على بارق اللقاء أسوق سرب الأغاني الجائعة للربوة فوق كفّيكِ …
وطناً يحوي أمنيات غبار السنين ومصائب الرحيل …
أكتبُ لكِ من شبّاك الفجر المواري …
أكتبُ لكِ بجريداتِ الجفن عن الملح ورمادِ القصائد …
و فيُّ الذكرى يوقظ العمر من الغفوة القليلة …
لصحوٍ يشيبُ به اللسان حباً يثمر به لكِ …
أكتبُ لكِ والملح يكبرُ بالنون الذابلة …
جمرٌ يؤولُ له الرماد بعينيّ حتى يشتعلِ لكِ فتيل الترقب …
مع جديلة الصبحُ إذا تنفّس …
ويختنقُ صبحُ الجديلة مع شحّ وجهكِ بالنفسِ والشروق …
ياصبيّة الأغنياتِ و فتيلَ الدمع …
أنا من تحتِ الرماد تشتبُّ الحرائق بثغري صراخاً …
يأكل الصوتَ بكاءً و نهماً إليكِ …
هيّا رُشّي من منخلة العطر رمشكِ … ولوذي إليّ بالنظر …
تجوعكِ كل البارقات من هماليل العين …
يجوعكِ غمامُ الصدر …
تجوعكِ كل صرخات الرماد وحرائقي من تحته تجوعك …
ياصبيّة سديم العمر … ضاع العمر ياسديمي …
ياذات جناحينِ وأمنيةً بيضاء ..
هيّا … اكنسي من على تلّ الملح عيناي …
واجمعي كسور الجفن من بين الرماد …
ياريّ شواهق النظر الحزينة …
يا جسد ماء هذه الأرض من تحتي …
يا أم الغمام علواً من فوقي …
لكم من شقوق وجهي تساقط منها الوجل …
أن تقرأ الجدران فضيحة عشقنا القديم …
وترى الفقد يشقّ شوارعَ وجهي …
أن تقرأ الجدران من فوق الجفن اسمكِ يتمطّى …
أنا القليلُ جداً … أبحثُ عن بعضي الكثير …
الهاربُ إليكِ جداً … أنا ياعمري بعض العمر …
المسروق من بعضه بعضه …
أبحثُ عن عمري المسروق من بعضي إليكِ …
أنا الجوع يمشي فوق الأرض يفتّش عن وجهكِ …
أنا صراخُ الرماد المشرّد في دكاكين الألوان يبيع الغدِ إليكِ …
أنا ريّانُ الملح أكبرُ بالهدبِ وطناً تنامُ بترابه أمنياتُ الصبا …
أنا خلخال الحنين أرشُ فوق وجه السماء فضيحتي …
أنا باب الولع تلجُ معه اللوعات وخرجُ عتيمِ الأسى …
أنا صدى ضيق الحناجر وأشواكها ..
ظلماتُ برزخٍ بيني وبينكِ …
بيني وبينكِ رصيفُ شارعٍ باكي …
يعبره الطين … يعلق به المارة … قنديله سيجارة … برده يشبه السكين …
بيني وبينكِ شبّاكٌ مكركب …
جهاتٌ أكبر عن كونها أربع …
غصنٌ ترمّد إلى : مُتعب …
بيني وبينكِ غيمة أوجاعٍ تصبُ الهدد بقامتي …
وطنٌ أقدمُ من مسقط اصبعي …
أجرّ السهر إلى آخر المَحرق …
أتورّق دفتراً تتوسدينه غصن قصيدةٍ ينمو إلى الأعلى …
أتأرق سهاداً يغسل الجفن عن صبغة الحلم …
يرمّدُه بالجوعِ إليكِ …
يجوعكِ الصدرُ ياعمري …
هيّا رشّي من خلاخيلكِ درباً تمشيه كل الأغنيات لتربو فوق كفّيكِ وطناً …
يحوي القصائد و السنين …
هيّا رُشّي من رمشكِ قرباً …
هيّا ياعمري …
وقصائدي ألذ … وخبز أمي ألذ …
وحنيني إلى الدار … أرفل …
حينَ أتأبطُ الشوق …
وأمشي كل الوجهات إليكِ …
أهذّب ربطة عنقي … ووحشتي …
أحلق ذقني … وغربتي …
وأركضُ بلساني …
كل الأغنياتِ أنتِ …
كل ماءِ الأرض أنتِ …
كل تفاحِ الأرض أنتِ …
وأقولُ صدري … يعطشكِ …
وأنتِ الغيم الوحيد …
و أقول ثغري يجوعكِ …
وأنتِ الطلع النضيد …