- 24/04/2023 شدو الأعياد
- 24/12/2022 كلية العلوم الإنسانية ونادي أبها الأدبي يحتفيان باليوم العالمي للغة العربية
- 08/10/2022 الأديبة عنبر المطيري على مأدبة التوقيع
- 25/09/2022 مساء المفاخر الفاخرة للوطن
أوراق ملونة [ 62 ]
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27997

🇸🇦 وطني 🇸🇦
وطني تجسَّدَ كالسماءِ بخافقي
وأنا أحلّقُ في السما وأطيرُ
وأرى ثراهُ بكلّ شـبـرٍ جـنَّـةً
وأنا على أغصانِها عصفـورُ
فكأنه الشمسُ المضيئةُ في الدنا
وكأنـه في كـلِّ قلـبٍ نـورُ
وطنُ الرسالةِ والمحبةِ والهدى
نحوَ التقدمِ والرخاءِ يسيرُ
هو قِبلةُ الدنيا إلى أفيـــائه
تهفو الشموسُ ويرحلُ الديجورُ
في يومِه الوطني نعزفُ نبضَنا
فرحاً فيشرقُ عشقُنا المغمورُ
وبهِ نترجمُ عـنـفـوانَ مـحبـةٍ
ويهلُّ في كل القلوبِ حبورُ
وترتلُّ الدنيا نشيداً خالداً
فيهِ أحاسيسٌ سمت وشعورُ
وطني بكلّ الأرضِ يشرق ذكرُه
إن لقبوا الأوطانَ فهو أميرُ
مهما تحررتِ القلوبُ فإنَّ لي
قلباً بقبضةِ عشقه مأسورُ
وطني لهُ شعري وكلُّ مشاعري
وأنا لهُ عندَ الأنامِ سـفـيرُ
فبهِ تجسّدتِ المكارمِ كلِّها
وتجسَّدَ الإنجازُ والتعميرُ
وطني هو الحضنُ الكبيرُ لشعبِه
وبهِ تسامى حاضرٌ ومصيرُ
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27960

يا حول اللي ماله السعودية
مضت بنا السنون ، ونحن في بريدة نطرب لسماع كلمة إبن بريدة فهد المبارك ( ابو صدام ) عندما حن ، وافتقد أهله ، وجماعته ، وبلدته وهو في بيروت في الستينيات الميلادية ؛ وكيف بيروت ذاك الوقت !!! لم تنسه بريدةَ حيث ضاق ، وطفر من بُعد بريدة بالقصيم وسط المملكة العربية السعودية فصاح بأعلا صوته ملفتا ، ومحفزا لمن حوله ( ااااه ) !!!.
فقالوا مابك ؟!
فقال : بكل شوق ، واعتزاز ؛ ياحول اللي ماله بريدة .
لتطير تلك الكلمة عبر الآفاق لتسكن وجدان من سمعها جيلا بعد جيل ..
والآن في يومنا الوطني الثاني ، والتسعين ونحن نرى وطننا الفريد بقيادته ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الملك السابع في مسيرة الوطن ؛ وكذلك ولي العهد عراب رؤية ٢٠٣٠ حيث الحراك غير المسبوق في جميع المجالات بتحولات تصاعدية أذهلت العالم بأرقام ، ومؤشرات رائعة اقتصاديا ، وسياسيا ، وثقافيا ، وتجاريا ، وصناعيا فتوطنت المعرفة ، والانتاج بأيدي ، وسواعد وطنية فتية شعارها لن نقف أو نستريح إلا فوق القمم .
الآن وقد وعينا قيمة وطننا ، وقدسيته بمكة ، والمدينة مهبط ، وانتشار رسالتنا الخالدة للعالم .
الآن وقد أدركنا ثمن بلادنا ، وثقله في محور العالم اقتصاديا ، وجغرافيا فهو مخزن الطاقة المشغلة للعالم وهو البلد الذي يكاد يكون قارة لوحده بمساحته الواسعة ، وتضاريسه ، ومناخاته المتنوعة ليكون قادرا على الإكتفاء ذاتيا من حيث مصادر الطاقة المتنوعة ، ومن حيث الأمن الغذائي حتى سياحيا بامتيازات لا تتكرر أو تتوفر إلا في بلاد قليلة .
الآن ونحن نرى وحدة وطنية رائعة بتجليات صادقة برباط ديني ، وولاء صادق لله ثم الملك ، والوطن..
الآن أقول بكل لغات العالم لتسكن وجدان كل مواطن جيلا بعد جيل إلى أعوام عديدة ، وسنين مديدة :
( ياحول اللي ماله السعودية )
وذلك من فضل الله علينا ثم فضل المؤسس في جمع تلك الرقعة من الأرض بكيان واحد فريد هاهو في يومه الثاني والتسعين !
المملكة العربية السعودية..
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27947

” عيد الوطن ”
اقترب ٢٣ سبتمبر
ليحكي ٩٢ عامًا من المجد والرخاء والازدهار والأمن والامآن والتطور والسلام..
أعتزازًا وذخرًا
بوطن لم تحجبه رمال السنين..
ولم تهتز أركانه يومًا برياح الحاقدين والمرجفين
شكراً , وفخرًا
لوطن ممطر لايقدم وعود الجفاف
وإنما يعيد تقليم الواقع ليزهر ونزهر معه من جديد..
دمت ياوطني متفردًا بالحُب والعطاء متميزا بالأمن والرخاء شامخًا بالمجد والعزة..
دمت عزيزاً يا وطن، وسلمت من كل المحن، وبقيت رمزاً للشموخ على مر الزمن.
كل عام ومعشوقتي تعانق السّماء مجدًا ، وتحضن السّحاب فخرًا وعزًا ، دُمتِ يا بلادي حُبًا وعشقًا للأبد.
اليوم الوطني السعودي، يوم ماضٍ عريق وحاضر تليد، نفخر فيه بعقيدتنا وهويتنا ومنجزاتنا وقوتنا ..
وندعو الله العلي القدير أن يحفظ لنا ولاة أمرنا وأن يمتعهم بالصحة والعافية وأن يجزيهم خير الجزاء .
