مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
يحكى أنَّ الحرية تمردت على سطوة المجتمع الرجعي ووأد البنات وتقسيم الميراث.. فلحقها العرب الأعراب الجاهليون .. لكنَها هربت للمستحيل حيث زرقاء اليمامة والعنقاء وما تبقى من الأخلاء الأوفياء .. الحرية أطلقت ساقيها المتعبة للريح..وتركت حذاءها المجتث بدماء الساحات والبيوت والقلوب..والأحلام المجهضة بدموع البطالة..!
الحرية التي أسندت ظهرها لباب آهاتها الخشبي المتهالك وهي تنوح نادبةً ناعيةً أطفالها وهم يتنازعون أرواحهم كيماوياً وجرماً..وسرت تمزق شعرها المجعد وتضرب صدرها وتنوح بملء فيها..! تلك الحرية الصارخة.. الصابرة.. الباكية تخدش عنوةً كبرياء المتشبث بالكرسي ..!
الحرية تحب الشمس؛ لأن الشمس تحب الكرامة ..الحرية تصرخ في وجه أبنائها الثلاثة وبناتها السبع إلا الكرامة.. إلا الكرامة.. إلا الكرامة..رددتها حتى ظننا أن الكرامة أمها التي أرضعتها بثديها الأبي..أزيز الرصاص وأرصفة الفقر ورغيف الجوع ومدن تسكنها الأشباح ..ومدجَجٌ بالسلاح وطفل يبحث في براميل القمامة..! ثمن تلك الحرية التي رأيتها غداة يومٍ في خطابة كهلٍ، وفصاحة عربيٍ نطق حقا فعفَروه أرضا..وتلاقفوه تعزيراً وتنكيلاً وقتلا إعرابي مجد الحرية قهراً.. فقتلوه بسيف السطوة والجور والبغي..!
حمامة سلام راحت تبحث عن عش فراخها فكان الموت والدمار والأشلاء ، فعادت تردد بيتاً حفظته الحرية ذات مساء : لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل اسقني بالعز ماء الحنظلِ أرادوا تشويه الحرية قسراً وعبثاً ، فوجدوا آباءهم قد ورثوا من أجدادهم مخطوطات قول فيها الحرية :
أنا لم أنجب أحرارا فقط بل إن الظلم هو من أرادهم أحراراً.. الحرية ديوان عربي أصيل حاولوانفيه وبالغوا في عزله ، فخلده التاريخ وأنصفته الجغرافيا !
وجدوه بيتا أراد صاحبه الهرب فخاف العار الأسود يلطخ وجهه طيلة عمره فعاد ونافح وناضل وناصر وانتصر وهو يردّد أبياتاً عن الشاعر قُطري بن الفجاءة :
أَقولُ لَها وَقَد طـــــارَت شَعاعاً
مِنَ الأَبطالِ وَيــــــحَكَ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقــــــاءَ يَــــومٍ
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيـــــلُ الخُلودِ بِمُــــــستَطاعِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَــــــوبِ عِــــزٍّ
فَيُطوى عَـــــن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَــــيٍّ
فَداعِيَهُ لِأَهـــــلِ الأَرضِ داعـــــي
وَمَن لا يُعتَبَط يَســـــــأَم وَيَهرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطــــــــاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَيــــــــــاةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَــــــقَطِ الـــــمَتاعِ
يقال إن الحرية آثرت أن تموت جسداً وتبقى روحاً في أجسادهم أطفالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً ، فالحرية رمز قومي لا يمكن سحقه فالحرية قاموس حضارة عظيم لا تعرف الحب إلا في وجه العزة والكرامة والإباء .
ومضة :
يقول محمود درويش :
” لم نعد نعلم من هاجـر نحن أم الوطن ! ” .
تُطّلُ علينا ذكرى ميلاد وطننا المملكة العربية السعودية الـ ( ٩٣ ) يوم السبت 23 سبتمبر ، ومعها نستعيد الكثير من قصص الملاحم والبطولات والانجازات عبر عقود مديدة من التاريخ العظيم .. هذا التاريخ الذي يعيدنا للقائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيّب الله ثراه – هذا التاريخ الرصين الأصيل الذي بدأ بتكوين هذا الكيان الكبير الذي من خلاله نكتب شعارنا اليوم في يوم ميلاده الأغرّ وهو شعار ” نحلُمُ ونحقق ” هذا الشعار الذي يمثّل هوّية المواطن السعودي بكل حبّه وتفانيه واخلاصه لقيادته !!
