مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
لم اكن اتوقع يومًا
ان اسمع
كلمة نسيجها حرفان
سمعتها في غير زمانها
غير مكانها
أحبك سمعتها
بحرف الالف
سمعتها بهمس
مخيف
كنت خجلة خجلة
دق قلبي
رجفت يدي
سقطت الكلمة
بحثت عنها
وجدت
دمعة تحجرت
وقلب ميت
منذ زمن
صباح العيد يا رشة الفرح
مساء العيد يا نثرة البهجة
كيف هو فجر العيد؟
هل زارت الضحكة مبسمك ولم تغادره؟
هل مرت ذكرانا بخاطرك فامتلأت بي فرحًا؟
أما عني فلم أخبرك يا خاطري عن تلك الساعة حين سمعت أغنيتنا للمرة الأولى، غنى طلال أغنيتنا الأولى (عشقت الليل)حتى يكتمل الحزن مع شجن طلال وسواد الليل وتصبح النجوم رسائل بارقة حارقة تهدُ تماسك اوتاد الروح وتعيدنا لخانة الوحدة، لا نقاوم لحظة الصدق بل نستمع بأرواحنا فارغة من كل شيءٍ وتتشابك حواسنا مع شين طلال الشائكة، ونتعلق بأطياف لثغة الراء و وعد بفرحة وسراب أمل ونكمل السير مع اللحن حتى بداية المساء، حتى منتصف الظلمة، حتى آخر الليل. نستجدي اللحن أن لا ينتهي دون أن يبعث لنا رسالة تطفئ ذاك الهجير ولا نعود إلينا قط، لا أحدٍ يعود من صوت طلال بل كلانا ظل غريبًا غربتين غربة جسد وغربة روح. لم أخبرك عن ألوان قزح في اول مقام البيات كيف هاجت وماجت طربا حين غنى طلال لنا، كل لون من قزح سابق الآخر ليزف فرحا مزركش لقلبي، تشابكت الألوان غبطة و بغتة لتجعلني في حالة سكر لذيذ لن أصحو منه، ليس بعد.
أتذكر أنني سمعت الأغنية جيدًا مرات ومرات، هل كانت المرة الأولى لي مع طلال !؟ حتى اسمعه بهذا الحزن والشجن والجنون. لم تكن قط كذلك ابدا. ولكن حروف الأغنية وقعت على قلبي ك تميمة فرح يشوبه حزن دمع عينيك المتحجر، تنزلت على أذني ك تعويذة حياة آخرى تبتدئ من مرمى صوتك الشجي حتى نهاية صدى نبضي ولا تنتهي. ك قطرات مطر حانية تربت على وجهي بحنو.
أتعلم يا خاطري أنني حاولت النوم ليلتها مرارًا وكلما فعلت، ثأرت حواسي ضدي تود أن تحتفل برقصة طرب حتى لو كانت رقصة مقام الصبا الحزين، ففي الحزن مسافة حياة واكسير بقاء.كلما حاولت الخروج من اللحن ومن مسافة الشوق في الأغنية سجنت بين راء طلال العذبة وبين شين طلال الشائكة وتحيرت أيهما أنتَ؟ بل كلاهما أنت.
وبعد حروب أمارسها ضدي، بعد رفض وقبول، بعد هدنة ومقاومة، أعود للحن وأستمع للأغنية ثانية وثالثة وعاشرة.. لعل أحد حروفها يخبرني عنك، عسى أحد كلماتها يأخذك في لحظة شوق إلى مقام الوله وتحضر لدي هكذا كما يحدث في قصص ألف ليلة وليلة يحضرك حارس الليل لقلبي ولا يقصيك عن شغافي قط، يحضرك حارس الأرواح عندي ويرصد أرواحنا فتبقى عالقة على نجوم الليل باقية في نسماته، شاهدة على لحظة تناغم لأرواحنا الهائمة في مدارج فلك ما، لحن ما، تعويذة لهفة ما. وتبقى هكذا كلما ارتشف المحبين كؤوس اغنيات طلال طائعين قلوبهم السكرى في لحظة شغف والهة وننصت معهم لطلال يقيم علينا طقوس الليالي العاشقة، ونقول بخضوع المحبين سمعا و تبتل يا قلب سمعا وتبتل ياقلب:
” عشقت الليل من شـــانه ونسـمة نجد ودلاله
ومن ذاق الهنا في قربه جميع الكون يحلاله
عشقت الليل أنا عشقته ..
عشقت الليل ونجومــه بتشهد والقمر شاهد
وأنا وأنت في سترالليل أعـــاهد وأنت بتعاهد
وقلنا يا ليلنا اشتقنا”
من لي بوحدتي ؟
أنا لستُ على مايُرام –
أصارع مابداخلي من آلام
أصبح القلق رفيق دربي
أبتعدتُ عن الزحام –
تجنبتُ الكثير من الناس والأصحاب أصبحتُ مشتتت الأفكار !
