- 15/01/2023 casualarticlesandblogsonline
- 26/12/2022 How to make a scary Halloween charcuterie board?
- 24/12/2022 كلية العلوم الإنسانية ونادي أبها الأدبي يحتفيان باليوم العالمي للغة العربية
- 12/12/2022 webblogsa
صهيل الريح [ 145 ]

المبدع على حافة الصمت !
في عزلة بداياته وشرود صيده وطيوره المهاجرة وأحلامه اليائسة المجهضة، نكأت القبيلة أطراف جروحه ورمته بمنجنيق الحقد والانتهازية والإقصاء المتعمد والمفتعل، عيون القبيلة تطارده، وسفاؤها يحاولون تمزيق مذكراته التي خبأها تحت وطأة العيب وقانون القبيلة والقبلية الخزعبلاتية، وما زالت حملات التقزيم والتحجيم تنوي الفتك بهذا المبدع، لا لشيء غير أنه تمرد على سياسة القبيلة التبعية، ورفض السير في قطيع الوصائية، فجاء مبدعا مرهفا شفافا خارج حسابات القوانين والقبيلة والتي كانت وما زالت حجر العثرة الأولى والموغل في القدم والجهل والظلام والجلافة والصلادة والأعرابية.. هذا المبدع طرق بابا أوصدته الأسرة خاصة والقبيلة عامة، وسلك طريقا وإن كان ضيقا ينحسر ضوء الفكرة عند أول عتبات الواقعية ولكن خياله أكبر وأوسع من قيود السيطرة، فكان له فكره وآراؤه وتوجهاته ومساراته المعبرة عن شخصه ومنظومة عقيدته الفكرية و»الأيديلوجية» التي ينتمي إليها. لم يقف المبدع عند حدود القبيلة والمناطقية وحدود الجغرافيا والتاريخ، بل تجاوزها حتى وقف على حافة الصمت يبوح بأسراره قصائد وروايات تقتات عليها بائعات الصحف في شوارع البرد والثلج، وفي محطة القطار، يتجلى المبدع في لحظات الانتظار حين يتصفح المسافرون والعائدون إبداعه ونتاج فكره وتمرده وجنونه! هذه اللحظة ترسخ هويته ونضاله من أجل حرية أصابها الإحباط والإهمال والتناقضات والصراعات النفسية الملبدة بالضبابية والغموض، وبين الصراعات والواقعية تتجلى إسقاطات المبدع وحدة مزاجه لدرجة وكأنك ترى الخيط الرفيع الذي قد يصل كل شيء بمعاناته الشخصية، وأولها القبلية، تلك النظرة التشاؤمية جعلت كل شيء يقف ضده ونافذة موصدة تروي المعاناة إبداعا وحرمانا! المبدع إنسان يؤمن بأن الإنسانية لا تكفل حقوقه المادية المحسوسة في نظم وأعراف القبيلة فقط، بل تكفل حقوقه الإبداعية في عرض اسمه الذي تصعد عليه القبيلة وتفتخر به، غير أنها هي من كسرت أحلامه قبل أقلامه، ولولا عزيمته وإصراره لكان ممن يتكسبون بالقبيلة وجاهة وبشتا وهياطا ونفاقا اجتماعيا! المبدع.. ماذا لو زاره الأمل في غسق الدجى وفتح له الحب نافذة حيث يجد نفسه المتمردة طفلة تلعب بأكوام التراب خلف قرص الشمس وفوق كل عرف قبلي ما أنزل به من سلطان .
ومضة :
يقول الدكتور محمد علي درع :
” الإبداع عملية خلق وكشف ورفض وتاريخ وجدة وأصالة وابتكار، والمبدع صاحب هذا كله، والنص الإبداعي نص يحمل في ثناياه أوجها عدة تتفاعل مع الحالة النفسية للمتلقي فيسقط عليها مشاعره وأحاسيسه وتجاربه الشخصية، فتكوّن رؤيته الخاصة به والمختلفة عن غيره وقد تتعارض مع المبدع وتخرج عن النص لإسقاطات وشخصنة مقيتة بعيدة عن الحقيقة والمهنية حسب تعاطي المتلقي وتوجهاته ومستوياته الفكرية والتعليمية ” .

” اللغة العربية والتواصل الحضاري “
تُعد اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة .
ويتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية و عديد المناطق الأخرى المجاورة كا تركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا، حيث أن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. كما أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى ..
وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وسادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.
وفضلا عن ذلك، مثلت حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة ، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي .
وبناء عليه ، تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة
” اليونسكو” ..
بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة .
والغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعي بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة .
وتأتي احتفالية عام 2021
موضوع الاحتفالية هو :
’’ اللغة العربية والتواصل الحضاري‘‘
موضوعُ اليوم العالمي للغة العربية لهذا العام هو “اللغة العربية والتواصل الحضاري”، ويُعتبر بمثابة نداء للتأكيد مجدداً على الدور الهام الذي تؤدّيه اللغة العربية في مدّ جسور الوصال بين الناس على صهوة الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات الكثيرة جداً.
وتتمثّل الغاية من هذا الموضوع في إبراز الدور التاريخي الذي تضطلع به اللغة العربية كأداة لاستحداث المعارف وتناقلها، فضلاً عن كونها وسيلة للارتقاء بالحوار وإرساء أسس السلام وكانت اللغة العربية على مرّ القرون الركيزة المشتركة وحلقة الوصل التي تجسّد ثراء الوجود الإنساني وتتيح الانتفاع بالعديد من الموارد .
ويكتسي موضوع عام 2021 أهميّة بالغة في كنف المجتمعات التي تتعاظم فيها العولمة والرقمنة والتعددية اللغوية، إذ يُسلّم بالطبيعة المتغيّرة للعالم والحاجة الماسة لتعزيز الحوار بين الأمم والشعوب .

