- 24/04/2023 شدو الأعياد
- 20/04/2023 newtopbestblogger
- 02/04/2023 businessmenudirectory
- 24/12/2022 كلية العلوم الإنسانية ونادي أبها الأدبي يحتفيان باليوم العالمي للغة العربية
صهيل الريح [ 161 ]

ذكرى عزيزة لبيعة وثيقة العهد
في الذكرى الخامسة لبيعة سمو ولي العهد، تحقق حلمًا كان في الخيال، عندما تبوأت المملكة مكانتها الشامخة بين الأمم، كدولة عتيدة عالية البنيان برؤية مهندس الرؤية وعرّابها الأمير محمد بن سلمان، فقد تحققت منجزات لم تكن في الحسبان أبهرت العالم كله، وتصححت مسارات كثيرة، وتحققت إنجازات عظيمة، جسدت طموحات قائد وتطلعات شعب، وأصبح لدي المملكة رؤية وأهداف وتنظيم وبناء راسخ متين، واستراتيجيات واضحة تسير على هداها السياسات الداخلية والخارجية للدولة بثقة وثبات، وأصبحت المملكة بفضل الله وتوفيقه وبسبب السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، وبسبب التلاحم والترابط بين الشعب السعودي الوفي الأصيل والقيادة الرشيدة دولة تخطب ودها سائر البلدان، دولة لها وزنها وثقلها ومكانتها على الخريطة الدولية، وأصبحت الرياض إذا تكلمت ينصت إليها العالم باهتمام.
وعندما نحتفل بذكرى البيعة الخامسة لسمو ولي العهد فأول ما سيتبادر إلى ذهننا رؤية 2030 التي تحقق العديد من أهدافها في ظل مجتمع آمن، مستقر، ومتطور يلتف حول قيادته التفاف السوار حول المعصم في مشهد من المحبة والتآلف والشراكة والثقة المتبادلة غير مسبوق لا في المنطقة ولا في العالم. وتعتبر الرؤية نقلة نوعيّة تقدّميّة وتطوّريّة للمملكة في كافة الأصعدة. ولعلّ أهمّها الجانب الاقتصاديّ الذي كان يعتمد كليًّا على الثروة النفطيّة، وأصبح في ظلّ الرؤية يعتمد على الطاقات المتجدّدة والمستدامة، إلى جانب المصادر المتنوعة للدخل القومي.
كما سيتبادر إلى ذهننا مشروع نيوم العملاق، وعشرات، بل مئات المشاريع الإنمائية والسياحية والصناعية والاستثمارية، التي تفتح لمئات الآلاف من الشباب السعودي فرصًا للعمل، والمشاركة في بناء مستقبل الانسان السعودي.
ولعل أهم ما تحقق خلال هذه السنوات الخمس المباركة تمكين المرأة التي أصبحنا نراها تتبوأ مقعدها في كافة مرافق الدولة جنبًا إلى جنب مع الرجل كشريك فعال ومؤثر في دفع عجلة التنمية في البلاد.
وفي إطار مساعي المملكة في إطار الرؤية لاستقبال ستة ملايين حاج و30 مليون معتمر بحلول 2030، تواصل وزارة الحج والعمرة بجهود حثيثة إطلاق المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تحسين مستوى الخدمات التي من شأنها تمكين الحجاج والمعتمرين من أداء المناسك، بكل يسر وسهولة. وقد أنفقت حكومة المملكة العربية السعودية الكثير من الأموال لتطوير الحرمين الشريفين وتعزيز البنية التحتية لمشاريع الحافلات، والتي تتضمن تجهيز المسارات وبناء جسور مشاة، وتدشين قطار الحرمين للإسهام في اختصار المسافات لنقل الزائرين من مكة مرورًا بجدة إلى المدينة المنورة، بالإضافة إلى إنشاء المزيد من الخدمات الشاملة والمتكاملة للحجاج والمعتمرين وتحسين تجربتهم وإثرائها بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
لقد حققت السعودية تقدماً رائدًا في ملفات كثيرة خلال السنوات الخمس الماضية، ومنها مؤخرا مبادرة السعودية الخضراء، التي تعتبر خطوة كبيرة نحو تحقيق تطلعات المملكة نحو بيئة خالية من الانبعاثات الكربونية الضارة لمستقبل الأرض.
وقد استهل سمو ولي العهد السنة السادسة من مبايعته بجولة هامة شملت جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وتركيا بما يعزز الدور السعودي والمكانة السعودية المتنامية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما سيعقب ذلك من زيارة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة، وبما يؤكد على أهمية المملكة العربية السعودية بالنسبة لواشنطن، حيث المنتظر أن تشهد العلاقات السعودية – الأمريكية مرحلة جديدة من خلال هذه الزيارة المرتقبة.

فخ يندر مَن ينجو منه
إرادة الخلود بذاته نوع من الشرك ، وعدم الإخلاص لله ..
كمن يتَقَصد الذكر عند الناس بعمل الخير ، والفضائل ..
الرياء مسلك خفي ( أخفى من دبيب النملة السوداء في ليلة ظلماء )..
الخلود له شهوة متعلقة بالأبدية التي لا تكون إلا لله سبحانه..
الخلود البشري أو الرغبة فيه تفتح باب الانحراف عن الله ، والتيه في مسالك تشوش البصيرة ، ونقاء الروح ..
بما أننا مؤمنون بالقران ! فإن القران لم يشر للخلود الدنيوي مطلقا إلا بالإشارة أنه سبب الطغيان ، والظلال ؛ وإنما وعد الله عباده بالخلود الأُخروي نتيجةَ عبادة الله وفق ما أمر ، وما وردنا من صحيح السنة..
ولذا بضاعة الملحدين ، والماديين قديما ، وحديثا هو : الخلود الدنيوي بأي وسيلة كانت ..
وإنْ لم يتسن لهم الخلود فهم مغرقون بكل وسائل الغرور ، والبقاء في ذاكرة البشرية التي لا تنتهي بزعمهم!!.
لذا المسلم إن نظر للدنيا إنما هي طريق للآخرة ؛ ويفترض عمله لما ينفع بالآخرة ..
نشاهد ، ونلمس توجيه الإسلام للمسلم : أن يكون عمله المتبقي في الدنيا بعد وفاته مزيدا له في الحسنات ، والترقي في درجات الجنة ، وتكفير السيئات ..