عندما يبدأ المرء بالكتابة عن وطنه تحتار الكلمات والعبارات وتصيبه الحيرة من أين يبدأ في وصف وطنه الذي يُحبّه، فالوطن أكبر من أن تحويه عبارة أو تختصر معناه بضعة كلمات، وحبّه أنقى من كلّ أنواع الحب، لأنّه حبٌ غير مشروط وليس فيه مصالح…
اليوم الوطني يحكي لنا سيرة وطن، وفي عامه 92 نحتفل بهمّة قيادة وفخر شعب وطموح وطن..
هاهو اليوم الثالث والعشرين من سبتمبر مقبل ليحكي لنا قصة عشق دامت 92 عامًا لـ ملك وأرض وشعب..
يوم الوطن يمثل لنا الفخر والاعتزاز بماضينا المجيد، وحاضرنا العظيم الذي نبنيه مع قيادتنا الحكيمة، ومستقبلنا المشرق الذي سنصل إليه بالهمة التي ستوصلنا بحول الله إلى القمة..
الوطن ليس مجرد سؤال نُجيب عليه ونمضي..
الوطن هو الحياة..الوطن هو السلام..الوطن هو الأمان..بلا وطن تنسلخ القيم ويذهب الأمن وتعم الفوضى..
عام يذهب وآخر يأتي ووطني يزداد بهاء ورفعة وتقدم..
عام يذهب وآخر يأتي ووطني يزداد حبًا وولاء لكل من تلحف بترابه..
الوطن هو العطاء الذي لا ينضب، ومنبع الماء الصافي الذي لا يتلوّث حتى لو كان كلّ شيء حوله يُحاول تلويثه، لأنّ حبّ الوطن مثل الذهب الذي لا تتغيّر صفاته مهما طال به الزمن..
الوطن هو سند من لا سند له..
الوطن هو البطن الذي يحملنا بلا كلل وملل..
وطـني ذلك الحب الذي لا ينقطع..والعطاء الذي لا يتوقف..
دمت يا وطني العزيز متفرّدًا بالحبّ والعطاء، ومتميّزًا بالأمن والرّخاء، وشامخًا بالمجد والعزّة، دمت يا وطني تعانق المجد كلّ عام، وتحضن سحاب الفخر عزًّا..
حفظ الله الوطن أرضاً وإنساناً..
آخر السطور :
قال الكاظمي :
ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراًُ لهُ
فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ
ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحا لهم
فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ
وَمن كانَ في أوطانهِ حاميا لها
فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ
ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى
فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27944

السعودية العظمى
هذي السعوديةُ العُظمى ومـا حَفِلَتْ
بالحاســدينَ وكــم فــي حَقِّهــا اقترفوا
تَطيـــرُ للمَجــــدِ جَذلَــى غيــــرَ ناظِــرةٍ
نحوَ الصغارِ ومَن عنْ حِقْدِهِمْ كَشَفوا
وطالمــــا غَفَــــرَتْ أخلاقُهـــــا زَلَــــــلَا
فِعْلُ الكبارِ الأُلَـى بالمجدِ قد شُـغِفـوا
واعجـبْ لأرضٍ وقــد أمســتْ تُغازلهــا
ذُرىَ الكَواكـــــبِ بالإعجـــــابِ تَزْدلِــــفُ
فحلّقـــــي يابـــــلادا لـــــمْ تـــــدعْ قِممــا
إلّا وكانــــــت علــــــى عليائهــــــا تَقِــفُ
مُــــــــدي جناحيـــــــك ذا ديــــــنٌ يؤازِرُهُ
عــــدلٌ تطيــــبُ بــــه الدنيـــا وتأتلِــــفُ
ومـــــا المهابـــــةُ لولا أنهـــا جُــعِــلَـــــتْ
شِــــــعارَنــــــا فــــإذا الأعداءُ ترتجــــــفُ
ســيفانِ سُـــلّا فَعـمّ الأمـــنُ خيـــرَ ثـــرى
وعانقــــــا نخلــــــةً بالجـــــودِ تلتحِــــــفُ
مليكنـــــــا خـــــــادمُ البيتيــــن قائدُنـــــــا
مَـــنْ مجدُنـــا أبـــدأ فـــي عهـــدِهِ هَـدَفُ
إن قـــال لـــلأرضِ دُوري فهـــيَ دائــرةٌ
أو لا ، تكـــــادُ حياءً منـــــه لـــــو تقــــفُ
مُحنّــــــكٌ عَــــــرَفَ الدنيــــــا فأغدقهـــــا
فضــــلا تديــنُ بــــه الدنيــــا وتعتــــرِفُ
وقَادَنــــــا للذُّرى فــي كــــــلِّ مُؤتلــــــقٍ
ولـــــيُّ عهـــــدٍ قليـــلٌ مِثلُـــــهُ عُرفـــــوا
محمـــــدٌ ولَـــهُ فــي كـــــلِّ ســـــامِقـــــةٍ
رؤىً وعـــــــزمٌ لعمـــــــرُ اللهِ مُختلِــــــفُ
فأصــــبحت تحفــــةً هــــذي البلاد بــــه
فريــــــدةً تتهــــــاوى دونهــــــا التُّحـــفُ
ونحــــن مِــــنْ بَعدِهِــــمْ جنــــدٌ وعزّتُنـــا
بعِزِّهـــا والرَّدى مِــــن دُونهــــا شَــــرَفُ
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27941

” التكنولوجيا تاريخًا “
لا يدرك جمال التاريخ إلا قارئ محب لتفاصيله، يربط أَنَسِيَّة الماضي بحداثة الزمن الذي يقع به، فالتاريخ سجّل دُوّن فيه وصفٌ وتحليل وعبرة، فيحفظ الأحداث ومجرياتها بشكل قد يكون بالضرورة محايد ليصل إلى الحقائق والقواعد التي تساعد على استيعاب الحاضر وتواليه في أزمنة متباينة، للتنبوء بالمستقبل وتطوراته ، ويستحيل أن يتحقق الثبات في أمور يتداخل فيها الأنسان المتغير بطبعه، إذًا فالتغير هو شرط من شروط أي نهضة أو حضارة، أو حتى حياة مستقرة على نمط معين، والتي بالنظر لها من بعيد، هي تسير بتغير الزمن وتوالي الحقبات وتبدل أحواله وتطور سنينه ونستطيع أن نقول نكباته ، مما يحتم نهاية حضارة ما وبداية أخرى مما قد يُخلّد ويبقى في الذاكرة، أو يثبت ليستكمله تغير آخر .