لُغة الإسلام والعِلم والحضارات
:
ما أروع قلمي عِندما يُترجم أحرف الجمال بأروع الكلمات عن لُغتنا العربية -المُعجِزة التي أرسل الله بِها وحيهُ على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
لُغة القرآن- لغة الإسلام والمسلمين لُغة الثقافة العربية –
لُغة الثمانية والعشرين حرفاً تِلك الأحرف التي أحتفظت وما زالت تحتفظ ببنائها رُغم كُثر المعاني
فخر العرب وكمال الكلام الُمتزِن
لُغة التاريخ. التي ليس لها نهاية والتي تعكُس التاريخ العربي وحضاراتنا العريقة
ما أجمل مُصطلحاتِها ومعانيها فكُلما أتسعت كان لها من الوسِع مجال
لهجةُ الشُعراء التي يكتبون بها أروع الخواطِر الشعرية
هي التي تُشكل اللغة الأولى في كل البلاد العربية
لُغة التعليم والتمجيد
المُهمة في ثقافة التُراث والأدب العربي
مهما سطرت من كلمات ومهما وصفت عذوبتها ومرونتها
المهيمنة في كل ميدان ومستوى فشرفُ الأُمة يُكمن في رُقي لُغتها
فقد قال جان بيرك :(اللغة. العربية لُغة المُستقبل ولا شك أنه يموت غيرُها وتبقى حية خالْدة )
نحن. من نقف أمام عوائِقها والتحديات التي تُعرّقِل إنتشار لُغتنا العربية
نحن من نقوي الإهتمام بها ومن نُساهم في عدم الإنفتاح بدخول المُصطلحات الأجنبية بديلاً للكلمات العربية
قال إبنُ القيم رحمهُ الله (وإنما يعرف فضل القرآن من عرف كلام العرب فعرف علم اللغة وعلم العربية وعلم البيان ونظر في أشعار العرب وخطبها)
فيجب علينا مُجتمعات وأفراد الأمة الإسلامية أن نعتني ونُطور ونُحافظ على مكانتها بين كُل لغات العالم
لأنها المعجزة الكُبرى و القرآن العظيم
(لُغتي وأفخرُ إن بُليت ُ بحُبِها
فهي الجمال ُوفصلُها البنيانُ
عربيةٌ لاشك في بُنيانها
مُتبسمٌ في ثغرهِ القُرآنُ.
—————————-

ومضت نائمة تحت أجفانِ العمر .. لغتي
:
–
صمتُ في ظل رحلتي الحياتية عالقة بين فجرٍ ساكنٍ ، وليلٍ مُبهمٍ تائهٍ في زحام الحياة .
قضى نحبه في عقد وعليها يزيدُ سبعاً لم يرى النور وبعد انعطافٍ ألم بي ، وخيبةٍ رفعت لي السلام حينها فقط داهمتني حِرقة الهروب شرخت في نبضي نزيفٌ يتيم لم يجد بجانبه إلا “الضاد” أُمـاً –
والتي مثلت حينها طوق نجاة فعدت أتصفح برامج التواصل وكان وقتها الفيس بوك وعالم تويتر فقط والذي سرقني ببراعته وخياله وروعةِ أنامل منسوبيه لا أسرح بالخيال فيه وعبر رحلة الخذلان إلى نفسي التي وجدت من الخيبةِ غيمة طرقت بها مشاعر العاطفة وهي تأنّ لتنتثر منها الكلمات سيلاً عبقاً لم أتعب حينها في رصها أبداً لتأصل الموهبة والتي بدأت بوادرها من المرحلةِ المتوسطة ،
وبعد عامٍ أو يزيد كتبتُ قصة مؤلمة طويلة تُدمي القلب بالحدث والشعور في المرحلةِ الثانوية وعند التحاقي بعش الزوجية والمرحلة الجامعية كفنت كلماتي ودفنتها في مصير مجهول لمدة سبعة عشر عاماً لم تر حينها النور إلا بعد مرورها إذ فاقت من جثمانها على صهيل رواية انهيتها في فترةٍ قصيرةٍ جداً
رواية أخذت من الغصنِ الثبات وراقت في تفاصيلها الأحداث المُدهشة وأينعت بختامٍ مجهول ومصير لم يلق حتفه ….
ولكن…….
ثم أينعت حسابي عبر الفيس بوك بروعات كتاباتي التي والله لايحضرني منها الان شيء ومقالاتي …أما تويتر فكانت ١٤٠ حرفاً تحتضنُ خواطري الدامية . وجدت في تويتر حاجتي المفقوده اعتبرته حلقة وصل بيني وبين ذاتي ، انهمكت في قراءة المُدهش والعظيم والبسيط والرائع من مرتادي ذلك العالم الجميل …نجوتُ بي من مصارع الخيبات وسموم الموت التي تعثرت بها أحزاني وكان للغة العربية فضلاً كبيراً لاحتضاني من معارك التيه ومرافق الشعور التي احتمت بحرفي حتى كانت سياجٌ من الورد وإن حفها شوك الحزن وشيء من قضمة الهم التي تشعل الكلمات بشعور دافئ .. مرت سنتين وأنا أحتضن رواية عملاقة ، وخواطر دافئة ، وصوت الشارع الذي يهمني فيه صوت المجتمع أبحث عن مايخنق الأوتار لأجد فيه ضالتي و أنسج على اثرها مقالاتي التي كنت أعبر فيها عن رأيي بصوت الأديب المتمكن ..
إذ أن اللغة سادت وأصبحت هي الحضن الدافئ لكل من كان قلبه محطة لعثرات المواقف والمناظر وأهازيج الألم بكل مستوياته …
وبعد شيء من الوقت تطورتُ بعض الشيء لأجد خواطري تلد بطريقة أخرى و بوشاح آخر تسامت على رحيقه التحايا والإعجاب ….
