أهلاً بــأصحاب الحروف المخملية
- 29/11/2023 bestproblog
- 27/11/2023 עיסוי טנטרה בסן פרנסיסקו
- 23/11/2023 bestgrou
- 16/11/2023 protopsocial
فنار و وهج ..
في حياةِ كلٍ منا حائطٌ كبير فيه خاناتٌ معينة تُوهبُ لأفرادٍ معينين، كلُّ فردٍ له خانة تحيطُ بمساحتهِ وتليقُ بمكانته.. فالخاناتُ الكبيرة تُمنحُ لمن لهم حقُّ البرِ و الرحم.. وتتضاءلُ الخاناتُ بتقلصِ الحقوقِ الواجبةِ لأحدهِم، إن وهبتَ خانةً كبيرة لعنصرٍ ضئيل ضاع في رحابتها، وأفسدَ الخانةَ، وربما تجاوزَ فأفسدَ خاناتٍ مجاورة.. وإن وهبْتَ خانةً صغيرة لمن يستحق أكبرَ منها، لربما تعسرت حريتهُ فيها، وقد تُطبقُ عليه أضلاعها اختناقًا و ضيقًا. إعطاءُ خانةِ الوالدين للأصدقاء عقوقٌ و هدر لحقوقهما وإسبالُ سِيادةٍ للصديق لاتحق له.. أن تجعلي صاحبةً تسرق خانةَ شريكِ الحياة سيجعلهُ ذلك في حالةِ حرمان دائمة. أن تَهبَ زوجتكَ خاناتِ أهلكَ مجتمعين وتحشرهم في خانتها ظلمٌ وهضمٌ لحقوقهم.. أن تمنحَ الغريبَ خانة القريبِ وذي الرحم تكون بهذا قد فرَّطتَ في صِلاتكَ ولربما ندمتَ على منحِ من لاتعرف مالا يستحق، ذو اللبِّ لايقضي أيامه ناسكًا في محرابِ صداقاته مهملاً من قد يكونون سببًا في رضا الله عليه.. فاقدُ الحكمةِ يفسدُ حياتَه بعدم قدرتهِ على إشغالِ الفراغِ المناسب بالعنصرِ الملائم، كلعبةِ لغزِ القطعِ الصغيرة.. لكل قطعةٍ مكانُها و إلا فسد الشكلُ و انهارَ البناء. ربطُ الخانةِ بعنصرها فنٌ يجيدهُ من يضعون الناس في منازلهم.. فيُسعِدون و يَسْعَدون .
(( كنت، وما زلت، وسأظل أؤمن أن إسرائيل ورم سرطاني يجب استئصاله.. هي شيء عابر وطارئ.. أو مؤقت.. هي بالضبط مثل نبتة غريبة جلبت من مكان بعيد لتُزرع في أرض مختلفة وطقس مختلف.. جلبوا لها أفضل أنواع الأسمدة الكيماوية.. وأفضل مهندسي الزراعة بالغرب.. ودعموها بأجود أنواع مياه الري مع أفضل وأحدث الأدوات الزراعية.. والنتيجة: نبتة ميتة.. أو في أفضل الأحوال مشوّهة ولا مستقبل لها.. و «الإسرائيلي» في داخل أعماقه يؤمن بهذا: الحرب ستأكله، واللا سلام سيأكله أكثر! لهذا ما يزال الإسرائيلي يحتفظ بألبوم صوره الذي جلبه من «بولندا» وعنوانه القديم.. والآخر لم يبع شقته في «روسيا» حتى الآن! والثالث ما يزال يحتفظ -في مكان آمن- بهويته القديمة للبلد الذي أتى منه. إسرائيل: نبتة مشوّهة.. شبه ميّتة. فلسطين: شجرة الزيتون. وستظل هذه الشجرة قائمة على أرضها طالما أن هنالك عجوزا تشعل نار تنّورها لتطعم أولادها الخبز والمقاومة. وطالما أن هنالك امرأة تقدم ثلاثة شهداء من أولادها وتنجب بدلا منهم سبعة. وطالما أن هنالك كهلا طاعنا في السن والحزن، ما يزال يحتفظ بمفتاح بيته القديم. وطالما أن هنالك رجلا وامرأة يصرّان كل أسبوع أن يصليا الجمعة في المسجد الأقصى. ستظل فلسطين الثابتة.. وستذهب إسرائيل الطارئة )) .
