مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
صلِ الذي كانَ قبلَ الأمسِ مُنقَطعَا
ياقلبُ وافتحْ مدى إذ ربَما رَجعَا
إنْ عادَ ياقلبُ لا تُكثرْ ملامتهُ
أظهرْ لهُ من تُقى الوجدانِ والوَرعَا
سامحْ كأن لَم يكنْ لِلذنبِ مُقتَرفاً
وامنَحهُ دفءَ الذي من أمسهِ مُنعا
هل يُسمعُ الموتُ من بالموتِ فاجأني
واستأصلَ الرُوحَ حتَى خِلتَها قِطعَا
كأنَما كأسَ ذاكَ الموتِ أشربَني
وهل يعودُ الذي كَأسَ الرَدى كَرعَا
كأنَما البُعدُ موسيقا يُنغمُها
التِرحالُ من وحي أحزاني بها سَجعَا
ما غيَبَ الموتُ إلا صوتَ هَمسَتهِ
بالحُبِ، فيما تَشظى القلبُ وانفجعَا
وكم أراني وحيدا والطَريقُ هُنا
كانَ المُؤَدى إلى لُقيا بهِ انقَطعَا
وكم أراني حزيناً بعدما انطفأتْ
بواعثُ الشَوقِ منهُ حينما هَجعَا
أضحى انتظاري لَهُ يأساً يُصارعُني
إذ أشعلَ الآهَ في كَينونَتي وَجعَا
لَو ألتَقي طَيفهُ حُلماً يُرَاودنِي
فَحِينهَا العُذرُ عُذر النَبضِ إِنْ وَقعَا
إنْ ضَمَهُ القلبُ مُشتَاقاً لِطلتهِ
فَكليَ الآنَ قبلَ القلبِ قد هَرعَا
مسافةٌ بيننا كانتْ مُذَبذبةً
والانَ مِقدارُ ما بعدَ الرَدى اتسعَا
يا لحدُ فافتحْ على الجنَاتِ نَافذةَ
الرحَمنِ يَشتَم عطرَ اللهِ مُضطجعَا
نظم نادي أبها الأدبي وإدارة مجلس قلاع آل أبو نقطة المتحمي لقاء بعنوان : السياحة الثقافية _ عسير نموذجا
تحدث فيه كل من د.شفيقة وعيل، وأ. آن الصافي، وأ.سعيد المتحمي وأداره د.عادل اليزيدي
بدأ عسيري اللقاء بالترحيب بالضيفتين المشاركتين وبرئيس مجلس إدارة قلاع آل أبو نقطة المتحمي وبالحضور ثم تحدث عن دور كل من نادي أبها الأدبي وقلاع آل أبو نقطة المتحمي في دعم السياحة الثقافية وما قدمه ويقدمه النادي منذ سنوات في تبني المشاريع الثقافية والسياحية والمشاركة بها وما يقوم عليه الآن مشروع قلاع آل أبو نقطة المتحمي في الترويج للسياحة في أبعادها الثقافية. بعد ذلك قرأ سير المتحدثين ثم قدم رئيس مجلس الإدارة د.أحمد بن علي آل مريع كلمة النادي رحب فيها بالضيفتين وبالحضور وثمن لقلاع آل أبو نقطة المتحمي هذه الجهود في إبراز هوية المنطقة سياحيا وثقافيا وأكد على استمرار النادي في دعم هذين الجانبين بما يسهم في تحقيق رؤية بلادنا ٢٠٣٠ وتحقيق أهدافها.
ثم بدأت د.شفيقة وعيل حيث قدمت ورقة تحدثت فيها عن علاقة المكان بالإبداع وانعكاس ذلك على تجربتها في إقامة الكتّاب في عسير، وبالضبط في قلاع أبي نقطة المتحمي. الذي اعتدناه في الشعر العربي هو وقوف الشاعر على الطلل لاسترجاع الزمان، ولكن التساؤل هو أي زمان يسترجعه وكيف يسترجعه؟ المبدع يعيد لملمة التفاصيل التي فقدها بفعل الزمان لاسترجاع دهشة الطفولة التي تمدُّه بالإبداع، فهو إذن يسعى إلى استعادة نفسه المفقودة. يفعل ذلك عبر الاندماج بالمكان حتّى يصيرا شيئا واحدا، وعندئذٍ ينظر إليه (أي إلى المكان) بوصفه نصا.. وتكون كل محاولة للإبداع هي تأويل. هذه الرؤية هي المنطلق الذي بنيت على أساسه العمل المنجَز في إقامتي في عسير، وهو علاقة “سيرفانتيس” بمغارة “الحامّة” في الجزائر العاصمة. فهو أيضا اعتزل هناك -هاربًا مستخفيًا- لأربع سنين، ويقال إنّه أنجز روايته “دون كيخوتّه” فيها. وختمت مشاركتها بقصيدة شعرية استلهمت فيها المكان والإنسان في غنائية راقية..