وفتحت لي قصيدة النثر ذراعيها لأجدني من منسوبيها …تراقصت على لساني روعاتها بكل موضوعاتها مُدميةً أم فرحه في النهاية هي تعبر عن شعور خنقته الأضلاع …
وبعد مزيدٌ من الوقت الجميل ومن مزيد الحب هذا إلى حبٍ أكبر لأجدني صاحبة مجلة معزوفات مخملية ويقوم على نتاجها كبار الأدباء والأديبات الذين أشعلوا صفحاتها بروعة بنانهم وصدق مشاعرهم الأخوية وأوجه لهم من هنا رسالة شكر مليئة بالتحايا الودية عبر كل قلم نهضت على يديه مجلة معزوفات مخملية والتي قاربت الاحتفال بميلادها الثاني –
وبعد عودتي للكتابة بثلاث سنوات صدر كتابي الأول خمائل عنبرية يحتوي على خواطري وقصائدي النثرية …وزاد الجمال روعةً تصميم الأستاذ الراقي ياسر عارف لغلاف كتابي مما جعل الكتاب كرقصة زيزفون في ميلادها الأول –
وكل يومٍ ونحنُ في شأن للغة العربية مكانة عظيمة في أنفس كتابها الذين احتضنت الآمهم وأفراحهم وفي الحقيقة أجد أن للغة العربية كل يوم ميلادٌ جديد تستحق أن نحتفي بها كأم ضادية كبيرة حضنها أوسع من كل محيطات العالم

الطاقة الكامنة
غريزتك في البقاء هي طاقتك الكامنة التي تمنحك الحماس والقوة للتغلّب على معارك الحياة كلما قمت بتحفيزها زادت فيك حرفية الإنتقاء والإستمتاع بالنظر إلى تلك النتائج الجميلة من بعيد ومع زحام الأحداث من حولك بين ذا وذاك شيء يجذبك تارةً يؤرّقك .. كل ما عليك ببساطة التحفيز الدائم لتلك الطاقة لتجعلك مهيمناً على كل تلك الأحداث ولتكن على علم مهما ملكت من العلم والمكانة أنّك على أقدار الله تمشي ، فكل المعنى من تلك الطاقة أن تسير بثقة بالله جل في علاه ثم بنفسك .. وثق تماماً بأن الإيمان بمشيئة الله لك ثم تمتعك بالتنقية المستمرة لروحك وقلبك وأفعالك لايعدلها شيء في هذا الكون الرحب ، فتصبح راضياً متأمّلاً في تفاصيل أيامك وكأنما هي قصة ترى من خلالها الرحمة من الله لك لأنك بإختصار قصة قصيرة تكافئ قدرتك التي مكنك الله بها .
حذرك المتواصل قد يعطّلك وخوفك من التحمل يضعفك ، ثق بربك وستكون مع الأيام قادراً على عيش حقيقة الصورة التي طالما كنت تنتظرها ، ولكننا لانحسب الأيام ونريد كل شيء على عجل ، فلا تستعجل الأمور قبل أوانها فإنها إن لم تكن لك أتعبت نفسك وكشفت أطماعك ،
وإن كانت لك أتتك موفور الكرامة مرتاح البال ..
فمن الحكمة أن تكون متصالحاً مع ذاتك واثقاً من نفسك ومن قدرتك على معالجة الأمور عالج أمورك ومشاكلك بهدوء ..
أجلس إلى نفسك كل يوم ولو وقت قصير ، رسّخ إيمانك بعدم وجود المستحيل في الحياة ولاتضع عقبات افتراضية حتى لا تصبح صورة ذهنية سوداوية لواقع ليس له في الواقع مكان أصلاً ..!
العمل على تنظيم الوقت يجلب الطمأنينة والراحة وينسحب على الصحة والنجاح والفلاح ..
كن متاكداً بأن الصحة والنجاح بيد الله أولاً ثم بيدك ..
لاتخشَ من المجهول ، ولاتكن مفرطاً في الحساسيه خاصة لبعض الناس .
لاتسئ فهم نفسك !
توقع الخير والأمل والتفاؤل تجدهم
توكل على الله وأشكره على كل حال وكن إيجابيا دائماً .
السطر الأخير :
يقول الطغرائي :
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

بلاد امْرباحْ ..
:
– معدِّيْ برْ محمد : رجلٌ سبعيني ، معتصبٌ غترته على طريقة أهلنا في ألمع ، لا يستطيع مفارقة حزامه وشفرته ، حافي القدمين ، جزء من ثوبه محشور تحت الحزام فلا يصل سوى منتصف الساق .. مع الهزيع الأخير من الليل يضحّيْ ثوريه ويعتني بهما ، كي ينطلق معهما بعد صلاة الفجر لحرث مدرجاته الزراعية .. رجلٌ طروبٌ في رزانة وحكمة الأزد .. يُضربُ به المثل في كرمه هنا في ألمع .. يغني مع ثوريه أغاني الحرث من مثل :
أنا لامْغلامينَ حطاّبِ ليلِ
ومنْ يحطبِ الليلِ يلقى النّكودِ
ألا يامْغلامينَ وانا فداها
وانا فداشَ يا زهرِ الافْوالِ
وفي قيظ الهاجرة يكون غناؤه غزليا مما يرقق الهجير مثل :
لاقيَهْ واتمناّشَ يا لا قيَهْ
مثلَ ذا معدمٍ ويْتَمَنّى الغنى
لاقيَهْ ريتِ هوافِ مردافها
مثلَ هواّفِ مرْدًى منَ احنابَها
– لاقيهْ ، زوجته ذات المهمات الصعبة : ترعى البيت والأطفال ، وتذرى عليه في تَلِيم الأرض ، وتحمي الزرع من الطير والقرود ، وتحشّ الزرع وتصرم عذوقه ، وتجني شجر البنّ ، وتجمع جنى السدر ، وتقطف من أحواضها أغصان الطيب من البرك والريحان والشيح ، وتخرط حناءها ، لتجمع من كل هذا ومن سمنهم وعسلهم بضاعتها إلى سوق ( رجال) و(الأحد) ، ولا مانع من أن تأخذ في طريقها حملة من الحطب لبيعها …
– ذيبان : رفيق عمْر معدي . مولعٌ بغنمه إلى حدّ الهيام . رافقه يرعيان الغنم في أعالي جبالهما ، محاولا إقناعه بالمسير معه إلى الحج .
معدّي : ألا والعون يا ذيبان .
ذيبان : الله يعافي ذا اللون وانت والعون ..
( حوار حول امْغنم وأحوال البلاد ……..) .