يبدو لي- والله أعلم- أنّ جيل اليوم أكثر ثقافة من الأجيال السابقة مع احترامي لكفاحهم السابق والذي لاشك أنه لبنة من لبنات بناء التقدم اليوم .. وعاطفتنا لاشك تتجه نحو الأمس كذكرى وكمجموعات بذلت الكثير للعبور نحو الضفة الأخرى ، وطبقت المبادئ، والقيم في النقل ،والتعليم ،والصدق في العطاء مع كثير من التواضع، أو المبالغ ،والتنازل المتكرر ،أو التسامح المفرط ،ولاشك أن تلك القيم مهمة، ومن تعاليم ديننا الاسلامي ولكن المبالغة فيها تخرج الفرد من حيز المؤمن القوي إلى حيز المؤمن الضعيف ،و تقف حاجزا بين المثقف ،ونفسه ;كقالب ثلج قاس وحاد لكنه يذوب بسهولة أمام لهب بسيط .. لذا ومن باب التجربة الشخصية أنصح بعدم الطيبة الزائدة عن الحد وخاصة في الحقوق التي قد يستلبها منك من هم أقوى وأكثر جرأة منك كما أنصح بعدم الثقة العمياء، فنحن مقبلون على أيام شرسة تحتاج التمكن، والمقدرة، والفطنة، والذكاء، وبعض الخبث من أبنائنا ،و انتهاز الفرص الجيدة ،وعدم الخجل من طموحك، و اجتهادك ،أو الالتفات للهمز واللمز، و الانتقاص، مع التذكير بعدم تجاوزالحدود الدينية والسياسية والمجتمعية … تصر مجموعة كبيرة على أن تعليم الماضي كان أفضل لكنني أصر على أنّ التعليم ليس قراءة وصفة الدواء عدة مرات وإن اكتسب القارئ لغة ومفردات ، وليس قراءة مكونات مبيد الحشرات رغم حفظ التراكيب الكيمائية لها .. لقد كانوا يطاردون المعلومة المجردة للاحتفاظ بها حاضرة في الذهن وتبادلها كتعبير عن الثقافة ولم تهبط إلى أرض الواقع أما جيل السنوات العشرين الأخيرة يستقبل المعلومة الواضحة ثلاثية الأبعاد بالصورة والصوت بل وبالحركة ورغم الجهود القليلة أو غير المقصودة على الأقل من جانب الطالب إلا أنه أكثر استيعابا، وأكثر استفادة ;حيث يكتسب الجرأة، والثقة بالنفس، ومواجهة المواقف مقارنة بمعظم مثقفي الأمس الذين كانوا غالبا يحفظون الكتب، والمجلدات ،ولكنهم يخشون مواجهة الجمهور، أو اتخاذ مواقف جريئة ،وأحيانا كانت تنسب الأعمال لغير صاحبها الحقيقي بينما هو خجل صامت لايبدي حراكا .
قد يسأل القارئ الكريم عن سرّ اختياري العنوان أعلاه والذي حمل ” كتاب ” ليكون عنواناً لمقالتي ” وهذا السؤال يثير الكثير من الاستفهامات والتي تحتاج للكثير من الإيضاح والإفصاح ، وللأمانة لم أجد ما ينصف قيمة المعرفة والحديث عن الثقافة كمفهوم عام إلا بوضع هذا العنوان العظيم والشامل ، وهذا العنوان – أي كتاب – يحمل كل شاردة وواردة عن الثقافة والمعرفة والتجربة والدراية ، فالكتاب كان ومازال له مكانته وقيمته وإن تحوّل القارئ من المحسوس المادي الورقي إلى محسوس افتراضي عبر شاشات التقنية، افتراضاً فرضته ضرورة العصر والمرحلة الحالية، ونحن جزء من هذه المرحلة بلا شك !
الكتاب الذي مازالتِ الألسنةُ تكرِّرُ ما يقوله وتأخذ به ، وتستشهد بمعارفه وحكمه وأمثاله شعره، ونثره ،وتعيده ; مُثْنِيَةً عليه، ومعجبةً به، ومتقنة له ومحبّة له .. الكتابُ.. ذلكَ الصديق الوفي الذي لا يجبر صاحبه على القراءة فهو يمنح صاحبه حرّية القراءة بحب ، والصاحبُ المخلص الذي يمنحك الرؤية الأعمق والأبعد في الأمور ، ويأخذ نحو مجرّات لم تكن لتراها من قبل ، وهو الروضةُ التي لا تَذْبُلُ أزهارُها ولا تصمت عصافيرها وهو الكنْزُ الذي يفتح لك دفتيه مرحّباً دون أن ينقص منه شيئاً بل يزيده ويزيدك ، ويؤنس وحدتك ولا تخاف عليه من الضياع والاختطاف والسرّاق .
كان عميد الأدب العربي – طه حسين يقول :
” لا فرق عندي بين إنسان وآخر , رجلاً كان أوامرأة إلا بقدر ما يقرأ وحجم ما يقرأ وحجم استيعابه لما يقرأ من صفحات ” ..
فالتاريخ يخبرنا بأن الكتاب على مدار العصور صديقاً ملازماً للمثقف الحقيقي ومعيناً له في أسفاره ورحلاته حافظاً لآرائه ومستودعاً لأفكاره يألف صاحبه ويألفه حتى باتت صورة المثقّف عند العالم وفي يده كتاب .