فقد مر بحياة هذا الكوكب “حدائق بابل المعلقة” والتي قُدّر أنها كانت مابين عامي 562 و 605 قبل الميلاد وقُدِّرت مساحاتها بـ 14455 متر ، دوّن عنها ديودور الصقلي وصفاً جميلاً هو الأقرب ” كانت في عهد الملك البابلي نبوخذ نصر الذي بناها إرضاءً لزوجته ملكة بابل التي افتقدت لذة العيش في تلال بلاد فارس الآتية منها نحو أرض بابل المسطحة والتي لم تحبها. لذلك قرر نبوخذ نصر أن يُسكنها في مبنى فوق تل مصنوع بأيدي الرجال، وعلى شكل حدائق بها تراسات ، فكانت على شكل تل وتتكون من طبقات ترتفع الواحدة فوق الأخرى تشبه المسارح اليونانية ، سماكة جدرانها حوالي 22 قدم ، ممراتها كانت بعرض عشر أقدام ، وهذه الممرات كانت مغطاة بثلاث طبقات من القصب والقار ، وطبقة ثانية من الطوب ، والطبقة الثالثة تتألف من الرصاص تمنع تسلل الرطوبة تليها كميات من التراب غرست فيها الأشجار، وزودت الحدائق بما تحتاجه من التراب لتتسع لجذور أكبر الأشجار، إذ زُودت الحديقة بأشجار من كل الأنواع و بكثافة. صممت الحديقة بطريقة تسمح للضوء بالوصول إلى كل المصاطب، احتوت الحدائق على مساكن ملكية، وكانت المياه ترتفع إلى قمة الحدائق بآلات ترفع المياه من النهر، وقد صممت بطريقة لا يراها زوارها. كان موقع الحدائق بالقرب من نهر “ولم يحدد أي نهر لكن المؤكد أنها كانت في بابل وبناها نبوخذ نصر” .
وأضاف المؤرخ ( سترابو ) وصفاً وصف فيه آلية رفع المياه فيها بأنها كانت عن طريق أنابيب لولبية ترفع المياه إلى الحدائق، وأنها تقع على نهر الفرات “تم تحديده بالضبط لأول مرة”، وكان ثمة موظفين مهمتهم إدارة هذه اللوالب لرفع المياه على مدار اليوم.
أيضاً مما خلد التاريخ عظمته فن العمارة في سور الصين العظيم من الحضارة الصينية التي امتدت لعشرون قرناً واشتهرت بالقوة العسكرية وسن القوانين لما شهدته من تقدماً واسعاً في مجالي العمارة والتجنيد .
وأيضاً الحضارة الفرعونية الأشهر ، لما تحمله من أغرب وأجمل وأروع البناءات بناها البشر، وليست الأهرامات وحدها التي تشهد بهذا ، بل كل الآثار التي مازال يفك فحصها والبحث في نواحيها أسراراً و شيفرات جديدة حتى وقتنا الحالي ، مما يثير ضد غموضها الذي مازال يتكشف ويدل على عراقتها .
براعة أهلها في فن العمارة والهندسة والفلك والرياضيات والكيمياء دفعهم للكتابة عن ذلك باللغة ( الهيروغليفية) وهي كتابة رسمية لهم آنذاك كانوا يتخذونها في تدوين سيرٍ معطرة تُكتب على قبور موتاهم خاصة رجال السلطة المطلقة ومن ثم تواليهم عليها ملك بعد ملك تُدوّن سيرته ومنجزات عصره .
التاريخ مليء بما هو أدق وأجمل وأكثر إثارة وتشويق ، إنها الحضارات التي ارتقت لها دائماً قدرة على تخليد ذكرها ، فهل سيخلد التاريخ ما قيمته نهضة تكنولوجية تَذكرنا ؟ .
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27843

قادة المستقبل
حديثي موجه للآباء والأمهات، وإليك أنت أيها الجيل القادم من قادة المستقبل، حديث محب ومخلص يتلخص في أساليب تربوية، هي عندي من المواضيع الحساسة التي كنت أرغب في الإشارة إليها في وقت سابق لكني دائما أقابلها بالتسويف حتى لم يعد التأخير خيارا، هي ربما تكون من المفاهيم الحياتية والتي يراها بعض المربون لا تستوجب التنبيه وأحسب أن الأمثال في واقعنا لا حصر لها!
ظاهره يوحي بالوداعة واللطف، أما باطنه فإنه ينبئ عن شرير مقيم وطاغية مستبد، رأيناه في كامل خلقته حين انتفخت أوداجه، وحملقت عيناه بشدة في طفله الذي لا يتجاوز الخامسة من عمره، وكأنه محارب يتأهب للقتال ضد أعزل أو كأسد يوشك أن ينقض على فريسة! السبب الذي دعاه ليوقظ الوحش الكامن في أعماقه هو أن الطفل في منتهى البراءة والصفاء سبقه بالدخول للمجلس!
من الطبيعي أن يكون هذا تصرف طفل لم يبلغ سن التمييز بعد، أيها الصغير أعانك الله على ما ستلاقيه في قادم الأيام.
ما أكثر الآباء الذين لا يحسنون التربية ويعتقدون أن التربية بالخوف ناجحة وهذا الجهل بعينه، بل إنها تجعل الطفل يخاف حتى من الصواب، ينشأ مهزوز الثقة، متردد في قراراته، ضعيف الشخصية، وكله نتيجة فشل الأب في التربية التي كان من المفترض أن يحنو عليه ويراعيه ويوجهه، كما جاء في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه».
