في مساء الثلاثاء الماضي الموافق ١٤يونيو رحب ملتقى معزوفات مخملية
باستضافة الشاعر الكبير "حسين الصميلي" الذي أثرى الأمسية بقصائده والتي نسجها من فم الغيموأمتع فيها المستمعين الكرام تحت اشراف الاستاذ محمد الأمير والاستاذة عنبر المطيري
وقد بدأت أ: عنبر اللقاء بكلمة ترحيبية بالشاعر والتي أبدت سعادتها بهذا اللقاء الشيق بهذا الشاعروالذي اراقت على مسامع الحاضرين بسيرته الذاتية في سطور
ـ حسين بن محمد حسن صميلي .. ولد بجدة عام 1397هـ 1977 م
ـ حاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة أم القرى - كلية اللغة العربية - قسم الأدب ـ عام 1421 هـ
ـ يعمل حاليا معلما للغة العربية بإدارة تعليم جازان . ** المهرجانات واللقاءات الأدبية والثقافية التي شاركفيها :
ـ شارك في مهرجان الشباب العربي التاسع بمصر عام 1998م / 1419 هـ ـ شارك في الأسبوعالثقافي الثالث لجامعات دول الخليج بسلطنة عمان عام 1419 هـ ـ شارك في الأسبوع الثقافي الرابعلجامعات دول الخليج بمكة المكرمة عام 1422هـ - شارك في الأيام الثقافية السعودية لدى مؤسسة ابنعفيف الثقافية بصنعاء عام 2010 - شارك في مهرجان الجنادرية الثقافي والوطني 31 عام 1438 هـ ـقدم برنامج أوراق شاعر بإذاعة المملكة العربية السعودية بالرياض
لمرتين : الأولى عام 1424 هـ ، والثانية : عام 1429 هـ - شارك في عدد من الأمسيات الشعرية ببعضالأندية الأدبية ، كنادي جازان الأدبي
ونادي الباحة الأدبي، وعدد من المهرجانات والتجمعات الشبابية . ـ نشر له العديد من القصائد في عددمن الصحف والمجلات المحلية والإلكترونية .
*عضو نادي جازان الأدبي *عضو نادي جدة الأدبي والثقافي
** أعماله الأدبية :
ـ له ديوان شعري مطبوع عن دار الحميضي بالرياض عام 2009 هـ بعنوان " وهج الغياب " .
ـ له ديوان شعري مطبوع عن دار النشر الأدبي بالدمام عام 2015 م بعنوان " تنهيدة الغمام " .
ـ له ديوان شعري مطبوع بعنوان "سنبلة في فم الريح " عن نادي جيزان عام ٢٠١٨
- له ديوان شعري مطبوع بعنوان " بصيرة الطين " عن نادي الحدود الشمالية
❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆
وأكمل الترحيب بهذا الشاعر الفذ أ: محمد الأمير ..
"الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على نبينا الهادي الأمين ؛أما بعد:-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأهلاً وسهلاً ومرحبا بالشاعر المتألق حسين الصميلي وأهلا بكم جميعاً أيها السادة والسيدات الذينشرفونا من المخمليةوغيرها من المنابر الأخرى في هذه الليلة الاستثنائية من ليالي العمر ؛ليلة الشدوالساحر الآسر ؛ وكلُّنا أمل أن تنعموا بلحظاتٍ من المتعة والانشراح ..
ليلةُ الشعر بحُسينها الصميلي؛من الليالي التي لايخفت بريقها؛ ولاتزول نضارتها؛ولايجفُّ عطرهاالمخملي الأنيق!
الشاعر المتألق حسين صميلي نجمُ هذه الليلة الألاقة؛شعره المؤنس الأنيق ناب عنه؛ومثله خير تمثيل؛ فيماتكرَّم بنشره في الملتقيات.
ولطالما هدهد أحلامنا؛وأثرى أحاسيسنا وأشجاها بتناولاته الفنية البارعة والتقاطاته المدهشة ..
