- 24/04/2023 شدو الأعياد
- 20/04/2023 newtopbestblogger
- 02/04/2023 businessmenudirectory
- 24/12/2022 كلية العلوم الإنسانية ونادي أبها الأدبي يحتفيان باليوم العالمي للغة العربية
صهيل الريح [ 161 ]

بدر بن عبدالمحسن وتشكيل الشعور الوطني
وسيرة الشاعر البدر سيرة حافلة بالإنجازات الحضارية؛ سيرة متعددة الجوانب؛ تكاد تتجاوز حدود الخيال ؛وتحتاج إلى العديد من المقالات ؛وسيظل من منارات مملكتنا الحبيبة ومن الأعلام الكبار النادرين الذين نعتز بهم في كل زمان ومكان..
لقد ارتبط انسان الجزيرة العربية بربّه وتشرب الايمان بخالقه وتوارث حسن الولاء والطاعة ومكارم الاخلاق وعاش طوال حياته مقدسا لدينه ومنحازا لوطنه، عصيّا على الذوبان والهوان فلا عجب ان تكون لديه الجاهزية للموت والفناء دفاعا عن مقدساته .. وهذا ما يجسده هذا النص ويعبر عنه ويمثّله خير تمثيل ..(عبدالحميد عطيف)

العنف الإلكتروني ..!
ما أن تهدأ ظاهرة العنف الأسري عن عيون وأسماع الناس وأفكار الإعلام بشتى وسائله حتى يصب زيت حادثة جديدة على نار التعنيف المسعرة الذي يحترق بلظهاها وشرارها ولهبها ودخانها الأطفال الأبرياء من الجنسين .. وإن تعددت أشكال التعنيف سواء كان نفسيا أو جسديا .. يقودنا هذا العنف الأسري إلى بعد إدراكي يشعر به الطفل كلما كبر قليلا، وعمق ذاك العنف النفسي نتيجة المتغيرات في عالمنا والموجات العاتية وعواصف التقنية جراء البوح الأول لطريق العدائية والانطواء والانزواء في مغبة البحث عن إسقاط يمارسه، كي يلتقي بطفولته البائسة اليتيمة والمكلومة والمظلومة والتي سافرت أنفاسها هربا تحت صفعات والد جاهل أو عصا عمة ظالمة أو وكزات أم غاضبة .. وأبقته تلك الصراعات النفسية خائفا وجلا من أي صوت أو ضوء أو أي طرقات أو حتى قرعات نعال العابرين ..!!
حتى كان أحدهم ينام فوق سطوح بيتهم حتى لا يراه أباه وآخر يختبئ في صندوق سيارة خردة كي يختفي عن أنظار أمه ..!!
هذا التشرد والتشتت والضياع النفسي قد يجد من يحتويه عاطفياً وفكريا .. وما هي إلا مشاهد القتل والأشلاء والدماء والجثث والركل والسلاسل والأغلال ومزيدا من الاستعمال السياسي للصورة أو المشهد .. سواء كان فيلما كرتونيا أو لعبة (السي دي) البلاستيشين أو … إلخ أو ما يعرف بالاستعمار التلفزيوني الممنهج والمنهج الإعلامي الخفي الذي يدس غثاء السم في عسل المشاهد متشدقا بالإخراج والمهنية والاحترافية ؛ ليظهر لنا جيلا قد استمرأ العنف والاضطهاد فبات ممن يقال عنهم : متحجري القلوب والعقول والعواطف والإحساس، ويعيش تحت رحمة أفكار دخيلة غريبة على منوال (درباوي، أبو سروال وفنيلة ، وراحوا الطيبين ، والخوف الدائم من العالم المحيط به والذي يعيش فيه، ويرى نفسه أنه مهمش تهميشا إقصائيا يجعله يمارس أفعال صبيانية كي يبرر الإهمال له بطرق تعيده لمربع العدائية المكتسبة منذ الطفولة المعنفة فيتخرج أطفال عدائيين بإمتياز وهذا ما تولّده نظرية الطفل العدائي .
ومضة :
الطفل السوي هو من يعيش وسط أسرة تمنحه الاهتمام والحب والعطف والمتابعة كي يكبر واثقا من نفسه وإرادته وطموحه متسلحا بالإيمان وقوة الشخصية .

أقدم لجوء ..
من منّا لم يكن لاجئ في يوم من الأيام ..؟ ومن منّا لم يعش مشاعر اللُجوء واللآجئين ؟ نعم جميعنا عشنا لاجئين ، وعشنا رهبة اللُجوء ، بغض النظر عن عمره الزمني وكيفيته وكيف بدأ وكيف إنتهى وكل تفاصيله ، لأن الأهم من هذا كله أنه قد حدث بسبب الخوف ، فكان الهروب ، ومن ثمّةَ البحث عن الحماية وطلب اللُجوء إلى المكان و الملاذ الآمن ، وهو في الغالب الأعم كان (خلف ظهر الجدّةَ ) ، ذاك السد المنيع الرحب الذي يقف كل أب وأم أو أي مُتجاوز علينا عاجزاً عن تنفيذ أي عقوبة توعدنا بها !! نعم .. أنه اللُجوء الوحيد الآمن الغير مشروط الذي ليس له حدود ومخيمات وجوازات ولا بُلدان و بُروتكولات ولا مسموحات و ممنوعات ومسنُونات ، فقط تمُد الجدّةَ يديها بكل حب الدنيا ، ويكن حجاب حاجز تسقط أمامه كل التهديدات وكل مخاوف العالم في لحظات ، وينسحب من أخافنا رغماً عنه ، خائباً يجر أذيال الهزيمة ونحن نتمدد في أرجاء تلك المعمورة والتي هي عرين الجدّة كالأسود والنمِرات ، تملؤنا نشوة الإنتصار وكلمة الجدّة القاصِمة تُجلجل مُدوِية في الأرجاء (والله ماتضربه ) ألم يعش معظمنا هذا الشعور الأسطوري بزهوٍ كشموخ الجبال الراسيات .. ؟ حتى وإن أختلف شخوصه حسب الأعمار والمواقف ، ولكنه يبقى في فلسفته الوجدانية أيقُونَة مُعجِزات ، ودعم هائل للمعنويات ، ولُجوء لا يقل أهمية بل ويطغى ويفوق أمان اللُجوء العالمي بكل أطيافه وإن توالت تتراً تتراً ، ألم تحتمي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم !! عندما خافت من أبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، فأي ملجأ وأي سند وأي ملاذ لاذت به رضي الله عنها خلف ظهر نبيّ الأمّة وحماها من أبيها !! وهي مكسورة الجناح ، بأبي أنت وأمي يارسول الله ، هذا كله يُجسد ما أرنو إليه عن ( أقدم لُجوء) في العالم ذاك اللُجوء الذي وثبنا إليه وأستغثنا به بعد الله في حال ضعفنا ومنحتنا إيّاه من وهن العظم منها وأشتعل الرأس شيباً
تلك التي تملك القوة اللوجستية وبتلك السُلطة منحتنا حق اللُجوء فكان أمان العالم بأسره خلف ظهرها ، أنه حقاً أحنّ لُجوء وأقدم لُجوء ، فهنيئاً لكل من تمتع بهذا النوع من حق اللُجوء .

