لقد دخلت قلبي بيضاء
نقية طاهرة ...
كما يدخل الأتقياء منازلهم
بعد أن يعودوا من مناسك الحج ...
كانت أشبه بمعجزة صغيرة
تغلغلت بين الشرايين
وأيقظت كل الخلايا الخاملة من سُباتها
وأصبح جسدي في حالة طوارئ كاملة
يبحثُ عن جدار يتكئ عليه يحميني من خوف العشق ...
وكأن الله استجاب إلى دعائي الليلي
وساقها لي من حيثُ لا أحتسب
يا الله كم احتجتُ من الوقت والدعاء
حتى أخرج من قوقعة أحزاني الأزلية ...
أي أنثى جاءتني على هيئة زلزال ، فتنة ،دهشة ...
وجعلتني أفقد القدرة على الوقوف والجلوس ...
وأتحسس لساني الذي فقد النطق
وشفاهي التي نسيت التمتمة ...
فراشة وحطت على قلبي
كما تسقطُ حبات الندى على الورق
تُصيبه برعشة البرد والفجرٌ عند عُقب الباب ...
لقد حاصرتني بجنون الأبجدية
ووقار اللغة ورزانة العمر
جاءتني موشحة بالكلمات بالعطر
وتهمس في أذني كلٌ عيد وأنت لي، كل عيد وأنت لي ...
وتطيرٌ مبتهجة بطائرتها الورقية
يا الله لا شيء يٌبرر الحٌب ولا تبرير للحب ...
كل القلوب الجميلة تتوحد عند بابه
نقرأ من أجل الحٌب كل قصائدنا
التي خبأناها في دفاترنا الصغيرة
نرسم من نُحبهم على جدار الأمنيات
نخبئ ورودهم تحت وسائدنا
الحبٌ يجعلنا نولد لأول مرة
عند كل لقاء ، عند كل رنة هاتف
عند كل ابتسامة ، عند كل صباح ...
الحُب هو أن تُناديك باسمك لأول مرة
وتلك العيون لا ترفع رمشها خجلاً
آه من ذلك الصوت الذي أخترق أذني
ليستقر في القلب ...
سويعات أنقضت ألبستني فيها
ثوب الفرح وأطفأت الجمر
وازدادت جمالاً في عيني
لا شيء أعظم من أن تحط عينك
في عيون من تُحب ولو نطقت تلك النظرة
لقالت جئتُ للحياة من أجلك
فديتُ تلك اللحظة يا سيدة الدهشة
يا سيدة الحٌب يا كل الناس وأجمل الناس ...