات الذين لمعو في سماء الأدب من الشعراء -
أ: طارق الطاهر .
الإنسان لاينفصل عن ماضيه وأصله أبداً وانا حقيقة أفضل المتتبي من بين الشعراء الذي لم يأتي بمثلهفي العرب -
فأنا أُحاكم الشاعر لشعره وليس لموقفه فقصائد المتنبي تجد المتنبي يمدح الممدوح في بيتين وبقيةالقصيده فخر بنفسه ومن ناحية الوطن العربي ككل فأفضل الأديب الشاعر غازي القصيبي لبراعتهالشعريه وكذلك أحمد شوقي أما سودانياً فأفضل الشاعر السوداني الراحل
سيف الدين الدسوقي ولديه من الشعر الرائع المختلف فيقول في قصيدته هذه
عد بي الى النيل لا تسال عن التعب
الشوق طي ضلوعي ليس باللعب
لي في الديار ديار كلما طرفت عيني
يرف ضياها في دجى هدبي
وذكريات احبائي اذا خطرت
احس بالموج فوق البحر يلعب بي
شيخ كأن وقار الكون لحيته
واخرون دماهم كونت نسبي
واصدقاء عيون فضلهم مدد
ان حدثوك حسبت الصوت صوت نبي
امي التي وهبت حرفي تالقه
تجئ رحمتها من منبع خصب
وان تغيب في درب الحياة ابي
قامت الى عبئها ايضا بعبء ابي
والناس في وطني شوق يهدهدهم
كما يهز نسيم قامة القصب
والجار يعشق للجيران من سبب
وقد يحبهم جدا بلا سبب
الناس اروع ما فيهم بساطتهم
لكن معدنهم اغلى من الذهب
عد بي الى النيل لا تسأل عن التعب
قلبي يحن حنين الاينق النجب
من كان يحمل يمثلي حب موطنه
يأبى الغياب ولو في الانجم الشهب
س: سؤال أحد المتواجدين :
حدثنا عن المرحلة الجامعية في كلية دار العلوم في جمهورية مصر العربية وماذا قدمت فيها شعراً ؟
أ:طارق الطاهر-
كلية دار العلوم كانت ومازالت منبع الشعراء و ترفوا الساحة الأدبية بالشعراء ويكفي أن كبار الشعراءالعرب تخرج منها إدريس جماح ومحمد بن محمد علي كان فيها ثراء أدبي ومهرجانات مستمره ودارالعلوم من الصدور الرحبة المفتوحه ..
وقد جمعت مجموعة قصائد وعرضتها على الأديب الكبير شعبان صلاح وكان رئيساً لقسم النحو والصرفوهو مشعور وله عدة دواوين دخلت عليه مكتبه وأخذ قصائدي وعلق عليها وصوب فيها و اثنى عليها هكذاكانت الأمسيات عباره عن فوائد ولازالت دار العلوم والمعرفة مهمة لي إلى اليوم -
س : جوري العبدالله -
مساء العنبر ومساء الأمير الأنيق وطارق الطاهر - شكراً لهذه الأُمسية
س-وأنا من المتابعين لنتاجك الغزير لاحظت إنك لم تطرق باق السرد والرواية فهل لك أن تفسر هذهالمسأله لمتابعيك ..؟
أ:طارق الطاهر -
بالنسبة لي لم أكتب رواية ولا قصة قصيرة ولكني كتبت قبل عشرين سنه ثلاثة قصص ولم استمربالتجربة إلى الآن ولكن الفكرة تراودني من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لإنتاج عمل روائي ...
أ: جوري العبدالله -
هل لك أن تسمعنا بقصيدة انتجها موقف معين مربك وتستطيع مشاركتنا بها ...