فنار ووهج
في السيرة النبوية درر تذهل اللبيب من جمالها، وحياة سيد الخلق عليه السلام الزوجية مثالا يحتذى أبد الدهر في تقنين سبل التعامل النموذجية بين الزوجين مع حفظ حقوق كل منهما، وحبيبنا عليه السلام عانى من زوجاته مثل مايعاني كل الأزواج العاديون، غيرة وبعدا وأحيانا كيدا وانصرافا وإغضابا .
والله تعالى لايتفوق لديه في المحبة على نبيه أحد ، فاتباع سيد الخلق بوابة المرور لمحبة الله ومكانته عليه السلام في الدنيا والآخرة ليس كمثلها مكانة بين سائر البشرية .
لهذا كان المولى جل وعلا يدافع عن نبيه من بعض ماقد يلحق به من زوجاته من ضيق وأذى .
الفاروق عمر يحكي قصة هذه الآية الكريمة 🙁 إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ)(التحريم. 4).
في رواية أن ابن عباس سأل عمر عن المرأتين في هذه الآية فأخبره عمر أنهما عائشة وحفصة، وكانتا تتباريان على قلب ومحبة رسول الله ، وكلنا نعرف أن عائشة ابنة الصديق وحقصة ابنة الفاروق ومع هذا ظهر منهما بعض ما أزعج الرسول الكريم صلى إلله عليه وسلم.
يحكي عمر فيقول :
” كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: فغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، قال فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت نعم.
قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت نعم قلت قد خاب من فعلت ذلك منكن وخسرت أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني من مالي ما بدالك ولا يغرنك إن كانت جارتك هي أوسم – أي أجمل – وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة”.
ما أروعك يا فاروق ، يوجه ابنته إلى أن تتقي الله في زوجها سيد الخلق ويحذرها من إغضابه بل ويثير نقطتين هامتين هما: كيفية التعامل مع الزوجة إن اكتسبت بعض التصرفات الغريبة وتغيرت على زوجها وكيف تتقبل الضرة تميز ضرتها وجمالها دون حسد وضغينة .
وبالفعل ذهب عمر بعدها لرسول الله عليه السلام يريد أن يطمئن على أنه غير غاضب أو مطلق لزوجتيه ، فوجده في المشربة معتزلا نساءه، لما وجده من معاناة من بعضهن أحيانا .
ويكمل الفاروق قصته إذ طلب من بلال أن يستأذن للدخول على سيد الخلق عليه السلام فدخل وتحدث إليه حتى انتهى بقوله:”يا رسول الله ما يشق عليك من أمر النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكال وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك”، “وقلما تكلمت – وأحمد الله – بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي”.
وبالفعل نزلت الآيات تصدق قول الفاروق الحكيم، فيقرر الله دفاعا صريحا عن حبيبه المصطفى وجاء الخطاب لعائشة وحفصة رضي الله عنهما على سبيل الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ، مبالغة فى المعاتبة ، فإن المبالغ فى ذلك يوجه الخطاب إلى من يريد معاتبته مباشرة .
فيحذر من عظم ذنبيهما ويأمرهما بالتوبة فقد مالت قلوبهما وزاغت حين أغضبتا النبي الكريم ولم يكتما سره ولم تحرصا على راحته ، وقصرتا في احترام كل تصرف من تصرفاته .
ويتصعد أسلوب التأديب في الآية الكريمة بتحذير عظيم في حال تظاهرتم عليه أي تعاونتم بفرط الغيرة أو الإغضاب فإن النتيجة هي :
حشد من الدفاع المكثف والمؤازرة الكاملة بكتيبة غير مسبوقة تعينه و تساعده مكونة من جلالة الله سبحانه وجبريل وكل الصالحين من المؤمنين وقيل يعنى أبو بكر وعمر وقيل المقصود الأنبياء، والملائكة كلهم أعوان ومناصرون للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي هذه الآية ذروة من ذرى التعبير عن محبة الله لرسوله ودفاعه عنه وغيرته عليه ، صورة من التكريم الإلهي لخاتم الأنبياء صلاة الله وسلامه عليه تنثر في خلايا من يقرأها هيبة ومهابة وحبورا .
كيف لانحبه اللهم صل وسلم عليه ونتبع سنته وهو من هو عند ربنا الأحد البديع .

مفاهيم حول الشعر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعر في تعريفه القديم هو الكلام الموزون المقفى ، فقد اعتمد هذا التعريف على ركنين أساسيين من أركان الشعر وهما الوزن والقافية ،ويفرق التعريف بين نوعي التعبير الإنساني أو الصناعتين كما أسماهما أبو هلال العسكري :الشعر والنثر، لكن الشعر يتعدى ذلك ويشتمل على عدة مقومات وأركان .
