قالتْ سئمّنـا من الآمـالِ نزرعُـهـا
ولا حـصـادَ لِـمـا خـلـنـاهُ نـجـنـيـهِ
لـمْ يبـقَ للسعـدِ بـاقٍ كـيّ نُكدّرهُ
لـم يبـقَ لـلـبـعـدِ أبــواقٌ تـغـنيـــهِ
هـلا تـركـتَ لـهـذا الـعـمـرِ آخـــرهُ
هـلا خـتمـتَ علـى حـبٍّ بتـالـيـهِ
هـلا أضأتَ لهذا الـجـزءِ حبكـتـَهُ
هـلا شرحتَ ولـو فصـلًا معانيـهِ
هلا محوتَ الذي في القلبِ كاتبهُ
إن كنتَ يا شاعر العشاقِ ناسيهِ
أم أن قصـدكَ ممـا كـنـتَ تـكـبتـهُ
سيما الخشوعِ لفرضٍ لن تصليـهِ
لكـي تـنـالَ الـذي ما لستَ نـائـلـهُ
حتى يعاني الأسى من لا يعانيهِ
هجرتَ محـرابـهِ ليـلًا وقلـتَ لهُ
صلى المصـلي لأمـر كانَ.. يعنيـهِ
فقلتُ والـعمـرُ أغلـى ما سأفقده
رضيتُ في حبـكِ العـذريِّ أفنيـهِ
فإن ضللـتَ بحبـي لسـتُ أنكـرهُ
وإنْ هديـتَ لـهُ ماكـنــتُ أغـويـهِ
ما في الصبابـةِ للصبـيانِ منتـزهٌ
كـلا ولا بسمـا.. الأشـواقِ تـرفيـهِ
دعي الملامةَ للعذالِ وانصـرفيْ
للقلبِ أمراً قريباً سوفَ يقضيـهِ
لو تخلفي الوعدَ فالأحلام باقيةٌ
أو تقتلي الوصلَ فالآمال تحييـهِ
الحـبُّ أكـبــرُ مـن أهـواءِ غانيـةٍ
والشـوقُ أعـظـمُ مما قد تعـانيْـهِ
والشعر طفلٌ له الأحلامُ حاضنةٌ
إن رمتِ تقبيلهِ في الثغر داديـهِ
عامٌ كبـرناهُ رغـمًا عن شقـاوتنـا
إن كنـتِ شاريةً وصلي أعيديـهِ
يامن ثنيتِ فؤادي عن سعادتهِ
ما كـانَ ضـركِ لـو وافـى تمـنيـهِ
بحـقِّ مـن جـمـع الأرواحَ ثانيـةً
فكي وثاقَ الهوى عطفًا براعيـهِ
أو لا دعيـهِ ينـاجي الله مبتهـلًا
حتى يلاقي الذي يرجو تلاقيـهِ
بـالاً يـريـهِ أوارَ الـحـبِّ مغـنمـةً
أو لحدَ قبرٍ عن الموتى يـواريـهِ
غنمًا لأن غـرامَ العصرِ مغـرمـةٌ
آيفون.. يقـلـبُ سفـلاهُ بـعـالـيـهِ
موتى.. لأن بروجَ الحبِّ ناقصـةٌ
وكلُّ بـرجٍ بكـى ذرعًـا بـمـا فـيـهِ
ما خطَّ إلا اشتكى أعباءَ خدمتِهِ
وظنَّ باقي الورى عطلًا كراعيـهِ
فدارَ دورةَ ماجلانَ مـن جـشـعٍ
ولم يجدْ نقطةً بالنصفِ ترضيـهِ