مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
لم نُخلق لنكون مطمئنين طيلة الوقت ، سعداء كُل ساعة ، ولا تَمرُّ بنا عواصف المشاكل والأزمات ، ولا تصيبنا مخاوف الإحباط واليأس !
نحنُ خُلقنا لعبادة الله سبحانه وتعالى ولنكون خلفاء أقوياء نحارب مايُؤلم قلوبنا ، ويُعكّر مزاجنا ويطمسُ نجاحاتنا !
وُّجدنا لنُثبت لأنفسنا وللعالم قُوتنا وقدرتنا على النصــر وتحققق الأمنيات والآمال والأحلام وتجاوز كل مراحل الإخفاق المؤلمة ، فنحن بكل هذه العزيمة الفولاذية والإصرار العجيب والروح المتحدّية الوثّاية نُغيّرُ ونتغيّرُ للأفضل والنجاح حتى نرى العالم الكئيب جميلاً ورائعاً .
نحنُ هنا ليس لمُجرد إختبارٍ يُحدد مَصيرنا ، فلا شيء حقيقي مادي أمامنا فنصدر أحكامنا عليه ، ولا شواهد وقرائن واقعية تمنحنا التقييم !!!
إن كل مايُحزننا وهم على وهم وقناعات شخصية لا أكثر ، وكُل ما يُسعدنا نحن سَبب وجوده وحقيقته ؛ فالتشاؤم والتفاؤل هي نظرتنا للحياة ، وما مشاعِرنا وأفكارنا إلا لّلحظه الحالية التي نعيشها ، وما بعدها أما أن تَجعلك تُصدقها وتبدأ مسيرة عظيمة لانهاية لها ، أو قد لا تستطيع فتُسبب لك إرتكاب المزيد من الفَشل تجاه قَلبك وأفكارك وتصوراتك القديمة والحديثة أيضاً !!!!
هذه أوراق الاختبار بين يديك أأنهيت حلّها ، أم مازلت تُحاول أن تُصحّح بعضَ الأخطاء وتتجاوز العقبات قبل ساعة النهاية ؟
إن الوصول لثقافة الوعي والتعايش والتصالح من الذات والناس والمجتمع بما فيهم المختلفين معك في الأفكار والقناعات والميول هو الوصول للوعي التام والحكمة التي تمنحنا حسن الاختيار والذي ينسحب انسحابا تاماً على كل ما يمر بنا وتنعكس على تصوراتنا وتجاربنا في الحياة !!!!!
فالوعي ليست نظريات ومعارف مبنية على حالات انفعالية فلسفية ولا على قناعات صلدة – لا تتغير مهما كانت الظروف التي تطرأ عليها –
فالوعي ثقافة عالية وقيّمة إنسانية عظيمة لا يصلها الإنسان إلا عندما يؤمن بحقائق الوجود كما هي ويتكيّف ويتعايش ويتصالح معها بل ويصل للصداقة معها كذلك وتوظيف الأفكار الايجابية وجاذبيتها حتى يعيش الحياة براحة تامة .
فكرة أخيرة :
الوعي الحقيقي هو وعي الإنسان بنفسه وأعماقه وذاته دون الولوج في أعماق بعيدة ليست له علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد .
منذ نجح النصر السعودي في كسب خدمات النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو والنصر يتماهى مع هذه النقلة النوعية للكرة السعودية والتي تحظى بعناية كبيرة من القيادة الرشيدة في ظل رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه ورعاه .. هذه الرؤية التي انسحبت على كافة المجالات والأصعدة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والرياضية … الخ .
النصــر والقوة الناعمة والتي عصفت بكل العالم ولفتت أنظارهم لمشاهدته ومتابعته بكثافة وشغف كبيرين ؛ ليكرّس بهذا ويرسّخ لمفهوم ” العالمي ”
وهو لقبه الشهير عبر عقدين أو أكثر عند تمثيله للكرة السعودية والعربية والآسيوية في مونديال البرازيل 2000 م بعد فوزه بالسوبر الآسيوي ، والذي كان باكورة انطلاقة الكرة السعودية على مستوى الأندية عالمياً بعد تأهل السعودية الأول لمونديال 1994 بأمريكا ..