الشعر أرقى أنواع التعبير الإبداعي الإنساني ؛لأن قائله يتمتع بالقدرة على التعبير وإن تساوى الناس في الإحساس .
اختلف النقاد حول البواعث الفنية التي تدفع بالمبدع للإبداع ؛ فردّها علماء النفس المحدثون لنزعة التعبير عمّا في النفس الإنسانية ؛ لأن الإنسان بطبعه مفطور على التعبير سواء في لوحة أو قصيدة أو رواية …
الإحساس ظاهرة مشتركة ، لكن تميز الشاعر يكون في عمق التعبير لا في عمق الإحساس كما يقول الشاعر صلاح عبد الصبور.
القصيدة نتاج لتجربة علقت في ذهن الشاعر ؛ فهي تخرج إلى حيّز الوجود بعد مرورها بمراحل توليد متعددة ، وكما قال الشاعر السوداني محمد عثمان كجراي : إن أصعب ميلاد هو ميلاد الحروف.
هذه الصعوبة تنبع من المعاناة التي يمر بها الشاعر ، وكما يقولون إن المعاناة تولد الإبداع ، لكن الأديب الطيب صالح يقول : “إن المعاناة في الحياة يخرج عنها أدب ، لكن يجب ألا تتعدى المعاناة حدا تصبح فيه غير محتملة، وإذا بلغت المعاناة حد المحنة ، فإن المحنة تصبح غير قادرة على إنتاج الإبداع ”
تبعا لتغير نمط الحياة وتغير حالة الشاعر والمتلقي فقد تنوعت قوالب الشعر بدءا بالشعر العمودي الذي يلتزم بالبيت الشعري والقافية والرويّ ، إلى شعر الموشحات في الأندلس مرورا بالشعر المرسل وليس انتهاء بالشعر الحر وقصيدة التفعيلة القائمة على نظام السطر الشعري.
كما تغير قالب القصيدة فقد تغيرت أيضا عناصرها، فقد ثار أبونواس على المقدمة الطللية المكررة في الشعر القديم ، قائلا:
قل لمن يبكي على رسم درس واقفا ما ضر لو كان جلس
وفي ذلك تعريض ببيت امرئ القيس أطلال:
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وبمن كان يبدأ قصيدته بالوقوف على الأطلال من الشعراء.
وشطّ أبونواس بعيدا حين طالب بوضع مقدمة أخرى، وهي وصف الخمر:
صفة الطلول بلاغة القدم فاجعل صفاتك لابنة الكرم
دراسة الشاعر مثل دراسة الشعر ؛ إذ يرى بعض النقاد أن معرفة الدارس بالسيرة الذاتية للشاعر تعين على عمق المعرفة بتجربة الشاعر وشعره ، ونجد كثيرا من الكتب النقدية عنونت بهذا المضمون :”ابن الرومي حياته وشعره” و”امرؤ القيس حياته وشعره” …
سؤال آخر ظل ملحا على النقاد وهو: هل ثمة ما هو شعري وغير شعري؟ في الموضوعات ، وفي المفردات والتعبيرات؟
الكلمة الشعرية تختلف عن الكلمة المعجمية ؛ إذ تحتمل إيحاءات وظلال تمتد لتجعلها تستوعب معاني عدة .
لكن بعض النقاد يرون خلاف ذلك ؛ إذ يحكمون على الكلمة بأنها شعرية أو غير شعرية إذا تناسبت مع بقية الكلمات وكانت معبِّرة في نسيج السياق الكلامي.
ويبقى الشعر مؤثرا ومعبرا ومترجِما وحاملا للريادة والسبق متقدما على جميع أنواع التعبير الكلامي .

بين الأصل والظل فاقد ومفقود
تحمل أسماؤنا هويتنا الأصلية التي يعبر منها الآخرين نحونا للتعارف أو المحاسبة وتحديد نوع العلاقة وحدود التواصل المباشر أو عبر وسيط كتابي مقروء، أما التخفي خلف قناع إسم مستعار بصفة دائمة أمر قابل للتأويل وضبابية التصور للشخصية التي كان هذا خيارها، ويتوازى هذا الخيار مع ثقافة المجتمع ووعيه ومدى صلاحية المحيط للانكشاف أو التخفي للتعبير عن الرأي بحرية أكبر وتحقيق الذات وهذا متعب نفسيا لصاحب الرأي لأن الارتباط الفطري بالهوية الأصلية منذ الولادة يسبب الانسلاخ عنه ألم نفسيا وتشظي داخلي يؤدي لارتفاع وتيرة القلق ولكن الاسم المستعار يخضع لمعيار الحرية الشخصية للأديب أو الكاتب وقياس المساحة التي تمنحه بعض الهدوء والحماية للتعبير كما يريد ويرغب.
وتعود مسألة استخدام الأسماء المستعارة لها بعد زمني قديم في عمق التاريخ، ويظهر جليا في الأدب العربي والغربي القادم الينا من سجلات عصور مضت، فالأسماء المستعارة التي لجأ إليها البعض معروفة، بل وطغت في كثير من الأحيان على الاسم الحقيقي، مثلا جميعا نعرف “الفرزدق” ونعتقد أن هذا هو اسمه الحقيقي، وقلة من يعرفون أن اسمه همام بن غالب بن صعصعـة التميم، كما عرف الشاعر «مسلم بن الوليد» بلقب «صريع الغواني»، والشاعر ثابت بن جابر بلقب «تأبط شرا»، وعرف الشاعر عبد السلام بن رغبان الحمصي بلقّب «ديك الجنّ».
كما يعرف معظمنا الكاتب فولتير، لكن قلة من يعرفون أنه الكاتب الفرنسي فرنسوا ماري أرويه.
وأمام هذه الأسماء التي أشرقت على العالم بفكرها وجماليات شعرها ونثرها وأصبح لها بصمة خاصة وهي خلف اسم مستعار ولم يقلل ذلك من قيمتها بعد معرفة الاسم الحقيقي.