معدي : يا ذيبان ، كبِرْنا ولمْ عاد لنا خلف ذا اليوم الا نرتجي منيّتنا ، ولم نقضيْ فريضتنا . أنا عزمت على الحج ايلا شا الله ، قلت ايلا أنت ميد سيرتي ، تعرف ياخوك سيرة امرفيق زينة وسلامتك ..
ذيبان : الله يحييك وعلمك ، أمانا فقد نشدّ امّطوّع وقال لي ذا ليس يقدر فلا كلَفَةَ علاهو من ربي ، وانا والله لانا آراني اواقدرْ ..
معدّي : يا رجال نمشي على نفسْنا ، بين القبايل وشيمْهم من قرية في امثانية ، وانْ شا الله لا وقع لنا الاّ خير ..
ذيبان : ايلا حجّتْ ضاعَ غنمي ، وايلانت عزمت فالله بجاه النبي ياهبْ لك حظ ، وانتبه لروحك انا اخوك ليس بك الغِرّ ان امْحجاج ولا لم يعوّدْ نعمهْ ، الله يوجّهْ جاهكْ…. وأخذ ذيبان يردد ( الواحي) لغنمه التي كانت تلتف حوله كلما سمعتْ واحيَه من مثل : ( لحن بلالالالالالاة معروفة لدى رعاتنا تسمى : الواحي ) ثم يترجمها بكلمات على نفس اللحن تمثل أمانيه :
ألا ليتَ امْجرادِ امْنافرهْ غَنمٍ ليْ
ألا وانَّ ارْضِ ربيْ كلها محجرٍ ليْ
ألاَ وامذيبِ راعٍ وامْنمرْ كلبةٍ ليْ
ألا وامْطَورِِ ذا متْقلِّلٍ بندقٍ ليْ
ألا وامْتالقةْ تا في الاحدْ لحيةٍ ليْ
ألاَ وامْنِ امْصبايا فاربعٍ نسوةٍ ليْ
ولَّشَ معدّي برْ محمد معه ، ثم ودّعه وهو ( يشْغب) على ( امْربْحان) الذين كانوا في غزوة على إحدى مزارعه .. واتّجه إلى بيته ..
يجمع زوادَهُ للسفر : سفْرة ( إناء من الجلد يجمع فيه زاد المسافر ويحمله بجنبه) – جَبَنَة ( دلة) صغيرة – صافي (قهوة) جهزتها له لاقية – عكّة سمن صغيرة – قليل من الدقيق .
ودّع لاقيه موصيا إياها في أبنائهما وفي الحلال من نحل وغنم وبنّ وبلاد .. ثم ولّى شطر مكة …
أكمل حجه ، وبعد طواف الوداع دخل ( سوق الليل ) يريد شراء صُنْبرة ( حب الحمص) ومسابح لإهدائها منْ يستقبله ( هنا حوار مع الباعة الحضريّين) برياله الوحيد الذي يملكه..
فجأة في الشارع ، شابّ حضريّ قوي مفتول الذراعين لابسا (شميزا) وفوطة سفلية ( حوكة) ، ذو كرش ظاهرة جدا ، متفنّنا في استقبال الرجل :
تفضّلْ يا عمّي حياك الله ، أهلا وسهلا .. وتراحيب أخجلت الرجل !!
معدّي منبهرا جدا : أكْرِمِه وسَلّمِهْ .. أكرمَك الله يا ولدي ..
يأخذه الشاب ويجلسه على طاولة فخمة ، ويبدأ بشكلٍ عمليّ :
– تبغى فول ؟
– أكرمك الله
– تبغى عدس؟
– أكرمك الله
– تبغى يدام ؟
– أكرمك الله …..إلخ
امتلأت الطاولة ، وبدأ الضيف يأكل بشراهة حتى أنهى ما أعطيه ..
– معدّي : يبدأ في دهن يديه ولحيته الحمراء المحناّة وساقيه ببقايا السمن ، ويعلن لمضيفه :
– استكرمنا يا ولدي ، لم عادَ الاّ خلفناّ علاكم العافية ، أكرمكم الله وزادكم من فضله ..
– الشاب الحضريّ : ريالين يا عمّي !!
– معدي : هاااااااااااه ؟؟
– ريالين !!
– كيف ؟ لمه ؟
– يا عمي انت أكلت بريالين ، بلا ترْيَقهْ هات الفلوس ..
– قل لا إله إلا الله !!!
– حق ، بس هااات .. ايش تبغى تاكل ببلاش ؟؟؟
– يا ولدي انّكْ ذا عزمني ، أنت في عقلك ؟؟
– روح يا عمي عند اللي يعزموك .. هات الفلوس ..
– الله ينصرك لا معي ريال ، ولكنك عزمتني وليس يرد الكرام الاّ امسيحان …
الشاب فهم أنه لا فائدة مع إصراره على دراهمه ، يصلُ بينهما الحوار إلى حالة أن الشاب ركله بركبته ركلة قوية على ذقنه وألقى به في الشارع تنزف دماؤه ..
– يمر عليه أحد العسكر لابسا بزته العسكرية :
– مالك يا شيخ ؟
– عزمني هذا الولد وألح علي ، وغداني ، وخلفها طلبني دراهم !!!
– دفع العسكري ريالين للشاب ثم أخذ بيد الشيخ معدّي ناصحا إياه :
هنا إذا عزمك أحد فهو يريدك أن تأكل وتدفع مقابل الأكل ، مرة ثانية إذا عزمك أحد لا توافق ..
– يعزمني ويطلب دراهم ؟؟؟؟
– نعم
– يتّجه الشيخ معدّي إلى الجنوب مولّشاً بأعلى صوته :
ألاي اللللللللله يسقيشَ يا بلالالالالالاد امربااااااحْ ….