ثم انتقل الحديث إلى الروائية والإعلامية أ. آن الصافي حيث تحدثت عن عدة محاور أبرزها: مشروع الكتابة للمستقبل وما لهذه الإقامة في قلاع آل أبو نقطة المتحمي من تأثير على السارد ومدى إمكانية استخلاص فكرة تمتد عبر التاريخ. ثم تحدثت عن مفهوم استدامة الثقافة، بعد ذلك طرحت محورا عبارة عن سؤال: لماذا أنا هنا؟
إجابته فيه عن اختيارها ضمن مبادرة( معتزلات الكتابة وإقامة الكتاب) ومالمسته من اهتمام وعناية ووعي بأهمية الثقافة وأهمية تدويلها، ثم تحدثت عن علاقتها وإقامتها في المملكة العربية السعودية كما أسمتها ( كوكب المملكة ) ثم تحدثت عن الحضارة وإنسان المكان المعاصر
في الختام تحدثت عن أهم المحطات والمعالم السياحية التي شهدتها في منطقة عسير
ثم تحدث رئيس مجلس قلاع آل أبو نقطة المتحمي أ.سعيد المتحمي عن غاية القلاع من الإسهام في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية ودعم فئة الشباب وأهدافها الكبرى في تصدير السياحة واستقطاب الآخر من دول العالم وتعريفهم بأساسيات نهوض هذا المكان والتي بدأت بأدوات بسيطة وجهود جبارة عمل عليها الآباء وحرصوا على استمرارها إيمانا منهم بأهميتها في تواصل الأجيال.
في الختام استقبل عسيري المداخلات..
نادية عبدالوهاب خوندنة
أكاديمية سعودية، كاتبة ومترجمة أدبية
تتمتع الروائية جين أوستن (1775-1817) بمكانة عالية ومنزلة رفيعة بينالأدباء الانجليز ولا يفوقها مكانة سوى الشاعر والمسرحي العظيم وليمشكسبير ومنذ النصف الثاني من القرن العشرين ازدادت الدراساتالأكاديمية المهتمة بدراسة عالمها الروائي ومن زوايا مختلفة. امتازأسلوبها برقي الكلمة وسمو الأسلوب مع النقد البناء وان كان لاذعاًللظواهر الاجتماعية الخاطئة وذلك في إطار من الكوميديا الاجتماعية.
ومن أسباب رسوخ تفوقها في عالم الأدب الانجليزي عبقريتها في مجالعرض الشخصيات بواقعية غير مسبوقة مما جعل الرواية الانجليزيةترتدي ثوب الحداثة ومن أهم عناصر واقعية جين أوستن في تصويرالشخصيات الرئيسية في رواياتها هو تأكيدها على إظهار الجوانبالنفسية المختلفة لهذه الشخصيات وذلك بإعطاء الفرصة لبطلاتها للبوحعن الذات سواء للنفس أو للآخرين.
وقد ظهرت موهبة أوستن في التأليف والكتابة منذ سن مبكر وبالتحديدمنذ الرابعة عشرة ولم يكن بالطبع ما خطته من قصص قصيرة وحكاياتفكاهية ومسرحيات هزيلة قصيرة بالأعمال الأدبية الناضجة، ولكنهاساعدتها على التمرس و المران و تشكيل الأسلوب الذي اشتهرت بهلاحقا.
ومن أعمالها المبكرة والتي تظهر الحس الفكاهي لديها هو عنوان العملالذي أسمته تاريخ بريطانيا ولكن كتاباتها الباكرة لم تكن جميعها هازلةبل نجد أنها تناولت فيها بعض الموضوعات أو الثيمات و التي تناولتهابعمق اكبر في رواياتها المعروفة و المنشورة فمثلا في رواية كاثرين و هيرواية غير مكتملة أبدت فيها جهدا ملحوظا لتناول موضوع معرفة الذاتمعرفة تدريجية و الذي عادت و تناولته باقتدار و تميز في أعمالهااللاحقة.
وقد كتبت ست روايات نشرت منها أربعة أثناء حياتها وهي:العقلوالعاطفة ، التحامل و الكبرياء ، مانسفيلد بارك ، و ايما و اثنتين بعدوفاتها و هي الإقناع, و ديرنورثانقير‘ إن المتأمل لعناوين الروايات يجداهتماما واضحا من أوستن بالقيم الاجتماعية و ذلك ليس بمستغرب منها فهي قد عرفت بكونها كاتبة تمثل التيار الأخلاقي وقد يخدع البعضبكون أعمالها تدور حول قصص الحب و الزواج وأنها بعيدة عما كانيمور به العصر من مشكلات و تغيرات سياسية و أنها لم تتناول ذلكسوى في آخر رواياتها، الإقناع، فنجد أن قصص الحب و الزواج لمتتخذها أوستن إلا وسيلة لموضوعات اجتماعية هامة و تناولها لها لم يكنبصورة سطحية بل بصورة عميقة جسدتها بقولها الذي يدل علىتواضعها ..فهي تصف عملها أنه مجرد نذر يسير .. فقط عمل صغير مثلقطعة عاج لا يزيد عرضها عن بوصتين نقشت عليها بفرشاة دقيقة بحرصوجهد كانت النتيجة التي تقيمها هي انه عمل ذو أثر بسيط مقارنةبالجهد المبذول.