إذا نجد أنفسنا أمام سؤال عميق؛ ما هي العوامل التي دفعت بعض المؤثرين لاستخدام الأسماء المستعارة؟
فقد انتشر التخفي خلف الأسماء والرموز والتواقيع المستعارة وسط الأدباء والكتاب والصحافيين العرب قديماً خوفاً من البطش العثماني، ثم تحول الأمر لاحقا إلى ما يشبه العادة الثقافية، وبعد زوال ذلك العهد عكف الأدباء والنقاد على البحث بين المجاهيل الأدبية حتى يعيدونها إلى أصحابها حفظاً للحقوق الأدبية والفكرية.
ولعل من العوامل التي دفعت المثقف إلى أن يستتر وراء توقيع واسم وهمي:
1- تأخر المجتمعات وعدم تقبلها للفكر الآخر بعيدا عن النقد غير المنصف والتجريح.
2- الخوف أو الخجل من الظهور وعدم الثقة بالنفس.
3- اللجوء للتخفي والاستعارة للبوح عما في الخاطر بعيداً عن الأذى والتجريح.
4- رغبة بعض الأدباء في تجريب واختبار أنواع وأساليب مختلفة دون مواجهة التحيز من القراء.
ولم يقتصر استخدام الأسماء المستعارة على الرجل بل حتى المرأة الأديبة نزعت إلى ذلك، فقد اختارت العديد من الأديبات التخفي خلف أسماء رمزية ومستعارة للأسباب التالية:
– التحرر من القيود المجتمعية، خصوصاً أن العادات والتقاليد تمنع المرأة من الجهر بمشاعرها، فكان الاسم المستعار سبيلاً لها لقول ما لا تستطيع قوله باسمها الحقيقي،
– القصائد الغزلية، التي يرى البعض أنها تحط من قيمة المرأة اجتماعياً، فبقيت تصارع بين كتم مشاعرها، أو إظهارها بأسماء وهمية، وكان أول صدور لديوان شعري للمرأة في المملكة قد حمل اسما مستعارا.
– حماية الأسرة من إي اسقاطات تنالها بسبب الكتابة والتعبير بحرية شخصية خاصة في المجتمعات المحافظة جدا والمنغلقة على ذاتها وتعتبر كتابة المرأة نوع من التمرد والخروج عن القاعدة وقوانين هذا المجتمع.
ومن النساء اللاتي كتبن تحت اسم مستعار “مي زيادة” التي كتبت تحت عدد من الأسماء المستعارة منها عائدة وإيزيس كوبيا، وأيضا الكاتبة د عائشة عبد الرحمن ” بنت الشاطئ”.
ومن تجربتي الخاصة كنت يوما ما أكتب تحت اسم مستعار” بنت الريف” الذي اخترته منذ كنت في الصف الثاني متوسط في بداياتي حتى لا أعرض عائلتي لأي حرج أو تجريح ربما يسقط عليهم بسبب ما أكتبه ولأن كتابة الفتاة عيب، حتى نهاني والدي عن ذلك وطلب أن أكتب بإسمي الحقيقي وكانت وجهة نظرة أن حرية الرأي والتعبير حق مشروع والوضوح يجنب الزلل. وقد فقدت الكثير من كتاباتي بل قرأتها تحت أسماء أخرى ولم أستطع المجابهة أمام تنكر من استطعت التواصل معه للتخلي.
وبحسب عدد من النقاد العرب فإن المرأة الشاعرة أصّلت ذلك النوع من الأدب، وساهمت في انتشاره جراء اختيار عدد من الأديبات التخفي خلف أسماء رمزية ومستعارة للتحرر من القيود المجتمعية، خصوصاً أن العادات والتقاليد تمنع المرأة من الجهر بمشاعرها،
إلا أن الكتابة باسم مستعار عرض الموروث الفني القديم للضياع بسبب تخفي أصحاب كثير من الأعمال الغنائية التي انتشرت في ستينيات القرن الماضي بأسماء مجهولة، ومنها نصوص شعرية، وأعمال فنية غنائية، بسبب عدم معرفة أصحابها، وهو ما أفسح المجال أكثر لظاهرة السطو وسرقة اللحن والأغاني القديمة، لأن «انتشار تلك الفنون مجهولة التأليف أو التلحين تعود إلى أن عدداً من الأسر ترفض وجود أبنائها في الوسط الفني لمخالفتهم ما تراه أعرافا وقيما دينية». والأمريشمل كافة الأجناس الأدبية الأخرى. وهذا من أكبر المخاطر على الأعمال الأدبية
وقد تم رصد 450 اسما مستعارا لأدباء سعوديين، من بينهم من اختار أكثر من عشرة أسماء مستعارة للكتابة تحتها وثمة قائمة طويلة لكتاب عرب تخفوا لسنوات كثيرة خلف أسماء مستعارة، بعضهم كشف لاحقا ومتأخرا عن اسمه الحقيقي، وبعضهم بقيت دائرة عارفيه في نطاق الأصدقاء المقربين، فقد اضطر كثير من أصحاب المناصب العليا سياسيا واجتماعيا وبينهم وزراء ودبلوماسيون وأمراء إلى الاستعانة بأسماء مستعارة. حتى شغلت حيزا كبيرا جدا من عدد الأعمال الأدبية المحصورة والمجهولة المصدر.
وفي الختام لا يمكن مصادرة حق أي انسان في الكتابة بالطريقة والأسلوب الذي يختاره، والكتابة باسم مستعار، يدخل الكاتب في دوائر كثيرة ربما يصعب الانكشاف على الآخرين بعد الدخول فيها، البعض يرى الاسم المستعار سجن وحالة انطوائية على الذات الحقيقية، وربما يكون فضاء للانطلاق دون حساب المخاطر أو التبعات وكل هذا يخضع لحالة الانعتاق أو الابتعاد والجغرافية النفسية للكاتب ومقدرته على التعايش مع كافة مكوناتها صعودا أو هبوط وربما الاكتفاء بالطفو على السطح بلا تأثير.