المكان والانسان والزمان والسياحة
محايل عسير الاسم والمكان تعرف قديماً بمخيضر وهو جبل المقيصرة الحالي ثم سُمّي بالحيلة نسبةً لجبل الحيلة وأخيـراً محايل عسير وهو الاسم الحالي لها ، وهي إحدى محافظة منطقة عسير تبلغ مساحتها حوالي ( ٥٨٠٠ ) كجم و تقع في الشمال الغربي من أبهـا وبقرابة ( ٨٠ ) كيلو متر وتضم مراكز هي :
( قنا – الريش – بحر أبو سكينة (خميس البحر – وسعيدة الصوالحة وحميدالعلايا – والخلال – وتهامة بلسمر وبلحمر ) ، ويحدُّ محـايل من الشرق أبهـا ومن الشمال محافظة بارق ومن الغرب محافظة البرك ومن الجنوب محافظة رجال المع والانسان في محايل عسير يبلغ عدده حوالي ٢٠٠ ألف نسمة من السكان البشري والانسان في محايل يضم قبائل ال موسى التي تقع في غورتهامة عسير ومركز طارفتها محايل وشيوخها
آل مخالد وتمتد حدود هذه القبيلة إلى ساحل البحر الأحمر فيما يلي القنفذة والبرك ومنها ربيعة الطحاحين وربيعة المقاطرة وبنو ذيب والصوالحة وبنو يزيد وآل عيسى والنصب وبنودارس وآل فاهمة والجربان وآل عامر وآل عقيل و آل قائد ال خليف وآل عمير وآل مسعود والزعبة وغيرهم ممن سكن محايل آل الفلقي وآل عداوي وأخرى من القبائل المجاورة باعتبا رالجهة مركزاً حضارياً وأقتصادياً منذ القديم ..
وتشير المصادر إلى إنّه بعد الوفود التهامية إلى المدينة المنورة وإعلان اسلامهم والعودة إلى بلدانهم التهامية القنفذة وبارق ومحايل وغيرها لنشر الدين الحنيف وبعد إرسال الصحابة اليهم ومنهم أبو موسى الأشعري وعلي بن أبي طالب ومعاذبن جبل وخالد بن الوليد وأبو سفيان بن حرب رضي الله عنهم واستمر الاسلام خفاقابرايته على هذه الربوع حتى ظهورالمرتدين وكيف قاتلهم ابوبكرالصديق رضي الله عنه وولاته في الحجاز واعوانهم من أسر وقبائل تهامة ممن رسخ وبقي علي دين الله ومضوا على ذلك زمن الخلفاء الراشدين وممن تولى أمر تهامة تحت إمارة ولاة مكة آنذاك وامتثلوا لأوامر الدعاة وتعاون المشائخ في تهامة معهم إبّان العاصمة الإسلامية في المدينة المنورة في صدر الإسلام ثم دمشق وبغداد في عهدي بني أميّة والعباسيين في هذه الأجزاء التهامية قاطبة مما أشار لذلك الطبري وابن الأثير وادغيثان جريس في كتبهم ..
وبالنظر إلى انسان هذا القطر التهامي محايل وماجاورها نجد إنّه خالطهم قبائل من كنانة العدنانية والقرشيين والقبائل الأزدية حيث كان لشيوخ القبائل الأمر والنهي في القرن السابع الهجري وما بعده حتى جاء العثمانيون ليقوموا بزعزعة المكان والإنسان وخاصة ما بعد القرن التاسع الهجري مما أشار له الرحالة ناصر خسرون وابن المجاور ..
وإنسان محايل عسير كريم ووطني وطيب ومحبّ لدينه ومما يدل على ذلك وقوف مشائخ وأهالي محايل مع الدعوة الإصلاحية بعدما أستقبلوها بشغف وناصروها ..
وتشير الوثائق والمصادر إلى أنّه أزداد عدد المناصرين للدعوة الإصلاحية في تهامة عسير مما أغضب الأشراف ومنهم الشريف غالب في الحجاز والذي نقض اتفاقيته مع الأمام عبدالعزيز بن محمد بن سعودا لموقّعة سنة ١٢١٢هـ مماجعل أن يسير الشريف حملة الى محائل عام ١٢١٨هـ بعدما عرف إنهم قد التقوا بالإمام ابن سعود في الحج وأرسل معهم رسائل لقبا ئلهم ودخول الطائف في حوزة السعوديين ومن قبل قد وطّد محمد بن عامر المتحمي الأمير محائل لما التقى بشيخها معدي بن شار بن امخالد والذي بدوره كوّن علاقات مع جيرانه للوقوف أمام الغزاة وبين كرٍ وفرٍ استطاعت القبائل العسيرية وبمساندة من القوات السعودية والدخول إلى الحجاز عام ١٢٢٠هج وبعد هذه الانتصارات أقتنع الشريف غالب بالدخول في الطاعة السعودية بعد وصول الامير سعود بن عبدا لعزيز بن محمد بن سعود إلى مكة في الأعوام ١٢٢١هـ ومابعدها وفي عام ١٢٥٤هـ تشير الوثائق أن العثمانيين هاجموا ولايات عسيرية في عهد عايض بن مرعي شملت محائل وماجاورها وأسروا أفراداً منهم كرهائن في القنفذة حيث توجّه وفد من محايل ومن بارق وحلي لأطلاق سراحهم مقابل الطاعة ولكن الشيخ شار بن معدي بن شار شيخ محائل كان يعادي الأتراك ويشن حروباً ضدهم حتى ضربوا قصوره وقبض عليه اسيراً مع من أسر من مشائخ المنطقة العسيرية إلا أن ابنه الشيخ عبدالله بن شار بن معدي بن شار آل مخالد صمد في وجوه الأتراك حتى قُتِل غيلة في حصنه في خميس البحر ليخلفه الشيخ ذاكر ثم تعيين الشيخ سليمان بن علي امخالد في الفترات الأخيرة من الأتراك مما أشار لهم اللواء عاطف في كتابه عن عسير والدكتور محمد بن زلفه في كتابه والأوسمة التركية أيضاً ..
ولقد كاتب الأدريسي أهالي تهامة عسير للوقوف معه ضد الأتراك في فترة تكوين خلف قوي ..
