مللتُ يا سيدي
مللت الشعر عروضه في فمي يتخثرْ
مللت يا سكان عبقر
مللت من حزني
ومن ألمي
من ثورة في القلب تتعثر
أفقْ من ألم تأّلهَ وتجبر
أفقْ
فأنا ملولة
.. عجولة.
كسمكة في الشباك تتبختر
أفق فقد مللت الوقوف
في بحر السكوت
وباحةِ الشعر
وصمتِ العيون
ذاك السواد للكحل يتنكر
مللت من حزني
ومن ندمي
مللت من كل عاشق
يخفي هواه.. يتحير
مللت من مشية الفكرة العرجاء تتكبر
حتى ملني وجهي
وبات للمرآة
وجها غريبا به لا أشعر
يأمرني بأن أشكو
وأن أبكي
وبالآهات أن أكفر
ومن بئر الشعر القديم أن أشرب
ولا يدري كم مل مني الصبرُ
لوحاتي
وفرشاتي
وأشعاري
وكل مابه أركل الوقت
وعنه أستكبر
وفي الآفاق كم رفعتُ كفا
وكم هادنتُ الوقت وكم وكم
في دمي تراقص الهم
ومازال العشق للهم يستمطر
مللت
من كل ذي قلب كتوم
يتلوى الوريد فيه شوقا ويتستر
ألا أيها المللُ المعتقُ في حروفي
وضحكةٌ في الخدين تسفر
وفي الليل -بكل الصلافة
- تبيع أنفاسي رخيصة
للحرف والدفتر-
ليس لشاعر توبةٌ وإن غنى
(أنا حر
أنا طليق القلب
والشفتين
والنبضات
والمظهر)
أما تراني أنام لا شيء يمنعني
وأرسم في الأحلام أحلامي
وأصحو مريدا لكل الحياة
ومرآتي على صوت
(أحداثكم) تتكسر
مللت يا سكان عبقر
أما انتفاضة من زهير توقظنا
أما خطاب من أبينا عنتر
يسأل الشعراء عن الشعر
المؤثث بالعروبة والتاريخ الأمجد
مللت تكرار المشاعر
والأقوال والصفحات في ذلك الدفتر
الشعر أرق من ذاك وأعمق
يتيم هو الحرف المعاد المكرر
وعلى أبواب (أناتي)
كل الهوى يرويه غيري
واكتفي منه ببعض من الشعر
به أحيا وبه.. قد أخسر
ياسكان عبقر