- 24/12/2022 كلية العلوم الإنسانية ونادي أبها الأدبي يحتفيان باليوم العالمي للغة العربية
- 08/10/2022 الأديبة عنبر المطيري على مأدبة التوقيع
- 25/09/2022 مساء المفاخر الفاخرة للوطن
- 20/09/2022 🇸🇦 وطني 🇸🇦
صهيل الريح [ 150 ]

قلم الأديب بين أنامله وأفواههم
يجود قلم الكاتب عندما تنضج الفكرة في ذهنه ،ويمحورها داخل نصوصه
بروعة ما يسكبه …سواء كانت بنكهة إغاظة . أم بنكهة عاطفية
أم بنكهة حزينة ،تعصف بها مرافئ الألم ومنعطفات القهر والويل
التي التهمتها كلماته، ونثرتها منصات نصوصه …
في أوراق فنونه المتنوعة ..التي يعقبها شعور بالرضا الداخلي عن نصه ..
ومن خلال معايشتي لنصوص الكتاب خلال السنتين الماضيتين ..
وجدتُ قامات من الإبداع والتألق ذات مذاقات مختلفة في الإبداع الفني مما يجعلهم مختلفين عن بعضهم البعض .
-ولكن هناك استفهام-
يموجٌ بي يمنة ،ويسرة…
لماذا لايجد الأديب أراء أخرى تحمل كلماته على دعائم من الجدية والمصداقية والأمانة..؟
رأي يمازج نصه ،انطلاقا من الرأي الانطباعي ،والرأي الإبداعي ، والفكري ، والبلاغي بحيث نتعاون جميعاً على تطوير الأدب العربي من خلالنا نحن أبناءه …
لماذا يحول بيننا الصمت ..؟
حتى أصبحت القراءة الصامتة لدينا بعيدة عن المعنى الحقيقي لقراءة الأديب..؟
لماذا استفحلت بيننا الشللية والحزبية حتى لا نكاد نرى النصوص إلا بمنظار القربى ومدى الترابط بيننا ؟
في حين أن الكاتب يبحث عما يستهوي القارئ من مواضيع، خاصة ما يتعلق منها “بنوعية الأسلوب” وبواسطته يتم التجاوب والتناغم بين الطرفين.
ولكن القارئ يقف مجرد عابر لشاطئ عزفت فيه أوتار الكلمات ،ثم تجاوزها بصمت لمرفأ آخر …
أو يتمكن من نقده ذلك النص ،ولكن خلف الكواليس بحيث لايصل للكاتب من نقده شيء
أفلا نكون قراء حقيقين كما نحن كتابا حقيقين ،معشر الأدباء ..؟
لننهض بالأدب العربي الذي بدأ قوياً ونخرجه من قوقعة الصمت واللامبالاة إلى عالم الرأي ، والرأي الآخر –

وطن القلوب ..
* الوطن أغنية يشدو بهـا الصغار والكبار.. يحكيها الأجداد فيتيقنها الأحفاد.. الوطن قصيدة حب خالد وقصة عشق لا ينتهي ..
* الوطن حكايات الجدات وابتهالات الأمهات.. وطن القلوب والعقول.
* الوطن مولد ملحمة المؤسس الكبرى.. ملحمة النصـر والتوحيد.. ملحمة التاريخ والجغرافيا.. ملحمة الوطن ملحمة تتجدد كل عام.
* الوطن على لسان المترعين بعشقه «لست آسفا إنني لا أملك إلا حياة واحدة أضحي بهـا في سبيل الوطن ».
* الوطن حلم المشردين الضائعين الخائفين في كل بقاع الأرض.. الوطن الهوية والأرض والقيمة والقامة، هو الشـرف والعرض والمجتمع بأسره، هو باختصار الحياة.
* الوطن هنـا استثنائيا متمايزاً عن غيره يسمو بقدسيته إنسانا ومكانا.. مكوناته العظيمة التي قادته لأعلى مراتب التقدم والحضارة قيادة وشعبا !