فكرة أخيرة :
أَعزُّ مكانٍ في الدُّنا سَرْجُ سابحٍ
وخيرُ جليسٍ في الزَّمانِ كِتابُ
المشاهد الحصيف للقناة الثقافية السعودية بحلتها الجديدة سيدرك قيمتها العظيمة وهي تتماهى مع الحراك الثقافي الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية اليوم على كافة الأصعدة بما فيها الثقافة والتي كانت بحاجة ماسة وضرورة مُلحّة لإنشاء قناة تلفزيونية فضائية ومنصة تواصل رقمية تمنحنا نافذة وطنية نرى من خلالها مملكتنا بتعدد مناطقها وتعدد ثقافاتها وأرثها التاريخي الكبير ، وحتى يرى معنا العالم مملكتنا ثقافياً ، وهي تحمل تراثاً عظيماً وأدباً جمّاً وإرثاً موغلاً في الأصالة والتاريخ والقِدَم وفق ترسيخ للهوية الوطنية السعودية بكل مكوناتها ..
القناة الثقافية فضائياً ورقميّاً رسالة عالمية تحمل في مضمونها رسالة إنسانية نبيلة أعمق ، فهي إلى جانب دورها التثقيفي التنويري هي رافدٌ رئيس من روافد تأصيل وترسيخ الثقافة السعودية وفق رؤية ولي العهد الطموح صاحب السمو الملكي الأمير : محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله –
إنّ وجود قناة ثقافية تلفزيونية بهذه المهنيّة العالية والاحترافية الراقية والنقلة النوعيّة إلا دليلاً واضحاً على فكر تنويري يهدف إلى ردم الفجوة والجفوة بين الطبقة النخبوية المثقّفة والشعبوية العامة بأسلوب عصري حديث لطيف مما يجعل الطبقتين على وفاق الحب والجمال معاً ، والاستمتاع بكل ما يضيف للثقافة من مضامين رصينة ومحتويات ثمينة وغاية في الأهميّة .. فمنذ تلك اللحظة التي شهدت ولادة القناة الثقافية السعودية بحلتها الحديثة الجديدة – والتي هي أصلاً امتداد للقناة الثقافية الماضية – وهي تحملُ فكراً جديداً وعملاً جاداً وفق رؤى واضحة الملامح والأهداف والخطط الواعدة ؛ لتسهم في نقل ٍنوعيّ لجميع جوانب التراث الثقافي ، ومواكبة التحولات التي يشهدها القطاع وصناعاته الإبداعية في خطوة من شأنها أن تعزز مكانة السعودية الدولية ، وحضورها الثقافي اللافت عالمياً سيما وإن والمملكة عضواً مؤسساً وداعماً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) ، وحصولها على مقعد في المجلس التنفيذي لليونسكو ، ويمثّله وزير الثقافة ، وللوزارة رؤية وتوجهات تعمل من خلالها لمسيرة التطوير التي تسعى له وهي – الثقافة كنمط حياة ، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي ، ومن أجل تعزيز مكانة المملكة .
ما يميّز القناة الثقافية الجديدة إنّها تأتي كقناة تلفزيونية فضائية ضمن باقة «إم بي سي» وتظهر كمنصة رقميّة على تطبيق «شاهد» مما يسهل متابعتها ، ومشاهدتها في كل مكان في العالم ، والاستمتاع بما تقدمه من برامج ؛ فهي منصّة لثقافتنا السعودية تراثيّاً وأدبيّاً وفنوناً بصرية ، وفنوناً للطهي وعرض الأزياء ، ودراما تراجيدية متنوعة بين المسلسلات التاريخية ، والعصور الماضية ، والأفلام والمسرح ، ودور الكتب والفنون الأدائية والموسيقى وما تحمله من تكوين وجداني إنساني كان أو مكاني ، وإبراز فن العمارة والنقوش والخطوط ودلالاتها التاريخية والتصميم ، بالإضافةً لتنوّع برامجها والتي تتّسم بالشمولية والجدِّة والابتكار ومحافظتها على أرثها الثقافي السعودي بكل فنونه ومراحله يرفدها في ذلك مكتبة الإذاعة والتلفزيون والتي تعتبر كنزاً معرفياً ثقافياً سعودياً خالصاً متعدد البرامج مما ينعكس على اهتمامات وأذواق الأجيال الجديدة واعتزازها وفخرها بتراثها وتاريخها الإسلامي المجيد .. !
إن جودة المحتوى الثقافي التي تقدّمه القناة الثقافية السعودية هو بإختصار جودة المحتوى المحلي في منظومة الإبداع العالمية .
ومضة :
يقول وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان : إن الثقافة السعودية تقف على أرض صلبة، ونقف اليوم على أرض غنيّة بالصناعة الإبداعية في الحقول الثقافية المتنوعة ، وطاقات بشرية مبشرة تجاوز إبداعها حدود بلادنا ، ليصل إلى العالم ، وسنعمل في الوزارة بنهجٍ تشاركي مع المبدع السعودي ، رأس مال الثقافة ، وسنذهب بعيداً لخلق بيئة تدعم الإبداع وتساهم في نموه ، وسنفتح نوافذ جديدة للطاقة الإبداعية عند السعوديين .
الكلمات حمامة سلام يستجوبها القارئ بين مفاهيم المعاني التي تسكن الورق وتدور حول حماها تلاوين الفكرة ومستوى قوتها ..
فلماذا لا نصبح قراء ؟!
لماذا لا نملك مملكة من الشغف المعرفي ..