بعيدا عن أسلوب الوعظ المباشر أو المثالية المفرطة ركزت أوستن فياعمالها على الكثير من القيم الاجتماعية مثل العفاف و الاستقامة،الصراحة و الوضوح، طاعة الوالدين و اعلاء قيمة الأسرة، إيثار الغير وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، التواضع و مساعدةالآخرين و يتوج ذلك كله معرفة الذات معرفة حقيقية.
اجتماع أكثر من مليون و800 ألف حاج قدموا من أكثر من 150 دولة على صعيد عرفة في مساحة محدودة من الأرض مشهد وحدث لا يمكن أن نراه في أي مكان آخر في العالم غير هذه البقعة المباركة التي أكرمها الله بأن تكون محج المسلمين من سائر أرجاء المعمورة. أولئك الحجاج الذين قصدوا الديار المقدسة لتأدية الركن الخامس في الإسلام ابتغاء مرضاة الله ومغفرته، ومن أجل أن يعودوا إلى ديارهم وقد من الله عليهم بالحج المبرور والسعي المشكور، إنما يؤكدون أولاً على عظمة الدين الإسلامي الحنيف الذي يوحد القلوب ويجمع الشتات ويعظم شعائر الله، ويؤكدون ثانيًا على أن أمتنا الإسلامية التي تلهث يوم عرفة بالتكبير والتحميد والتسبيح بكرة وأصيلاً، إنما هي أمة واحدة تجمعها كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله. وتبقى الحقيقة التي يلمسها القاصي والداني بأن قيادة هذا البلد الأمين وشعبه الكريم يظل يحدوهم أمل وهدف واحد: نجاح موسم الحج كل عام، وهم من أجل ذلك يبذلون- وعلى رأسهم منسوبي وزارة الحج والعمرة ووزارة الصحة وقادة ومنسوبي القطاعات العسكرية والأمنية، ومن خلال الشراكة التفاعلية وتكامل الجهود – كل ما يملكون من جهد وإمكانات لخدمة حجاج بيت الله الحرام والسهر على راحتهم والحفاظ على أمنهم وتسهيل آدائهم لهذه الفريضة بكل سهولة ويسر. هذه الجهود المباركة هي كما ذكر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في استقباله للمهنئين بعيد الأضحى المبارك في قصر منى “محل فخرنا واعتزازنا، وسنواصل – بحول الله – بذل الجهود وتسخير الإمكانيات، لتيسير أداء الحج كل عام إلى ما لا نهاية”، فهذه هي رسالة المملكة الخالدة ومهمتها المقدسة أمام الله ثم أمام أمتها الإسلامية التي تمنحها هذه الرسالة تلك المكانة المتميزة في مجتمعها الإسلامي، وتمنحها الريادة في الدفاع عن قضايا أمتها.
ولا شك أن التوسع هذا العام في استخدام “بطاقة الحاج”، ضمن حزمة الحلول الرقمية المتنوعة التي تقدمها وزارة الحج في موسم حج هذا العام 1444هــ؛ بهدف الارتقاء بالخدمات المقدمة، وذلك عبر إسهامها في تيسير إرشاد التائهين، والمساعدة في التواصل مع قائد المجموعة، وأيضًا إتاحة الحجز لحجاج الداخل إلكترونياً والدفع على دفعات لأول مرة في موسم حج هذا العام، وتفعيل تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين تجربة الحجاج، إضافة إلى تطبيق الحجز الإلكتروني لـ67 دولة من أوروبا والأمريكيتين وأستراليا، إلى جانب مشروع “منصة الحج الذكي”، ومبادرة “الرقابة على الخدمات”، وبرنامج «التفويج» المخصص لإدارة الحشود عبر النظام الالكتروني المعمول به منذ موسم حج 1440، واستخدام تقنية تبريد الطرق لأول مرة عبر الدهان باللون الأبيض عبر عكس أشعة الشمس، ونقل حوالى 300 ألف حاج عبر قطار المشاعر المقدسة ونقل بقية الحجاج عبر أكثر من 20 ألف حافلة مهيئة.
لا شك أن كل هذه التطورات الكبيرة والأساليب الجديدة في التيسير على الحجاج كان له أثره الكبير في نجاح موسم حج هذا العام.
هذا النجاح الذي تحقق بشكل مبهر يستوجب تقديم أسمى آيات الشكر والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده المحبوب الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على اهتمامهما الشديد وحرصهما الكبير على تقديم أفضل وأجود الخدمات لضيوف بيت الله الحرام، وكل عام وبلادنا الغالية بخير وأمن وسلام ورخاء.