ليحفظ الله ولي عهدنا
كانت الثقة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لسمو الأمير محمد بن سلمان بتعيينه وليًا للعهد، وتعزيز تلك الثقة ببيعة الشعب السعودي الكريم له في السادس والعشرين من رمضان عام 1438هـ الموافق 21 يونيو 2017م بمثابة مرحلة جديدة في الصعود السعودي نحو القمة، وهو ما أعطى سموه دفعة جديدة في انطلاقته الكبرى بكل ثقه واقتدار نحو بناء هذا الوطن الذي نعشقه على أسس متينة، لتصنع من المملكة قوة إستراتيجية اقتصادية وسياسية وعسكرية متميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي، والقيام بالعديد من الإصلاحات التي اختصرت الزمن وحققت العديد من الإنجازات في فترة زمنية قياسية، تلك الإنجازات التي يفخر بها المواطن في كافة أرجاء الوطن، والتي رفعت اسم المملكة عاليًا في المحافل الدولية، وبما وضع المملكة في مقدمة الدول الناشئة التي أصبحت تتبوأ مكانة بارزة على الخريطة الدولية.
لقد أثبت سموه خلال السنوات القليلة الماضية أنه رجل التحدي ورجل المهام الصعبة، ولعل أكثر كلماته تجسيدًا لهذا الطموح وذلك الإصرار قوله: “طموحنا أن نبني وطنًا أكثر ازدهارًا يجد فيه كل مواطن ما يتمناه”؛ فقد سعى سموه لترجمة هذه الكلمات إلى أرض الواقع منذ تسلمه المسؤولية، وبينما تحل ذكرى البيعة السادسة لولي العهد؛ فإن إنجازات سموه ورؤيته الثاقبة، تؤكد أن قرار خادم الحرمين الشريفين الذي دعمته هيئة البيعة منذ ستة أعوام كان ذا رؤية مستقبلية لخدمة المصلحة الوطنية.
ولابد من التنويه هنا إلى أنه منذ بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ وليًا للعهد سطر سموه تاريخًا جديدًا لمسيرة المملكة العربية السعودية الحافلة بالإنجاز والعطاء. إذ إن ما قدمه يكشف حجم العمل الحقيقي والمتواصل في القطاعات كافة؛ سعيًا للوصول إلى تحقيق المنجزات على أرض الواقع، والإيفاء بوعده للمواطنين. واليوم ونحن نعيش هذه الذكرى الغالية تشهد المملكة تطوراً كبيراً في مختلف المجالات، حافلة بالإنجازات على مختلف الأصعدة التعليمية والثقافية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، فقد شهدت هذه السنوات تحولات نوعية أكدت من خلالها، ومن خلال رؤية 2030 أن سمو ولي العهد ربح الرهان عندما اعتمد على أبناء هذا الوطن في تحقيق أهداف رؤيته الشاملة، التي أصبحت حقيقة على أرض الواقع بعد أن تحقق العديد من أهدافها التي تسعى إلى رفاهية المواطن وإسعاده، ونقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة بعد أن أصبحت دولة رائدة في مجموعة العشرين.
لقد وضع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -عبر جهوده التي لا تتوقف- المملكة في مكانتها اللائقة بين دول العالم المتقدم، ووضع لها شخصيتها المستقلة من خلال تعزيز عوامل القوة في سياستها الخارجية المتوازنة والفاعلة والعمل من أجل تحقيق مصالحها الوطنية بالدرجة الأولى وفوق كل اعتبار.
ومعلوم إنه منذ إطلاق رؤية 2030، حققت المملكة تقدماً ملموسًا في ملفات كثيرة، منها مواجهة تحديات البيئة، إدراكًا لمسؤوليتها الملقاة على عاتقها في المنطقة والعالم تجاه مكافحة تداعيات التغير المناخي السلبية، وذلك عبر مبادرات كثيرة، أطلقتها المملكة وبدأت تنفيذها، مثل مبادرة السعودية الخضراء، التي تمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق تطلعات المملكة نحو بيئة خالية من الانبعاثات الكربونية التي تهدد مستقبل الأرض.
ولا شك أن جائحة كورونا شكلت عائقا أمام رؤية 2030، لكن بالرغم من ذلك، وبشكل نسبي مع أعضاء مجموعة العشرين، كانت المملكة أحد أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا في مجموعة العشرين.
وكانت المرأة السعودية في السابق لا تستطيع السفر بدون تصريح، ولا تستطيع حضور المناسبات الرياضية والثقافية، ولا تستطيع قيادة السيارة، ولا تستطيع ممارسة الكثير من الأعمال، ولا تستطيع إنهاء قضاياها دون محرم، وقد عانت من ذلك لعشرات السنين، أما اليوم ، وفي ظل هذا العهد الميمون- تعيش المرأة السعودية مرحلة تمكين غير مسبوقة. فلقد تحسنت أوضاعها في مجال العمل والأحوال الشخصية، وباتت اليوم فعليا شريكا للرجل السعودي في تنمية وطننا جميعاً دون تفرقة. ولم يقتصر الأمرعلى قيادتها السيارة فقط، فقد أصبحت تشارك الرجل في قيادة التنمية في وطنها بالمعنى الأشمل.
لعلّ من خلال قراءة إنجازات سمو ولي العهد في شتّى المجالات، أن لا يُستغرب أن أطلق عليه من قِبَل مجلّة ذي إيكونوميست اللندنيّة “القويّ وراء عرش والده”.
اليوم والشعب السعودي النبيل يجدد البيعة لسمو ولي العهد، يحق للمملكة أن تفخر بولي عهدها وهي تجني ثمار رؤيته الثاقبة متمثلاً في اقتصاد قوي متجدد، ومصادر دخل لا تعتمد على النفط، وسياسة خارجية تقف بالمرصاد، ضد أي جهة تهدد أمن وسلامة البلاد والعباد، وحياة اجتماعية راسخة، يتمتع فيها الجميع بالحرية والرفاهية.. لهذا، فاليوم نحن – الشعب السعودي – سعداء بولي العهد، وسعداء برؤيته الطموحة، ونعاهد ولاة الأمر على الولاء والطاعة، من أجل وطن أعزه الله بالإسلام وأكرمه بالأمن والاستقرار.