فالأصل الصحيح في العمل :
أن يكون نافعاً في الدنيا ، والآخرة ذكَرَه الناس أم لم يذكروه ..
وفي الأثر مَن مات انقطع عمله إلا من الثلاث المعروفة ( ولد صالح يدعو له .. علم يُنتفع به .. صدقة جارية )….
☘️خاتمة لطيفة :
ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه ثم ألقي في النار ) رواه مسلم….
ودمتم سالمين ..

الواتس أب
الواتس ، وأخواته من منافذ الالكترون..
مقاربة !! عندما يكون إنسان في مكان مظلم لوقت ليس بالقصير ؛وفجأة تنفجر تلك الظلمة بإضاءة شديدة !!!.
يتشظى معها ذلك الإنسان شكلا ، ومشاعريا..
يُلحظ ذلك في إفاقة الصبح المتأخرة ؛ وقد بزغت الشمس
حيث جحوظ العينين ، وعبوس الوجه ، والجبين المقطب .
أما من وقع في حفرة عميقة لأيام طويلة فقد يفقد بصره إن خرج منها مباشرة دون أخذ احتياطات تخفف أثر الإضاءة المفاجئة بعد انقطاع طويل في الظلمة ..
أما من ناحية الشعور ، والإحساس نشاهدها بمن يصحو من نومه فجرا حيث الهدوء ، والتركيز ، والانشراح لأنه يستقبل إضاءة النهار بالتدرج المريح حتى يلج يم الإشراق ..
بالعكس تماما من ذاك الذي تم دفعه فجأة في بركة ماء بارد في يوم شاتي ! حيث الصدمة ، والتذمر ، ولارتباك في استعادة الحياة..
أعود إلى العنوان الذي بدأت به !
الواتس ، وأخواته من منافذ الالكترون وما تحمله من تداعيات مختلفة على الفرد بالذات التي قد تصيب ملكاته ، واستجاباته بآثر لا يدركه إلا بعد وقت لا يستطيع تداركه ..
لن أتطرق للسلبيات ، والإيجابيات إنما سأشير إلى متطلبات الإبحار في عالم الالكترون الافتراضي .
من أهم المتطلبات الجانب العلمي في المعرفة العامة التي يسهل خلخلتها إذا لم تكن هذه المعرفة ذات هيكلية علمية قوية
؛ وإلا سيجرفها التيار مخلفا قاعا مشوها ليس فيه معالم ثابتة ..
القراءات الموسعة تقلل الانبهار خاصة الانبهار الساذج أو السطحي الموهم !! أعتقد أن الانبهار الساذج بعثر كثيرا من رواد ، ومستخدمي المنافذ عن قيمهم ، ومساراتهم الأصلح ، والأنسب ..
الوعي العقلي المنطقي كافي بدرجة تقي من الإنجراف خلف سراب المخادعة ، ويقي من التوظيف الإستغلالي أو الانتهازي للمستخدم الفطن ذي المنطق السليم ..
مهم لمستخدم الواتس ، وأخواته أن يمتلك المهارات الفردية للتمسك بالواقع ، ومعرفة الحقيقة ليتجنب الآثار النفسية السلبية التي قد تدمر الإنسان عقليا ، ونفسيا ، وروحيا ؛ كذلك تُجنب الفرد من استهلاك طاقته في تجاذبات ، وردات فعل غبية غير رشيدة ..
عموما ! أفضل أن أتعامل مع الواتس ، وأخواته :
كماشِِ بين الشوك يحذر ما يرى ..
أختم ما جال في ذهني عن الموضوع أنني أجملت في القول
تفاديا للإطالة ، وفتحا متدرجا كل بحسبه لمواربة الباب عن فضاء إضاءته قد تخطف الألباب ، والأبصار ..
ودمتم سالمين،،،،،.

مأساة أوديب بين الأسطورة والأدب
تحكي الأسطورة اليونانية عن ملك أتاه عرّاف ذات يوم ،وقال له :إنك ستنجب ولدا ،وسيقتلك ،وسيتزوج زوجتك التي هي أمه.
منذ ذلك الوقت فارق الملك فراش زوجته خوفا من الإنجاب، وهروبا من تحقُّق النبوة،أحست زوجته “جوكستة” بزوجها يتجنب فراش الزوجية، فتربَّصت به ذات يوم وسقته خمرا ، فشرب حتى ثمل ،ثم استدرجته إلى فراشها ،فكانت النتيجة أن حملت الزوجة ابنا.
انزعج الزوج الملك، لقدوم هذا المولود غير المنتظر ، فقرر التخلص منه ؛ إذ طلب من راعٍ يعمل معه أن يأخذ الولد معه إلى الجبل ، بعد أن ربط قدمَي الطفل وشد وثاقه ،حتى تورمتا ،من هنا جاءت تسمية الولد “أوديب” ومعناه بالإغريقية ذو القدمين المتورمتين ،أخذ الراعي معه الطفل أوديب إلى الجبل؛ لينفذ أمر الملك ويقتله ، لكن رقّ الراعي لحال الطفل البريء ،فأعطاه لراعٍ آخر يعمل مع ملك آخر ، ليتخذه ولدا لأنه لم ينجب.
ارتحل الطفل أوديب مع الراعي الثاني إلى الملك الآخر ،الذي كفله برعايته وعنايته وأحسن تربيته ، هو وزوجته ،نشأ أوديب وكبر معهما وظن أنهما والداه ، بعد فترة تداعت بعض الأحداث التي غرست الشك في أوديب أنه ليس ابنهما ،وكان قراره بالفراق عنهما ، وفعلا غادرهما وغادر مملكتهما إلى مملكة “طيبة” التي يحكمها والده الحقيقي، وهو لا يدري.
في الطريق وصل عند شعب جبل ،قابله موكب لأحد الملوك، وكانت أولوية المرور لأوديب حسب سبقه مكانيا وزمانيا، لكن موكب الملك أصر على المرور قبله ، وحدث بينهما شجار تطور إلى قتال ، حتى قتل منهم عددا كبيرا من بينهم الملك نفسه “والده”
واصل سيره وسمع في الطريق أن حيوانا رأسه رأس إنسان وجسمه جسم أسد يسمى “أبا الهول” يقف على مدخل مملكة طيبة ، ويطرح سؤالا على كل الداخلين ومَن لا يعرف الإجابة كان مصيره القتل، ولم يظفر أحد بالإجابة، يقول السؤال : ما الحيوان الذي يمشي في الصباح على أربع والنهار على اثنتين وبالليل على ثلاث؟.