جائته رسالة قوية من الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بتسليم عسير ومن قبل من قائده الأمير عبدالعزيز بن مساعد لعامل الأدريسي في محائل عسير حيث انضمت إلى الحكومة السعودية والتي توجت بالرسالة أخرى إلى أمير عسير آنذاك شويش المطيري عام ١٣٣٨هـ ليسلمها الى الشيخ سليمان بن علي بن آل مخالد وذلك لإقامة شرع الله في بلاده والتعاون مع ولاة الأمر مما يظهر أواصـر لمحبة والترابط بين الحكومة والمواطنين لبناءالتنمية في شتى مجالاتها حتى أصبحت محايل تنعم بحياة رشيدة تعليمية واقتصادية وسياحية بل امست مقصد اللسائحين من كل أرجاء الوطن بفضل جهود مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك :
سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ومتابعة دؤوبة واستشراف من لدن أمير منطقة عسير صاحب السموالملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز حتى تكوّنت الأماكن السياحية في محائل عسير ومنها منتره الحياة وبئر الغليلة وسوق السبت التراثي وحديقة الفيصلية وشارع الشهداء كما أن محائل تشهدث قافة وإبداعًا وأكاديميات جامعية بإلاضافة إلى آثار تاريخية مجيدة وقلاع ورسوم ونقوش قديمة والتي تستقطب الزوار لتقدم لهم موروثاً شعبياً أخّاذاً يتمثّلُ في العرضة والدمّة والربخة والخطوة وتشتهر بالأكلات والأطعمة الشعبية مثل الحنيذ المحايلي وخبز الخمير من الذرة والدخن والثريد
وغيرها ، والى مدن تهامية أخرى .

( طِيْبًا وجمالاً)
..
الإنسان كائن يسمو بنفخة من روح الله فلا يرضيه حسب فطرته السليمة إلا الطيب الزكي.
تحتاج الكائنات جميعها للغذاء والماء بأنماط مختلفة وطرق عديدة، والماء سر الحياة ومُولّدها ، فالخلاق العليم يذكر خاصية الحياة ويحدد جزما سببها وهو الماء (وجعلنا من الماء كل شيءحي)(الأنبياء-30).
وحاجة الإنسان للغذاء لاتقتصر على سد الجوع بأي طريقة كانت بل تطور الإنسان عبر عصور الوجود على هذه الأرض في إعداد طعامه وتزيين مائدته وتطييب مأدبته ، فلا يكفي أن يأكل الإنسان عشبا من الأرض ولا خشاشا منها.
بل من ضمن كرامة الإنسان أن يأكل طيبا و سخرت له المخلوقات ليذبح ويصطاد ويغرس ويزرع ومن ثم يقطف ويطهو ويتقن فنا ومذاقا.
بل وحددت الشرائع السماوية مايحل أكله و ما لايحل، فها هو لحم الخنزير محرم في شريعتنا و وفقا للبحوث الحيوانية يعتبر هذا التحريم خير لأجسادنا حيث يتغذى الخنزير على الجيف والله تعالي يربأ بالإنسان إلا أن يطيب مشربه و مأكله، وحرم الخمر لأغراض صحية واجتماعية وإنسانية .
وحرم الربا والمال الحرام، فالطيب من الطعام إذن يشمل كل حلال زكي الرائحة طيب الطعم لطيف التقديم.
َلهذا قال تعالى لأهل الكهف بعد استيقاظهم من نومتهم الطويلة :
(فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) الكهف – 19).
أزكى الطعام يعني أحله وأطيبه وأكثره وأجوده وفق تفسير المفسرين، وهذا يؤكد الطبيعة الإنسانية في البحث عن جودة الطعام ولذته بالإضافة إلى تسكين الجانب الروحي باتباع ما أحل الله من مأكل و مشرب.
الاحتياج للطيب من كل شيء و في كل شيء ديدن البشر وطبيعة فطرتهم، وحتى القول فيه الطيب ويجب أن يتبع، والفعل والتصرف وجميع مناحي الحياة والنظافة التي هي من الإيمان وإن كان حديثا ضعيفا، يدل ذلك على مبدأ ومطلب الجمال والطيب في حياة المسلم خاصة، وإماطة الأذى عن الطريق تأكيد على تألق مبدأ تجميل المكان وخلوه مما يؤذي لا تجميل الجسد فقط فالمكان أيضا يطهر من المعوقات و الشوائب.
(إن الله جميل يحب الجمال) حديث يختصر شغف الإنسان للطيب الجميل في كل شيء فالخالق جل في علاه جميل كما يليق بصفاته و يحب هذه الصفة في كل مخلوقاته ولذا كان التطيب وانتقاء الطيب موافقا لفطرة الإنسان والمسلم أولى الخلق بحب تجميل الذات والحياة و المحيط والأرض مظهرا و مخبرا بما لا يشمل الإسراف والسفه.
تجملوا وجملوا حياتكم وطيبوا مناحيها وزينوها فهذا اتجاه شرعي، مابين طيب يرتضيه الخالق وطيب ترتضيه الحواس والنفس تمتع بنعم الله عليك سيدي الإنسان .

” زنازين الأدب “
..
ما زلت أحمل ما أحمله تجاه الموسيقار العظيم / الخليل بن أحمد الفراهيدي، وما زلت أعتقد أنه السجان الأبرز في تاريخنا حتى لو لم يدرك ذلك بطبيعة الحال، أعتقد أن ما اخترعه الخليل في بحوره الشعرية كان جناية أدبية جسيمة. خمسة عشر زنزانة وأكثر كانت جناية كافية بحق الأدب العربي. إذ أنه تم حبس مشاعرنا في أدبنا الشعري.
بزنازين كثيرة. حالت دون حرية حروفنا الأدبية الشعرية وحبستها. منذ أن اكتمل بناء زنزانات الفراهيدي البائسة حتى الآن .
لكن الجمال الأدبي وسيل مشاعر الأدباء كانت عصية وأكبر من زنزانات الخليل بن أحمد الفراهيدي آنفة الذكر.
ففي أواخر الأربعينيات من القرن الماضي ظهر لنا ذلك الجمال الذي كان أكبر من قيود الفراهيدي من خلال قصائد الشاعر العراقي / بدر شاكر السياب وقصائد العراقية / نازك الملائكة وشعراء آخرين. بالشعر الحر والذي حاول على استحياء الهروب من تلك الزنزانات.
