سكبت ذاتي داخل ذاتي مرة أخرى، بعد أن خذلني في نهاية الطريق .
كان كل شيء في حياتي ، يسكنني ، أتلبسه، كان الهواء الذي اتنفسه حتى ابتسامتي كانت أجله فقط ، تحملت قسوة الحمل والإنجاب و العمليات لأنه يريد بنتًا . جاءته الخامسة ، و في نهاية الطريق يتخلى عني و يتزوج بأخرى ويرحل.
بعثرني وقفت مرات ومرات أمام المرآة اتفقدني، أبحث عن إجابة لسؤال يحفر تفكيري بعنف يشتد في كل مرة يعود . لماذا تزوج علي ؟.
إختل توازني ، شارفت على السقوط في هاوية الهذيان.
قال ابني الأكبر: أمي افتقدناك .
صحوت على واقع جديد و أخذت أبحث لوحدتي عن رديف ، تعرفت على مواقع التواصل و غزوتها ، بدأت أعود لمرآتي
و مكحلتي و ابتسامتي . و في يوم أغراني إعلان بالاستثمار بالثراء و أنا في مكاني لا يتطلب الأمر سوى ضغطة زر و ضغطت . دخلت في متاهة "علي موسى" و الأربعين حرامي ، أسهم و ذهب و بترول و محفظة ، مفردات لا أجيد التعامل معها و لا أعرفها ، الفضول يقودني فككت صرار نقودي ، سالت ،حاولت لملمتها تهت في عالم جديد و أصوات تأتي من خارج الحدود لا تخافي ! و كلمات لم أسمع مثلها من قبل . تفقدت نفسي أحببت هذا الضياع و رغبت في هذه المتاهة و بين نشوة اللون الأخضر و الخوف من إحمراره ، استمرت مغامرتي أربعة أيام فقط! تضاعف فيها المبلغ و أغراني . لأصبح على فجيعة الخسارة توقفت رغم دعواتهم لي للاستمرار . تألمت فعلا و نسيت ألمًا سبق .
حلقت من جديد .
في يوم طُرق الباب كان هو عائد إلى مرفأه الذي هجره منذ سنين ، يحمل ندوبه ، يريد المرأة التي ترتمي تحت قدميه ، كنت أتعافى وأحلق خلف أحلامي و استقبلته ابتسامتي! ..
بِنت الريف