” عالمية النصر ” تجاوزت حدود المحلية والخليجية والعربية والقارية إلى بدأت تحتل مكانة عالمية تنقل النصــر من عالميته الأولى كممثل للقارة الصفراء إلى عالمية جديدة واستثنائية كبرى متمايزة عن بقية الأندية المنافسة .. عالمية مختلفة في كل شيء فهي تؤمن بأن الرياضة باتت صناعة واقتصاد واستثمار وتطوّر مذهل وفق الكثير من المنهجية والدراسات المبنيّة على رؤية احترافية ومهنية ونتاج كبير نقرأه من الآن .. هذه العالمية انعكست وستنعكس بشكل واسع على بقية الفرق السعودية الثلاثة بالإضافة للنصر ( أندية صندوق الاستثمار السعودي ) في قادم السنوات وذلك في مجالات عدّة ومنها الاستثمار الرياضي والنقل التلفزيوني والتسويق التجاري إلى جانب الحراك الرياضي الفني ومداخيل تلك الأندية وتخصيص رعاة وتهيئة البيئة الرياضية لتكون عامل جذب لشركات عالمية ، وفرص استثمارية كبيرة وقد نشاهدها في مستقبلنا القادم وقد امتلكت تلك الأندية بشكل كامل وهذه شركة ” أرامكو ” الشهيرة تخوض تجربتها الأولى في المجال الرياضي وهي تستثمر في نادي القادسية وسنرى الكثير من الاستثمارات في الأندية السعودية الأخرى !!!!
وما هذه النقلة العالمية للرياضة السعودية وتحولها إلى مرحلة جديدة في ظل سنوات معدودة إلا دليلاً على مكانة الرياضة وتأثيرها في كل العالم وما النصر السعودي إلا نموذجاً حيّاً لتلك النقلة الفريدة من نوعها وتصديرها للعالم بما فيها كرة القدم والألعاب الأخرى على إنها واجهة حضارية ثقافية مشرفة ذات أصالة موغلة في الأثر والتاريخ والأرق الإنساني العربي العظيم ..
لقد شاهدنا عالمية النصر وهي تغزو بقمصانه ومبارياته ونجومه وحساباته وأخباره كل العالم حتى بات هذا العالمي المتوشّح بالأصفر والأزرق متابعاً ومشاهداً بكثافة وبقوة عبر منصات الكرة العالمية ومحطاتها الرياضية لتتزايد جماهيرية وشعبيته .. عراقة فارس نجد وتاريخه المليء بالبطولات والانجازات بدأت تظهر بقوة على المشهد العالمي لتنسحب بذلك على بقية منصات التواصل العالمية وتتجلّى بوضوح
في كل مدرجات العالم وبـ ” تيشرت العالمي “!!!!!!!!
” عالمية النصر ” باتت علامةً فارقةً ورقماً صعباً في الكرة السعودية والأقليمية والعربية والقارية وصولاً للعالمية التي كتبت ميثاقه البرازيل ؛ ليكون سفيراً فوق العادة لكل عشّاق المستديرة في كل أصقاع المعمورة ، وماهي إلا جولة على محركات البحث ؛ لتكتشف بنفسك حقيقة النصــر ” العالمي ” الأصيل المتفرد بكل هذه الشعبية الجارفة الطاغية والمتابعة العالمية المستمرة والدائمة لتأتي بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية متوافقة مع عالمية النصــر لتمنح النصــر البطولة وتمنح عشّاقه الفرحة العارمة بقيادة قائده الكبير كريستيانو رونالدو .
ومضة عالمية :
ياعالمي فوق حلق فوق
ميعادنا دايم القمّة
كل المنصات فاضت شوق
اصعد ومن خلفك الأمّة
للدكتور /
(عبدالحفيظ خضر محمد بادي)
أستاذ البلاغة والنقد
بجامعة القصيم
أستاذ مساعد بكلية العلوم والآداب بالرس …
وهو من السودان الغالية حيث عمل بالمنطقة ومحافظة الرس مايقارب 15 عاماً جعلته يتحدث بقلبه قبل لسانه كواحدٍ من أبناء منطقة القصيم والرس خاصة …
نترككم مع المقال الذي يتحدث عن قلب ومشاعر من كتبه قبل كل شيء ..
– وداعا جامعة القصيم –
تلك القلعة الشامخة الباذخة السامية
موئل العلم والعلماء والفقه والفقهاء
دوحة المعرفة وروضة الثقافة ونهر الحياة.