في الجانب الآخر عكس القسوة في التعامل إنه فرط الرعاية والخوف الغير مبرر على الشاب أو الفتاة من مجابهة الحياة، وكأنهم بلا شخصيات تبرز قدراتهم حتى أصبح الواحد منهم لا يعرف كيف ينظم حياته ويرتب أولوياته لوحده، اللوم أيها الآباء للأسف يقع عليكم فلقد دمرتم شخصياتهم لدرجة أنهم يتكلون عليكم حتى في فتح حساب بنكي بحجة أنهم لا يعرفون كيف يقفون في الصف أو كيف يتخاطبون مع الموظف، اتركوهم للخطأ مرة ومرتين سيتعلمون وسوف تتبلور ملامح شخصياتهم تدريجيا، بالله عليكم كيف يتعلمون وأنتم تباشرون أعمالهم عنهم أليس التعلم يأتي من خلال التجربة؟! لا بأس بالتوجيه لكن أن تكون حاضرا معه وهو رجل في الثامنة عشر من عمره وتجاوب عنه إذا وجه له السؤال، اترك له حرية الحديث والاختيار وكن موجه لا آمر خصوصا في تلك المرحلة من حياته، علّمه الطريقة مرة واحدة ثم سلمه مهام ومسؤوليات ثم راجعها معه لاحقا صدقني ستبهرك طريقته التي أنجز بها المهام، والأمر كذلك يشملك أيتها الأم الحنون تجاه ابنتك اتركيها تكون الصداقات وتختار تخصصها الجامعي أقرب مثال دون أن تذهبي معها للجامعة وتجاوبين عنها وتختارين عنها حتى صارت بدون شخصية أو شخصية لا تعرف كيف تقرر أو متى تقرر؟ لا تعامليها بأنها ما زالت طفلة تختارين لها حتى ملابسها، تفهمي أرجوك أنها كبرت ولم تعد في مرحلة الصبا إياك أن تشعريها بأنها عاجزة.
الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة بحيث لا يترك لهم مساحة يعبرون فيها عن هوايتهم ومواهبهم وميولهم بمباشرة جميع أحوالهم دون الاعتماد عليهم يخلق فيهم صفات تفسدهم مستقبلا كضعف الإرادة وعدم التفكير، أو يريدون أن يكونوا نسخا مكررة منهم وهذا مطلب عسير يعرضهم لمشكلات نفسية تضطرهم للعيش بشخصيتين متناقضتين تماما.
الحقيقة أن الآباء والأمهات يقومون بهذه الأفعال في اعتقادهم أنهم باقون لهم دائما، لا تدرون ماذا ستصنع بكم أقدار الله فالتغيير والتبديل سنة حتمية من سنن الحياة، لا تتركونهم يصارعون الحياة وحدهم فتنهشهم وتصدمهم وأنتم حينها غير قادرين إما لموت أو عجز، كونوا في جانب التوجيه لهم بشرط لا إفراط ولا تفريط الوسط الوسط حتى يشكرونكم ويحفظون لكم جميل صنيعكم وحسن تربيتكم، ثم لا تنسى أيها المربي أن تتعلم متى تقول “نعم” ومتى تقول “لا” فلكل كلمة مكانها ووقتها المناسب!
سأذكر لكم قصة باختصار يرويها لي أحد الأصدقاء عن ابن لجاره -وهي معرفة ومهارة حياتية تحتاج لدربة فلا تقولها لنا الكتب أو المطالعة بل نمتلكها عن طريق الدراية والخبرة- جاء ضيوف أقارب لوالده من قريتهم البعيدة للمدينة التي يسكنون فيها لشأن يخصهم، فتح الابن ذو الثلاثة عشر ربيعا الباب للضيوف وأدخلهم في المجلس بعد أن رحب بهم وقدم لهم القهوة والشاي ووالده آنذاك في عمله، عاد لأمه وأخذ منها مبلغا من المال واتصل بالمطعم واتفق معهم على تفاصيل وجبة الغداء وهي عبارة عن ذبيحة مطبوخة وجاهزة للتقديم، ثم اتصل بوالده وأخبره عن ضيوفه، وصل الأب كالضيف أيضا، كل شيء جاهز وبشكل لائق، ولأنه قد عود ابنه على أنه يعتمد عليه في كثير من المسائل والأمور ويستشيره لم يستغرب هذا الموقف الذي كون في الابن شخصية واثقة صلبة قوية، كذلك للمحيط الذي يعيش فيه دور في ذلك.
وآخر أعرفه شخصيا يشارك ابنه الصغير في كيفية إدارة مسئوليات البيت فيعطيه المال ويوليه مهام بسيطة لينفذها فتجد الابن حريص جدا ليثبت وجوده.
لا أحد يدعي المثالية لكن التربية أمرها عظيم وصعب وشاق القليل من وفق في أساليبها بداية من تحنيك المولود حتى يبلغ أشده.
أخيرا ربّوا أبناءكم على الاحترام والعطاء والشهامة والمروءة والرجولة، وبناتكم على العفاف والحياء، ثم اتركوهم يخوضون غمار الحياة حتى تصقل خبراتهم وتشتد أعوادهم، فهم قادة المستقبل وصناع التنمية وحراس الهويَّة وحاملي لوائها والمدافعين عنها .
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27831

بِكَ نفخَرُ
————–
بـــك فـخـرُنا والـشّـعبُ خـلـفكَ كـبَّـرو
وبـــجُــدَّةٍ فـــاضــت بــكَـفِّـكَ أبْــحُــرُ
كُـنـتَ الـخـطيب وكُـنـت سـيفاً لامـعاً
والـدولـةُ الـعُـظمى سُـمُوَّكَ تـشكرُ !!