هذا الشعار الذي يرسم الأحلام وإن كانت بعيدة المرام إلاّ إنه على يقين وإيمان راسخين بأنها ستكون واقعاً يعيشه ، وفعلاً ماهي إلا مدّة وجيزة وتتحقق تلك الأحلام ، وفق رؤية مباركة رؤية ( 2030 ) هذه الرؤية العظيمة العميقة والبعيدة في كل شيء ، والتي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الشاب الطموح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله – هذه الرؤية التي رأيناها أمامنا في كثير من المجالات التنموية ، وفي شتى ميادين الحياة والتي مازالنا نحلُمُ ونحلُمُ ونحن على يقين وثقة بأن هذه الأحلام ستتحقق عاجلاً أم آجلاً ، وعندها سننعم بجودة الحياة والرفاهية ، ولكل فئات المجتمع والأجيال القادمة في وطن يسابق الزمن .. في وطن لا يضاهيه أيُّ وطنٍ في العالم بأسره ، فهذا الوطن الكبير بكل مقدساته وآثاره وتاريخه وثقافته وتنوع جغرافيته وطموح وهمّة شبابه وشاباته قادر بعد توفيق الله سبحانه على المُضي به نحو العالمية التي ننشدها جميعاً ونرآها حقيقة لا حلُمُاً ، وفي كل مناحي الحياة ، وحين تطالعنا مؤشرات التطور والتقدم لبلادنا الغالية على كافة الأصعدة ، وانعكاساتها على المجتمع السعودي بما يكفل له العيش بأمن وأمان وسلام وحياة كريمة فالله الحمد والشكر والفضل والمنّة على نعمه التي لا تعدُّ ولا تحصى في بلد العزّة والكرامة والأصالة والثقافة والحضارة والقيادة الرشيدة ، ونحن نتأمّل ونسمع ونقرأ مؤشرات التقدم العالمية وحديثها عن المملكة العربية السعودية حديثاً يملأُ صدورنا بالسعادة والحب والاعتزاز والفخر والطموح إلى الكثير الكثير من الأحلام والكثير بل كلّها ستتحقق بإذن الله تعالى ، وسيرى العالم معنا بوضوح تام ما أنجزته المملكة العربية السعودية في فترة وجيزة في مجموعة العشرين خاصة في التنافسية الرقمية ، وتحقيقها مراتب متقدمة في مؤشر الابتكار العالمي لخدمة العالم والإنسانية ، فهذه المؤشرات كانت ومازالت وستظل انعاكساً حقيقيّاً ، وسياسة قيادتنا الحكيمة الرشيدة حفظها الله ورعاها وحقق لها كل طموحاتها وأحلامها .
فكرة أخيرة :
فَيَا أوَّلَ الميزَانِ عُدْ إنَّ مَوْطِني
لَتُطْرِبُهُ ذِكْرَاكَ وَالعَوْدُ أحْمَدُ
تَعِزُّ شُهُورٌ كُلَّمَا عَزَّ يَوْمُهَا
وَإنَّكَ يَا سِبْتَمْبَرُ اليَوْمَ أمْجَدُ ..
ونحن في خضّم احتفالاتنا بيومنا الوطني ٩٣ والخالد في ذاكرة المواطنين السعوديين في وطن الرخاء والاستقرار تذكرت سيرة تكوين هذا الكيان الكبير !!!!!!! ففي السابق قبل الدولة السعودية وتوحيدها باسم المملكة العربية السعودية كان المجتمع يعاني من التفكك ، وكانت الصراعات تهدد فكرة الوحدة بشكل كبير ومع ذلك كان لدينا إرادة قوية للنهوض كأمة .. هذا تجلى بوضوح عندما أستعاد الملك القائد المؤسس : عبد العزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – ملك أجداده بعد نضال دام لأكثر من 30 عامًا من أجل توحيد أجزاء المملكة المترامية تحت راية واحدة المملكة العربية السعودية .. وبفضل هذا الجهد الوطني نجحت المملكة العربية السعودية في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتحسين مستوى معيشة مواطنيها وأصبح لها دور بارز في الساحة الإقليمية والعالمية . لهذا السبب المحوري نحتفل بهذا اليوم باعتباره أحد أهم ركائز الوحدة الوطنية وأحد أهم الأيام في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديثة . إنها مناسبة تجمعنا جميعًا لنتذكر الإنجازات الرائعة التي حققتها البلاد على مر السنوات يعكس هذا اليوم الروح الوطنية والفخر بالتقدم الذي تحقق في مختلف المجالات تحت قيادة ملوكنا الحكماء .. نجحت المملكة في بناء أسس قوية للدولة الحديثة وتحقيق التقدم والازدهار من خلال رؤية ( 2030 ) التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله هي أقرب الأمثلة لذلك حيث تمثل رؤية واعدة للمستقبل تقودنا نحو أفق أكثر إشراقًا وتطورًا .. إن اليوم الوطني هو يوم نحتفل فيه بوحدتنا كأمّة وبتميزنا كوطن، ونعبّر عن حبنا وولائنا لبلادنا وقادتنا .. هذا اليوم يذكرنا بالقيم والمبادئ التي قامت عليها دولتنا والتزامنا بخدمتها والمحافظة على تراثها وقيمها وقيمتها إنه أيضًا يوم لتذكيرنا بالدور الذي علينا أداؤه كمواطنين نحن مسؤولون عن بلدنا ومستقبلها ، وعلى عاتقنا المسؤولية الكبرى في الحفاظ على استقرارها وتقدمها من أجل مستقبل أفضل للجميع . اليوم لدينا أحلام أكبر من أي وقت مضى لتحقيقها..مسترشدين برؤيتنا التنموية الشاملة ( 2030 ) ونحن نطمح في استدامة اقتصادية وتنمية اجتماعية . وفي الجانب الآخر، يجب علينا أن نحافظ على أمن ورخاء واستقرار بلدنا العظيم ، وأن نرى أنفسنا كياناً واحداً ونفكر كأمة من هذا اليوم فصاعدًا.. لأن مسيرة الأمة نحو التقدم يجب أن تكون دائمة وحازمة ..
