مرحباً بأصدقاء الأدب والكُتب, هنا ملتقى الأدباء ومجلة الكُتاب العظماء, هنا حيث ننثر من ربيع الكلمات مطراً .. أهلاً بكم
في خضمِّ الثَّورة المعلوماتيَّة الهائلة في العصر الحديث، تطاولت أساليب الكتابات في شتَّى الصُّور وفي كل اتِّجاه، بمنهجيَّة مختلفة، وطرائقَ مبتكَرة أو مندثرة.
ما يهمُّ الكاتب هو إيصال الرِّسالة فحسب، دون الالتِفات للوسيلة لهذه الغاية، فنجِد مَن يكتُب شعراً أو نثراً، يكتبمقالات جيدة وممتعة، وأخرى رديئة لغة ومضمونًا، وحكايات ساخرة
أو مقالات كذلك، والأخيرة هي الهدف.
الحكايات السَّاخرة:لغة جديدة تطرح بِجرأة كبيرة وقوَّة صارخة، تُجسِّد كلَّ الأشياء التي يراها الكاتِب في شخصيَّات وهْميَّة من خياله الواسع حدَّ الأفق، لتتوالى الإسْقاطات تباعًا على الواقع.
والذَّكي الحاذِق مَن يستطيع فكَّ كلِّ “الشَّفرات” التي تتضمَّنها هذه الحكاية، ومَن المقصود، أو ما المقصود منها، وكأنَّه في قاعة اختِبار لذكائه وفطنته!
وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال: ما الحِكمة التي يقصدها الكاتب من تعْقيد كتابته؟
أهي عوامل الجذْب التي تتخلَّل السخْرِية وأسلوب الضَّحِك؟
أم الوقوف عن بُعد لمراقبة الواقع الذي لا بدَّ أن يتحدَّث عنه، ولا يريد الحديث عنه، فيُواريه خلف الأقنِعة التي يصنعها، ويَصْمُت بابتسامة؟!
من خلال قراءتي في هذا المجال، أستطيعُ القول بأنَّ هذه الطُّرق لا تَخلو من السلبيَّة والإيجابيَّة. ولنبدأ بالأخيرة أوَّلاً:
– يتمتَّع هذا الأسلوب بالجُرأة الواضِحة، والبساطة في صياغة الجمل، بأسلوب سهل ممتنع.
– يروي الأحداثَ بعيداً عن قفص الاتِّهامات المباشرة لأيِّ شخصٍ كان. -يخرج القارئ عن المألوف، ويُضْفِي للقِراءة طعمًا حلوًا.
– يمزج بين الخيال والواقع، دون النفور من الحديث المستحيل.
– يمتع الكاتب بِحصانة “أنا لم أقصد هذا”.
أمَّا سلبيَّات هذه الطَّريقة في الطَّرح:
– إسْقاطات الكاتِب قد لا تكون مفهومةً لدى السَّواد الأعظم من قرائه.
– النخبويَّة التي تتجسَّد فيها، حيث لا يفهم المقصد إلاَّ مَن له معرفة سابقة بالكاتب، وكيف يكتب.
– الهروب من مواجهة الطَّرح النَّاقد والقبول به.
– الإِسْهاب في التفاصيل الصَّغيرة، التي لا تُفيد القارئ بشيء، غير زيادة في عدد الكلمات التي تقرأ وقد تُكرّر.
– يشطُّ الكاتب عن مضمون كتابتِه إلى آخر بحكم البداية، فسرده للتفاصيل تفْقِده القدرة على المواصلة بذات القوَّة.
– قد يتصنَّع الكاتب الظرافة، ممَّا يُضْفِي على الحكاية أو المقال غبارًا يَجب ألاَّ يمحى.
قد تزيد الإيجابيَّات، وقد تنقص السلبيَّات، مع مرور الأيام وكثرة الساكنين في حيِّ السَّاخرين، بيْدَ أنَّ إيجاز الكلام: “الأسلوب السَّاخر هو الأسلوب الأقلُّ رواجًا والأكثر اعْوِجاجًا”.
_______________
-نبذةٌ عن مسيرة حياته:
-ولد سنة 1898م ، في قرية المحيدثة بالقرب من بكفيا.