كان أوديب ممن اشتهر بالذكاء ،فأجاب مباشرة : هو الإنسان، الصبح أي فترة الطفولة عندما يحبو على أربع، والظهر أي الشباب على اثنين “رجليه” ، والليل أي عند الكبر على ثلاثة ، رجلاه وعكاز.
خلّص أوديب المملكة من خطر أبي الهول ،الذي مات في الحال ، بعد تمكّن أوديب من إجابة السؤال وحل المشكلة .
كان الملك قد أعد جائزة لمن يجيب عن السؤال، ويخلص المملكة من الكرب ، كانت الجائزة هي أنه يتنازل له عن العرش و، يزوجه زوجته.
دخل أوديب منتصرا ظافرا بالحل وبالعرش، وبالزوجة التي تزوجها وعاش معها سنوات أنجب منها طفلين.
لم يمض أوديب في تولي الحكم كثيرا حتى أصاب المملكة طاعون فتك بالناس ، احتار الناس في سبب الطاعون وكيفية التخلص منه ، ذهب الكهنة يستجدون الآلهة ، وأخيرا توصلوا لسبب الطاعون ، وهو أن الآلهة غضبى ” لأن هناك معصية كبرى اقترفها أحد الناس ، فهنا في المملكة من قتل أباه وتزوج أمه ، لذا كان الطاعون عقابا لأهل المملكة بسبب هذه المعصية لأنهم سمحوا بحدوثها، ولن تتعافى المملكة من الطاعون إلا بعد الأخذ بيد المجرم .
تحمس أوديب لهذه الفكرة ، وبدأ في البحث عن الجاني ، وهو على استعداد لتخليص المملكة من المجرم مهما كان، حتى لو كنت أنا .
كان الكاهن الأعمى “ترسياس ” يعلم أمر أوديب ،وأنه هو المقصود بذلك، وهو من عاشر أمه، وأنجب منها طفلين، هما ابناه وأخَواه في الوقت نفسه!!
كان ترسياس يلمّح لأوديب بذلك، ولم يصرح ، هنا انتاب الشك أوديبًا، وما زال الشك مسيطرا على أوديب ، إلى أن جاء الراعي الذي حمله للملك الثاني ،ينعي لأوديب وفاة الملك ،قائلا له : إن أباك توفي والناس هناك يريدونك لتحكم مكانه، هنا استبشر أوديب وارتاحت نفسه قليلا ، إذن الذي توفي الآن هو أبوه ، وليس الذي قتله عند شعب الجبل، هنا بدأ ترسياس يكثف تلميحاته ، ويضغط على الراعي الأول والثاني، هنا اعترفا بالحقيقة ، وتبين أن أوديب سبب عقوبة الآلهة ، فهو الذي قتل أباه وتزوج أمه –ولم يكن يدري- وجلب الطاعون للناس-ولم يكن يدري-، وطالب بعقاب المجرم –ولم يكن يدري.
هنا عاقب أوديب نفسه ؛ إذ فقأ عينيه، حسرة وألما على وضعه المشين، فجأة سمع الجميع صرخة تأتي من الداخل كان مصدرها “جوكستة” أمه وزوجته ،قد انتحرت بشنق نفسها عندما سمعت الحقيقة.
إذن تلك كانت نبوءة العراف ، تحققت شيئا فشيئا؛ إذ قتل أوديب أباه وتزوج أمه!
تلك إذن قصة أوديب ، كما ترويها الأسطورة اليونانية ، لكن تحولت من الأسطورة إلى الأدب على يد الكاتب اليوناني سوفوكليس الذي يشكل مع اسخيليوس ويوريبيدس مثلث المسرح اليوناني .
لم يضف سوفوكليس شيئا على أحداث الأسطورة ، وإنما تناولها بأسلوب أدبي متميز وتقنية فنية عالية ؛مما أدهش الجميع في مسرحيته التي أسماها “الملك أوديب”.كما قال الدكتور محمود الربيعي في كتابه مأساة أوديب.
صعوبة الأمر-لدى سوفوكليس- تكمن في أن الأحداث كانت معلومة للمتلقي ،وختام القصة معروف ،إذ لا شيء يدعو إلى الدهشة والتشويق وترقّب النهايات لدى المتلقي ، هنا تميز سوفوكليس لأنه نقل أحداثا عادية وجعلها غير عادية ،هنا مكمن الجودة حينما يناقش الكاتب أحداثا خالدة في ذهن الجمهور مع ذلك يحس الجمهور بالمتعة.
كان سوفوكليس -كما أسلفت- أول من نقل قصة أوديب من الأسطورة للأدب ، ثم تلاه كثيرون، وكان هو المظلة التي استظل بها الآخرون لكنهم لم يتفوقوا عليه.
من هؤلاء الكتاب ما يربو على عشرة من الفرنسيين ، وفي عالمنا العربي كان أبرز من تناولها هو توفيق الحكيم ،في مسرحيته “أوديب ملكا” ثم علي أحمد باكثير ، وعلي سالم وغيرهم.
لكنهم جميعا استفادوا من سوفوكليس، حتى أن توفيق الحكيم نفسه يعترف بأنه استفاد منه ، وأنه لم يكن قادرا على الإضافة على سوفوكليس وإنما كان غرضه نقل المسرحية للقارئ العربي.”
دخلت الأسطورة مجال الدراسات النفسية والاجتماعية والإنسانية ،وكانت هي الأساس في تأطير نظرية عقدة أوديب – رغم عدم صحة تلك النظرية لكن أوردها من باب الأمانة العلمية – ومضمونها أن يشتهي الابن أمه استنادا إلى معاشرة أوديب لأمه.
كما كان أوديب لعبة في يد الأحداث؛ إذ تمضي به يمنة ويسرة منذ قبل ولادته إلى أن فقأ عينيه.
من أبرز عناصر المسرح اليوناني ما يعرف بـ”الجوقة” وهي مجموعة من الأصوات لا يظهر أصحابها على خشبة المسرح ، إذ يسمع الجمهور الأصوات فقط، تمثل الجوقة في المسرح اليوناني ما يسمى الآن في العصر الحديث بالرأي العام ،فالجوقة تقف إلى جانب الشعب وتنحاز إليه ، وتردد بعض أقوال الشخصيات أثناء الحوار، وتعلق على بعض الأحداث، لكنها لا تنشئ حوارا.