والذي يمعن النظر في عرائس شعره؛ مستقصياً معالم شخصيته؛ سيعود بشياتٍ من ذلك؛تصبُّ في آخرالأمر على أننا أمام شاعرٍ بارع مجيد؛أمام شاعر ينتمي إلى المدرسة الحديثة؛شاعر قطع أشواطاً بعيدةفي مضمار الحداثة؛استوعب أهمية التطوير فاستقلَّ بموهبته عن النمطية ومأزق الرتابة ؛ربط في تجاربهبين همومه الذاتية والهموم الكبرى للبشرية المُحيطة به..
أذكر أنه جمعني به ملتقى (واتسي) قديم
بصحبة الشاعر الرائد:- عبدالصمد الحكمي؛فكان أكثر الشعراء الذين حازوا على ثناء أستاذناعبدالصمد..
في حوارنا هذه الليلة سنحاول المواءمة بين محاورته والاستماع إلى شدوه راجين ألَّا نثقل عليه..
ثم توالت الاسئلة والإجابات المرصعة بقصائده الرائعة -
❅ _ كيف ترى أجواء الشعر حاليا؟!هل الشعر يتقدم أم أنه في مأزق؟
❅ هل تعتبر الشعر للخاصة أم العامة؛الجمهور أم النخبة؟!
* أجواء الشعر لا تزال تقاوم الكم الهائل من الألوان الأخرى التي طغت على الساحة الأدبية سواء داخلرواق الشعر نفسه ، وأعني بذلك مزاحمة قصيدة النثر له ، وإن اختلفنا في المسمى ، حيث تزخر بهاالمطبوعات والمنشورات الصحفية ، وكذلك من خارج إطار الشعر طغيان الرواية والكتاب النثرية التي تعجبها الساحة الثقافية بغثها وسمينها ، إما استسهالا لها أو ركوبا للموجة الطاغية ، لكنه مازال يقاومويتقدم للوقوف على سدة الصدارة ولم يكن في مأزق أبدا على مر العصور لأنه الأحق والأجدر بهذهالمكانة فنيا ووجدانيا .. لذلك هو ديوان الجمهور من العامة والخاصة وملاذ الجميع ويجب أن يكون كذلك ،ولا يكتب للنخبة الخاصة إلا القليل الذين ربما تختلف لديهم المعايير الحقيقية في رؤيتهم للشعر ووعيهم برسالته السامية الخالدة .
❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆
❅ _ شروط الحداثة في الشعر أيمكن الإشارة إليها في نقاط موجزة؟
* لست بذلك الناقد المتخصص لكي أملي شروطا محددة ، ولكن أقول وفق ما أعرف من قراءات متعددةأن الحداثة ليس بذلك المفهوم الضيق الذي يؤطره البعض في ( ظاهرة الغموض الشعري ) ، والرمزيةالمغرقة تحت مقولة ( المعنى في بطن الشاعر ) أو بالتحرر من الموروث سواء كان ذلك الموروث دينيا أونحويا ، فهذا من وجهة نظري ضعف وتهتك صريح ، فالأدب رسالة وفن في ذاته ، إنما تكمن الحداثة فيوعي الشاعر ذاته باللغة التي يتسلح بها لإبراز موهبته الشعرية وإعطاء نصه جهدا أكبر لخلق معانجديدة وصور مبتكرة وعناوين جاذبة بما تنطوي عليه من الرمزية الموحية بلالاتها العميقة والمدهشة داخلالنص الشعري وذلك بتوظيف الاستعارات البلاغية والمجازات توظيفا يليق بذائقة المتلقي وتكسبه الدهشةوالمتعة معا .
❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆
❅ _ ما أهم المحطات الشعرية الكبرى التي استفدت منها؟؟
مامواصفات الشاعر المجدد؟!