نتداول حينها الحقائق والآراء، نغوص بالفكره التي تنضج على مدافئ الكتب الوقادة، بين حميمية الروح، واحتياج عقلي متدفق ،وتخطيط يكتمل بين النفس والروح والعقل المتمعن في روائع البوح الابداعي …؟!
لماذا لانكون غرقى في عمق النص بغض النظر عن ظاهره الذي يشكله القارئ بجدوى أو بدون جدوى،
لأن العمق هو المحراب الحقيقي للعاطفة الصادقة بين الحرقة والألم ، والهوان والضعف ، والحب واللاحب فالعاطفة الصادقة هي جوهر خلود الفكرة، إن لم يكن جوهر خلود النص ذاته، فالدافع الفكري يكون رحِماً أصيلاً بين القارئ وبين ما يقرأ ،بالإضافة إلى القوة التخيلية التي يعيشها القارئ في رحم الموضوع تبعث فيه النشوة القرائية في كل مرة حتى ينضج الإبداع من فوهة الاستمرارية المتقدة..
فعليك عزيزي القارئ أن تعيش النص كروح مغامر، أدرك نبوغ الفكرة وحصاد المعنى الأخير، دون تلطيخ للأحاسيس بأي مزمار حاول سرقتنا لمعنى آخر، أو لفكرة لم ينسجها الكاتب بروح النص .
وأجد في رمزية بعض الكُتّاب سواحل لتفكيك المهموز منها والمرموز والمعمور والمهدوم، نقف عليها كقراء حقيقين، ونقاد خفيين، نصفق لأنفسنا نهاية كل رمز استطعنا فهمه وتفكيكه، ليجري بنا عبر البحر الفكري متراقصاً يستلذُّ بالمشهد الأخير للمعنى ،وطريقته في تركيب الفن ..
وخلال رعايتنا للكتب، علينا أن نتجاوز تلك النصوص التي تحمل الوجه المشوه بنظرياته المنفية ،بين كان وهذا ،والتي تحمل صورة سطحية في اختيار الفكرة والكلمة المتصدية من وعثاء اللامكان ..
قال سارتر: “إن الإنسان هو دائماً سارد الحكايات هو يعيش محاطاً بقصصه وقصص الآخرين”
فأكثر الروايات التي نقرأها اليوم هي نتاج قصة، قد تكون بذرتها من الواقع ولكن متى ترتوي بالإبداع ؟!
إذا زاوجها الكاتب بالخيال، ومحاورة الأكوان المضلعة في فضاء الرواية، حتى تسمع صوت الكلمات وهي تتأرجح بين الحقيقة واللاحقيقة، تهمز مرة وترمز مرة، وتعيش حكاية طويلة تعتقد أنك بطلها ..
فالغرق في الكتاب إغراء فكري تعتكف بداخله كلُّ الحواس .
فالقارئ الحقيقي لا تهزمه الكلمات ، ولاتهزمه النصوص، لاتهزمه وقائع المعنى ولاعواقر الرموز .
القارئ الحقيقي هو الذي يتسلل لنص كمسافر، احتاج الراحة ولايجد أنفاسه إلا بين الورق، وروائح الإبداع.
وهو الذي يحمل بداخله طموحاً متوثباً للقراءات المستمره وامتلاك أكبر قدر من المعارف والمعلومات، بعيداً عن ثرثرة الحشو التي يمتلكها بعض الكُتّاب، ولا تتعدَّى أكثر من إجهاد روح ،وإضاعة وقت، بين سطحية الفكر والمعنى ،
من هنا أبعث تحيتي للقارئ الذي يجيد الغرق بشغف..
يعلو مؤخرًا خطاب الفردانية، وتضخيم الأنانية، والنزعة إلى تهميش العلاقات الاجتماعية ،ونبذها بحجة التخلص من العلاقات الضارة!
الضرر الحاصل هو تمرير مثل هذه الأفكار، والعمل على تكريس مفاهيم الفردانية، أو الفردية في محاولة تقويض العلاقات وهدمها مما ينبئ عن مأزق قادم يلقي بظلاله على التماسك الاجتماعي، وبوادره قد بدأت تتشكل في محيطنا الداخلي!
من المؤسف أن هناك جيلًا ضعيفًا وهشًا دفعه إحباطه ويأسه وتحطم آماله إلى إرخاء سمعه لأصحاب العلاج بالطاقة، ومن سار على نهجهم من أصحاب تطوير الذات الذين ينفخونه حتى يغدو مثل كيس الهواء؛ مرة بالتفاؤل المفرط وتضخيم الأنا، ومرة بالتخيل العلاجي الذي لا معنى له ولا يقره حتى الأطباء النفسيين، تطويرهم في غالبيته «وهم» لا يحدثه عن الواقع الذي يعيش في تحدياته المستمرة!
قال عن كتبهم الشيخ الأديب عبدالله الهدلق “إنها موضة معرفية وارتزاق على وهن الإرادة”.