-درس أولًا في مدرسة الشيخ إبراهيم المنذر، ثم انتقل إلى مدرسة الإخوة في جونيه، حيث درس الأدب الفرنسي، وتأثر بالأدب الرومانسي، ثم دخل الجامعة الأميركية، حيث أتقن اللغة الإنكليزية،وقرأ أدبها، وبخاصة شعر شكسبير..
وفي الجامعة نفسها درس طب الأسنان ، كما درس فن الرسم، وأصبح رساماً متميزاً شغوفاً برسم المناظر الطبيعية والأزهار.
-افتتح عيادة لطب الأسنان، ومارس المهنة في بيروت.وتخصص فيها.
________________
-مسيرته الشعرية:
يعدُّ من روّاد شعراء الرمزية في الوطن العربي؛على الرَّغم من قلَّة شعره؛ وعمره الزمني القصير.
وقد أشار إيليا حاوي في دراسة له عنه إلى أنه نظم في مطلع حياته الشعرية قصائد كلاسيكية تقليدية، أعدها لمناسبات، ونشرت في بعض الصحف السائدة في عصره.
قال عنه إميل يعقوب «امتاز بثقافته العالية وعواطفه الجيّاشة، ونشاطه اللافت، وإحساسه المرهف. قَصَفَتْه يدُ المنون غَضَّ في عقده الثالث.
-توفي في بيروت سمة 1928م عن عمر يناهز 30 عامًا .
_______________
_نموذج من شعره:
«تعب»
بين أشتات الأماني وجفاهْ
تَعِبٌ نازعه الليلُ كراهْ
من لمسلوبٍ تناساه الردى
عينُه تسأم نوراً لا تراه؟!
في حناياه أنينٌ خافتٌ
كلّما أحرجه الدمعُ طواه!
هي رعشاتُ ذبيحٍ شاخصٍ
للسَّما والأرض تمتصّ دِماه!
هي ألحانُ بقايا وترٍ
عزف البؤسُ عليه ورماه!
أنا من قومٍ زكتْ أحسابُهم
لهمُ في جبهة الموتِ جِباه
كذب الموتُ فإني خالدٌ
ليَ من نفسيَ في نفسي إله!!***
1407-1331هـ
1986-1912
______________
نبذةٌ عن حياته ونشاطه الأدبي:
-ولد في مدينة طرطوس السوريَّة
وتوفي فيها.
-زار عدة بلدان من بينها المهجر الأمريكي.
-تلقى تعليمه في كلية الشرق بمسقط رأسه، واجتاز مراحلها الثلاث، ثم انتسب إلى إحدى الكليات في بيروت وحصل على دبلوم في التجارة والاقتصاد (باللغة الفرنسية)، ثم انتسب إلى المعهد العربي للحقوق في دمشق ولم يكمل دراسته بسبب اشتعال الحرب العالمية الثانية.
-عمل مدرساً في معهد اللاييك (البعثة العلمانية الفرنسية) في مدينة طرطوس، وبعد إغلاق البعثة اتجه إلى الأعمال الحرة.
– أسهم في تحرير مجلة النهضة التي كانت تصدر في مدينة طرطوس.
-كان عضوًا منتخبًا في جمعية أوغاريت بمدينة اللاذقية عام 1958، كما اشترك في تأسيس جمعية العاديات في طرطوس عام 1974، ثم أنشأ جمعية لرفع مستوى الشباب ثقافيًا واجتماعيًا بطرطوس.
-نشط من خلال العمل الاجتماعي في محافل الأحرار وكان خطيبها اللامع، كما شارك في العديد من المهرجانات والاحتفالات القومية التي شهدتها مدينتا طرطوس واللاذقية منها: اليوبيل الذهبي للعلامة سليمان الأحمد.
______________
الإنتاج الشعري:
– له قصائد مبثوثة في بعض صحف ومجلات عصره منها: «حديث الورود» – وله مجموعة من القصائد (المخطوطة) بعنوان: «قصائد من الساحل».
– له مجموعة قصصية (مخطوطة) بعنوان: «رماد الليل»، وله عدة مؤلفات مخطوطة في التاريخ والآثار منها: طرطوس في التاريخ، والساحل العريق، والجزر الخضراء.