من يستهويك من شعراء اليوم ؟
* حياة الشاعر مليئة بالمحطات والمنعطفات التي تؤثر في تجربته الشعرية وهي عديدة جدا ، وربما كانذلك موقفا عابرا لكنه يخلق لدية صدمة ما إن صح التعبير ويغير لديه الكثير من طريقته ورؤيته للشعر ،من تلك المحطات المرحلة الجامعية وما اكتنفتها تلك المرحلة من قراءات في الشعر قديمه وحديثه وحفظالكثير منه ، أضف لذلك الملتقيات الشعرية والثقافية التي أكرمني الله بالمشاركة فيها سواء داخل الوطنأو خارجه ، وكذلك طباعة بعض دواويني الشعرية التي كان لها بالتأكيد دور تحفيزي للنفس لمواصلةالمشوار الشعري ، وغيرها من الأماسي الشعرية والنقدية الملهمة .
أما من حيث المواصفات الشعرية للمجدد ، فليس هناك مواصفات محددة حيث لكل شاعر نظرته للشعر ووعيه برسالته ولكل شاعر معجمه وقاموسه اللغوي ، والذي يجب التأكيد عليه هو أن يكون لدى الشاعرنفسه هاجس التجديد والاختلاف ، فهو بعد كل قصيدة يكون مستعدا لولادة جديدة في نص جديد لكييكون مدهشا ومبدعا وهذا لا يتأتى إلا بالعمل الشاق مع ذاته تطويرا وتثقيفا ..
وهناك الكثير من الشعراء المبدعين الذين يثيرون الدهشة الشعرية لدي والذين أجزم أنهم تعبوا علىأنفسهم كثيرا ليصلوا إلى ذلك المستوى الرفيع من الجمال ، وعلى راسهم الشاعر الكبير جاسم الصحيحومحمد عبدالباري وغيرهم من المبدعين في زمننا المعاصر .
❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆
❅ ماموقفك من النقد؟!
❅ هل من خطر يهدد الشعر حاليا؟!
❅ كيف يشعر المتلقي أنه في حضرة شعر جديد؟!
* ليس لدي موقف مغاير من النقد ، فالنقد مرآة تعكس لنا مستوى النص بعد تمامه فنيا ، وللناقد أدواتهومعاييره ومدارسه التي من خلالها يتعاطى نصوص الشاعر ،وإن كان الشاعر هو ناقد في حد ذاته ،فكل شاعر ناقد وليس شرطا صحة العكس ، فيجب على الشاعر أن يتخفف من حساسيته اتجاه النقدوالنظر إليه كرافد معرفي ينير للمتلقي معالم ما يكتبه .
أما من حيث الخوف على الشعر من خطر ما يداهمه ، فأظن ذلك لا يعدو أن يكون مبالغة إن حصل ،فالشعر يزاحم ويقاوم وقد مر بالعديد من العقبات والتقلبات قديما وحديثا ، يخبو تارة ويضيئ تاراتأخرى .
ويشعر المتلقي أنه في حضرة شعر جديد إذا كان ما يتلقاه شعرا حقيقيا مكتمل الأدوات لغويا وفنياوبتناغم متسق مع مشاعره الروحية الصادقة .. هنا تتحقق الدهشة ويكون الإبداع الأخاذ .
🌷
❅ _ النوادي الأدبية هل ساندتك في رحلة إبداعك؟!
هل لديك اهتمامات أخرى من الشعر؟!
* لا شك أن علاقتي بنادي جازان الأدبي سابقا من خلال ( اثنينياته ) قديما وبعده نادي جدة الأدبي منخلال ( ثلوثياته ) كان لها دور كبير في فترة ما وإن لم يكتسب ذلك الدور صفة الاستمرارية بسبب ظروفكثيرة أحاطت بالأندية الأدبية في فترة لاحقة ربما ، في مقدمتها النازعات على المصالح الشخصيةالإدارية وربما هيمنة الشلشلية أو الصحوبية على العديد من المرافق بها ، وإن كانت في السنواتالأخيرة تحاول التجديد والتنويع في بعض مناشطها وهذا يُحمد لها في بعض الأندية كما يلحظه الكثير...