في ظل التشويش القائم بين العلاقات الضارة أو ما تسمى بالسامة والتي بالفعل تستنزف وقتك وجهدك، وتبقيك في دائرة الاستغلال؛ عائد لقبولك واستسلامك لا أكثر، وبين علاقاتك الاجتماعية الطبيعية التي يعتريها النقص، وأنها تمرض بالخلافات، وتطيب بالاعتذار، ويلزمها مهارة تحديد المسافات لكنها في المجمل علاقة طبيعية مستقرة، الدعوة لقطع أي علاقة مهما كانت والتملص منها؛ مرجعه اهتزاز الثقة بالنفس، وانخفاض مستوى القدرة على المقاومة وتخطي الأزمات.
الخطاب الداعي للفردية خطاب مستقى من الثقافة الغربية التي تقوم على الرأسمالية، وفكرة بقائها مرتبط بتفتيت المجتمعات، وتغليب المادة وتسليع كل شيء، وللكاتب جميل الرويلي معنى دقيق يصف ذلك في كتابه على خط الإنتاج يقول فيه: «في المجتمعات مصب اهتمام الرأسمالية قبل دخول الدولار إليها لا بد من القضاء على معوقات التلاعب باهتمامات المجتمع وتعطيل كل العلاقات التكافلية فيه التي تجعله أقل اعتماداً على المال.
فللرأسمالية طقوس ستلاحظها، ستلاحظ انبعاث حالة من الفوضى الاجتماعية على مستوى الأفكار والسلوك يصاحبها زخم إعلامي هائل يهدف لفصل كل شيء عن الآخر ويدعو للإعلاء من روح الفردانية الأنانية والتحرر من القيود واحتقار الماضي، والانقضاض على النقاط المرجعية في الوعي الجمعي وتدميرها، وستجد أن كل ذلك يحدث بطريقة ممنهجة وخطوات يتم تبريرها بشكل دعائي ناعم».
من أبرز ما يقوض تماسك المجتمعات والقيم المشتركة وسائل التواصل باعتبارها مصدر المعرفة الوحيد عند المتلقي الجاهز للقولبة حين تعزز من مفهوم الأنانية لدى الفرد، وتعمل على إظهار التقدير المبالغ للذات، وهذا استنزاف نفسي مهلك، وخلل يهدد استدامة العلاقات بسبب ما يسمى بالاستحقاق!
السعي المتطرف الذي رسخه كثرة التكرار والمتابعة كانت نتيجته تغذية النفس بالمركزية، وتكريس فكرة الاستحقاق، لتبرز مثل هذه السلوكيات وتجنح بالفرد نحو الوحدة والانعزال، هذا البحث المستميت في حب الذات سيولد مشاعر كره ورغبة في التجنب، ولن تدوم العلاقات مهما كانت وثيقة.
الإيمان بأنه يمكن الاستغناء عن الناس مطلب عسير لا يتأتى لكل أحد ولو سلمنا به؛ يشترط في عدم مخالطتهم اعتزالهم حتى من الوسائل نفسها، وسيكون بالتأكيد مدخل ينتهي بنا إلى الجنون!
ربما كان من الأفضل ألا تحرص كثيرًا على تنفيذ مثل هذه الأفكار التي تمزق النسيج الاجتماعي، وتسعى لتمجيد الذات وإهمال ما تمليه عليك فطرتك، فما من إنسان إلا ويحتاج إلى من يقاسمه حزنه وفرحه، من يشعره بالاتزان النفسي والعاطفي، من يؤازره ويدعمه، هذا التكاتف الاجتماعي جزء من قيمنا وأخلاقنا، وأصل في شريعتنا الإسلامية المطهرة.
قرأت في إحدى الصحف خبرا يقول <إن بناء أحدهم يكاد يسقط .. انتهى الخبر أو كاد .. توقفت طويلا أمام كلمة بناء ، هذه الكلمة التي تبدأ بحرف الباء ذلك الحرف الانفجاري القوي قوة البناء ،يتلوه حرف النون المتناغم تناغم البناء ، يتوسطها حرف الألف الممدودة التي تشير إلى علو البناء وشموخه ، ثم تنتهي بحرف الهمزة المتطرفة الثابته التي تدل على ثبات البناء وتماسكه . توقفت أخرى ، فوجدت أنه كلما كان البناء ثابتا في أساساته ، متماسكا في أركانه ، زاهيا في ألوانه دل ذلك على مدى تفوق الباني وحسن درايته . وبالتالي ينال الرضا عن نفسه والحظوة عند غيره . كان كلامنا فيما سبق مُنصبًّا على البناء بمفهومه المادي ، فإذا ماانتقلنا إلى الجانب الآخر من الكلمة ، ألفينا بناء ذا طابع خاص إنه بناء شاق ممتع ، إنه بناء الإنسان . ومن أهم من تصدّى لهذا النوع من البناء أناسٌ بذلوا أنفسهم فداءً وفكرهم عطاءً لهذا البناء إن دور المعلم لايقتصر على المعلومة داخل حجرة الصف أو خارجها بل إن دوره الحق هو تأسيس معاني سامية وأفكارا جليلة في نفوس تلاميذه ،هي في مجملها معاني الحياة التي ننشدها ؛ ليستطيع الطالب -إذا ماخرج إلى العالم- أن يجابه الأفكار الدخيلة ،ويميز بين الغث والسمين بفكر نير وبصيرة نافذة ،وبالتالي يحيا كما أراد له خالقه . ولو دققنا النظر أخرى لوجدنا بناة أفذاذا عظماء بنوا الإنسانية في مهدها الأول ، ونشروا السلام والعدل والخير بين أبناء البشرية جمعاء. وأعني بهم الأنبياء عليهم أفضل صلاة وأتم سلام . إلى أن جاء أعظم بانٍ عرفته البشرية جميعها فكان بناؤه بحق أمثل بناء ؛ لأنه بناء رباني خالص ، لهذا تكفل له الله جل شأنه بالصمود والدوام وإن هبت الأعاصير ، أوزمجرت أنواء الزمان . وصدق معلم البشرية حين قال :- (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) .