مما أُخِذ على المسرحية تجسيد بعض مشاهد العنف على المسرح ، فقد اختلف النقاد في ذلك ، فرأى بعضهم أن في ذلك قسوة على الجمهور وخدشًا للذوق العام حين يشاهد القتل والدم أمامه ،بما يتنافى مع هدف أساسي من أهداف المسرح وهو التطهير، ومعناه الحالة التي يصل إليها الجمهور في ختام العرض ، ورأى هؤلاء النقاد أنه يمكن أن تصل أحداث العنف للجمهور عن طريق الإخبار بواسطة إحدى الشخصيات أي فلان انتحر، حرب حدثت …
وهناك فريق آخر يرى إمكانية تجسيد مشاهد العنف على المسرح كما حدث في عدة مسرحيات.
أما مسرحية سوفوكليس فلم يتم فيها تجسيد مشاهد العنف- ما عدا المشهد الذي فقأ فيه أوديب عينيه-إذ يلحظ الجمهور أن انتحار جوكستة وصلهم عبر الصوت وعبرالحوار ، ولم يشاهدوه.
من المعلوم أن الأساطير من الأشياء التي يختزنها العقل الجمعي للشعوب ، وأسطورة أوديب قد خلدت في العقل الجمعي لشعوب العالم كله، بعد أن كانت لدى اليونانيين فقط.
لم تكن أسطورة أوديب رغم ثرائها أن تصل لهذه الشهرة والمعرفة لولا سوفوكليس الذي تجاوز بها المجال الأسطوري إلى المجال الأدبي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فنار ووهج
من غياهب موج الخليج العربي المتلاطمة، ومن عمق ذاك المسطح المائي جاءت تلك الدرة، مكنونة في محارتها ابنة الأحساء المثمر كنخيله، دانة العيثان مع اسمها تتناغم، لؤلؤة حيية أحبت واحة الجزيئات وسلكت طريق المركبات وصنعت لنفسها مجدا بين العضوية والفلزات، ورثها ابن حيان شغفه ومنحها الرازي سره، دانة ومثيلاتها عرفن أن الريادة ليست بكشف العورات والعويل بحجة النشوة في الحفلات ، بل بالعلم وإنجازاته، بل حتى في حديثها ما وجدنا لها حشوا للغة الانجليزية تشدقا وتصنعا، ماتركت هويتها العربية ولغتها لتصل للعالمية ، بلغتها برداء تقليدي ساتر وحجاب عاطر ولم تقفز الخصلات من شعرها هروبا من طرحتها، ولم تتنكر لإسلامها وحجابها المعتدل الوسطي البهي، بل ظهرت كفتاة مسلمة رائعة بارعة، اشتهرت بما داخل رأسها من علم لا بكشف جسدها عن مفاتن وعورات، اتضح أن ترك الحجاب وركوب موجة المحرمات لايرفع رأسا، بل بهذه وهؤلاء من المبدعين و المخترعات نرفع الرأس، نرفع بطاقة حمراء في وجوه الأمهات والآباء الذين يغربون أولادهم بتقديس الانجليزية فحسب ونبذ العربية والدين، هاهي دانة كيميائية مسلمة عربية لاتدس هويتها خجلا بل ترفع رأسها بها، وصورها العالم كله بالرغم من أنها بحجاب وتتقن الانجليزية أو على الأقل تعرفها لكنها لاتتشدق بها .
دانة نموذج صحيح يجب أن يعمم، والمؤكد أننا لانتوقع من جميع فتيات السعودية أن يصبحن عالمات فكل يبدع في مجاله، لكنها أيقونة لمعنى التحضر الحقيقي ومواكبة الأمم وتحقيق رؤية ٢٠٣٠ المأمولة.
دانة وغيرها من بناتنا المبدعات، ذكرتني بطفلة ومراهقة عشقت الفيزياء وتمنت لو صارت مخترعة، وتناءى بها زمنها عن تحقيق حلمها، والحمدلله كانت براعتها في حقول أخرى كثيرة، ألا إنها كاتبة هذه السطور، لذا أجدني في قمة فرحي مع كل درة عربية مسلمة سعودية تضيف للبشرية إنجازا يشرح معنى تعمير الأرض.
علموا أولادكم حب العلوم والإنجاز لا مجرد عبادة الإنجليزية وهوى الغرب الذي يطمس هويتنا، فلنتعلم ألف لغة ونتقنها مع حب العربية والحفاظ على الثوابت بوسطية، فنعيش وننجز ونخترع ونباهي الأمم ونضاهيها ونستقل في ظل قيادتنا الرائعة العظيمة ونتاج شعبنا العظيم اقتصاديا و نقوى سياسيا بإرادة و همة من حديد.
المنتخب السعودي للعلوم والهندسة رفعنا بكم هاماتنا وعلى دولتنا الفتية الحبيبة استثمار طاقاتهم و تسخير الإمكانيات لهم و لهن ليبدعوا أكثر.
ودورنا جميعا أن نعمق صلة أبنائنا بربهم وبكتابه ونهج رسوله عليه السلام ولنجعلهما منهج حياة ، ونحببهم في العلم النافع فهذا الدين يحب العلم والإنجاز، ولنعش ونستمتع و نلهو بدون تجاوز وقت اللهو ونعمل بكد وقت الجد، فما من تعارض، هذه معايير التحضر وبلوغ الذرى.
دانة ..درة لدينا مثلها ألفا فقط لنحسن رعاية المحارات.

سُمية المقارنة ..
غالبًا يذهب المرء وبشكل فطري إلى المقارنة، كعامل يساعد على تغيير الفكر الإنساني أو تطوره، وذلك على المستويين، الذاتي لـشخص طموح أو للآخر بغرض التوجيه والترقية إلى ما هو أفضل، لكن ما يجري تحت وطئة هذا العامل هو إحداثُ آثار لها من السلبية ما يفوق ظاهر الأمر ووقع صريحه .
ففي العالم الإنساني يفضل أن تُشحذ الهمم بالتشجيع والحث وتلميع نقط الوصول وتصعيد حال الخطى وإنارة الخطط المستقبلية بشيء من اليقين المحفز والتمايز الذي لا يشوبه تشكيك من قبل الآخر، أو شك الأنا المحبة لبلوغ الهدف.