– وداعا كلية العلوم والآداب بالرس
تلك المنارة السامقة الرفيعة الباسقة
منبع الأدب والأدباء والحكمة والحكماء
عين الحاضر ومهجة المستقبل ونور الفكر
(عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء .. كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجداف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما، النّجومْ)
– وداعا سعادة عميد الكلية
– وداعا سعادة وكيل الكلية
– وداعا سعادة وكيل الكلية للشؤون التعليمية
– وداعا رؤساء الأقسام والوحدات العلمية
– وداعا سعادة رئيس القسم
– وداعا أعضاء الشؤون الإدارية والمهنية
– وداعا الإخوة العمال في مستويات الخدمة كلها.
– وداعا الإخوة الأعزاء الزملاء والزميلات الأساتذة والأستاذات من كل الدول: السعودية والسودان ومصر وتونس والجزائر والمغرب وسوريا والأردن والهند وباكستان وبلاد الرافدين واليمن السعيد وبقية العقد النضيد من دول العالم.
– عشت بينكم أجمل السنوات والأيام واللحظات والذكريات …
كالطفولة
كالأحلام
كاللحنِ
كالصباحِ الجديدِ
كالسماء الضحوكِ
كالليلةِ القمراءِ
كالوردِ
كابتسامِ الوليدِ
– وداعا أبنائي طلاب الكلية الأذكياء النجباء الأصفياء، قد نفترق قبل أن نلتقي.
فإذا بدأ الفصل الدراسي الجديد؛ وغابت خطايا عن قاعاتكم الدراسية، واختفى شخصي ورسمي، فأرجو ألا تغيب عن فطنتكم نصائحي وتوجيهاتي ووسمي.
إني رأيت وقوف الماء يفسده
إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب
– وداعا تلك الأيام الجميلة الحلوة
العذبة العطرة …
أيام التدريس والمحاضرات والبحث والمكتبات،
أيام الرياضة والشباب الغض.
أيام اللهو والمرح.
أيام النشاط والقوة والعطاء،
أيام مجالس الأنس واللقاءات.
– وداعا هضبة نجد التبرية العسجدية وأراضي القصيم الخضراء ومزارع التمور المنبسطة الفيحاء
– وداعا المليداء الرس وبريدة وعنيزة والمذنب والبدائع وعقلة الصقور وقصر ابن عقيل والشنانة والنبهانية والخبراء ورياض الخبراء والبكيرية والأسياح.
– وداعا سلمى وخولة وفاطمة وسعاد وبثينة وهند ووردة وذكرى وريا وأميم وجنان وعبلة وربا وهريرة وأسماء وأم أوفي وشادن وأم الحويرث ورابعة وحياة ومنى وأم الرباب وشهد، وغيرهن.
أنتن من أوحى للشعراء بأعذب الشعر وأرق القصيد وأجمل المعاني، فقد صحبتكن في مطالع القصيد وعشت معكن دهرا طويلا في ثنايا الشعر، فجالست أمرئ القيس عند سمرات الحي، وصحبت طرفة بن العبد وحدوج المالكية، ورافقت المسيب بن علس في رحلته لتيار الفرات القعقاع بن معبد، وأفضل من لزمتهم في الظعن والترحال واستمتعت بلطفه وبشاشته المثقب العبدي وهو يصف ضبيب وشراف وذات رجل والذرانح وفلجا، ثم يقول:
(وهن على الرجائز وآكنات).
– وداعا نجد ديار مملكة كندة وعبس وذبيان وهوازن وعامر ومزينة وغطفان.
سحر الطبيعة وعطر الذكريات وفضاءات الحسن وعوالم الجمال وقوافي النظم.
نسيم الصبا، وريح الخزامي،
وقارورة الريحان والرياحين،
وجؤنة الطيب والزعفران والخلوق والزنبق والورد.
وقسيمة العطار والعنبر والعبير والأقحوان، وفأرة الملاب والكباء والكافور.
وشريط الزينة والإثمد والقرنفل والزنجبيل. والحقة الحميرية، والبالة اللطمية، والصوار.
وفتيت المسك.
– وداعا القصيم أرض الحضارات والنقوش والآثار والتراث والمتاحف والمقتنيات.
أرض الملاحم والسياحة والوثائق والمخطوطات والخط الثمودي والحضارة الأشولية الحجرية.
أرض القرى النجدية والقصور التاريخية والعمارة الفارهة والمنارات الشاهقة
أرض الأسواق الشعبية والمحميات والمتنزهات والزخارف البديعة.