آخر السطور :
دمت ودامت أعيادك يا وطني ..
” إن المملكة أكبر قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين ، وهي قصة هذا القرن ” ..
من هذا المحور المحوري الرئيس ننطلق من فكر ورؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير :
محمد بن سلمان ، والذي واكب ظهوره مع شبكة “فوكس نيوز” مناسبة غالية علينا جميعاً وهي اليوم الوطني السعودي الثالث والتسعين ..
هذا الظهور المليء بالقيادة الحكيمة والحميمية الكبيرة والحب العظيم إيزاء وطنه وشعبه ، ومن هذا الوطن العظيم المملكة العربية السعودية تنطلق النجاحات الداخلية برغبة التغيير والذي يبدأ من المواطن السعودي أولاً وآخراً ، وثقته في قدراته وإمكاناته والسعي إلى هذا التغيير والتجديد بشتى الطرق ، وهذا ما تحقق وسيتحقق مستقبلاً ومن حقنا كسعوديين أن نحلُم ونحلُمُ وسنحقق تلك الأحلام واقعاً نعيشه بكل مقومات الرفاهية والاستقرار ..
المتابع الحصيف لمقابلة ولي العهد سيقرأ بوضوح تام ، وشفافيّة واضحة رؤية ولي العهد حول الملفات الداخلية والخارجية ، واهتمامه الشديد بأمن الوطن وسلامة الشعب ومصالحه العُليا من خلال التركيز على التنمية المجتمعية والاقتصادية عبر التركيز والعمل الدؤوب على تنفيذ رؤية ( 2030 ) كما منح المتابع فرصة المشاهدة روية المملكة وحرصها على القضايا التي تهم منطقة الشرق الأوسط بما فيها الدول الخليجية والعربية وقضاياها العالمية ..
المقابلة التي أدارها كبير الإعلام السياسي ” بريت باير”كشفت الكثير من زوايا المجتمع السعودي داخل المملكة من حيث التأكيد على سلامة الوطن والمواطن ، وتعزيز الأمن ، وإصلاح بعض القوانين ، وعدم التدخل في عمل القضاء ، والسعي لنقل السعودية إلى الأفضل دائمًا ، وترويض التحديات والعقبات لتصبح فرص كبرى وملامح مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة في شتى المجالات ..
وعن النجاحات الخارجية والملفات السياسية وقدرة السعودية على مواجهة تلك التحديات كانت إجابة ولي العهد أشبه بخارطة طريق كشفت من خلالها عن الملامح المستقبلية للسعودية والمنطقة شكل أكبر وأوسع ورسم صورة مُشرقة ومشرّفة في ذات الوقت لمستقبل المملكة العربية السعودية نحو مواجهة التحديات وتحقيق التطلعات ؛ وذلك يعود لمكانة المملكة العربية السعودية وتأثيرها الكبير على النطاق الأقليمي والعالمي إضافة لكل هذه الريادة والمكانة شخصية ولي العهد الملهمة وريادته محليًا ودوليًا والتأكيد على مكانة المملكة العربية السعودية ودورها المحوري في السياسة الدولية والإقليمية .
ومضة :
عن المقابلة الشهيرة مع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يقول المذيع السياسي المخضرم ” بريت باير” : ” لمملكة العربية السعودية من الناحية السياسية فهي تُعتبر من أهم الأماكن على وجه الأرض باعتبارها مركزًا ثقافيًا للعرب والمسلمين ، ونظرًا لموقعها الاستراتيجي المحوري ، إلى جانب أن اللقاء أظهر سموه للعالم كقائد فذ واثق من نفسه ، يتمتع بقدر كبير من الذكاء وبُعد النظر وسرعة البديهة ، وإجادة تامة في التخاطب بطلاقة بلغة إنجليزية سليمة ” .