* الوطن هنـا المملكة العربية السعودية.. مهبط الوحي الأمين ومهد الرسالات وقبلة الأرض ودعوة الخليل والبلد الأمين.. حيث كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
* الوطن قيادة حكيمة وقرارات صائبة وثقة كبيـرة تعبر بهـا كل العقبات والأزمات، وتبقى مملكتنا شامخة أبية حـرة تخطو نحو المجـد الذي تعرفه ويعرفها .
* الوطن شعب عميق الجذور أصيل في عاداته وتقاليده وحبه ووفائه وولائه لقيادته وحكومته، فكان في الموعـد ولم تنجح حملات التسفيه والتغرير والتجييش فالوطن أغلى ما في الوجود.
* الوطن خط أحمـر يرفض كل العابثين اللاهثين الحاسدين الناغمين والذين حاولوا دهورا ولم يستفيقوا من أحلامهم وأمنياتهم السرابية !
هؤلاء الغوغائيون الذين لم يعوا بأن أصوات النشاز تمنحنـا الكثيـر من الوطنية الخضراء التي تتسع في قلوبنـا بمساحات هذا الوطن الكبيـر.. تمنحنـا مواعيد ودواوين وروايات أخرى مع الوطن.. كل المنعطفات الحاسمة في تاريخ وطننا نكسب فيهـا الرهان وينتصر الوطن وترفرف رايتنا خفاقة :
وارفعي الخفاق أخضر
يحمل النور المسطر
رددي الله أكبر يا موطني
موطني عشت فخـر المسلمين
عاش المليك للعلم والوطن
* بقي الوطن عصيا على الفتن والمؤشرات والدسائس، وتحول المشهد أمامنا ليوم وطني قبل أن يبدأ، فرددت أبيات البدر في ليلة كان الوطن فيهـا بدرا في سماء الحب والولاء والإخلاص :
وإن حكوا فيك حسادك ترى
ما درينا بهرج حسادك أبد
وأنت ما مثلك بهـا الدنيـا بلد
والله ما مثلك بهـا الدنيـا بلد
* الوطن الذي هام فيه فنان العرب محمـد عبده عاليا حين صدح :
فوق هام السحب وإن كنت ثرى
وهو الحب الذي استفهم فيه صوت الأرض طلال مداح متعجباً
: وهل أحب سواه؟!
ومضة وطن :
يقول شاعـر الحـزم علي حمد طاهري
في قصيدته الخالدة «زعيم الأمة»:
لله يا ملك الزعامة إن في
قلبي إليك محبة وولاء
حبي لأنك قلب كل موحد
لله، لا تلهو به الغوغاء

الوجه الحقيقي للمغرب تاريخيا وحضاريا
لطالما كان تاريخ المغرب الأقصى غامضاً بالنسبة لي والسبب يعود لبعده الجغرافي ودور المستشرقين في تزوير التاريخ، والرؤية المتشكلة عنه حديثا في الخليج وخصوصاً السعودية غير واضحة ومبنية على مشاهدات بعضها فيه من الصحة الكثير جراء الآثار التي خلفها الاستعمار ويجري محاولات لاجتثاثها من أهل البلد الذين يشكرون على غيرتهم الدينية وحميتهم العربية وهذا إن دل فإنما يدل على طيب معدنهم، والبعض الآخر لا يمت للواقع بصلة وفيه اتهام باطل وتجني!
ثم إن ما دفعني للكتابة كلمة كانت على طرف لساني قالها شاب مغاربي توسمت الخير في وجهه من إقليم شفشاون في الشمال المغربي وهي أننا لا نأخذ قوم بجريرة أحدهم، ومن عادتي ألا أتكلم عن موضوع إلا من واقع تجربة معاشة، وهو الأمر الذي يؤلم أن الناس تتلقف الكذبة وتصدقها عن بلد أنجب العظماء ويعتبر مصنع للأبطال عبر التاريخ.
ودونك سيرة زعيم المرابطين في الأندلس يوسف بن تاشفين الذي انتصر على ألفونسو السادس في واقعة الزّلاقة والذي كان يقدر جيش العدو فيها بنحو 60 ألف مقاتل لم يبقى من بينهم إلا 100 مقاتل على رأسهم ألفونسو بساقٍ واحدة، ليعود البطل لمرّاكش بعد أن أنقذ المسلمين.