أرض جامع عليان، وبئر بريدة، وسور الأمير حجيلان، وسوق داحس، وسوق مهارش، وسوق الوسعة، وسوق المسوكف، وسوق المجلس، ومتحف العقيلات.
أرض الرسوم والفنون الصخرية وشعيب الأدغم وصخرة عنترة وجبل المصك وجبل سواج.
ملهمة أسطورة العشق الخالد الشفيف النبيل بين جبلي طمية وقطن.
– وداعا الرس
جارة وادي الرمة،
التي سكنت وجداني قبل أن أسكنها في حي المطار، شلرع عمر بن الخطاب، جنوب تموينات حاجة الأسرة.
المدينة التي رماني الشوق والحلم والجمال إليها.
تلك المدينة الفاضلة التي أحسن أفلاطون رسم جسدها، وعاش الفارابي في قلبها.
المدينة احتضنت أحياء المطار، والزهرة، والشهداء، وهندية، والروضة، والشفاء، والملك عبد العزيز، والمنتزه، والملك فيصل، والحزم، والنهضة، والروابي، والريان، والملك خالد، وبهجة، والجوازات.
مدينة السياحة، والمتاحف الشعبية،
أرض الشنانة، ومقبرة الشهداء، وجبل خزاز، وجبل الخبيبة، وجبل كير، ودار الأجداد، وسوق الرس، والواحة مول، والديرة، وصحارى، وقلعة جدعية، وآثار بهجة، وقصر عذلة، وآثار الرويضة، وحصن الجندلية، والمدرسة العسكرية، وأطلال الرسيس، ونفق إبراهيم باشا، وحسو المروي، وقصر ابن عقيل، وحديقة الشباب، وحديقة الجوازات. وكلية العلوم والآداب.
تلك المدينة التي تغنى الشعراء بجمالياتها ومغانيها ومعالمها وأطلالها وظعائنها وأوابدها ونباتاتها وعطرها، زهير ابن أبي سلمى، ولبيد العامري، وعامر الحصني، وبدر بن زهير، وكعب بن زهير، والخنساء، وجرول الحطيئة، ومالك بن بدر الفزاري.
المدينة التي تربعت في وجداني أعيش فيها لوحدي، وأعجز عن وصفها فأنصت لصوتها.
كل معلم من معالم مدينة الرس يمثل صورة، وكل أثر يمثل مشهدا، ومن تلك الصور والمشاهد تتجسد فضاءات رواية الرس.
لعل الصيف الحار في تلك المدينة هذا العام أوحى لنفسي أني سأفتقدها، وأننا سنفترق.
وكان …
– عذرا سادتي ..
عذرا قرائي ..
لقد وهن العظم واشتعل الرأس شيبا.
– مرحبا سوداني النبيل الحبيب النيل الأمل الحياة الشوق والوجدان.
دخلت السودان وفي حوزتي حفنة من أشياء قليلة متناثرة، فما وطئت خطايا تراب وطني، حتى سألني موظف الجمارك متفائلا لي بالخير مبتسما، ماذا تحمل؟
فقلت وأنا أتحسس أمتعتي من حولي:
في جسدي حفنة من صحة.
وفي عمري حفنة من سنوات.
وفي جيبي حفنة من ريالات.
وفي ملامحي حفنة من سعادة.
وفي نفسي حفنة من انفعال.
وفي قلبي حفنة من أمل.
وفي جوازي تأشيرة خروج نهائي.
وفي حقيبتي (حفنة تمر) قصة الروائي العالمي السوداني الطيب صالح.
وفي ذاكرتي حشد كبير مما أود تدوينه.
وفي دفتر ذكرياتي عبارة تقول: (آمالنا وطموحاتنا في الحياة، أصبحت كالمعلبات، مكتوب عليها تاريخ الانتهاء.
– إن (حفنة أماني) المغترب السوداني وهمه الأول في الحياة، عندما ابتعد عن حضن وطنه الدافئ ورعايته وحمايته أن يبني بيتا يأوي لجدرانه ويستظل بظله، بعد أن لفحته سموم الغربة، ولفه ظلام البعد، وأعيته تيارات الترحال، وتبادلته مرارات الضياع، وتناوشته نوائب الزمان، وأضناه هز جذع تلك النخلة،
تلك النخلة التي تساقط رطبا جنيا.