أ: طارق الطاهر -
عندي قصيدتين ولكنها تُخلف أثر في الشاعر وكتبت قصيده في الأطفال الذين تحت الكبائن المشردينكتبت فيهم قصيدة طويلة بعنوان
"مملكة تحت الكباري"
يقوم الصبح مكتئبا يناغي الشم والوسخا
ويفرك عينه تعسا وخدا شاحبا وسخا
فتلك طفولة وئدت وهذا الطفل قد مسخا
فإن الشم فعلته ودين فيه قد رسخا
له ظمأ إلى دفء يقيه شر لسع القر
له عوز إلى أهل إلى أخت تراعي السر
إلى أم توسده دثار الحب من الشر
إلى خدن يشاركه لقاء الاكل دون الهر
ولما شب صاحبنا مهيضا ضائع الأمل
كبيرا دونما حلم كسيرا جاحظ المقل
فلا جمع ولا قسمة ولا الإتيان بالجمل
ولا طرح ولا ضرب بلا علم ولا عمل
فشب الطفل كارههم بجرح الحقد والجرم
ليشفي منهم غيظه وان يغدو كمنتقم
لأن الناس قد وأدوا براءته مع الحلم
فكان الطفل في رأسه ركامات من النقم
وقصيدة موقف آخر بعنوان
"ميسرة"
ـــــــــ
شرطي مرور في شندي اسمه *ميسرة*، انحنى ليربط حذاء تلميذة، ثم أخذ بيدها ؛ ليعبر بها الشارعحيث مدرستها ، قلت في هذه الصورة الإنسانية:
يا أيها الرجلُ الخلوق تحيةً تُهدَى إليك بكل حرفٍ تُكتَبُ
أنت الذي ناداك حِسُّ أُبوَّةٍ كي تنحني لحذائها وترتِّبُ
هي طفلةٌ ،لجأت إليك سجيّةً والفضلُ يُرجَى من نداك ويُطلَبُ
هو (ميسرة) ، رجل الرجال حقيقةً دومًا يذلّل ما يُعيقُ ،ويصعبُ
ـــــــــــــــــــــــ
س: جوري العبدالله -
ماذا تقول للعشاق في يوم عيدهم ..
أقول قصيدة بعنوان جدلية العيون -
جدلية العيون
و"عين الحلوة "اتقدت تنافس مطلق الأمصار
و"ذي جالوت" يا عيني تقاتل معشر الكفار
كما "عين الخليل" أتت تفسر أعسر الاخبار
فنور "عيوننا" يخفت فلا ضوء ولا إبصار
و"عين الطفل" تكسوها غشاوات الغد الغدار
س:فايع عسيري -
السودان لوحةٌ رسمتها السماء ..
السودان البلد الجنة !
يقولون هناك عدا الأقصى باستثناء الحرمين مافي أجمل من النيلين إذا سارا معاً أو أفترقا على أمل ٍباللقاء ..
صدق نزار السودان مطرّزة بالأخضر
تغطّي سمائها العصافير ..
إلى أي المدارس الأدبية ينتمي الدكتور طارق ؟
أهلاً بك أ: فايع على هذا الاستهلال وعلى هذا التقديم الراقي واشكرك لحسن طنك وطيب مداخلتك -
قال ادريس الجماع -
والنيل مندفع كاللحن أرسله
من المزامير إحساس ووجدان
حتى إذا أبصر الخرطوم مونقة
وخالجته اهتزازات وأشجان
وردد الموج في الشطين أغنية
فيها اصطفاق وآهات وحرمان
وعربد الأزرق الدفاق وامتزجا
روحا كما مزج الصهباء نشوان
وظل يضرب في الصحراء منسربا
وحوله من سكون الرمل طوفان
سار على البيد لم يأبه لوحشتها
وقد ثوت تحت ستر الليل أكوان
أما نزار فقد جاء إلى السودان وقدم فيها أمسية وقال قصيدة فيها أوصاف عجيبة
نزار قباني: شاهد من الزمن الجميل
نصف مجدي محفور على منبر "لويس هول" و "الشابل" في الجامعة الأمريكية في بيروت، والنصفالآخر معلق على أشجار النخيل في بغداد، ومنقوش على مياه النيلين الأزرق والأبيض في الخرطوم، طبعاهناك مدن عربية أخرى تحتفي بالشعر وتلوح له بالمناديل، ولكن بيروت وبغداد والخرطوم تتنفس الشعروتلبسه وتتكحل به، إن قراءتي الشعرية في السودان كانت حفلة ألعاب نارية على أرض من الرمادالساخن.