أما من حيث اهتمامات أخرى أُعنى بها حاليا غير الشعر ، فلا يوجد شيء واضح إلى هذه اللغة ، هناكمشاريع كتابية وتأليفية لازالت قيد التفكير .
❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆
❅ _ ما كلمتك التي تود أن تختم بها؟!
* ليس من كلمة ضافية إلا همسة ربما تكون لذاتي كشاعر ، ولمن يوافقني الرأي فيها وهي : أن للشعرقيمة فنية إنسانية يعبر من خلالها الشاعر عما يراه ويتفاعل معه من أحداث وتقلبات ؛ بمعنى أن يعيالشاعر ماهية ما يكتبه ، فهل كان باعثه اللغة التي يملكها وحسب فيكتب لمجرد الكتابة ، أم هي نظرة عامة للحياة والإنسان حوله يتفاعل معها وينصهر بها ، ثم يسكب ما يشعر به اتجاهها في قالب شعريبديع يلامس أرواح الناس قبل أسماعهم .. وهذا هو الشعر .
🌷
❅ : في لقاء لك عام 1435 قلت إنك تجنح لمدرسة التجديد في الشعر العربي وترى أن من الجيد مواكبةالحراك الثقافي في العالم العربي
سؤالي الآن:
ألم يتغير رأيك بعد كل تلك السنوات ، خاصة وأنت ترى كثرة الغثاء الذي ملأ الساحة الشعرية والأدبيةبدعوى التجديد والإبداع ، حتى أصبح الجنوح إلى الغرابة هدفا بحد ذاته ؟!
* فيما يتعلق حول موقفي من التجديد في الشعر ، فلا زال موقفي كما هو ، وذلك بأن يخلق الشاعرأفكارا وصورا ومعاني جديدة خلاف تلك المطروحة والمكررة على امتداد السنين ، هذا من حيث المضمون ،أمّا فيما يتعلق بالشكل الموسيقي ، وذلك بالخروج على النمط الخليلي بشكله التقليدي ( العمودي ) إلىالشعر الحر ( التفعيلة ) وابتكار كل جديد يتسم بالموسيقية والإبداع ..
وما أقصده هنا بعيد كليا عن الفضوى الشكلية والتي يسميها البعض ادعاء بالنص الشعري النثريحيث تخلتط اتساقات ما يكتبونه من نصوص مع اللون النثري المعروف ، فهم يتكئون على الصورةالموغلة في الغرابة مع غياب الإيقاء الموسيقي أو مجافاته تماما ، وبذلك تتماهى جغرافية النص الإبداعيلدى المتلقي فلا يدري هل ما يقرأ يُعد خاطرة أو مذكرات ، أو غير ذلك مما هو أقرب للهذيان منه للون أدبيمحدد الهوية ...
وللأسف تغُصُّ الساحة الأدبية والثقافية بهكذا ألوان ، والتي بدورها تعطب الذائقة العربية وتشتتها .
❅: الغياب وقلق الغياب هاجس يظهر بوضوح لكل من يقرأ حسين صميلي ؛ هل للأمر علاقة بالواقع أمأنها رومانسية الشاعر العربي فقط؟
* أنا واحد من أولئك الشعراء الملبوسين بحالة القلق والألم والشعور بالغياب ، ولا شك أن هذه الحالةالرومانسية تعد دثارا ملازما لأرواح العديد من الشعراء العرب حتى غدت مدرسة يعرفون بها وينسبون إليها ، وربما لم بكن انخراط العديد من أولئك الشعراء في هذا الاتجاه بمحض إرادتهم أو بسببقراءاتهم في هذا الاتجاه فقلدوه ، بل نتيجة للظروف المتنوعة التي مروا بها والواقع الذي عاشوه ربما ...
❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆
❅ : قلت في إحدى قصائدك :
حسبي عرفتُ الآنَ أنّ حكاية
الإنسانِ لغزٌ ماجَ بالحُكماءِ !
وبأنّ هذا الجرْمَ رغمَ نحولهِ
في الكونِ سرُّ تشكلِ الأضواءِ
ما علاقة حسين صميلي بالفلسفة ولمن من الفلاسفة يدين بآرائه وقناعاته؟
* ليس لي أي علاقة بالفلسفة من حيث قراءات ممنهجة أو تبني رؤية ما لفيلسوف معين ..
وما أعتقده من وجهة نظري أن الشعر فلسفة بحد ذاته ، وأن الشاعر هو فيلسوف بذاته ، وذلك من خلالتأمله لما يدور حوله من أحداث ومواقف وما يشعر به من اضرابات وتناقضات داخلية إزاء ما يعيشه أويحيط به ، ثم هو بدوره يفلسف ذلك من خلال إيمانه بما يشعر به ، ليسكب كل تلك المشاعر في قوالبإبداعية ملهمة من خلال صوره وافكاره ومعانيه .
❅ : (يا ويلَ ناشِئةِ الأجيالِ من لُغةٍ
أصداءُ شيْلاتِها
تُصميكَ بالشَّللِ )
كأن الشاعر حسين صميلي يعلنها حربا على الشيلات وينذر بعاقبة وبيلة من جراء تأثيرها على ذائقةالأجيال وحسهم الأدبي!!
* ليست المسألة مسألة حرب بقدر ما هو نذير حار حول ما ستؤول إليه ذائقة الأجيال من فساد فادح فيسلامة النطق والإعراب فيما لو عمت ظاهرة الشيلات التي طغت بها المحافل والمهرجانات ومواقع التواصل، وأصبح طلابنا يحفظونها ويرددونها في المناسبات على حساب اللغة العربية الفصيحة التي تقويألسنتهم وتربطهم بفهم قرآنه ، وهذا مخالف للكثير من المأثورات الدينية التي تحث على دراسة العربيةوحفظ الشعر العربي الأصيل ، وهذا مبلغ ما أطمح إليه لتنمية الحس الأدبي لدى الناشئة .
❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆
❅: الشعرُ روحيَ ، هل أخادعُ روحي ؟
فأقولُ غيرَ مواجعي وجُروحي !
هل فعلا يقول الشاعر في قصائده مواجعه الحقيقية دون خداع ؟
كيف ذلك وأعذب الشعر أكذبه، أم أن هذا الكلام أيضا من تهويم الشعراء ؟!
* هنا يجب أولا أن نعرف ما هو المقصود بالخداع أو المخادعة ..
من وجهة نظري أن مخادعة الشاعر لروحه تكمن في قوله خلاف الحق ، وفي تضليله للقارئ .. كأن يطبلللباطل على حساب الحق ، ويمتدح الظلم على حساب العدل ، ويوافق الخطأ على حساب الصواب ، هذههي المخادعة التي أقصدها في مطلع القصيدة التي أشار إليها السؤال ..
أما علاقة ذلك بمقولة العرب المشهورة ( أعذب الشعر أكذبه ) فهنا أيضا يجب أن نعرف حقيقة الكذبالمقصود ، فإذا كان الكذب المقصود هو ضد معنى (الصدق ) كقيمة دينية واجتماعية وانسانية ، فهذا لاينبغي للشاعر أو غيره وليس له علاقة بالعذوبة المقصودة ، إنما المقصود به هو مبالغات الشعر وتماهيه معخيالاته الشاردة ومشاعره المتوقدة فيع في الكثير من المبالغة والغلو .
❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆
❅: هل الشعر النبطي امتداد للشعر العربي المعاصر .