وأتــاكَ مــن أعـطـى الـحماقةَ مـوعداً
وخــطـاهُ مـــن بــعـد الـتّـبختُرِ تَـعـثُرُ
وتــعـالـت الـصّـيـحاتُ حــتَّـى أنّــهـم
كـشـفوا الـقناعَ وأجـلبو واسـتبشروا
والــيــوم عـــادت عـيـرُهـم مـخـطـومة
يـالـيت شـعـري مــن يـجـودُ ويـسْـترُ
في القِمّةِ الكُبرى بساطُك ما انطوى
ولــســانُ حــالـكَ هـمَّـتـي لا تُـكـسَـرُ
يــــا ســيِّــدي والله أَســــدَلَ حـكـمـةً
لـك يـا ( طُوَيقُ) الشَّامخين ستُمْطِرُ
سـتـظـلُّ تـكـتـبُ لــلـرؤى دسـتـورهـا
وعــلــى الـبـسـيطةِ وردَ عـــدلٍ تـنـثُـرُ
أمــحــمّـدٌ إمـــــضِ فــخـلـفـكَ أمّــــةٌ
بـعـقـيـدة الإســــلام لا .. لا تُــقـهَـرُ
وافـــوكَ قـــاداتُ الـشُّـعـوبِ وأبــرَمـوا
عــهــداً يــؤكِّــدُ مـــا زرعـــتَ وتــبـذُرُ
واسـتـشـرفوا خــيـرا يـعـمُّ شـعـوبهم
بـــرؤاك قــد صـغـتَ الـبـيانَ وتـنـشُرُ
وهـديـتـهـم لـلـسِّـلـمِ حــتـى أطْــرَقـت
كُــلَّ الــرؤوس وعـيـنُ خَـصمك تـنظُرُ
عــلّـمـتـهـم أنّ الــزَّعــامــةَ هَــاهُــنــا
تَـرْسـو وفـكـرُكَ فــي الـسياسة أقْـدرُ
وطــويــتَ تــاريــخَ الـمـكـائـد رحــمــةً
والـشَّـهـمُ مـثـلُـكَ حــيـن يـقـدرُ يـغـفرُ
لـــكَ هـيـبـةٌ جَـــلَّ الـــذي أعـطـاكـها
فـحـديـثُـهـمٌ هــمــسٌ وأَنــــت تُــقَــرِّرُ
يُـمـنـاكَ لـــم تـبْـخَـلْ وحــزمُـكَ بــارقٌ
سـيـشقُّ مـسْـمَعَ مــن يـخونُ ويـغْدُرُ
ولــسـيـدي ســلـمـانَ قُــبـلَـةَ شــاكِــرٍ
وافــــــاكَ مـــنـــهُ لــلــقـيـادَةِ مِــنْــبَـرُ
فـاصْـدَعْ ودَعْ مــن رامَ إفْـكاً لـلرَّدى
الـــحــقُّ ســـيــفٌ لـلـسَّـفـاهةِ يــبْـتُـرُ
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27669

الشتاء الأخير
سفري
سفري طويل جدا
ابحار بين الوحدة
واشعال النار
يخطوا في ظنوني
ينأى عن الجوار
يكلّ من كلماتي
يشد ولج الثار
يشد سراديب
الأعمار
مختبأ بين البوح
وبين الأسرار
على باب رموش
عينيك
سافرت عَطِشاً
بلا تذكار
على قوافي الشعر
كنت المحضار
مغازلا كل الشعراء
والشعّار
كنت نزارا بالصبر
أعشق الأسفار
أهوى الصمت
بلا إخطار
وعلى خطى حليم
أدندن الأوتار
نغما رومانسيا
تيرا لا ..لا.. صار
العمر في تعداده
شاب وجار
خفت في أبراجه
وانطفئ الوقار
بين السطور هنا
حروف الشطار
وحرفي أنا دونك
رافض للأعذار
حرفي أيا سندريلاه
دونك عار …
باليا… من لغات
الأشرار
لا أراه ولا يراني
في النهار
وعتمة الليل
له نار
أناديكِ يازهرة
الجلنار
جاردينا الروح
والأزهار
أناديك والصدى
في المدى طار
على كفوف الهوى
طفق و دار
يحج سفري أليك
والأسفار
يعتمر في داخلي
بكل الأدوار
مسافر خلف الغيم
مع الأطيار
أحمل حقيبة العشق
أكتم الأسرار
أسرار هوى عشقك
شجون واكفهرار
ورياح صرصر عاتية
لا تقبل الأعذار
تسبي روحي عمدا
وتهديني الجمار
وقد تعطيني جنة
متنوعة الأنهار
وأنا ما بين الفرح
معذب الأنفار
وما بين الصمت
أكثر الأوزار
أعود جريح العشق
وفي سفري الأخبار
خبر مقاتل الحب
يكثر لك الأمطار
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27657

أصداء(وداع المرافئ)؛للشاعر:عادل عباس؛ومحاولة الوقوف على بعض مرافئها الحالمة!
*وداع المرافئ ..
وغـــداً سـأغـفِـرُ لـلـفـؤادِ الـسـيئَهْ
فـأهـيمُ فــي مـوجِ الـغرامِ لأبـدأَهْ
هــذا الـهـيامُ قــد اعـتـرى أيـامَـنا
والـخوف فـي القلبِ المتيمِ خبأَهْ
ولـقـد كـتبتُ بـحبِّها سِـفْرَ الـهوى
عـجزتْ مـعاجمُ عـصرِنا أنْ تقرأَهْ
حتى قواميسُ الهوى كم حاولَتْ
تـرتـيـلَـهُ، فــبـدَتْ تُـتَـأتِـئُ تــأتـأَةْ
رفـقـاً بـقـلبي يـا عـيونَ صـبابتي
هِـلِّي وجـودي بـالغرامِ أيـا امـرأَةْ
سـأفُـكُّ عــن هــذا الـفؤادِ قـيودَهُ
لـتُـذَوِّبَ الأحــزانَ زفــراتُ الـرئَةْ
قـولـي لـبـحرِ الـحـبِّ إنَّ مـراكبي
قـد غـادرتْ يـومَ الـتوادعِ مرفئَهْ
ذهبتْ تفتشُ عندَ غيرِكِ عن مدىً
أنـقـى، بــه مــن كـلِّ شـاكلةٍ فـئَةْ
فــيـهِ الـربـيـعُ تـفـتـحتْ أزهــارُهُ
بـعـدَ الـشـتاءِ لـكـلِّ روحٍ مُـشـتِئَةْ
وأنا هنا المقرورُ من عصفِ النوى
أفـلا أفـتشُ مـثلُهمْ عـن تـدفئَةْ!؟
فـالـحبُّ يـاذاتَ الـخوالِ مـقدسٌ
الـــذلُّ فــيـه مــحـرمٌ والـطَـأطـأَةْ
هـذا اعـتقادي فـيهِ لا تـتحججي
بــعـقـيـدةٍ جـهـمـيـةٍ أو مُــرجِـئَـةْ
رفـقاً بـقلبٍ تـاهَ فـي بـحرِ الـهوى
والـجرح فـرط عـنادَكم قـد أنكأهْ
-التحليل النقدي:-
-تقديم:-
من جماليات الشعر الوجداني -في ضوء طابعه الحميم المقترن به-أنه يكادُ يطلعك -كمُتلقٍ -على تفاصيل عذابات العاشقين؛ومواقفهم ؛وقلِّة حيلتهم ؛ويتأتى ذلك من خلال التمعن في ملامح اللغة المُستخدمة المفعمة بروح الفن وأصالته ؛وتأتي فصاحة (البثِّ الذاتي المُبين) التي أتيحت لهم فتميزوا بها؛بمثابة الإشعاعات الكاشفة الدَّالة؛التي يستهدي بها الباحث في استكناه قيم النص وتأثره بها؛ إلى جانب رصد ما توارى منها عن الأنظار؛أوما تخيَّلها بعين قلبه أنها كذلك..