وهذا أسطورة المغرب الإسلامي الأمير محمد بن عبدالكريم الخطابي من مواليد بلدة أغادير في الريف المغربي، ومما قرأت عنه في عدة مصادر موقفاً يجعلك تعجب من شجاعة هذا الرجل الرافض للاستعمار ، بعدما قتل الإسبان والده الشيخ المجاهد عبدالكريم الخطابي رحمه الله أسروه ووضعوه في أحد السجون على قمة جبل وبطريقة بطولية لا توصف استطاع أن يصنع حبلا من قماش فراشه ليحرر به نفسه من نافذة السجن لكن الحبل لم يكن بالطول الكافي ليصل إلى الأرض فقفز من ارتفاع شاهق على الصخور الصماء لتكسر ساقيه ويغمى عليه ويعاد للسجن، لكنه بعد مدة خرج وكون جيشا من رجال قبائل الريف المغربي مبتكرا أحد فنون القتال العسكري وهو فن “حرب العصابات” أمام المستعمرين والغزاة ، يقول الثائر الشيوعي تشي جيفارا : أيها الأمير … لقد أتيت إلى القاهرة خصيصا لكي أتعلم منك.
ولا ننسى طنجة بلد المستكشف الرحالة والمؤرخ ابن بطوطة الذي ألف كتابه ” تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” .
وكذلك مدينتي فاس المدينة العلمية ومكناس العتيقة والكثير من عادات أهلهما وتقاليدهم الذي ضرب فيهم المثل ” اللي ما شاف فاس ومكناس ما شاف ناس ”
أما في ما يتعلق بحاضر المغرب فقد كتب عميد الرحالين الشيخ محمد بن ناصر العبودي كتابين في الرحلات المغاربية حسبما أعرف وهما : الإشراف على أطراف من المغرب العربي ، العودة إلى المغرب الأقصى بين الصحراء والأرض الخضراء.
ومن خلال مشاهداته فهو يحمل ذائقة راقية تجدها في وصفه للطبيعة أو السياحة عموما وحول الفن المعماري وحتى في الطعام بالشكل التفصيلي.
والمغرب تاريخيا وحضاريا له سجل حافل في التصدي للعواصف الفكرية وعصي على الاختراق لذا من يريد إقحام المصطلحات الفرنسية ومسخ الهوية المغربية بشقيها العربي والأمازيغي فهو واهم ، فلها وجودها الكامن على الأرض يؤكده السعي لرأب الصدع.
والرائي للهجة الدارجة عند المغاربة يجد أنها بفعل تصحيف الألفاظ مالت قليلا عن أصلها وقد يكون بسبب سرعة التلفظ والنطق، والأمثلة على المفردات كثيرة منها :
«جوج» بمعنى زوج حيث جعلوا الزاي جيما.
«الطاقة» بمعنى النافذة والطاقة عربية فصيحة.
«الهدر أو الهدرة» ويريدون به الهذر أو الهذرة وهو الذي يتكلم كثيرا وهي أيضا عربية فصيحة.
«الدَراريّ أو الدريَّات» دون الذال المعجمة ويقصدون به الذَراريّ أو الذريَّات وهو جمع للولد ونسل الإنسان.
«عسّاس» بمعنى كثير الطواف ليلا ويقال له الحارس.
ونشترك معهم في اللهجة العاميّة مثال: بزبوز ، خامج ، خاثر ، تكرفس…
والسبب الثاني الألفاظ المستقاة من العديد من اللغات الأجنبية، وليعلم الذي مكن الأقلام التي تعتمد الفرنسية أصلا والعربية فرعا في محاولة فاسدة للانصهار في ثقافة الآخر أن النخب المثقفة الواعية -وإن سُدت في وجهها الطرق- فهي تحارب باستخدام البديل العربي إيقاناً منها بأن اللغة رمز الهوية وعنوان وحدتها، والمجد كل المجد لمن يدافع عنها

حطامُ أسئلة
عُذْرًا سَأَلْتُ وَلَمْ أَجَدْ
لِحُطَامِ أَسْئِلَتِي جَوَابْ
كَانَتْ ثَوَانِيهَا غيابْ
وَاِنْسَلَّتْ الأَشْيَاءُ
رَاحِلَةً عَنْ عَالَمِي
وَتَحَطَّمَتْ مِنْ بَيْنَ
أَشْرِعَتَي عَذَابْ !