صنعتُ كوباً من القهوة السعودية بنفسي ، وأخذتُ كتاباً من مكتبتي الصغيرة الجميلة ، ومعه قلم الرصاص ، ونفضتُ عنه غبار البعد بعدما هجرتها زمناً وجلستُ اتأمّلُّ بعمق وهدوء صفحاته وامسكها بيديّ واشمُّ رائحتها النفّاثة القديمة وهي تصنع بلطف رائحة الثقافة وقيمة الكتاب ، وقد مُزِجت برائحة قهوتي ، واحتسيتُ رشفةً سريعةً ، بعدما قرأت ما شاء لي منه أن اقرأ منه وأغمضتُ عينيّ للحلم للعمر للحاضر للمستقبل ، والعصافير تغرّد للصباح في شجرة الياسمين التي تظّلُ بيتنا ، والشمس تتخلل أوراقها ، وتلاعب الغيم ونسمات الشتاء قادمة من بعيد ، فاستنشقُ الهواء العليل ، وهو يكتب فصلاً جديداً في فلسفة الحياة ، وقمتُ أُسقي وردات الشرفات العالية ، وزهور الأحواض الرائعة أذكر الله وأصلي وأسبح باسم ربي العظيم ، وأسلّم على والدتي عند كل صباح ، واحدثها ، وتحدثني طويلاً فلا نكاد نفترق ، وكأنها عادت لنا ذكرياتنا ، وعدتُ طفلةً أعشق كل تفاصيل الحياة ، ومن هذه اللحظة لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي تستهويني كثيراً وهجرتها زمناً بعدما شعرتُ بأن الحياة بعيداً عنها أجمل بكثير من حياتها الافتراضية التي فرضها إيقاع الزمن المتسارع ، وعدتُ لحياتي ، وهوياتي من قراءة الكتب وكتابة القصص ونصوص المسرحية ، والمقالات وعدتُ لرياضة المشي ، وعدتُ لمكتبتي وأوراقي وأفلامي وذكرياتي وأحلامي ومشاريعي الصغيرة وانجازاتي التي تحققت والتي لم تتحقق ؟!
ما أجمل أن يعيش الإنسان تجربة ذاتية جديدة يشعر معها بالتغيير والراحة التي سلبتها وسائل التواصل !
ويبتعد عنها فترة ليست محدودة بوقت أو بزمن ، ويعود لنفسه وحياته التي فقدها بسبب تسويفه الطويل ، ولهثه خلف عوالم التقنية التي لا فائدة من التعمّق فيها إلا اضاعة للجهد والوقت للأسف ؟!
لكل شخص فينا فلسفته الذاتية المبنية على قناعات شخصية ودراية ومعرفة بذاتنا وهي ركن أساسي في تلك الفلسفة الذاتية ، فنحن في العادة نقرر ما نريد من الحياة بعد تفكير عميق ويكون ذلك مرتبطًا بطبيعة البيئات التي ننتمي إليها ونوع الثقافة التي نحملها إضافة إلى مدى رغبتنا في معارف جديدة وبناء قناعات لم نكن نعرفها سابقاً ، فكل ما سبق هو جزء من فلسفاتنا الخاصة والتي تعني أننا نعيش وفقًا لهذا النمط دون غيره وهذا ما يدفعنا هنا للتعرف على فلسفة الحياة اليومية وضرورتها في حياتنا من خلال التعرف على أهم ما يجب أن نقوم به كي نستطيع بناء فلسفاتنا الخاصة بنا ، وليس من الضروري أن تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر فالحياة مبنية على الاحترام وإن أختلف أطرافها .
فكرة أخيرة :
الكثير من رسائل العتب من الصديقات والقريبات والأخوات على هاتفي بعد عودتي ولهن حق العتب وحق الرضا ولكنها فلسفة الحياة والعودة للذات .
يحكى أنَّ الحرية تمردت على سطوة المجتمع الرجعي ووأد البنات وتقسيم الميراث.. فلحقها العرب الأعراب الجاهليون .. لكنَها هربت للمستحيل حيث زرقاء اليمامة والعنقاء وما تبقى من الأخلاء الأوفياء .. الحرية أطلقت ساقيها المتعبة للريح..وتركت حذاءها المجتث بدماء الساحات والبيوت والقلوب..والأحلام المجهضة بدموع البطالة..!