ولأن مساحة الأدب والجمال والحرف حرة ولا يمكن حبسها. وأكثر من أن يتم تأطيرها بسلاسل الخليل بن أحمد، جاءت قصيدة النثر التي تريد أن تخبر السجان وأحفاده أن النثر يمكن أن يكون شعرًا، بل شعرًا رفيع المستوى. بل تصرخ في وجه السجان بأن الوجدان لا يمكن تقييده. كيف يمكنني أن أنكر وأتنكر لشعر وأدب أدونيس والماغوط. وأنسى الحاج ؟!
كيف يحلق الأدب عالياً – في زمن وصل الإنسان إلى سطح القمر فيه – وهو ما زال يسير وفق الإيقاعات المبنية على سير الجِمال وركضها ؟!

الإرهاصات الأولى
–
للحظات السابقة ميلاد النص الأدبي.
من المسلَّم به أنَّ القصيدة قبل أن تبزغ شمسها في دنيا الحياة؛وتصافح آفاق الجمال ؛وقبل أن تصبح كياناً مكتملاً ؛”جسداً لغوياً ملموساً ” يسترعي الانتباه ؛لابدَّ لها أن تسلك مسلك البداية التنظيمية في أوّل الأمر .
وهذه البداية الشعورية التي تحتشد فيها طاقة المبدع الفنية ؛تصطبغ بقَدْرٍ جسيمٍ من المعاناة النفسية والمكابدة المتمثلة في انعكاسات القلق الداخلي على المظهر الخارجي ..
إنها أدنى نسباً إلى مرحلة “المخاض” كما يشبهها الدارسون ..
وقديماً قالوا:”البداية نصف العمل”؛في إشارة منهم إلى مراعاة الجودة في إبراز العمل ..
وتتبلوّر هذه البداية التي تقوم على المعايشة الذاتية الفردية للنصِّ قبل تشكله بطبيعة الحال؛ عما اصطلح عليه قديماً بمصطلح :”براعة الاستهلال”؛ولطالما نبَّه النقاد القدماء إلى هذا العنصر الجوهري ؛وكذلك أعارته الدراسات الأدبية والنقدية؛اهتمامها الواسع ؛وأفاضت في الحديث عنه ..
وقد يحدث أن تخون البداية الفنيةُ صاحبها ؛فتكون وبالاً عليه وبلاءً مُرّاً لم يحسب له حساباً ؛كما حدث مع الشاعر جرير في خطابه للخليفة عبدالملك ؛بقوله في مطلع قصيدته :
أتصحو أم فؤادُك غير صاح
عشيَّة هم صحبُك بالروَّاح؟! .
ونذكر جيداً أصداء غضب الخليفة وامتعاضه من هذه الطريقة السافرة !
وهناك مواقف مشابهة؛ أصبحت مجالاً للتندر والفكاهة في القديم والحديث يطول الحديث عنها..
ولتأكيد مصداقية ما أشرت إليه آنفاً ؛بين يديَّ بعض اعترافات شعراء من الوطن العربي ؛صاغوها في قوالب نثرية طريفة؛ يمكن أن توصف بالدراماتيكية ؛عن ملامح المعايشة الساخنة التي تسبق مرحلة الانصهار التام.
الشاعر الراحل غـازي القـصيبي ورد في سيرته الشعرية حديثه بقوله : “إننـي لا أقـرر عنـد كتابـة قصيدة هل ستكون مقفاة أو غير مقفـاة، مـن الـشعر التقليـدي أو الـشعر الحديث، والواقع أننـي حتـى ظهـور البيـت الأول لا أدري مـن أي نـوع ستكون القصيد؟!
ويستطرد قائلاً
«معظم القصائد لا يبدأ الميلاد فجـأة، ولكـن تـسبقه إرهاصـات تـستغرق بضع ساعات، وفي أحيان نادرة بضعة أيام، وفي حالات أندر عدة أسـابيع يقفز في الذهن شطر بيت ثم يختفي لا أدري من أين جاء أو إلى أين ذهب،
ثم يعود على هيئة بيت كامل».
الشاعر المصري الراحل صلاح عبد الصبور؛ أدلى باعترافه ؛ فقال : “والقصيدة كوارد قد تكون حين يرد إلى الذهن مطلع القصيدة أو مقطع من مقاطعها بغير ترتيب في ألفـاظ مموسقة لا يكاد الشاعر نفسه يستبين معناها، قد يأتي هذا الوارد بين الناس أو في الوحـدة أو في العمـل أو في المـضجع لا يكـاد يـسبقه شيء يماثلـه أو يستدعيه،ويعيده الشاعرعلى نفسه فيجدأن هذاالواردقديفتح له سـبيلاً
إلى خلق قصيدة”.
الـشاعر العراقي المرموق دكتور عـلي جعفر العلاق؛يستهلُّ الحديث عن تجربته بقوله: «وقد تكون بدايـة الكتابـة أكثـر مراحلهـا أذى و وعـورة؛فكم هو شاق ومض البيت الأول من القـصيدة أو الأبيـات الأولى منهـا،إنها فترة من التهيب والخوف اللذين لا أدري سببا لهما، أهو غموض ما أنامقبل عليه؟ ربما، فالقصيدة تتمرد على صاحبها منـذ البـدء، تتخـذ طريقـا
أخرى تماما حتى تبدو في النهاية قصيدة عن موضوع آخر أو فكرة لا تمـتُّ إلى الفكرة التي توهمتها أول مرة على أني كما قلت لا أضع تخطيطا للقصيدة التي أسعى إلى كتابتها».
الشاعر العراقي حميـد سـعيد ؛أسهم بالحديث عن بداياته فقال: «لعـلَّ مـن المناسـب أن أشـير إلى عـدم استجابة الشعر؛وهروبه من بين أصابع يدي في حالات الاحتدام.