كانتْ أمانِينَا سَحَابْ
وتحوَّلَتْ أَصْقَاعُ
ترْتَشِفُ السَّرَابْ
عُذِرا سأَلَتُ
وَلَيْتَ أَنَّي مَا سَأَلْتْ
غَابَتْ هُنَاكَ
وَلَمْ تَعُدْ لِلأُغْنِيَّاتِ
فاتناتٌ تُمْلأ
الدُّنْيَا شَبَابْ
مَاتَتْ جَمِيعُ مَرافئي
وَتَحَوَّلَتْ أهزوجتي
أَشْبَاح تَسْكُنُ
أَزْمِنَةَ الخَرَاب ِ!!

محايل التي رأيتها ..
مع طلق الظهيرة الخرساء وقد انتفخ النهار انطلقت مع عملاقي القيادة والإبداع شمعة القصة الواقعية الدكتور محمد منصور الربيعي والوهج القصصي الأستاذ فايع آل مشيرة عسيري يحملانني ويرشدانني ويهديانني الطريق , كلنا نجوز إلى محايل الشماء , كنت مستنداً إلى النافذة مبحراً في عوالم شتى , يسوقنا شوق وتوق وشغف ونشوة اللقاء وظمأ اللهفان , قد سلكنا عقبات عصية ملتوية تتنهد كأنها تُنفس بعض أكدارها , تزاحمنا جبال شاهقة شامخة غاضبة جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود , نطارد سرابها بقيعته نحسبه ماءً , بدأت عاطفتي تغلي وقلبي يتنفس معها كأنه قطعة صغرى منها …
وعلى مدخلها العبق تعانقت صورة الجمال الأرضي مع صورة الجمال الكوني , افترت بثغرها الباسم وفمها الوردي , تحيينا بتحية السلام , سلام الدنيا كله الذي حلّ في كل أرجائها .
محايل الحسناء نهارها على ما تشاؤه يطلع بالصباح عليها ربيعاً وينقلب في الظهيرة شتاء ويحول في الصيف خريفاً ويرجع في العشية صيفاً , قد تعلقت شمسها بغيوم سحبها .
أشجارها الناضرة الممتلئة بالأوراق يصفق بعضها لبعض وكأنها مكتبة يتصفحها الهواء قد لمحت عيوننا واحة غناء خميلة يانعة ملهمة استوقفتنا ذرتها الباسقة وسنابلها اليافعة لنلتقط صورة لنا معها لا تفارق خيالنا أبدا , حينئذ هدهد النسيم أعطافنا , وعزفت شقشقة العصافير سيمفونيتها العذبة موسيقا الترحاب بنا في تمازج مع الطبيعة لا يوصف .
وقفت على وادها المديد تيّه , واد يتدافع الماء في مسيله وينعطف ويتمعج ينساب بالحياة , ترك الماء على عطفيه خضرة ونضرة وبرداً وسلاماً .
فيما كان الشفق ينثر حمرته الشفافة الشاعرية على مدارج السماء وقفت عند جبلها هادا فكان وقوراً أرعن طماح الذؤابة باذخاً قد طاول أعنان السماء بغارب , وسد مهب الريح عن كل وجهة , تدثرت قممه بالبشام , واتشحت سفوحه بسمرة تزداد كلما دنت من الأرض , أصخت إليه فحدثني ليل السرى بالعجائب …
وغابت الشمس عن كبد السماء وبقي لفحة من حرّها ومن حرّ أنفاس الذين تشرق عليهم , وأقبلت الطيور ملائكة الطبيعة على المناغاة , وأقبل العشاق ملائكة الناس على الفكر والنجوى , وأقبل الشعراء من وراء أولئك ينظمون الإبداع فامتزجت ألحان الملائكة بأنغام الطيور وآهات العشاق فكانت محايل مسكرة للعاشقين ومستهام المبدعين .
