
في الذكرى الخامسة لبيعة سمو ولي العهد، تحقق حلمًا كان في الخيال، عندما تبوأت المملكة مكانتها الشامخة بين الأمم، كدولة عتيدة عالية البنيان برؤية مهندس الرؤية وعرّابها الأمير محمد بن سلمان، فقد تحققت منجزات لم تكن في الحسبان أبهرت العالم كله، وتصححت مسارات كثيرة، وتحققت إنجازات عظيمة، جسدت طموحات قائد وتطلعات شعب، وأصبح لدي المملكة رؤية وأهداف وتنظيم وبناء راسخ متين، واستراتيجيات واضحة تسير على هداها السياسات الداخلية والخارجية للدولة بثقة وثبات، وأصبحت المملكة بفضل الله وتوفيقه وبسبب السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، وبسبب التلاحم والترابط بين الشعب السعودي الوفي الأصيل والقيادة الرشيدة دولة تخطب ودها سائر البلدان، دولة لها وزنها وثقلها ومكانتها على الخريطة الدولية، وأصبحت الرياض إذا تكلمت ينصت إليها العالم باهتمام.
وعندما نحتفل بذكرى البيعة الخامسة لسمو ولي العهد فأول ما سيتبادر إلى ذهننا رؤية 2030 التي تحقق العديد من أهدافها في ظل مجتمع آمن، مستقر، ومتطور يلتف حول قيادته التفاف السوار حول المعصم في مشهد من المحبة والتآلف والشراكة والثقة المتبادلة غير مسبوق لا في المنطقة ولا في العالم. وتعتبر الرؤية نقلة نوعيّة تقدّميّة وتطوّريّة للمملكة في كافة الأصعدة. ولعلّ أهمّها الجانب الاقتصاديّ الذي كان يعتمد كليًّا على الثروة النفطيّة، وأصبح في ظلّ الرؤية يعتمد على الطاقات المتجدّدة والمستدامة، إلى جانب المصادر المتنوعة للدخل القومي.
كما سيتبادر إلى ذهننا مشروع نيوم العملاق، وعشرات، بل مئات المشاريع الإنمائية والسياحية والصناعية والاستثمارية، التي تفتح لمئات الآلاف من الشباب السعودي فرصًا للعمل، والمشاركة في بناء مستقبل الانسان السعودي.
ولعل أهم ما تحقق خلال هذه السنوات الخمس المباركة تمكين المرأة التي أصبحنا نراها تتبوأ مقعدها في كافة مرافق الدولة جنبًا إلى جنب مع الرجل كشريك فعال ومؤثر في دفع عجلة التنمية في البلاد.
وفي إطار مساعي المملكة في إطار الرؤية لاستقبال ستة ملايين حاج و30 مليون معتمر بحلول 2030، تواصل وزارة الحج والعمرة بجهود حثيثة إطلاق المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تحسين مستوى الخدمات التي من شأنها تمكين الحجاج والمعتمرين من أداء المناسك، بكل يسر وسهولة. وقد أنفقت حكومة المملكة العربية السعودية الكثير من الأموال لتطوير الحرمين الشريفين وتعزيز البنية التحتية لمشاريع الحافلات، والتي تتضمن تجهيز المسارات وبناء جسور مشاة، وتدشين قطار الحرمين للإسهام في اختصار المسافات لنقل الزائرين من مكة مرورًا بجدة إلى المدينة المنورة، بالإضافة إلى إنشاء المزيد من الخدمات الشاملة والمتكاملة للحجاج والمعتمرين وتحسين تجربتهم وإثرائها بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
لقد حققت السعودية تقدماً رائدًا في ملفات كثيرة خلال السنوات الخمس الماضية، ومنها مؤخرا مبادرة السعودية الخضراء، التي تعتبر خطوة كبيرة نحو تحقيق تطلعات المملكة نحو بيئة خالية من الانبعاثات الكربونية الضارة لمستقبل الأرض.
وقد استهل سمو ولي العهد السنة السادسة من مبايعته بجولة هامة شملت جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وتركيا بما يعزز الدور السعودي والمكانة السعودية المتنامية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما سيعقب ذلك من زيارة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة، وبما يؤكد على أهمية المملكة العربية السعودية بالنسبة لواشنطن، حيث المنتظر أن تشهد العلاقات السعودية – الأمريكية مرحلة جديدة من خلال هذه الزيارة المرتقبة.