وإنَّ من الشعر العذب الحالم ؛ مايتسرب إلى النفس الإنسانية ؛دون عناء ؛مثلما ينَقَعُ الماءُ العطشَ!
ذلك كلام مجمل ؛تأخذ منه قصيدة شاعرنا عادل عباس نصيبها الأوفى..
-جوُّ القصيدة:-
في هذه المعزوفة يلاحظ أنَّ لَبِناتِ مطلعها قامت ؛على أسس دقيقة؛ارتآها الشاعر ؛فانطلق منها :-
أولها:-فضيلة (غفران السيئة)؛وهنا صدرتْ من الشاعر ذاته؛لفؤاده هو؛ وفي هذا البوح الملتهب والعطف بالواو في(وغدا) ما يوحي بمواقف درامية حدثت بين طرفي التجربة الغرامية؛ آثر الشاعر السكوت عنها ؛ ويكمن في المطلع والسياق التالي له؛ أسى مرير؛وامتعاض شديد ؛عاناهما الشاعر؛واكتوى بنيرانهما؛غيرَ مرَّة.
كما يُستشف من ذلك المنطلق أننا أمام مايُسمى “بتأنيب الضمير” الناتج عن الندم الحادِّ الذي ألقى بظلاله على الشاعر في مواجهاتٍ سلفت..
ويجيء كذلك التلميح (للغد الآتي)
في استهلال الشاعر المطلع بقوله:-(وغداً)؛في موكب الحديث عن موج الغرام ؛والتطلع الهيامي لاستئناف مرحلة تشييد غرام جديد؛على أنقاض صرح غرامي قصفته الريح العقيم ؛ونالت منه معاولُ الهدم التي انصبَّتْ عليه مانالت من خراب ودمار..
لقد بدا الشاعر يتميَّز غيظاً؛مع شعوره باستيلاء الإثم عليه ؛وكأنما هو الآن تحت وابل من اللوم والتقريع الذاتي إزاء اجتراح سيئة انساق إليها ؛فعادت عليه نقمةً ووبالاً..
ويخلص من المطلع إلى تشخيص سلسلة من الملابسات التي استخلصها من وراء قراره الآنف ذكره؛يمكن سردها في السطور التالية:-
-هيامٌ ألَّف بينهما في بادئ الأمر ؛سرعان ما حاد بهما عن الطريق المرصوف بأزاهير الحياة؛وأشذائها الفوَّاحة ؛فبات أشبه بالمتاهات المُدلهمة..
هيام كسى أيامهما ؛وساهم في تغليف مساحات البهاء الفاتن بالسكوت المطلق..
وعلى الصعيد الموازي هناك خفايا من ألوان الصبابات والوله ؛خبأها الشاعر في قلبه حيناً من الدهر؛وربما كان ضنيناً بها أن تتعرض للامتهان أوماشابه ذلك ؛مالبثَ بعد ذلك أن كتبها بوجيبِ قلبه المُغرم تخليداً لها ؛وإعلاءً من شأنها ؛وهاهي تستحيل لكل ذي بصر سِفْراً من أسفار الغرام العميق؛سفْراً من الحب المتين ؛تكوَّن من أجلها وحدها ؛سفْراً مثالياً؛لم يكن من قبل مسطوراً في قواميس اللغة؛وكان مفروضاً على محبوبته اللاهية
أن تفقه بنوده؛وأن تتباهى بما أودعه الشاعر بين دِفَّتيه من ولعٍ استثنائي ؛خصَّها به؛وأمطرها بدِيَم سحائب وداده ؛فيما مضى من محطَّات العمر..
وماذا وقد أُسقط في يد الشاعر؟!
أيسدل الستار على (سِفْر الهوى) ؛وينأى بنفسه عن محيط تلك الأغاليط؛وعن هذا الجو القاتم المُبهم وقد ضاق بها ذرعاً؟!
ذلك لم يدر في خلده؛إذ لم يمت الرجاء في أعماقه؛ وآية ذلك :-
رفقاً بقلبي ياعيون صبابتي
هِلِّي وجودي بالغرام أيا امرأة!
تستمر هذه اللوحة ومابعدها في الأطر التالية:-
في البيت السالف يناشد شاعرنا محبوبته الرفق والسعي إلى هناءة البال والتحلِّي بالوداعة ؛في خضمِّ هذه المناشدة الاستعطافية أبصرها لاتعبأ بما يقول؛فيصكُّ سمعها كاشفاً عن نية تكمن في النفس ؛تؤرقه ليل نهار؛نية أثقلته حتى بلغت به مبلغ الضجر؛ وستدفعه وشيكاً إلى كسر القيود الوهمية؛وتجاوز العراقيل المصطنعة التي ما مازالت تتشبث بها؛ وتلوِّح له بها..
في هذه الأثناء يحملها أمانة إيصال رسالة ودية ؛لبحر الحب الذي يقف على مرافئه الآن..
فماذا إذن عن رسالته التي يراهن بها؛ ويريد لها الخلود؟!
قولي لبحر الحب إن مراكبي
قد غادرت يوم التوادع مرفئه!