مرت النسمات بليلة كأنها قطع رقيقة تناثرت في الهواء من غمامة ممزقة , ولبس الكون تاجه العظيم فأشرق عليه القمر الزاهي الرفاف كأنه اغتسل وخرج من البحر .
وتتبعنا الجمال المنظور فتبدت لنا محايل الهيفاء قد أتم خالقها جمالها فكانت فتنة إذا نظرت إليك نظرتها الفاترة فإنما تقول لقلبك إذا لم تأت إليّ فأنا آتية إليك .
تشعر أن في دمها شيئاً لا يوصف ولا يسمى ولكنه يجذب ويفتن حتى ليظنها كل من حادثها أنها تحبه وما بها إلا أنها تفتنه .
تأخذك أخذ السحر لأن عطر قلبها ينفذ إلى قلبك من الهواء فإذا تنفست أمامها فقد عشقتها , تراها ساكنة وادعة أمام عينيك ولكن قلبي يشعر أنها تهتز فيه وتضطرب فلا يزال قلقاً نافراً يتململ فلا براءة لك منها ولا مخرج لك من حبها قد ملأت قلبي حباً وعشقاً يكاد يملأ سماء عقب سماء ويغوص في أرض تلو أرض ….
ولاحت لي الحيَلة فلامس روحي روحها كأنها ألفاظ حب رقيقة , والنسيم حولها كثوب الحسناء على الحسناء , كأنها قطعة من سماء الليل فيها دارة القمر المطل من عليائه قد أنار محايل كلها وهادها ونجادها وسهلها ووعرها وعامرها وغامرها وحاضرها وباديها , وفيها نثرة من النجوم الزهر المتبعثرة , وهناك ربوتان من أفانين الزهر المختلفة ألوانه يحملها خمل من ناعم النسيج الأخضر على غصونه اللدن تتهافت من رقتها ونعومتها .
تدلت عليها قلائد المصابيح كأنها لؤلؤ تخلّق في السماء لا في البحر فجاء من النور لا من الدرّ .
سقتك غوادي المزن في المنتأى الذي *** يسحّ ويستمري السماكين بالوبل
ثم فئنا إلى مجلس السلام بأرض الريش ضيوفاً على أسرة آل الزين بيض الوجوه كريمة الأحساب زكية الأرواح نبيلة الأخلاق أطل علينا كالغيث في مهامة البيداء العطشى شيخيها عالي النسب أبو طالب مرحبا متهللاً , وتراءى لنا قصر منيف عليه النخل مشتمل , قد مُزجوا بحلاوة الإيمان الفطري , وتغذت قلوبهم الوضيئة بنور السماء فلا تبرح ناضرة ما بقيت في السماء لمعة نور كأنهم أرواح النهار ضياء , نشروا على خيوط القمر ليلا من ليالي الجمال , كأنهم السعادة المقبلة , قد ارتوت نفوسنا من حديثهم , وخلقوا فينا الحب والخير , فتهيأ لهم في القلوب مودة وقبولاً , وكان قراهم لنا حديثاً سرت به الركبان وتعاقبت عليه الألحان ….
ومع هزيع الليل ودعنا محايل ودموعنا تسكب أشجانها لله أنت يا محايل ولله جمالك الفتان , محايل ميراث الإنسانية وهدية التاريخ , وراية السلام الإلهية البيضاء , والساحل الذي تقف عنده أفواج الألفاظ والمعاني الإبداعية .
أصبحت يا محايل أغنية عذبة في فم الشاعر ينشدها وهو بين ظهرانيها , وأنشودة ساحرة على لسانه يرددها وهو مغترب عنها .
حنانيك يا محايل سترفرف الأحلام العذبة في سمائك , وستشدو بأعذب الألحان بلابلاك , وستزهر بالمنى حلو السنابل , ولسوف تنساب في رياضك أعذب الجداول …
النار بالنار لا تُطفأ إذا اتصلت ***
فكيف أصنع في قلبي لينساك ؟؟؟؟

خفاجي.. القصيدة !