______________
نموذجٌ من شعره:
«الجنةُ الشقراء»
كان لي بالأمس نايٌ ووترْ
أتغنّى بأناشيد السَّحَرْ
وأبثُّ الحبَّ ألحانًا ومَن
يعشقِ الأنغامَ يغريه السَّمر
قيل لي هيّا بنا نُسقي هوى
ذلك الجدول والروض الأغر
ذاتَ لَيْلٍ مخمليٍّ ناعمٍ
تنعم الأحداق فيه والبصر
ترقص الأحلام فيه والمنى
عارياتٌ في شعاعات البدر
ودرجنا بين أطياف الرؤى
وملوك الطهر نستاف النثر
وعلى الدرب قروشٌ فضّةٌ
حاكها البدر بأوراق الشجر
فوق نَسرين يوشّينا بما
نفحَ الأنسام من ماءٍ عَطِر
وعلى الزنبق طلٌّ طفرتْ
في سواقيه لآلٍ ودُرر
ومشينا والهوى يُقعدنا
وجرينا وبنفسينا وطر !
وإلى الضفّة في ظلٍّ نما
فوقه النعنع يومًا وكبر
حيث ماءُ النهر صافٍ سائغٌ
سبحت فيه نجومٌ وقمر
حَيْثُما يجلس شُرّاب الطِّلى
وبناتُ الجنِّ تصطاد البَشر !
جلست بالقرب مني جنةٌ
شعرُها الأشقر يُغري بالنظر !
في حناياها هُيامٌ وعلى
ثغرها الشهوةُ تطفو والأشر !
أخذت نايًا وغنّتني هوًى
أرعنَ الأنغام فيّاض الصور !
وأدارت كأسها حتى كبا
ناسكُ الطهر بصدري وغفر
جاذبَتْني ذيلَ وَجْدٍ ورمتْ
فوق ثغري قُبُلاتٍ تستعر !
فإذا بي عالقٌ في لذَّةٍ
ينعم الحسُّ بها حتى السَّحَر!
نبذة موجزة:
-أديب لبناني ولد في كفريا بطرابلس لبنان عام 1915 وتلقى تعليمه في كفريا وطرابلس .
-تخرج من الأزهر بالقاهرة ، ثم نال الدكتوراه في الأدب العربي من باريس -عمل مدرّساً في سوريا ولبنان، وأسهم في العديد من البرامج الإذاعية والصحفية والمسرحية.
جانب من نشاطاته:
-عضو “جمعية النقد الأدبي”.
-أسّس صالوناً أدبياً أسبوعياً في بلدته كفريا، حيث استقبل العديد من الشعراء والمفكرين، منهم:
الشاعر سعيد عقل، العلامة: محمد حسن الأمين، الشاعرة باسمة بطولي، الشاعرة مها بيرقدار ، الشاعر شوقي بزيع،الشاعرة صالحة غابش، الشاعرة خلود معلا…
-مؤلفاته:
1- أبو نواس بين التخطي والالتزام- أطروحة الدكتوراه – دراسة.
2- ابن الرومي في الصورة والوجود- دراسة.
3- ابن الرومي ملامح وأبعاد- دراسة.
4- القبلة في الشعر العربي- دراسة.
5- الأدب العربي الحديث- دراسة.
6- جميل بثينة- دراسة.
7- ذات الشعر الأحمر- قصص.
8- هارب من باريس- قصص.
9- تلفت الغمام- شعر.
10- محمد- ملحمة شعرية.
11- الحرب يا عرب.
12- وادي النمل- مسرحية.
13- جابر بن حيان- مسرحية.
14- أبو بكر الرازي- مسرحية.
-من مقالاته:
ما حدث في جزر تامايا» لإميلي نصر الله
اقتـران الفاخـر بالفاجـع
مدخل لا بد منه: أن تكتب ما تعي، ويكتبك وعي آخر، له زمن فوق المدار لأمرين: الأول أنك حبّرت قلمك ليسجل انطباعك عن مقروء أدبي في زمن مألوف فهذا له زمنه وأسلوبه، والثاني أن يأخذك الأثر الفني من أفق الجمال إلى رفرف الجلال فأنت حملت العبارة من قبل، وأنت الآن تحـــملك رياح الرهبة إلى زمن آخر، يجتاز المرموز، إلى الملـــغوز، فتجد جناحي الموهـــبة يحملانك إلى رفرف فردوسي يعسر على زخمك أن تتخلى عن عجائبه.