ويمكن وصف هذه الرسالة بالحاسمة؛يوجهها الشاعر إلى (بحر الحب) وتنطوي هذه الرسالة على جمال روحي خالب؛فهو هنا كمن أحسَّ بالإخفاق من ناحية إقناعها ؛ولم يبق من رابط بينهما سوى أن تنهض بالأمانة التي أسندها إليها..
ويرسل شاعرنا معاذيره باتجاه( بحر الحب )؛وهو في قرارة نفسه يريد له الإنصاف مما شهده من أفعال لايد له فيها؛ يريد أن يبرر لهذا البحر الزاخر سر اضطراره لاتخاذ قرار (الوداع الأليم)؛وفي ذلك اعتراف لهذا البحر أنه آوى غرامياته ؛واحتمل أشجانه؛ وأصغى لآلامه؛وصان تجاربه من أن تمتد إليها أمواجه فتغرقها..
لقد بدا (بحر الحب) وفقاً لرؤية الشاعر بريئاً من أي جناية بدرتْ منه ؛نزيهاً من أي خذلان تعرَّض له الشاعر.
وفي هذا التعبير العميق مايشي برؤية الشاعر للحب الصادق ورسالته المُنوطة به؛فإذا حدثت إساءة من المحبين فإنما هي نتيجة مفاهيمهم المغلوطة عن الحبِّ الإنساني ذلك الهرم النوراني الشامخ ..
ويمضي شاعرنا في عَرْض آخر؛بعد أن تبينتْ له غطرسة محبوبته بجلاء ؛عرضٍ يتعلق باستئناف (مراكبه) رحلة أخرى؛بحثاً عن أفق أوسع وأرحب وأكثر ألفةً ونقاء؛من هذا الجو الخانق الذي أحاط به من كلِّ جانب؛وألجأ مجدافه إلى هذا المسير الانفرادي ..
هذه الرحلة الجديدة المحفوفة بالحب؛ والمنتصرة لجمالياته؛تعانقتْ مع بوصلة الشاعر الذهنية والنفسية؛وتراءى له فصل الربيع الباسم؛بأزهاره المتفتحة؛وعنادله المغردة؛ وفراشاته الفاتنة؛وألوان الحياة المتجددة ؛فأيقن أنَّ هذه المناعم الموشاة بآيات النعيم ستعيدُ ترميم روحه المنكسرة؛ بعد عناء الشتاء المستبدّ؛وزمهريره القاتل؛وهيمنته المبسوطة عليه و على الكون من حوله..
ويمضي شاعرنا في تصحيح نظرة محبوبته-وقد بات على حافة الهلاك كالمرتعدِ برْداً من أعاصير البعد؛الشبيهة بزمهرير الشتاء العاتي -تجاه (الحبّ الحقيقي) ؛فهو باختصار(من القيم المقدسة في حياتنا)؛ومامن شيء يعيبه كقيمة جوهرية لاغنى لنا عنها ؛وأولى بنا- إذا انصهرنا في بوتقته- أن ننأى به عن مواطن الزلل ؛والحيل؛ واللغط؛ والسقطات؛ والطرق المُلتوية؛وماإلى ذلك من ممارساتٍ قبيحةٍ؛لايمكن لها أن تنضوي تحت لوائه العالي المُشرق..
ويستدعي الشاعر عقيدتي(الجهمية والمرجئة)؛في مقام السخرية اللاذعة بمبادئهم الوضيعة؛مُهيباً بمحبوبته ألاَّ تنجرف إلى ذلك المستنقع الآسن؛بدعوى الحبِّ؛ويمكن لنا أن نستشف (فنَّ التورية) من هذا الاستعمال؛إذا ربطنا اللفظتين بمصدرَي :-التجهم والإرجاء في اللغة؛حيث إنَّ المعاني المتمخضة عنهما تكتنفها الضبابية في التعامل؛وترسم لنا شخصيةً منقبضة؛لايؤمن مَكْرُها على طول الخط..
وهذا التوظيف اللطيف يذكرني بأبيات وصفية ظريفة؛قالها أبو نواس في إحدى تجاربه؛على هذا النحو:-
ومظهرةٍ لخلْق الله حبَّاً
وتلقى يالتَّحيَّة والسّلام
أتيتُ فؤادَها أشكو إليه
فلم أخلصْ إليه من الزِّحام
فيا منْ ليس يكفيها خليلٌ
ولا ألفا خليلٍ كلَّ عام!
أراك بقيّةً من قومِ موسى
فهم لا يصبرونَ على طعام.!
الخاتمة:-
على الرغم من تلك المواجع والغصص الموارة التي أومأ إليها الشاعر ؛نراه يعود فيبسط (يدَ الرفق)في ختام معزوفته ؛من أجل إعادة المياه لحياةدافئة ناعمة؛شرب من سلسبيل نهرها مراراً وتكراراً ؛وهصر من ثمار جنَّاتها أمداً غير قصير؛بما يؤكد حرصه على بقاء البنيان الغرامي متماسكاً من جهة ؛وبرهنةً على أمله المنفسح في انقشاع تلك الغيوم الداكنة؛وزوالها عن صفحات سماواتهما الرحبة؛عما قريب وذلك لاريب مشروطٌ باستيعاب محبوبته فحوى رسالته المتزنة؛والإيمان بمقتضياتها المرنة ما أمكن ذلك..
كانت تلك السطور المتواضعة حصيلة رحلتي مع شاعرنا القدير في نصه الوجداني الرشيق الماتع ؛راجياً بذلك إضاءة بعض جوانبه الفنية؛وإبراز بعض جمالياته المتوارية ؛وهي لاشك أغزر وأكثر من ذلك؛وتقبلوا تحياتي
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27555

ذكرى عزيزة لبيعة وثيقة العهد
في الذكرى الخامسة لبيعة سمو ولي العهد، تحقق حلمًا كان في الخيال، عندما تبوأت المملكة مكانتها الشامخة بين الأمم، كدولة عتيدة عالية البنيان برؤية مهندس الرؤية وعرّابها الأمير محمد بن سلمان، فقد تحققت منجزات لم تكن في الحسبان أبهرت العالم كله، وتصححت مسارات كثيرة، وتحققت إنجازات عظيمة، جسدت طموحات قائد وتطلعات شعب، وأصبح لدي المملكة رؤية وأهداف وتنظيم وبناء راسخ متين، واستراتيجيات واضحة تسير على هداها السياسات الداخلية والخارجية للدولة بثقة وثبات، وأصبحت المملكة بفضل الله وتوفيقه وبسبب السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، وبسبب التلاحم والترابط بين الشعب السعودي الوفي الأصيل والقيادة الرشيدة دولة تخطب ودها سائر البلدان، دولة لها وزنها وثقلها ومكانتها على الخريطة الدولية، وأصبحت الرياض إذا تكلمت ينصت إليها العالم باهتمام.