القيم الإنسانية شاملة
كيف للإنسان الذي يزعم أنه متميز بالعقل أن يحقد على حيوان بهيم تحركة حاجاته الضرورية ، وغريزته الحيوانية ؟!
في حادثة أليمة راح ضحيتها ذئب بشكل لايمت للأخلاق ، ولا للعقل بصلة فبعد أن دخل الذئب للحضيرة ، وقتل عشراً من الشياه ، وجرح عدد من الغنم استطاع صاحب الغنم أن يحتجز الذئب ولم يكتف بقتلة قطعا لشره بل أطلق عليه مجموعة كلاب مدربة فقتلته بطريقة وحشية .
هل فقد هذا الإنسان عقله ليفرغ حقده ، وحنقه بهذا الحيوان ؟
أم جمع كل الذئاب لترتدع عن غرائزها الطبيعية ؟
ألا يعلم هذا الإنسان أنه جارَى الحيوانات في ممارسة غرائزها البهيميه!!!
إن الإنسان يجب أن يمارس إنسانيته في كل وقت ، ويرتقي بأخلاقه أعلى المراتب السامية .
عالم ، وباحث في الحياة البرية عندما هاجم دب صاحبه قام بقتل الدب ببندقيته بكى ، وذرفت دموعه أن قتل هذا الحيوان الذي لايعقل أضرار فعلته التي جعلت الرجل يقتله مضطرا لحماية حياة صاحبه .
ديننا الإسلامي لم يغفل ضبط سلوكيات البشر التي قد تجعله قريبا من الحيوان !
فحرم قتل الحيوان عبثا ، وجعله نيشانا للرمي ، وحرم لعن الحيوان ، ووجه إلى إحسان الذبح ، وعدم إرهاب الحيوان أو تخويفه عند الذبح .
وقد اخبرنا ديننا أن أُناسا دخلوا النار بسبب إساءتهم للحيوان
وشرع الفقهاء أحكاماً تعزيرية للذين يسيئون للحيوانات بل هناك أبواب في كتب
الفقه لرعاية الحيوان ، والوقف عليها .
ختاما كلما ترقى الإنسان تعامل مع من حوله من بشر ، وحيوان ، وجماد بكل مسؤلية ، وأخلاق فاضلة .
ودمتم سالمين ،،،،،،،،،،،،

المذهب الخامس
العلم لا سقف له ولا حدود لآفاقه ولن نبلغ منتهى العلم ولو حرصنا .. فالملائكة قد تبرأوا من العلم المطلق ونسبوه إلى الله سبحانه وذلك في قوله تعالى في سورة البقرة (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) ولا زالت ينابيع العلم تنضح ولا زلنا نحن البشر في قصور عن مطلق الفهم، فإن وفقنا لفهم جانبٍ من أمرٍ ما فلن نحيط به كله.. لنترك للناس وللمفكرين خاصة الإبحار في لجة العلم فلعلهم يأتون بما يبهرنا..
ومن يرجو أن يضع منهاجاً علمياً أو قانوناً او قاعدة فقهية فمؤكد أنه يعلم أبعاد فكرته ،فهو على الأقل لن يأتِ بما لم تستطعه الاوائل بل مؤكد ان سيرتكز على السقف الأعلى والحدود الموضوعية ومراعاة الأصول والإفادة من الاجتهاد والاستخلاص من الدراسات والأبحاث السابقة ليكون بين يدي الدارسين والمتعلمين أُسس علمية ودراسة مرجعية يستند عليها في التطوير والتنظيم والإقناع ورسم الأُطر العامة والعناية بالتفاصيل الخاصة ومراعاة الاستثناءات والنادر والشاذ.
أذكر أني قرأت في رواية (العصفورية) للدكتور غازي القصيبي مقطع ذكر فيه على لسان (البروفسور) الشخصية الرئيسة في الرواية أن ما كتبه الشاعر الانجليزي (شكسبير) لا يمكن أن يصدر عن فرد واحد لتنوع فنون الأدب التي كتب فيها شكسبير من مسرح وشعر وغيرها وربما كان من يكتب باسم شكسبير لجنة مكونة من عدد من المختصين وهذا تشكيك في موهبة شكسبير الفنية (نقل بتصرف)
وهذا التشكيك في قدرات المبدعين ليس بجديد فهو في كل زمان ،فما أن يظهر مبدع أو مخترع أو صاحب فكرة فريدة أو صاحب مذهب جديد إلا ويتناولها العامة بالاستخفاف دون العودة لصاحبها ومعرفة دوافعه وتبريراته وإيمانه الذي منه تنبع الأفكار..
كل شيء يتغير ودائرة المعارف تتسع وكل الفنون والمعارف والعلوم أصبحت متاحة بين يدي الجميع وأصبحنا نحتاج للإبهار والإقناع والأفكار الفريدة والأهم مراعاة النخب من طالبي المعرفة ،أما العامة فمن السهل العمل على تشكيل الرأي لديهم وتغيير قناعاتهم وإضعاف إيمانهم.

لقاء الإنسان بالإنسان ..
مهما تطوّرت وسائِل التّواصُل الإِجتِماعِي لا يُمكِنُها أن تُعوِّض بهجة لِقاء الإِنسان بِالإِنسان تفاعلاته ونبراته وتأثيراته .. صوته ضحكته تعابيره مع كلأحاديثه ..
لذا مهما تطوّرت التقنية ونشرت قنوات تواصلها في كل مكان ستظل قاصرة عن إنسانية الإنسان وستبقى اللِّقاءات التقلِيدِيّة الأفضل والأجمل عند الكثير من الناس ..
لهفة اللِّقاء وجهاً لِوجه والنظر في العينين والجلوس على طاولة واحدة والحديث بكل عفوية وتلقائية لا تُعوِّضها أي وسِيلة تواصُل في الدنيا مهما كانت شعبيتها وتأثيرها على المجتمع بكل أطيافه !!!!!