الحرية التي أسندت ظهرها لباب آهاتها الخشبي المتهالك وهي تنوح نادبةً ناعيةً أطفالها وهم يتنازعون أرواحهم كيماوياً وجرماً..وسرت تمزق شعرها المجعد وتضرب صدرها وتنوح بملء فيها..! تلك الحرية الصارخة.. الصابرة.. الباكية تخدش عنوةً كبرياء المتشبث بالكرسي ..!
الحرية تحب الشمس؛ لأن الشمس تحب الكرامة ..الحرية تصرخ في وجه أبنائها الثلاثة وبناتها السبع إلا الكرامة.. إلا الكرامة.. إلا الكرامة..رددتها حتى ظننا أن الكرامة أمها التي أرضعتها بثديها الأبي..أزيز الرصاص وأرصفة الفقر ورغيف الجوع ومدن تسكنها الأشباح ..ومدجَجٌ بالسلاح وطفل يبحث في براميل القمامة..! ثمن تلك الحرية التي رأيتها غداة يومٍ في خطابة كهلٍ، وفصاحة عربيٍ نطق حقا فعفَروه أرضا..وتلاقفوه تعزيراً وتنكيلاً وقتلا إعرابي مجد الحرية قهراً.. فقتلوه بسيف السطوة والجور والبغي..!
حمامة سلام راحت تبحث عن عش فراخها فكان الموت والدمار والأشلاء ، فعادت تردد بيتاً حفظته الحرية ذات مساء : لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل اسقني بالعز ماء الحنظلِ أرادوا تشويه الحرية قسراً وعبثاً ، فوجدوا آباءهم قد ورثوا من أجدادهم مخطوطات قول فيها الحرية :
أنا لم أنجب أحرارا فقط بل إن الظلم هو من أرادهم أحراراً.. الحرية ديوان عربي أصيل حاولوانفيه وبالغوا في عزله ، فخلده التاريخ وأنصفته الجغرافيا !
وجدوه بيتا أراد صاحبه الهرب فخاف العار الأسود يلطخ وجهه طيلة عمره فعاد ونافح وناضل وناصر وانتصر وهو يردّد أبياتاً عن الشاعر قُطري بن الفجاءة :
أَقولُ لَها وَقَد طـــــارَت شَعاعاً
مِنَ الأَبطالِ وَيــــــحَكَ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقــــــاءَ يَــــومٍ
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيـــــلُ الخُلودِ بِمُــــــستَطاعِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَــــــوبِ عِــــزٍّ
فَيُطوى عَـــــن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَــــيٍّ
فَداعِيَهُ لِأَهـــــلِ الأَرضِ داعـــــي
وَمَن لا يُعتَبَط يَســـــــأَم وَيَهرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطــــــــاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَيــــــــــاةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَــــــقَطِ الـــــمَتاعِ
يقال إن الحرية آثرت أن تموت جسداً وتبقى روحاً في أجسادهم أطفالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً ، فالحرية رمز قومي لا يمكن سحقه فالحرية قاموس حضارة عظيم لا تعرف الحب إلا في وجه العزة والكرامة والإباء .
ومضة :
يقول محمود درويش :
” لم نعد نعلم من هاجـر نحن أم الوطن ! ” .
تُطّلُ علينا ذكرى ميلاد وطننا المملكة العربية السعودية الـ ( ٩٣ ) يوم السبت 23 سبتمبر ، ومعها نستعيد الكثير من قصص الملاحم والبطولات والانجازات عبر عقود مديدة من التاريخ العظيم .. هذا التاريخ الذي يعيدنا للقائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيّب الله ثراه – هذا التاريخ الرصين الأصيل الذي بدأ بتكوين هذا الكيان الكبير الذي من خلاله نكتب شعارنا اليوم في يوم ميلاده الأغرّ وهو شعار ” نحلُمُ ونحقق ” هذا الشعار الذي يمثّل هوّية المواطن السعودي بكل حبّه وتفانيه واخلاصه لقيادته !!