المقارنة بكلمة بسيطة هي شيء لا منطقي، سميّ، وقاتل .. فعالم التباين بين الشخصيات والنفسيات كبير جدًا ! وواسع لا تحيطه حدود، ولعل التحليل النفسي قد عُني بذلك بشكل مفصل، ودقيق.ويتبع ذلك استقلالية مخرجات المرء سواءً على المستوى الداخلي ( النفس) أو الخارجي ( مع الغير ) بنسب شتى وجزيئات عدة، وما قد يكتمل لدى شخص يقابله نقصان عند آخر والعكس، فلا تطابق و كمال فيما جُبل الإنسان عليه من اختلاف، وتنوع و تدرج المستويات في الأفكار والقدرات والملكات والرؤى والتصورات.
وقد يهمنا بعد ذلك أن نتعرف على مفهوم القدوة، فـ المُقتدي والمقتدى به لا يكونا في نفس المنزلة و لا بقُرناء، فقط يكون بينهما اهتمام رغبوي مشترك سبق أحدهما الآخر به، وقد يكون من العرف أن نقتدي بمن قد مات وانتهى من هذه الحياة، فالأحياء يشوبهم احتمال التغير أو التقلب. أما المقارنة فهي غالبًا بين الأقران وأصحاب المستويات المتقاربة وقد تولد العداء والبغض وربما الحسد وما لا تحمد عقباه.
لذلك التطلع إلى رفع المستوى الفكري، والمأخوذ بالاقتداء يكون غالبًا بالنظر لمضمون الفكر وليس لشخصياته،فعندما ننظر لشخصية ما وما قد وصلت إليه فعليه تكون المثابرة والبداية من حيث توقف السابق و إكمال المسيرة وليس في إلغاء البصمة الخاصة، بتلبس بصمات الآخرين و الاستظلال بهيئاتهم.
مقارنة النفس بالآخرين جلد للذات، والآخرين بمن حولهم تنمر على أقرب وصف مؤذي، فأنت تقارن تميز أحدهم لينتفي وجود آخر له اختلافه بالطبع ، فلابد أن يتبادر مع المقارنة حصر بديهي للتشابه والاختلاف في أغلب الجوانب من الشخصية ولو ذهنيًا، والإيمان بأن الاختلاف منهج وفطرة، فالوتيرة الواحدة يستحيل شمولها والكمال يصعب تحقيقه.لكن الاجتهاد باق ما بقي للحياة مدى وللتطلعات فضاءاتها.

القائد المؤسس والباني العظيم
القائد المؤسس والباني العظيم: كان إنسانًا في كل ذرة من كيانه (3-3)
استطاع الملك عبد العزيز – يرحمه الله- بعون الله وتوفيقه، وبما أتاه الله من إيمان قوي، وعزيمة صادقة، وإرادة صلبة، ورؤية ثاقبة، وإصرار على النجاح، وصبر على الشدائد أن يحقق المعجزة فوق رمال الصحراء، ليقيم فوق هذه الأرض المعطاء وطنًا عزيزًا موحدًا وشامخًا، وليصبح أحد أبرز قادة العالم في زمانه، حتى إن العديدين شبهوه ببسمارك ومازيني وسيمون بوليفار وجورج واشنطن، وغيرهم من قادة العالم الذين حققوا الوحدة لأوطانهم، لكنه مع ذلك – وهو ما أدهشهم- لم يغيره هذا الوضع الجديد، ولم يجعله جبارًا عتيًا، بل بالعكس من ذلك أكسبه المزيد من الإنسانية. وجاء اكتشاف النفط ليزيد من كرمه وعطائه الجميل لمواطنيه وللأشقاء من حوله، وأحبه شعبه حبًا جمًا عندما رأوا فيه الملك الإنسان الذي يسعى بكل ما يملك من جهد لإسعاد مواطنيه، والنهوض بهم إلى أعلى المراتب. ولاحظ أولئك المراقبين أيضًا أن صعود نجم الملك عبد العزيز رافقه عدم استساغته لأسلوب الثناء والمديح الذي يكيله بعض الرعايا، والذي كان سائدًا في تلك الفترة في عالمنا العربي والإسلامي، فخطب قائلًا – وفقًا لأمين الريحاني-: “أسمع خطبائكم يقولون: إمام عادل.. هذا كذا وكذا.. فاعلموا أن ما من رجل، مهما بلغ من المنازل العالية يستطيع أن يكون له أثر، وأن يقوم بعمل جيد إذا كان لا يخشى الله، وإني أحذركم من اتباع الشهوات التي فيها خراب الدين والدنيا، وأحثكم على الصراحة والصدق في القول، وعلى ترك الرياء والملق في الحديث”.
وكثيرة هي الحكايات التي تكشف عن البُعد الإنساني في شخصية القائد الموحد، نستذكرها ونحن نعيش ذكرى اليوم الوطني لوطننا الغالي، وهي حكايات ما زال يرويها بعض كبارنا ممن عرفوا جلالته عن قرب وما زالوا أحياءً، أو يرويها الأجداد لأبنائهم وأحفادهم، أو جاءت في كتب سيرته -يرحمه الله-التي كتبت بعشرات الأقلام من قبل كتاب سعوديين وعرب وأجانب بشتى اللغات الحية. ولابد وأن نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نسمع أو نقرأ تلك الحكايات، ليس فقط لأن الله عز وجل أكرمنا بالملك عبد العزيز – يرحمه الله-وإنما أيضًا لأن هذا البعد أصبح جينًا يتوارثه الأبناء والأحفاد من بعده، حتى استحقت مملكتنا الحبيبة أن توصف بكل جدارة بأنها “مملكة الإنسانية”.
ويتمثل البُعد الإنساني في شخصية الملك عبد العزيز – وهو بعد صقلته تربيته ونشأته الإسلامية – أكثر ما يتمثل في بره بوالديه وتعامله الإنساني مع إخوته وزوجاته، وتعامله الطيب مع المرأة بشكل عام، وقد اشتهر بصيحته التي اعتاد أن يهتف بها عند فزعاته: “أنا أخو نورة”!، ونورة أخته التي كانت تكبره بسنة والتي كان يجلها أعظم إجلال. كما يتمثل هذا البعد برفقه بالمسنين، وعطفه على الفقراء والمحتاجين.