فلا النَّظرة تُعوّض ولا مُصافحة اليدين تشعر ، ولا وقت الإِبتِسامة نراه ، ولا رائحة العِطر نشمّها ، ولا روح ولا نفس للكلمات المكتوبة المكررة الخرساء ولا ولا … الخ !!!!!!
حتّى التِزامك بِالموعِد كان لِهُ قِيمته وجماله وروعته ، فحماسك لِلمُقابلة واختِيارك لملبسك وطريقة حديثك ولباقة منطقك وأسلوبك ، والتعرّف على صداقات جديدة تربطك بها اللقاءات التقليدية في مناسباتنا التي وإن حضرت التقليدية إلا أن التقنية تفسدها كثيراً وتخطف جمالها بالتصوير وعرض تلك اللقاءات لكل المتابعين الافتراضيين الذين قد لا يتفاعلون ، وإن تفاعلوا فهم يتفاعلون خلف شاشات هواتفهم بطريقة تقنية تفتقد لكل روح أو شعور أو إحساس فالتقنية آلة عصر صلدة صلبة لا روح فيها ولا حياة بها فالكثير من مدمني التقنية وأصحاب الصداقات الافتراضية يعانون الاكتئاب والعزلة !!!!!!!
كُلُّ هذِهِ الأشياء وأكثر في حياتنا لا يُعوِّضها هذا التطوُّر أبداً فالأمكنة مهما مضت بها الأزمنة وتعاقبت عليها الكثير من تعقيدات التقنية بكل تواصلها إلاأنها – أي الأمكنة –
هي الذكريات التي نُقشِت بأرواحنا ونبض قلوبنا في كل محطات العمر بين السعادة والمعاناة فكل موقع له ذكرى خاصة ؛ لذا لا نفسد ذكرياتنا الحالية بالتقنية ونشاركها كل لحظاتنا فبعض اللحظات أكبر من كل تقنيات العالم .
فكرة اخيرة :
الحياة هي الذكريات بل إنما الإنسان ذكريات ؛ برهان ذلك – ما ذكره العلامة الشيخ علي الطنطاوي – وهو يقول : أن أحدنا لو جرّد من ذكرياته ؛ لأصبح وما لحياته معنى ولا لوجوده اعتبار أو قيمة .

الضّاد … وهدهد سليمان
أُناغي الوتر بلحن قلم جماله رباني ، على سُلم صُولا والحروف أكناني ، فأنا أُنثى مُترفةٌ والسهم صوبني وأرداني ، مابين قلبي والقلم الله قدسواني إذا تألم الأول كتب الثاني ، أرقص بالجسد ومسرحي بين الحنايا لا أحد يرآني ، رقصة الطائر المذبوح على هاتفي أخط اشجاني ، النبضيرقص في تمايل منتشي بألحاني ، بلا أيدي ولا أقدام على نغم أمتاني ، من شدّة الألم أستجير بكل من يلقاني ، أصارع نزع الروح وهي أقرب منعيني لأجفاني ،حين تشدو الضّاد وهي ملهمة الثاني ، إن كان هدهد سليمان أو طير حوراني ، فسيل السلسبيل معين وجداني ، نضح ممشوقة قلمبلهيب أحزاني ، ترنمات معشوقه في بلاط سلطاني ، حين تجاهلني ابني وابنتي وبعض خلاني ، ولا تسلني من أنا حتى أنثر لك فنناً من فردأغصاني ، وأقول هذا فيضُ كأسي وهذا الذبيح قرباني ، وجئتك من سبأي بنبأ زلزل أركاني ، فمصابي جللٌ وعظيمٌ ما دهاني ؛ لعلّي اُلملِمُ ما تبقىمن شتاتي ، وشتات ابنٍ صباني ، تنكّر لي كمن علمته الشعر ثم هجاني ، ولما أشتد ساعده رماني ، بفعل حاقدٍ أغشاه بريق كوكبي الداني ، وليسهذا كل ما دعاني ، فالمستغرب دس لي السم في العسل وسقاني ، ومن بعده البسني ابني بغير ثوبي فعرّاني ، ودثّرني بغير رِدفي يحسب أنهدفّاني ، وقص لي ملبوس مهرج يخال أنه كساني
من كل رقعة ورقعة فتعددت ألواني ، وخلط لؤلؤي بإفرنجي ؛ ظنّاً بأنّه قد حقق أحلامي وأمنياتي !
أنا (اللغة العربية ) وجفاء الضنى أضناني !
أنا الماضي أنا الحاضر والمستقبل ، وإن تجاهلني – غفر الله لهم – أقراني باقيةٌ كالحجر الصلد الصواني ، ألم يعلم المتأخرون أن الله قدرفع شأني؟!
وأن البلاغة والفصاحة في إعجاز قرآني ؟!
مهما دُمجت المصطلحات فذاك ما أذهب رونقي ولا غطّاني ولا دلّس على بهاء معدني ولا أغراني !
فإن كان سليمان قد حبس الجان يعملون له قدور وجفاني ؛ فإن الله قد أنطق له الطير بلا أعواني !
غربني المستعرب فعجن المؤنث بالمذكر ولا أغواني ، واسكنني بغير داري وأسهم في إعوجاج لساني ، نمقها بأزدي وفرنسي ثم أهداني ، فككنيفأصبحت أشلاء وقرّب اكفاني ، وأزاح بعض شجرات حول قبري وأدناني !!!!
صرخت ويّحك أغرب عن وجهي فأنت من أفناني !
وصحتُ في الجاثمين حولي :
عودو إليّ في تحناني .. أين ماقيل في ليلى الأخيلة يازماني ؟
وماكتبه عبدالحميد من أدب كأنه سحر سرياني ؟
قيل لي قد استبدلوها بمفردات ليس لها معاني ، وحرموني من لذّة فن الموشّحات وسلطنة الأغاني ، وأدخلوا ما أسموه (بالراب) !!!!
يحسبون أنه قد سلّاني ثم أتعبني !!!!!!