هذا الشعار الذي يرسم الأحلام وإن كانت بعيدة المرام إلاّ إنه على يقين وإيمان راسخين بأنها ستكون واقعاً يعيشه ، وفعلاً ماهي إلا مدّة وجيزة وتتحقق تلك الأحلام ، وفق رؤية مباركة رؤية ( 2030 ) هذه الرؤية العظيمة العميقة والبعيدة في كل شيء ، والتي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الشاب الطموح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله – هذه الرؤية التي رأيناها أمامنا في كثير من المجالات التنموية ، وفي شتى ميادين الحياة والتي مازالنا نحلُمُ ونحلُمُ ونحن على يقين وثقة بأن هذه الأحلام ستتحقق عاجلاً أم آجلاً ، وعندها سننعم بجودة الحياة والرفاهية ، ولكل فئات المجتمع والأجيال القادمة في وطن يسابق الزمن .. في وطن لا يضاهيه أيُّ وطنٍ في العالم بأسره ، فهذا الوطن الكبير بكل مقدساته وآثاره وتاريخه وثقافته وتنوع جغرافيته وطموح وهمّة شبابه وشاباته قادر بعد توفيق الله سبحانه على المُضي به نحو العالمية التي ننشدها جميعاً ونرآها حقيقة لا حلُمُاً ، وفي كل مناحي الحياة ، وحين تطالعنا مؤشرات التطور والتقدم لبلادنا الغالية على كافة الأصعدة ، وانعكاساتها على المجتمع السعودي بما يكفل له العيش بأمن وأمان وسلام وحياة كريمة فالله الحمد والشكر والفضل والمنّة على نعمه التي لا تعدُّ ولا تحصى في بلد العزّة والكرامة والأصالة والثقافة والحضارة والقيادة الرشيدة ، ونحن نتأمّل ونسمع ونقرأ مؤشرات التقدم العالمية وحديثها عن المملكة العربية السعودية حديثاً يملأُ صدورنا بالسعادة والحب والاعتزاز والفخر والطموح إلى الكثير الكثير من الأحلام والكثير بل كلّها ستتحقق بإذن الله تعالى ، وسيرى العالم معنا بوضوح تام ما أنجزته المملكة العربية السعودية في فترة وجيزة في مجموعة العشرين خاصة في التنافسية الرقمية ، وتحقيقها مراتب متقدمة في مؤشر الابتكار العالمي لخدمة العالم والإنسانية ، فهذه المؤشرات كانت ومازالت وستظل انعاكساً حقيقيّاً ، وسياسة قيادتنا الحكيمة الرشيدة حفظها الله ورعاها وحقق لها كل طموحاتها وأحلامها .
فكرة أخيرة :
فَيَا أوَّلَ الميزَانِ عُدْ إنَّ مَوْطِني
لَتُطْرِبُهُ ذِكْرَاكَ وَالعَوْدُ أحْمَدُ
تَعِزُّ شُهُورٌ كُلَّمَا عَزَّ يَوْمُهَا
وَإنَّكَ يَا سِبْتَمْبَرُ اليَوْمَ أمْجَدُ ..
ونحن في خضّم احتفالاتنا بيومنا الوطني ٩٣ والخالد في ذاكرة المواطنين السعوديين في وطن الرخاء والاستقرار تذكرت سيرة تكوين هذا الكيان الكبير !!!!!!! ففي السابق قبل الدولة السعودية وتوحيدها باسم المملكة العربية السعودية كان المجتمع يعاني من التفكك ، وكانت الصراعات تهدد فكرة الوحدة بشكل كبير ومع ذلك كان لدينا إرادة قوية للنهوض كأمة .. هذا تجلى بوضوح عندما أستعاد الملك القائد المؤسس : عبد العزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – ملك أجداده بعد نضال دام لأكثر من 30 عامًا من أجل توحيد أجزاء المملكة المترامية تحت راية واحدة المملكة العربية السعودية .. وبفضل هذا الجهد الوطني نجحت المملكة العربية السعودية في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتحسين مستوى معيشة مواطنيها وأصبح لها دور بارز في الساحة الإقليمية والعالمية . لهذا السبب المحوري نحتفل بهذا اليوم باعتباره أحد أهم ركائز الوحدة الوطنية وأحد أهم الأيام في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديثة . إنها مناسبة تجمعنا جميعًا لنتذكر الإنجازات الرائعة التي حققتها البلاد على مر السنوات يعكس هذا اليوم الروح الوطنية والفخر بالتقدم الذي تحقق في مختلف المجالات تحت قيادة ملوكنا الحكماء .. نجحت المملكة في بناء أسس قوية للدولة الحديثة وتحقيق التقدم والازدهار من خلال رؤية ( 2030 ) التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله هي أقرب الأمثلة لذلك حيث تمثل رؤية واعدة للمستقبل تقودنا نحو أفق أكثر إشراقًا وتطورًا .. إن اليوم الوطني هو يوم نحتفل فيه بوحدتنا كأمّة وبتميزنا كوطن، ونعبّر عن حبنا وولائنا لبلادنا وقادتنا .. هذا اليوم يذكرنا بالقيم والمبادئ التي قامت عليها دولتنا والتزامنا بخدمتها والمحافظة على تراثها وقيمها وقيمتها إنه أيضًا يوم لتذكيرنا بالدور الذي علينا أداؤه كمواطنين نحن مسؤولون عن بلدنا ومستقبلها ، وعلى عاتقنا المسؤولية الكبرى في الحفاظ على استقرارها وتقدمها من أجل مستقبل أفضل للجميع . اليوم لدينا أحلام أكبر من أي وقت مضى لتحقيقها..مسترشدين برؤيتنا التنموية الشاملة ( 2030 ) ونحن نطمح في استدامة اقتصادية وتنمية اجتماعية . وفي الجانب الآخر، يجب علينا أن نحافظ على أمن ورخاء واستقرار بلدنا العظيم ، وأن نرى أنفسنا كياناً واحداً ونفكر كأمة من هذا اليوم فصاعدًا.. لأن مسيرة الأمة نحو التقدم يجب أن تكون دائمة وحازمة ..
آخر السطور :
دمت ودامت أعيادك يا وطني ..