يقول الأستاذ فؤاد شاكر في بر الملك عبد العزيز بوالده في كتابه “الملك عبد العزيز، سيرة ومسيرة”: “لا حاجة بي إلى الإشادة إلى بر عبد العزيز بوالده وحبه وتقديره واحترامه وتوقيره… وحسبنا أن نشير إلى أنه حمل والده الإمام عبد الرحمن -رحمهما الله- جميعًا ذات يوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة من باب السلام إلى مصلاه بداخل الحرم، حمله على كتفه أمام الملأ من الناس، حينما بلغت الشيخوخة بالإمام عبد الرحمن إلى العجز عن السير، ورفض أن يقوم الخدم أو الحرس بذلك”.
ويدلل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله-على اهتمام جلالة الملك عبد العزيز بالمرأة وأسرته (عبد العزيز الإنسان .. التأصيل الأخلاقي السليم، “الاقتصادية”، الإثنين 23 سبتمبر 2013) بقوله: “إن للمرأة في حياة الملك عبد العزيز اهتمامًا خاصًا، إذ كان يستشير أخته الكبرى نورة -رحمها الله -في شؤون أسرته، وشؤون النساء، لقوة شخصيتها وتدينها ومحبتها للخير ويقبل شفاعاتها للناس دون تردد”. ويستطرد جلالته بقوله: ” كان الملك عبد العزيز يخصص للنساء من أسرته وغير أسرته وقتا في المساء للاستماع إليهن، وقضاء حوائجهن وليطلع على أحوالهن على الرغم من مشاغله المعروفة، وكان يزور الكبيرات من أسرته، صلة للرحم، وكان ضمن برنامجه اليومي إذا انتهى عند الظهر من مقابلة الناس وإنجاز العمل في قصر الحكم زيارة أخته نورة في بيتها تقديرًا لها”.
ونستطيع أن نخلص في ضوء ما سبق إلى أن البعد الإنساني في شخصية القائد المؤسس والباني العظيم الذي وضع أسس أقوى وحدة وطنية في التاريخ المعاصر بأنه كان إنسانًا في الحرب والسلم، وفي النصر والهزيمة، وفي الرخاء والشدة.
وكان إنسانًا مع خصومه بعد الانتصار عليهم، وكان إنسانًا أيضًا في عفوه وكرمه، وفي بره بوالديه وصلته لرحمه.
رحم الله الملك عبد العزيز رمز وعنوان مجدنا، وباني نهضتنا، وموحد التراب والإنسان في وطن العز والإباء والشموخ والعلياء.

صدى صرختي ..
تختبأ في ذاكرة الزمن ، تتأملُ تفاصيل حياتها من نافذة الخيال تمطرُ أمنياتها وتتسرب قبيلة من مفاتيح الضوء كالأحلام كالقصائد كالقوافل الراحلة !!!!!
تكتم أسرارها كما تكتم أسرار الوجود !!!!
كعلامات الاستفهام المنحنية للأرض !!
تجترّ صرختها الأولى للدنيا فتمضي ذكرياتها كعلامات التعجب !!!!!!!
سافرت دون أن تبرح المكان ، واتكأت على عصا المُحال تشقُ ظلام الليل البعيد البعيد !!!
لا تملك إلا الكثير من الأسئلة وبصيص من نور بصيرتها !!!!
تمدّ يديها للريح !!!!
الريح ذاتها أخذت أوراقها دون أن تستأذن منها !!!!!
تشغلها الأصوات المعقّدة وتسكنها لوحات الجدران الصامتة ..؟!
وتحملها تفاصيل التفاصيل ..
لاشك بأنها تضحك على تلك التفاصيل البليدة ؟!
لابد من انفراج المجال فقد ودّعت عمرها مرتين صوب غمامتين تنهمران على الدوام !!!!!!!
غمامتان تسقط مطراً وتدوي رعدة وبرقاً !!!!!
ورذاذ ماء ٍكالغناء وتظل من فرط المخاوف رهينة للمحبسين فقد جفّت ينابيع الذاكرة وهم عليها شهود يحرسون الأوهام كأنّهم وكأنّها أشباح للظلام !!!!!!
متثاقلين كأنّ على رؤسهم تقف الطيور خرساء !!!!
وغداً تخرج من قيودها تحلّق فوق أسراب الطيور !!
طفلة لاهية عابثة تحلم بالقمر !!
تنثر النجوم كحبات اللؤلؤ المكنون ، وتجمعه في عقد ٍتتراقص عليه نجوم الأرض والسماء ترتفع الرايات البيضاء للسماء أبعد كل هذا الغياب
تعود لها الحياة ؟!
فكرة أخيرة :
وأغيب في بحر السؤال ..
يجيبني .. رجع الصدى ..
والصمت يصرع صحوتي
فيضجُّ قلبي دامعاً
ملء الحناجر والمآقي
ويضجُّ بي ..
أمل الرضا والانعتاق ..
مثل اليراقة ..
أحتمي بغلالتي ..
أرنو إلى فتح العيون ..
على ربيع تجددي
من بعد موتي ..
وانبثاقي ..

من شارع الهرم إلى ..
صدقا لقد عانينا نحن الشعوب الإسلامية من الازدواجية لفترة طويلة من الزمن ، لم نكن كما يجب ، ولم نحيا حياة طيبة وواعية وذلك لجهلنا ديننا على وجهه الصحيح ولتأثير العادات والتقاليد ، ولدخول كثيرين في الإسلام حاملين عاداتهم وتقاليدهم وتركيبهم الاجتماعي المعقد ، و لاستهدافنا من قبل المستشرقين وغيرهم -وافقنا أم غلفنا أدمغتنا –
فغلب على طرق تعاملنا المجاملات ،بسبب تعاقب الرؤساء واختلاف ثقافاتهم واختلاف النسيج القبائلي والطائفي والعرقي في البلاد العربية مما جعل من النقد جريمة وتعديا مقصودا … وهكذا تراكمت عيوبنا وتعقدت ؛ فكان يجب تدخل الطبيب الذي يشخص المرض في جسد الأمة العربية
سنغضب صدقا ، سنغضب ؛ لأننا لا نتقبل الصراحة ولا المواجهة ولا التشخيص ..
نركض ونحن ننزف ، نرفض التوقف ، أوكي الجرح كآخر العلاج
نرفض أن نتعمق في المرآة ..