للسيدة إميلي نصر الله ما يزيد على الستة والثلاثين مؤلفاً في آفاق مختلفة حديثها الراهن عن أسرة لبنانية معروفة، شأنها شأن الكثيرين من أبناء هذا الوطن المحدود، ينفتح على عالم الأزمنة في مطافات غير محدودة. من هؤلاء أسرة أبو مراد، ربانها الشيخ إبراهيم منطلقا بذويه من «حورة السنديان» قريته، تحيط به الأسرة من الجنسين وخاصة يوسف ومايــك. والمميز فيهم سعد الصهر الماكر، أحبه عمه وزوجه ابنته، وأشركه في ثروته بالمساواة.
ربان السفين اللــــبناني يتوطن جزيرة تامايا، ويصادق ملكها، ويغنم الكثير. فيمــــجد المال، والســياسة، وصداقة الحكام، ومدَّ المدى الفسيح في الاجتماع، والدهاء في نيل المراتب العليا لدى الحكام.
أما الشعب الملون، الكادح فهو يدرج في دروب الكدح والتعب في سبيل لقمة العيش، والذل يهبط عليهم مريراً، والمنال صعباً عسيراً.
هذه الحوادث والأحداث تجري في الأميركتين، وأفريقيا ومعظم مدن العالم، يصنعها البشري منه، وترتد إليه. من لبنان، من قرية «جورة السنديان» عبر البحار مصحوباً بعائلته إبراهيم أبو مراد «واستقر في جزيرة تامايا» فزرع جذوره، وطاقته في تلك الجزيرة، ومد براعته في الألفة والألاف إلى حكامها، منهمرا بالهــــدايا، والمؤانسة حتــــى أنَّ الملـــكة في هــذه الجزيرة رغبت في سكن قصرها الفخم جارة لآل مراد.
انهمرت الثروة، وامتدت مسافات الأطيان والأملاك، إلى درجة عالية،ذات مدى فسيح. وتكاتف الرصيد في المصارف راسماً غنى متمادي الاخضرار، والازدهار، وأصبح للسيد «أبو مراد» جاه سلطان طويل عريض. وفي مدى النصر الجمهوري.
من أفراد العائلة شاب حاد الذكاء واسع الحيلة اسمه «سعد» دخل جوانية قلب عمه فعشقه العم وأشركه في تجارته وماله.
فلعب سعد دور الذكي الداهية، فأخذ يكيد للخلصاء الأوفياء لعمه أبي زوجته، وشريكه، فاستبد، «والعاجز من لا يستبد».
وبدلا من أن يسود العائلة اللبنانية المهاجرة سلام، وتوافق وطيب رخاء خيم عليها القلق والرعب،وظفر سعد بكل ما جمع عمه من الأموال، الباذخة. وهرب بها سرا إلى لبنان، فتملك جاهاً عريضاً بالمال، والسطوة، والرخاء، تاركا وراءه عمه المفجوع، وولدي عمه «مايك ويوسف» في حالة من يسقط في هوة الموت بالتدريج وذلك بسبب السم الذي بثه لهما سعد في منزلهما. ولم يكتف بذلك بل بعث من اغتال سند إبراهيم «شون( الخادم الحارس الوفي الأمين لعمه. !
هذه الحوادث بلبلت أمر العائلة فقضى ربها إبراهيم صريعاً، وتمزق شمل العائلة، ولعب القدر لعبة المفاجأة والحدث.
وكما يقول الملاحون: «ينبت عصف الريح من تحت المجذاف» فإن السياسة تبدلت في الجزيرة، وانهار الثوار، وتمكنت الملكية في كرسيها فنجت العائلة اللبنانية تلك من الاندثار والهلاك وألقى الانتربول يده على المجرم الخائن «سعد» الصهر الوفي، والقريب الأبعد…!
ردإعادة توجيه
تم إغلاق لوحة الحضور
وُضعت علامة على المحادثة للمتابعة