وعندما نحتفل بذكرى البيعة الخامسة لسمو ولي العهد فأول ما سيتبادر إلى ذهننا رؤية 2030 التي تحقق العديد من أهدافها في ظل مجتمع آمن، مستقر، ومتطور يلتف حول قيادته التفاف السوار حول المعصم في مشهد من المحبة والتآلف والشراكة والثقة المتبادلة غير مسبوق لا في المنطقة ولا في العالم. وتعتبر الرؤية نقلة نوعيّة تقدّميّة وتطوّريّة للمملكة في كافة الأصعدة. ولعلّ أهمّها الجانب الاقتصاديّ الذي كان يعتمد كليًّا على الثروة النفطيّة، وأصبح في ظلّ الرؤية يعتمد على الطاقات المتجدّدة والمستدامة، إلى جانب المصادر المتنوعة للدخل القومي.
كما سيتبادر إلى ذهننا مشروع نيوم العملاق، وعشرات، بل مئات المشاريع الإنمائية والسياحية والصناعية والاستثمارية، التي تفتح لمئات الآلاف من الشباب السعودي فرصًا للعمل، والمشاركة في بناء مستقبل الانسان السعودي.
ولعل أهم ما تحقق خلال هذه السنوات الخمس المباركة تمكين المرأة التي أصبحنا نراها تتبوأ مقعدها في كافة مرافق الدولة جنبًا إلى جنب مع الرجل كشريك فعال ومؤثر في دفع عجلة التنمية في البلاد.
وفي إطار مساعي المملكة في إطار الرؤية لاستقبال ستة ملايين حاج و30 مليون معتمر بحلول 2030، تواصل وزارة الحج والعمرة بجهود حثيثة إطلاق المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تحسين مستوى الخدمات التي من شأنها تمكين الحجاج والمعتمرين من أداء المناسك، بكل يسر وسهولة. وقد أنفقت حكومة المملكة العربية السعودية الكثير من الأموال لتطوير الحرمين الشريفين وتعزيز البنية التحتية لمشاريع الحافلات، والتي تتضمن تجهيز المسارات وبناء جسور مشاة، وتدشين قطار الحرمين للإسهام في اختصار المسافات لنقل الزائرين من مكة مرورًا بجدة إلى المدينة المنورة، بالإضافة إلى إنشاء المزيد من الخدمات الشاملة والمتكاملة للحجاج والمعتمرين وتحسين تجربتهم وإثرائها بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
لقد حققت السعودية تقدماً رائدًا في ملفات كثيرة خلال السنوات الخمس الماضية، ومنها مؤخرا مبادرة السعودية الخضراء، التي تعتبر خطوة كبيرة نحو تحقيق تطلعات المملكة نحو بيئة خالية من الانبعاثات الكربونية الضارة لمستقبل الأرض.
وقد استهل سمو ولي العهد السنة السادسة من مبايعته بجولة هامة شملت جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وتركيا بما يعزز الدور السعودي والمكانة السعودية المتنامية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما سيعقب ذلك من زيارة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة، وبما يؤكد على أهمية المملكة العربية السعودية بالنسبة لواشنطن، حيث المنتظر أن تشهد العلاقات السعودية – الأمريكية مرحلة جديدة من خلال هذه الزيارة المرتقبة.
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27553

من أحضان الجبيل الكاتبة عنبر المطيري على منصة التوقيع
في يوم الخميس ٢٦ مايوم من ٢٠٢٢ شاركت أ: عنبر المطيري في معرض الكتاب الأول بالجبيل م الذي يقام في مدينة الجبيل الصناعية تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز-نائب أمير المنطقة الشرقية ، والذي شاركت فيه بتوقيع كتابها قاب قلبين المكون من ١٢٧ صفحة والذي يحتوي على الخواطر . والاقصوصات النثرية وبعض القصائد النثرية وبعض العمودي أيضاً – والذي صدر عن دار الرائدية للنشر والتوزيع –
وتمت التغطية من قِبل صحيفة سهم و منتدى اعلاميات الشرقية وكذلك معزوفات مخملية –
وقد عبرت أ: عنبر عن مدى سعادتها بكتابها وبحضورها الأول لمعرض الجبيل وعبرت عن مدى فرحتها لهذا الإنجاز الذي تراه نون خاصره في رحلتها الكتابية –
وقد حضر توقيعها بعض الزملاء وبعض الأدباء المرموقيين كالشاعر مشعل الغامدي ، الشاعر شيخ صنعاني ، الشاعر طارق المالكي ، الشاعر مسعود اليامي ، والكاتبات والعديد من الزوار الآخرين ..وتشكر الأستاذه عنبر صحيفة سهم بقيادة أحمد عزيز –
ومنتدى إعلاميات الشرقية ومجموعة رؤية المستقبل بالإضافة إلى مجلة معزوفات مخملية وقد غطو الحدث بشكل واعي جداً – وتوجه الشكر بشكل خاص إلى الإعلامية مها الحجي ،
والمحرره أ: عايشة عبدالرحمن
والإعلامية : هيا العبيد رئيسة أعلاميات الشرقية
والإعلامية : بدرية الجبر
بالإضافة إلى قروب رؤية المستقبل
الأستاذ: فهد الشرقية
والأستاذ عبدالله جعفري –
نسأل الله لها مزيداً من التقدم مزيداً من التوفيق والنجاحات المتعدده .
عدسة مجلة معزوفات مخملية –
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://maazofat.com/?p=27525