ياعالمي المجنونَ ، ضَاقَ مداري
وتحطمتْ بِيَدِ الوَنَى أسواري !!
خبأتُ في جنبيكَ ظهرَ مَتاعِبي
فتطايرتْ فوقَ الضُّحى أسرارِي !
سَلِمَتْ خُطايَ من المسيرِ وسلَّمَتْ
لدروبِ نسيانِ الكلامِ جِوَارِي
صوتُ الضميرِ على انحِساريَ قد بكى
عُمُرًا ، وأنكرَ حيرتي وَدُوَارِي
ياليتَ ذاكَ الصوتَ صوتُ بَشاشتِي
وتَحرُّرِي مِن صَبوَتِي وَعِثَارِي
ياليتَ فوحَ العطرِ فوحُ حقيقتي
عند انبلاجِ الشعرِ في إكباري !
قد كُنتُ أحسِبُ أنَّ أسرابَ النَّدى
سَقْفِي وأنَّ البوحَ أنجُمُ غَارِي !
وخيوطَ دِفءِ الشمسِ عينُ سريرَتِي
ومدائنَ الأنوارِ رُوْحُ دِيارِي
مِن بعدِ ما جَحَدَ الكلامُ صدى الهوى
ضَجَّ الدُّجَى فَنَسِيتُ لونَ نهاري
لَكِنَّنِي ، أهديتُ لهفَةَ أضلُعي
نهرًا تَدفَّقَ في شِعَابِ قِفاري
كلُّ الذي أدريهِ أنَّ تَوَرُّدِي
وِرْدِي وأنَّ شذا الحقولِ دِثارِي
وبأنَّ أمواجي التي لقَّنْتُها
حِسِّي تُوشوِشُ بَهجتِي وَوَقَارِي
ياعالمي العُلويَّ ، ألهِمْ أسطُري
خفقَ السَّلامِ على انبلاجِ فَخاري
حَلِّق على الأُفُقِ السَّخيِّ وغنِّ لِي
لحنَ الحبورِ ونَاغِ دِفْءَ سِتاري
واقرأْ كناياتي التي ارتسمتْ على
حُلَلِ الحريرِ ، فقد أضأتُ فَنَارِي