الشاعر:عبدالمجيد بن جلون
1981-1919م
*جوانبٌ من سيرة حياته:
-ولد في مدينة الدار البيضاء (المغرب).
-عاش حياته في المغرب ومصر وباكستان وإنجلترا.
-تلقى مراحل تعليمه الأولي بمدينة فاس، ثم انتقل إلى إنجلترا بصحبة والده التاجر، ثم عاد إلى المغرب، ومنه إلى القاهرة ضمن بعثة تعليمية، نال على أثرها الليسانس في الآداب من جامعة القاهرة، ثم الدبلوم العالي للصحافة من كلية الآداب أيضًا .
-عمل محررًا بجريدة «العلم» المغربية، ثم بوزارة الخارجية، فسفيرًا للمغرب في باكستان عقب إعلان الاستقلال (1956).
-كان عضوًا باتحاد كتاب المغرب منذ عام 1961 .
*الإنتاج الشعري:
- له ديوان تحت عنوان «براعم» .
- نشرت له بعض صحف عصره عدداً من قصائده.
*الأعمال الأخرى:
- «وادي الدماء» (مجموعة قصص) -
-«في الطفولة» (سيرة ذاتية)
- «ولولا الإنسان» (مجموعة قصص)
*اتجاهه الشعري :
شاعر وجداني، تغلب على شعره النزعة الإنسانية.
-ينحو إلى التجديد في موضوعاته ؛مع التزامه بالنهج الخليلي وزنًا وقافية.
-ألفاظه رقراقة، ولغته طيعة، وخياله ثري.
*نموذج من شعره:
قصيدة«البحر»
ما كدتُ أبصر طلعةَ البحرِ
حتى غفلتُ هناك عن أمري
ونسيتُ أصحابي الذين معي
وسعيتُ نحو مياهه أجري
وذكرتُ أيامي التي سلفتْ
فوق الشواطئ في الصِّبا النضر
فرمالها الصَّفراءُ كم حضنتْ
جسمي الصغيرَ بساحل البحر
ولكم أقمتُ عليه من تُرعٍ
وبنيتُ من حصنٍ ومن قصر
وسبحتُ بين الموج مغتبطًا
ببروزه من حيث لا أدري
فأكاد أغرق إذ يفاجئني
وألوذ بالأحجار والصخر
صورٌ على صورٍ قد اندفعتْ
وتباعثتْ من سالف العمر
فالبحرُ خِلٌّ لستُ أنكره
من بعد طول البينِ والهجر
بل قد جريتُ إليه في لهفٍ
لما بدتْ لي طلعةُ البحر
********
يا بحرُ تلك طفولتي انصرمتْ
فعلامَ ذكرى سالفِ العهِدِ؟!
فوق البسيطةِ لستُ أولَ من
قد ضاع بين المهد واللحد!
أمواجُكَ الهوجاء قد سحبتْ
أيّامَها في الجَزْر والمدّ
تعلو على الشطآن مصطخبًا
وتعود من بدءٍ إلى عَوْد
تعلو وتغمر ما تصادف فيــها
من حضاراتٍ ومن مجد
أطفأتَ شعلتَها وبهجتها
في جوفكَ المتوثّب الـمُردي
فهديرُكَ الجبّار قهقهةٌ
من نزعة الإنسان للخلد
ما أشبه العمرانَ يرفعه الْـإنسـانُ
في الأجواء كالطود
بالمعقل الرمليّ يرفعه الْـأطفالُ
في بِشْرٍ وفي كدّ
تعلو عليه ثمّ تمسحه
بيدٍ تشلّ وتقهر الأيدي!