لم أكسر أبداً كل الجسور ولكن ربما شاءت الأقدار أن أعيش هذا الإنكسار
هل هذا هو قدري ياتُرى ؟؟؟؟
عندما يرخي الليل عتمته تنطقُ الآم الذكرى وتدق طبول الأشتياق
هناك صوتٌ يناجي مسمعي من أقصى الوجدان –
هل أجد من يُفتي أحوال قلبي أو أحداً يرد على تساؤلاتي
هل أعلنوا لقلبي أنهم مجرد عابري طريق مروا أيامٍ ورحلوا عني
أم أنني كنت نزوةً مرت وعدت
اااااااهٌ ياقلب الفخامة فلا زمانٌ أهتم بك ولا أحباب أحسنوا إليك
فقد غابت ياقلبي شمسُك
وأصبح كونك بظلامه ولم يعُد سوى أصوات تلوح بك –
فإذا أكتشفت أن كل الأبواب مغلقة
هُنا فقط فعلاً أقول
(من لروحي المُتعبة ) ؟
إلى القنبوسي العالق بالروح..
ابن الزمان الشارد منا،
ابن البحر الهائج بالشوق،
ابن لحظة الصدق وحكايات الفرح و الترح..
مساء العطر يا عطري النابت في الروح.
سلامي إليك ياسيد الآهات و صاحب السهام التي لا تخيب،
كيف هو حالك؟ خبرني عنك!
أما عني فأنني متعبة، أشكو وجعا،
ماذا عنك يا خاطري.. وأنت هناك؟
هل ما زالت دنياك بخير؟ وأنت هناك بعيدا تقرأ صفحات من روايات لا علاقة لك بها، تقرأ قصائد ليست لنا، تنبش في وريقات ذابلة، بينما تركنا آثار روايتنا على طاولة المقهى.
منذ متى يوم .. يومين، شهر شهرين، أتذكر المقهى؟ حيث التقيت بك في وضح نهار بارد ترتعش زوايا اوصاله كما ارتعشت مفاصل قلبي، المقهى حيث التقيت بك في مساءً غاشم أطاحت فيه بحصوني برشفة من فنجان قهوة، لا لم تكن قهوة، صدقني! فهناك قهوة تتلوى بطعم الشوق تحترق حبيباتها حبًا، هناك قهوة باردة الجبين لا تكترث لأحد غابت في قعر الفنجان وانحسرت، لم تكن مجرد قهوة بل كانت مشاعر ملغومة، حكايات مؤقوتة فجرت صدق نكهتها الممزوجة بحريق ما في ضلوعنا،كانت مؤامرة تحاك بيننا، نحن من أعددنا لها العدة ونحن من اختبأنا خلف طعم القهوة من ذنوبنا البيضاء، احتمينا خلف حبيباتها من عطش لا حد له. حينما تواريت في داخلي وابتسمت، لاتغرك ابتسامتي إنني أمرآة قدت ابتسامتها من صبر وصِبر، خانها الدمع وجاد العمر بابتسامات أمل و ألم.
ذاك المساء يا صاحب العزف كان مفعمًا بثورة لا تقبل التفاوض، حيكت مؤامرة نصبتها جوارحنا ضدنا و أمن قلبين على دعاء جوارحنا وانهزمنا، لم نعلن الاستسلام، الاستسلام خديعة ونحن نرفض التسليم بالهزائم لذلك كابرنا و تكبرنا.
رغم إني عرفت أنني هزمت ساعة اشهرت ابتسامة عينيك، احتضنتني عينيك يا قدر يشبه الفرح، يا لمعة دمعة تشبه المطر ، يا نعيما يشبه الربيع في جدب عمري.
ماذا عنك هل هزمتك رعشة صوتي وارتباكة يدي هل تدفقت بحة صوتي لصدرك؟ هل نجوت؟
أذكر أنني أعرف المقهى أعرف عدد كراسيه وقائمة مشروباتهم وأعرف أنني لم اجده قط عامرًا بالبهجةكما هو ذاك المساء، كم حضر هناك من حضر وكم غادرنا من غادر ونحن ما نحن؟ من نحن؟ كنا تائهان، نستند على أرواح بعض، ونميل كل الميل على ابتسامتنا لنتقي أسراب الدمع ومنابع الوجع، نتكئ على شيءٍ من حكايا وكثير من ألم، نرسم أحلامنا بجرة حب ونعاود الابتسامة ياسيد الوجع، نزين المساء بنظرات شوق مارقة ونعاود الشهقة ياسيد الوله.
أتذكر الآن لحظة كيف انحنى الوقت و غارت حبات الرمل في ساعتنا، حان موعد الوداع ودعتني بابتسامة فرح، وددت لو قلت لك قل لعينيك أن لا تصغي لضجيج عيني، قل لعينيك أن الحكاية فنجان قهوة و كل مافي الأمر أنها كانت بطعم الكثير من السكر، قل لعينيك أنني لا استسلم .ودعني أمر بسلام وأمضي ونمضي بأمل ووعد بعذاب وبأغنية شائكة تقتص من كلينا.
على حافة الشوق باقية،أنتظرك أن تخبرني ذات يوم عن الكتب التي على طاولتك، ترى ما أخبارها؟ وأخبارك؟ وأخبارنا المتناثرة هنا وهناك؟
كفتات حلم،ياحلم معشقا بالعطر.
دع الباب مشرعا، وهب لنا لحظة مع فيروز تدندن
(حيرى أنا يا أنا و العين شاردة
أبكي و أضحك في سري بلا سبب أهواه من قال إني ما أبتسمت
له دنا فعانقني شوق إلى الهرب نسيت من يده أن أسترد يدي
طال السلام و طالت رفة الهدب)