ومن ناحية الانتماء انا آخذ كل جميل ومتاح لي وللمتلقي فهذا هو التذوق الحقيقي
أما الشعراء الجاهليين فأنا أحب طرفة العبد فهذا الشاعر رغم صغر سنه وثراء قصيدته فقصائده تستحق الدراسة أكثر وأكثر وأفردت له دراسه في قناتي باليوتيوب
س:محمد بن جابر المدخلي -
بعد التحيةِ والاحترام مساكم الله بالخير مساكم الله بهذا الألق في الكلمات الوارفة التي تأتي من هؤلاءالشعراء الذين تستضيفونهم بهذا الجمال . فهذا إن دل على شيء فهو يدل على هذه المخمليات التي تطلعلينا بالأساليب الراقية التي تتاح إليها ولذلك أنا أُحيي من هذا المنبر الأخت عنبر المطيري والأخ محمدالأمير وتحية وارفة ملؤها الحب والوفاء لهذا الأديب الكبير طارق وهذا الإنسان العظيم ، هذا الرجل الذيتجد له بسطة في كل مكان وتجد له مكاناً في كل زمان فطوبى لنا به فعندما يتحدث نجد الثقافة تُسالعلى لسانه ونعيش معه هذه اللحظات التي دائماً مانتوج به أنفسنا فيها وأزاهير الجمال التي يكسوهاهذا الإنسان الفذ -
وشهادتي فيه مجروحه بحكم قربي منه ودائماً في الملتقيات له نكهه خاصه يتحدث بصورة الانسانالمتواضع فله منا كل التقدير وفي هذا المساء عرج بنا نحو السودان وأوقفنا على جمهورية مصر العربيةوعاد بنا إلى العصر الجاهلي صم رجع إلى المملكة العربية السعودية طاف بنا حول المدن وفي سائرالعصور بكي نحظى بهذه الأمسية الرائعة الأسئلة التي حالفنا بها الأديب محمد بن سلطان الأمير شكراًلهذه المعلومات وسؤالي يقول :
لو عاش طارق في عصر غير هذا العصر هل سيكتب بهذا الأسلوب أم غيره ..؟
أ:طارق الطاهر -
أرى أن الأمر سيتغير قليلاً لثوابت العامة رالتي يجب أن تكون جميع العصور ولكل عصر طابعه الخاصواسلوبه وحدفه الذي يقدمه لناس .
وقد سأل أحد المستمعين سؤال جميل
ما أثر مدينة كسلا على الأديب أ: طارق الطاهر..؟
هي مدينة في شرق السودان وهي مدينتي وقد زارها الأديب المخملي عادل عباس
فيها مثلت الجمال الخضره والماء والوجه الحسن وهي مدينه ملهمة لشعراء وأبرز ماكتبت فيها الابيات التي شرفتني
وكتب فيها الشاعر صالح جبرين وغيره
وأنا أؤمن جداً بعبقرية المكان والزمان التي يسميها الان النقد القصصي او الروائي التي هي الزمانكيوالزمان والمكان له تأثير كبير على نفس وابداع ونتاج الأديب سواء كان شاعراً أم كاتباً -
أ: منى السامطي -
بعد التحية والتقدير والشكر لمعزوفات مخملية ومقدمي الحلقة وضيف الحلقة أ: طارق الطاهر ..
ماذا كتب أ: طارق في النيل ...؟
النيل هو مصدر إلهام الشعراء والكتاب فكل الحضارات قامت على أطراف النيل وانا لم أكتب فيها شعراًولكن كتبت فيها بعض الكتابات ربما لأني لم أعيش على أطرافها فأنا من مدينة كسلا -
كتب عنها الشاعر أدريس جماع - في محراب النيل -
صديق رحمه -
أرحب بكم جميعاً ونشكر معزوفات مخملية على هذه الليلة الفريدة وأشكر كل القائمين لها أنا صديقرحمه زميل للأستاذ طارق زميل دراسه وصديق عمر و فرقتنا السنون ولكن تواصل الود مرة أخرىفالأستاذ طارق أديب وشاعر وناقد وعالم في اللغه وهو رياضي مطبوع وله في التحليل السياسيوملاحظتي عليه أنه رجل متواضع ويحتفظ يما يكتب ويأخذ برأي رعاة الناس والعوامل التي شكلت فينجاحه مسيرته العلمية والتربوية
والنصوص التي يختارها نصوص وسطية غير متطرفه ويجمع عليها الناس ويأتي يالجديد المختلففالمورد العذب كثير الزحام -
نشكر كل من حضر واستمع وتداخل وسأل وأجاب وأجاد ونشكر الأديب طارق بن بسن الطاهر الذي صنع من ذلك المساء قمة عارمة الظلال سامقة الشموخ عذبة المحيا ونال على إثرها شهادة شكر وتقدير مُقدمة له من مُلتقى معزوفات مخملية -
شكراً للأديب محمد الأمير الذي كان جنباً إلى جنب مع الزميلة عنبر المطيري اللذان قدما الأمسية بنجاحوشكلا قمة محفوفة بالثمر و اجادا في تقديم الاسئله الثرية الواعية التي شكلت الهدف الحقيقي منالأمسية المخملية وهي تقديم الأدب العربي على حقيقة منقوشاً على جبين صاحبه -
انتظرونا في أمسيات قادمة لاتقل نجاحاً عن هذا النجاح بإذن الله -