هل يصفعنا هذا المسلسل ؟ هل هي عقلية المثقف أم فلسفة المتأمل ؟
هل هي تعاليم اسلامية ؟ أم مبادئ المدينة الفاضلة ؟ الصراحة والشفافية والصدق ؟
هل فعلا نحتاج هذا المبضع أو هذه الصفعة في هذا الوقت تحديدا ؟
عائلة تحت سقف واحد جعلت نفسها شريحة تحت الميكروسكوب شربحة بصل أم طماطم أم جناح صرصور، أو خزعة ،أو خلية مزروعة فالنتيجة هي المقياس
أحببت هذا المسلسل ، وكرهته ،صفقت لأبطاله وبصقت في وجوههم
بكيت وضحكت ، وتألمت ، تعاليت على الألم ، ،احترت ، وقفت إلى صف التقليدين وقلت جرأة وقلة أدب وتجاوز ،فتذكرت أن الإسلام صرح ووضح وناقش أفلا نكون واضحين هنا ونحن نحمل مبضع الجراحين ،ووقفت إلى جوار التقدميين وقلت يجب أن نكون أكثر صراحة وجرأة
لأن الأمانة العلمية وقسم الطبيب حين تخرجه أن يكون صادقا مخلصا لربه ولوطنه ولعمله ..
كيف استطاعت الكاتبة أن تنتقي هدى حسين لو لم تقرأها وتستشف فكرها وثقافتها ومعاناتها ووطنيتها ؟! وهل تحدثت هدى عن المسكوت عنه
مشاكلنا التي لم نعالجها كما يجب -اختطاف فكرنا ، تعالينا وشوفانيتنا ضعفنا ، هيا ياعرب ها أننتم فوق المشرحة الآن خلية خلية
انصدموا ثم أفيقوا ، اغسلوا جروحكم ثم انهضوا ، واجهوا عيوبكم ثم أفيقوا ، عدلوا علاقاتكم و اهتماماتكم دون إفراط أو تفريط ..
أشعر بالحزن على النجمة هدى حسين ؛
ترى كم تحتاج من الوقت كي تغتسل من دورها المعقد في هذا المسلسل من كم المعلومات والعبارات والحكم والمواقف والمواجهات والغوص في الأعماق
لقد تعبنا فكيف بها ؟
كان يجب أن يكون هذا المسلسل إن أردنا الدخول لمرحلة جديدة هو كالرؤية وكالضوء بأن نكون رحما ء ويقظين في نفس الوقت لاقسوة تكسرنا ولا ضعف يعصرنا
أن نبني أسرنا بقوة ونحافظ عليها بجدية
ألا تخدعنا المغريات
ألا نبيع فكرنا
ألا نتبني أفكارا موحدة ونثبت صورا ذهنية
ألا نحتقر جنسا أو عرقا أولونا
والحديث يطول

” ومن العايدين ..ومن الفايزين “
بذات النفس العميق والبعد الاجتماعي الموغل في كل أرواح الطفولة الخالدة تتسلل حنجرة فنان العرب والعجم محمد عبده كي تعيدنا أطفالا نملأ الحياة بهجة وفرحة بثوب العيد وشمس العيد وحلوى العيد وسباق الأقران وعيدية أبي وقبلات أمي !
وتستمر أغنية العيد وفرحته فينا طيلة تلك الليلة الحالمة ويوم العيد السعيد وتستمر الأحلام حتى ننام مجهدين متعبين وكأن لقاء العيد لا يجعلنا ننام !
«ومن العايدين» أغنية خالدة بخلود الأرواح الراحلة عن دنيانا والباقية في أرواحنا وذاكرتنا التي لا تنساهم !
نستعيد معها حلوى العيد من كل بيوت قريتي – التي وإن غزا مفرقها الشيب إلا إنها ما زالت بحيوية الشباب – وتهاني الجدات تمنحنا لذة الحكاية، فمنهن من تقول :
«كبار مثل كبر العيد» ..
وثانية تقول :
«بركة العيد علينا وعلاكم يعود على حال جميل»..
وثالثة تقول :
«عاد عيدكم وأنتم في أجمل حال».
«ومن العايدين» نستطعمها كما نستعيد طعم حلوى العيد وتلك الأكلات الشعبية التي تتزين بها مجالس البيوت التهامية، فما تزال قريتي تحافظ على عاداتها وتقاليدها، وما مشاهد جولة العيد القديمة الجديدة من بيت لآخر عبر أزقتها ومساريبها حيث اختزال الذكريات وما قيمة العيد والحياة بدون ذكريات !
نواصل رحلة العيد مشياً على الأقدام حتى نصل لكل البيوت شيوخا وشبانا وأطفالا إلا وجه رائع لقريتي النبيلة في كل شيء !
جولة العيد تستعيد الخطوات فيها حكايات العمر سنة بسنة ولحظة بلحظة وكيف إنها عبرت تلك بنا تلك السنوات وما زلنا نعيش العيد بأرواح الأطفال البريئة ؟
وفي نبض الأغنية الخفاجية نشعر بأنها تهدينا قلب العيد السعيد كل عام ودموع الذكريات تناغي البحث في ذاكرة تعيش العيد بكل تفاصيله كلما سمعت زغاريد العيد وحكاياته وأغنياته وإماراتها !
فالعيد عرس المدن الباذخة وطلقات القرى النارية وفرحة طفولة لا تنسى !
العيد طفولة تبحث عن فستانها الوردي والأبيض والأحمر تبحث ورود الصباحات المليئة بالأحلام المضيئة وما أجمل ضحكاتها !
العيد قلوب بيضاء تنثر بياضها في كل الطرقات الذاهبة للعيد، فالعيد شعور إنساني نبيل يتلمس كل الأسر القريبة والبعيدة كي يمنحنها كسوة وزكاة وفرحة تقاسم كل الأعياد .
«ومن العايدين» الأغنية ألفناها كما ألفنا وقفاتها الموسيقية وفصلاتها ذات الدلالات الموحية، فعندما تتماهى الكلمات مع اللحن والصوت والإحساس العميق تتجلى قيم الفن ورسالاته السامية .
ومضة :
«ومن العايدين ومن الفايزين» الأغنية التي وصلت لأبعد مدى في صوت الروح وصوت كل قطر في وطننا الكبيـر .

” مخارج ضيقة “
إن النكبات واقع حقيقي يتضرّم أمامنا ونعيشه على مضض، لا يمكن استقطاعه ببساطة ولا أن نتخفف من عذاباته بطريقة موجودة مُسبقًا كطوق إنقاذ..