ولكن …
ولكن …
من كان يظن أن الوقت الذي يهم فيه المغترب بالعودة إلى وطنه العزيز ،
إلى مدينته الحبيبة الخرطوم،
إلى الحي الآمن لذي يسكن فيه،
إلى ظل بيته الذي أفنى عمره في بنائه، ليقيم فيه بقية أيامه في الحياة،
سيجد بيته خاليا من أبنائه،
خاليا من آثارهم،
خاليا من ذكرياتهم،
خاليا من ضحكتانهم،
محتلا بقوة السلاح من آخرين،
منهوبا أثاثه بتدبير أيدي ماكرين،
مهدما بقذائف طائشة من صواريخ غازين، ودانات غادرين.
بل لا يجد من يعينه على معرفة معالم وجه (أمه) مدينته الحبيبة التي احترقت رمادا تذروه الرياح.
(تثاءب المساء، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام:
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها،
ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له: “بعد غدٍ تعودْ ..”
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها ..
وتشرب المطر)
لك الله يا خرطوم
لكم الله أهل الخرطوم
اللهم إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، غير أن عافيتك أوسع لنا، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بنا غضبك، أو يحل علينا سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك، حسبنا الله ونعم الوكيل
مثل طفلة..
تذهب لمدرستها بعد انقطاع العطلة الصيفية..
تتوق لصويحباتها..
تتراقص ضحكاتهم في أحلامها..
وتتراءى لها ردهات روضتها في يقظتها..
يفر قلبها لكل شيء..
التوق للمكان حنين..
و التوق للبشر شوق..
وخليط الشعور هذا يمنح فجرنا فرحا
يحيل نضجنا
طفولة و مراهقة..
حان وقت الرجوع للآدمية و معايير ها.. وانتهى كما نأمل بفضل العظيم حال الافتراض وأسر شاشاته..
يا لتلك النشوة بالمرور بين كيانات الطالبات الحبيبات توجها للقاعات ، كان الازدحام يسكب فينا انزعاجا، ما ألذه من إزعاج، و هاجس المرور الصباحي يروع عربتنا فليأتي الازدحام و ليطغى، نبض شرايين المدينة أروع من تخثر دمها.
آه ما أحلى انتقاء المناسب من كساء للذهاب للمحاضرة في أبهى حلة، و عبق العطر الذي أنثره علي في بوابة جامعتي أجمل أريجا من ذات العطر في أي مكان سواها.
حروفي.. أقلامي.. ملفاتي.. حبات القطر من عرق يتجمع بجبيني من إرهاق الشرح..
كل ذلك فرح و سعادة،
التواصل المباشر مظهر إنساني رفيع المستوى، يوفر للبشر فرحتهم ويؤمن لهم حاجتهم للنزعة الاجتماعية.
وقد أكد المولى أهمية حقيقة التعارف بين الجموع و الشعوب “لتعارفوا”، والتعارف لايعني الخطوة الأولى في معرفة الآخر فحسب، بل تعارفوا وفق المعجم تعني إذا
تعارف الرَّجلان أي تحقَّق كلاهما من الآخر وعرَفه، وإذا تعارف الناس على أمرٍ أي أصبح متّفقًا عليه بينهم، تقال في السلوك والعادات والمعاملات ونحو ذلك حين تصبح مقبولة دون اتّفاق رسميّ مثل لُغةٌ أو عادة مُتعارَفٌ عليها.
و هذا التعارف و هذا التعود و هذا الاتفاق الضمني لايأتي من خلف الشاشات فحسب بل يكون في أبهى حلله و يؤتي أشهى ثماره بالتواصل المباشر فهو أمر يستوجب التكرار والتودد ورسائل الحواس نظرا و سمعا، شكلا و مضمونا ، و أنى لعالم الافتراض أن يخلق هذا القرب و يشيع ذات الدفء ويشمل ذلك رفع درجة الإدراك والفهم إلى ذروتها مما يسمو بمعدلات النجاح و التفوق ناهيك عن الفوائد النفسية و الاجتماعية.
آه فصلي الدراسي كم تقت و عبثت بي رياح الترقب لفجر يحتفل معي بدرس يعطيه بشر ويتلقفه بشر دونما حجاب.
ألا مرحبا بالعود الحميد إلى أروقة
قصور العمل البديعة..
صباحكم حياة حقيقية ..
لا افتراضية
وأجمل بها من حياة .