( بالهيب هوب )وتركني أُعاني ، قلت هل أندب حظي على وسمٌ كواني ؟
أم أبكي غربة في داخل بيتي وبين أخواني ؟
أحياها هزيم يعقبها هطل أمزاني ، حتى لافتات الأماكن خطها ورسمها أعماني !!!!
يادنيا كفاك كفاك ثم كفاني ، فكلانا بعدها في خضم يعاني ، أينما اتجه أجد ضحايا مثلي و أسرى في قيد العاني ، وما عساني أقول وقد سطابي زيف الحداثه وأعداني .. داءٌ به الحمّى قد فتك بي !!!!
فأقسمت بالله لسوف اخرج في صلاة استسقاء ؛ فقد تغسل أدراني ، سأدعو بها من صدق وأخلص نيّته صدقاً وإيماناً ، ولسوف أطّهر من أدران (هااي ) و (بااي) و(يس) و( نو) ، وشاكلتها حتى أجد نفسي ..
وأشكر الله الحفيظ على نعمة لغة أهل الجنة ، ولسوف يعطيك ربّك فترضى !!!!!
لن أعود حتماً لن أعود للتحدث عن كل هذا ثانيةً ..
– ماالله أحياني –

(أيسرُ الأمر أصعبه )
دوما يتداول الناس أن العبادات الميسرة هي عبادات مثل جبر الخاطر بكلمة أو تصرف ، السعي في حاجات الناس ، الرضا بما قسمه الله، حسن الظن بالله، إدخال السرور على الغير، التجاهل للزلات، التبسم في وجوه الناس، التفاؤل والأمل وغيرها مما لا يستوجب جهدا حسب المفهوم الظاهري .
لكن الحقيقة أن هذه العبادات الميسرة تتطلب شغلا على النفس لتكون طيبة وعلى القلب ليصبح أبيض نقيا، لذا هي صعبة وليست ميسرة إلا لمن كان نقي القلب نظيف السريرة كريم الوجدان .
وإلا ليس سهلا على بخيل المشاعر أن ينثر الابتسامة شرقا وغربا، وكم ثقيل ثقل الجبال على سيء السريرة أن يجبر الخواطر بكلمة أو بعمل، وفاقد الشيء لا يعطيه فكيف لقلب يتشح سوادا أن يتمنى الخير للآخرين فيجبر خواطرهم ويمطر عليهم كلمات طيبة، وأنى لقلب حقود لا يعرف التسامح أن يتغافل عن عيوب الناس وزلاتهم، بل جلّ الخلق لا يحسنون العفو والصفح ناهيك عن الإحسان.
هذه العبادات تقيّم أنها سهلة نظرا لعدم تطلبها لجهد بدني أو مادي ، لكنها تتطلب ماهو أعظم وأصعب فلا تصدر إلا عن : نفس طيبة وقلب سليم ، وهذا ذروة الدين وقمته.
قد يتوفق الإنسان لابتسامة هنا أو كلمة طيبة هناك وهذا جميل ويُكتب أجره لكن لا يكون هذا ديدنه، العبرة بالاستمرار والدوام ، أن يكون طبع أحدهم وسجيته الكلام الطيب للغريب والقريب دون وجود دافع من مصلحة أو احتياج ، والسعي بالخير والقلب النظيف ينضح بما فيه رقيا وصفاء سواء عبر مغرفته وهو اللسان أو يطفو على سطح وجهه هذا النقاء بابتسامة لطيفة وبتعبير سمح بلا تكلف أو جهد ، أما أسود القلب والنفس فيجاهد ليصدر بسمة ود بمشقة أو ليقول كلمة جبر بصعوبة ، حيث أن الود واللطف عكس مخزون قلبه ونفسه ومع هذا في كلٍ أجر .
لذا من أراد هذه العبادات السهلة كما يسمونها، عليه أولا الاشتغال على تطييب قلبه وهذا لا يأتي إلا بقوة الإيمان واليقين بالله.
إذن كيف نقوي إيماننا ونصلح سرائرنا؟
أول الأمر الدعاء ثم الدعاء، ثم الخلوة مع الله لحيازة السكينة،
ثم مجاهدة النفس في كل موقف، جاءت فرصة للشماتة ممن قهرني لا أشمت بل أقول عفا الله عنه والحمدلله الذي عافانا، دخلت على مكان ولا رغبة لك في ابتسام أجبر عضلات وجهك اليابسة أن تتحرك لتبتسم ، نفسك مليئة بعدم الرضا والحسد تذكر قائمة النعم الألفية التي أغدقها الله عليك لتعلم كم أنت في خير فترضى .
وهكذا إعمل على العمق والسطح ، المستويين معا ، وهو أعظم العمل وإلا لماذا كانت ولاية الله سلعة غالية لأن عبادات القلوب ونواتجها ليست سهلة أبدا.
فهناك من يصلي كل الليل لكن لا يستطيع أن يمنع نفسه من الحسد أو الحقد ولا يحسن كلمة طيبة، والمفترض أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لذا فتفعيل أثر الصلاة على شخصيته لم يحدث وهنا يراجع الإنسان نفسه ويروض ذاته لينتفع من الآثار الإيجابية للصلاة والعبادات الصعبة حتى يمكنه أداء العبادات السهلة بيسر .
لا ينضح إناء إلا بما فيه ، عدّل محتوى إنائك لينضح بخير .
(وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )
الصبر على المكاره والصبر على الشدائد والعفو والصفح جواز القدرة على دفع السيئة بالحسنى وبالتالي بوابة الجنة.
إن عطرتَ قلبك بيقين ونقاء،
عبق ذاك العطر يشيع في نفسك ويُسكب في لسانك ويتناثر من وجهك وجوارحك رضا وسرورا ويتجاوزك ليفيض على المحيط أريجا، جابرا لغيرك كما لذاتك .
بعض السهل ممتنع ..
فحملُ عشر باقات من ورد عند كثير أسهل من تقديم وردة مع ابتسامة وكلمة حنون !