لكننا نستسيغ المعاناة أحيانًا في جانب تأطير مُجرياتها، والانتباه لحذافير طقوسنا الجبرية في غمرتها، نجتبي من أهوالها ما يصلُح لملازمته حتى انقضاءها، فنحن في المعاناة لم نتدرب على انتظار زوالها بقدر اعتمادنا على الدوران فيها في كل مرة بخفة أكثر كمن يعتقد أنه يدور حولها دونما خلاص…
لا تُهم الطريقة التي نسلُكها ضمن أي عذابات، المهم أن تتضمّن نتائجها ضمادة مُسكّنة يهمد إثرها لذع الهلع ووكزات الوساوس ولسعات القنوط الماكرة!
شيءٌ ما يتبدّى بأي هيئة ينفُخ في العدمي معنى،
فتتلقاه الروح كثمرة منابتها اليباس
في حين أن كل شيء مشوش ولا يُستحب اقتطافه من فرط الخطر.
لم يخطط أحدًا لطرائق نجاته لا سيما في أزمات تفوق ذاته!
يعرف المرء كيف يُدير دفّة روحه أحيانًا بمحاولات مُجرّبة فيما يخص معاناته الفردية وقد يفلح الأمر وقد لا يظفر بشيء من ذلك ولكنه ينجو بطريقةٍ ما يعرفها ويُعاود تكرارها حتى يحظى بفهمه الخاص عن أزماته.
هنا في العذاب المستجد بالنسبة لأرواحنا المُتأهبة دائمًا لكل صيغ الحوادث تتآكلنا الجهالة،
أشعر بضآلة الإنسان وتحديدًا أناي التي لا ينبغي أن يداهمها شيء إلا وتمرغته بالطقوس الجادة لمجابهة كل شيء، ما أضأل المرء عندما يُحتكر في المجهول، يعود طفلًا لا يعرف، يتخبط فحسب!
نعم، أتخبط كالطفل الذي لا يوجهه أحد، أتلفّت ولا أرى سوى جمعًا مشدوهًا بجهالة تنحو ألحاظه بيأس نحو اللا معلوم، وكل ما بحوزتي ” نزعة التجربة”
أتعامى عن مسألة الخوف إياها، أصد مسامعي عن نشرات الأخبار، أُقرر بعناد طفل أن أتلعثم عوضًا عن السكوت فلربما خرج من فمي الخلاص!
أخطو خطواتي بكل ما أعرف من روع وأجرّب،
أهتدي لوُجهةٍ ما – لا تصلُح فأعود لاهثة،
أُبصر لافتة تضيء – أسلُك الدرب لها بجوع للملموس الذي ألتقي فيه كل ما هو وديع وسامي – أعرف أنها محض وهم ومع ذلك أمضي بزُهد عن الحقائق،
أعرف أنها إساءة لبصيرتي ولكنها أيضًا دُعامة للجزء الحالم الذي يستنير بالأوهام!
أفهم أن الحال لا يسمح بأي أمل مُقنن أو أشرعة بيضاء أمدها بينما العالم يحترق، لكنني أخلق جُهدًا فرديًا لتسريع مخاضات الرِتق والهُدنة والهدأة والضمائد، أروّض قواي المُرهقة في بضعة مسالك يفترشها قلبي ويخامره السكون بينما كل شيءٍ حوله يسعر.
ثمة مُسكّنات لا تلغي حقيقة الألم، لكنها تُرقق من سطوته ” النفسية” في ظل ما يمنحه المناعة، ولكلٍ منا مُسكناته التي يختلقها في البدء كالموهوم الذي لا يصدقه أحد، حتى تتتشكل بنتاجها في حياته كركيزة يعتمدها بعد أن تخبط وتجرّح وتأذى من فرط التجارب الفاشلة ولم ينجُ بعد، لكنّه أوجَد الثغرة في نطاق صارم يفرض الهلع والجمود والانكماش،
ومنها أوجَد مسكناته كمضخة لا يتوقف إثرها عن كونه موجود- متألق- هادئ وإن خالط هدأته الخوف .

فنار و وهج
كلمة “وُدّ” تشمل معان متعددة هي: الحب ،الود، التمني، التقرب، الرغبة في حدوث شيء ما، وتأتي باشتقاقات متعددة مابين الاسم والفعل والمصدر.
ذكرت كلمة “ود ” باشتقاقات مختلفة في القرآن الكريم في آيات عدة منها :
قال الله عز وجل: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا).
قال الله تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً).
قال الله جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا).
قال الله تعالى: (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ).
قال الله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ).
قال الله سبحانه وتعالى: (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ).
قال الله تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ).
والمودة ذكرت في العشرة بين الزوجين ولم تذكر المحبة حيث أن معنى المودة أكثر شمولا و اتساعا ويتضمن المحبة ومع الرحمة يشكلان ضمان الحياة السعيدة فبالود تقوم البيوت وتعمر.
مرادفات كلمة ود (بضم الواو) هي: إعْزَاز , إِخاء , تَوَلُّه , جَوًى , حُبّ , شَغَفٌ , صَبَابَة , صَدَاقَة , عَلاَقة , عِشْق , غَرَام , كَلَف , لَوْعَة , مَحَبَّة , مَعَزَّة , مَوَدَّة , هَوَىً , هُيَام , وَجْد”.
وكذلك كلمة ود (بكسر الواو ) تتضمن :عشق ، وجد، غرام ، حب .
وعكسها : بغض، ضغينة، عوف، مقت ، صد وغيرها.
فالود أساس كل العلاقات الطيبة ولا تخلو علاقة جميلة بين طرفين من ود وتودد .
وفي سورة مريم يقول تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) (96).
يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات ، وهي الأعمال التي ترضي الله – عز وجل – لاتباعها الشريعة المحمدية – يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : يا جبريل ، إني أحب فلانا فأحبه . قال : فيحبه جبريل ” . قال : ” ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلانا ” . قال : ” فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ).
فمن يحرص على إرضاء الخالق يساق له قلب المخلوق راغما..
فاطلب الرضا من رب السماوات والأرض فيشاع قبولك ومحبتك بين أهل الأرض.
رب ارزقنا حبك و اجعلنا ممن أحببتهم ورضيت عنهم.
ومحبة الله لك مرهونة باتباعك سنة نبيه ومحبته والاقتداء به ، تمعن في قوله تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران. 31).
إذا مااتبعت نبيك وملأت قلبك بمحبته بعد محبة الباري نلت رضا الله وحبه .