في أكثر الأحداث سخونةًتحتـلُّ قـصيدتي زاويـة الغيـاب؛ و أفـق التأمـل؛ ومحطـة الانتظار.. أعرف أنها تأتي وأظلُّ في انتظارها.. لكنها تأتي في اللحظة التـي تشاء، نعم.. لقد حاولت.. وبين عصيان القصيدة وعظمة الإنجاز.. جـاءالنص معبرا عن حالة الصراع تلك وحقـق تعـددا في الأصـوات وابتعـادا عن الـصوت الواحـد… إن هـذا
الموضـوع أقـصد موضـوع الحـوار مـع
القصيدة، ظل باستمرار من موضوعاتي الـشعرية الأثـيرة ..و كثـيرة هـي قصائدي التي تناولت هذا الأمـر؛ لأن ذلـك آت مـن ضـجيج الـشعر
في رأسي قبل لحظة الكتابة، والذي يستمر أحياناً زمناً جد طويل…
في مفتتح النص يأتي الإخبار بالمعاناة.. عموم المعاناة في كتابة نص شعري يتوفر على حضور إبداعي..
ولعلَّ في ذلك مايحفّز المبدعين هنا وهناك؛ ليرسم من شاء منهم بأنامله ؛صورة ذلك الطقس الفني الاستثنائي الذي يحيط به ؛وهو في غمرة انتظار حضرة القصيدة ؛والوعد المنشود ؛للامتزاج بشرارتها الأولى ؛و من ثمَّ بدء الانطلاقة الفعلية بها ومعها في رصد المعاني المحتدمة في الأعماق.

لماذا يتتبعني جوجل ؟
– :
جدة مدينة مشتعلة نشاطا وحركة وطقسا ، تفاجأنا أحيانا بصباح حالم شتاء ، ذلك الزائر الخفيف اللطيف الذي يأتي سريعا ويذهب كعابر حب ؛ تلك الفرصة الحميمة ننتهزها للخروج إلى شاطيء البحر الأحمر ، وأمواجه تلتطم بشاطئ العروس ناشرا بهجة الصباح الحالم على وجوهنا أو قد نزور
مقهى ًأنيقا نجدد عهدا بعيدا به ،
ونتناول كوبين فاخرين من القهوة ونتأمل المطر وهو يعانق زجاج النافذة ونراقب الأطفال وهم يرتدون كنزاتهم الشتائية فرحين .. أوقفنا سيارتنا في المكان المخصص لها، نغمة تنبيه عالية على جوالي ، فتحته كانت رسالة من خرائط جوجل : لقد أتيت إلى هنا قبل ثمانية أشهر ؛ شعرت بالضيق وتساءلت : لماذا يتتبعني جوجل ؟!!
لماذا ينتهك خصوصيتي ؟!!
لم تكن نغمة التنبيه الأولى ولن تكون الأخيرة ، فعندما سجلت في دورة تصميم المواقع في شركة مشهورة بعد بحث طويل عن هذه الدورة وجدت الكثير من الرسائل على موبايلي في الواتس وعلى ايميلي ( بريدي الالكتروني ) تدعوني إلى التسجيل في نفس الدورة وهكذا عندما تشتري طعاما من منصة طعام ما تجد بقية المنصات تمطرك برسائلها دعوة إلى وجبة غداء وكأنك ستتغدى عشر مرات في ذلك اليوم .. إنه شعور مزعج ياسادة وانتهاك خصوصية ولذلك قررت أن أفهم ماالذي يحدث ؟!!
معظم الناس لايعرفون ماذا يحدث لهم لأنهم باختصار وأنا منهم لسنا متخصصين في علوم الكمبيوتر والانترنت والأمن الإليكتروني ووجدت مايعرف بتتبع الكوكيز cookies ويعني سجل التتبع أو سجل التصفح ويستخدمون بيانات التسجيل خاصة الأعضاء من اسم التسجيل user name أو كلمة المرور أو الدخول pass word ليصلوا إليهم من أجل تسويق إعلاناتهم غير عابئين بمدى انزعاجنا وانتهاك خصوصياتنا مع الإلحاح المستمر لشراء سلعهم والرضوخ لمغرياتهم واستخدام اسم التدليل المعروف به في محيطك العائلي أو بين أصدقائك ولعل ذلك مما سهل على النصابين والمحتالين الوصول للفرد العادي وقد أطّلعوا على دخله الشهري أو تابعوا حاجته لقرض أو تسديد مستحقات ويطلبون السجل المدني وكثير من الطيبين يصدقون ذلك سيما وقد كشف أسرارهم بمالا يدع مجالا للشك فيه وهكذا يسقط الكثيرون ضحية الاحتيال بسبب خاصية التتبع مما يحرمنا الراحة وهدوء البال ولذة الاختيار في الشراء حسب ذائقتنا وبمحض ارادتنا ولذلك
( Dont track )
me
لاتتبعني

(حمم في حطام قلب)
هي إنسانة حزينة مكتئبة.. تبث شكواها وأنينها لذاتها الحائرة قالت محدثة طيفاََ حبيباََ يزورها : لو كانت الشكوى تفيد لكنت أفرغت مافي مخزون أعماقي.. في خافقي شظايا آلام مغروسة بين رماد ذكريات حارقة.. تمنيتك معي تلملم أشلائي الممزقة تحميني من غائلة الزمان.. ولكن ليس بيدك حيلة تنتشلني من منحدرات الأحزان وهوتها السحيقة _تطيح بلحظاتي في كل دقائق أوقاتي _تئن خلجاتي مع كل تنهيدة تنطلق من بؤرة الأحزان تتسلل الدمعات لواذاََ إلى مقلتي الجريحة فأحاول السيطرة على هذه الثورة المحمومة بداخلي.. يحتويني كدر من دنيا تعبث بمشاعري فيتعبها ويشقيها.. كم كانت أمنيتي تتقاسم معي أفراحي وأحزاني لكن أبت نفسي أن تلوث قلبك من دماء قلبي فتتأذى في لجة عذاباتي.. آثرت الصمت في زمن الصمت.. حاولت مشاركتك تفاصيل حياتك.. أفراحك واحزانك ونبثها معاََ لكل طوائف العالم بأننا بخير.. وحياتنا بلا ألم ولا دموع.. ولكن خيبة الظن ترافقني ليبقى عمر جراحي أطول من السنين. سأطوي هذا السجل وأحتوي معاناتي بدونك.. وألتقي معك من خلال ومضات الإشتياق في ليال تغشاها أمواج الحنين. .