- نعم الشعر النبطي هو امتداد للشعر العربي الفصيح من حيث الإيقاع الموسيقي والصور والموضوعات، وظهر متماهية مع الروح العربية الشاعرة ، والتي تفتقد إلى معرفة قواعد اللغة نحوا وصرفا في مجملها، ولكن طغى هذا اللون الشعري في العصر الحديث ، حتى اعتبره بعض النقاد من أسباب تراجع الشعرالفصيح في العصر الحديث وذلك لاحتفاء العامة به وتسيده في الكثير من الصحف اليومية والقنواتالمرئية .
❅: لماذا لم يخدم الاعلام الشعر الفصيح بشكل عام في المملكه العربيه السعوديه خاص لمنطقة جازانوخصوصآ ان تزخر بالشعراء والادباء والمثقفين امثال الضيف والشاعر الاديب الكبير حسن ابو علهوغيرهم الكثير .
* هذا سؤال جيد تكون الإجابة عليه من جانبين اثنين ، الأول هو ما يخص خدمة الإعلام للشعر الفصيحبشكل عام ، وهذا جانب فيه تقصير واضح وربما كان لطغيان الشعر النبطي بسبب قربه من ذائقة العامةوفهمهم لمعانيه الشعبية البسيطة ، عدا القليل من الزوايا في بعض المجلات الثقافية الأسبوعية منها غالبا، وبعضها تركز على المناسبات سواء كانت وطنية أو غيرها ، وسبب آخر وهو وجود بعض الشللية فيالكثير من الأروقة الصحفية والتي تركز على بعض المحسوبيات الفكرية أو المناطقية ربما ..
أمّا الجانب الثاني في السؤال وهو ما يخص أدباء جازان إضافة لما ذكرناه في الجانب الأول فهو يعودإليهم في أنفسهم ، فكثير من هؤلاء ، وربما كنت واحدا منهم للأسف ، فيميلون إلى الانطواء والبعد عنالأضواء ، منتظرين من يتفضل عليهم ويأخذ بأيديهم إلى الظهور إلى الساحات والمحافل .
❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆
الشعرُ روحيَ ، هل أخادعُ روحي ؟
فأقولُ غيرَ مواجعي وجُروحي !
هو هذهِ الأنفاسُ تركضُ روضةً
في أحرفي ، وبصوتيَ المَبحوحِ
ولقد أضِنُّ على الذَّميمِ بعطرِها
وأظُنُّه لا يستحقُّ مَديحي
حسبي أُدلِّلُ بالبيانِ أحبةً
عبروا سماواتي بكلِّ مَليحِ
الطيبون إذا تهادى خَطوُهم
بين الأنامِ ، شَذَواْ بأطيبِ ريحِ
كلماتُهم مطرُ السماءِ إذا هَمتْ
أحيتْ فؤادَ المُتعبِ المجروحِ
مُهَجٌ يُكلِّلُها النَّقاءُ طبيعةً
فلقاؤها حقلٌ من التَّرويحِ
ما شابَها أبدًا فُجورُ خُصومةٍ
شبَّتْ على التَّصنيفِ والتَّجريحِ
ولَرُبَّ نفسٍ في حقيقتِها أذى
يغشى القلوبَ بزيفِهِ المفضوحِ
مالي وما للخَلقِ أسْبُرُ غَورَهم
وأسومُهم بالنَّقدِ والتَّصحيحِ
يا شِعرُ ، ما أغلى الحياةَ زكيَّةً
بخلاقِها ، تقفو صفاءَ الروحِ
لكَ في الحِيادِ معارجٌ ترقى بها
وتهيمُ حسبَ فضائِكَ الممنوحِ !
# حسين صميلي
" عودي "
تتساءلين عن اشتياقي
هل جازَ حدّ الاحتراقِ ؟
و عن الحنينِ إليك ، هل
حقا سرى عبرَ المآقي ؟
و العيد كيف مضى و لم
أبصركِ حولي كالرِّواقِ ؟
تتبخترينَ خَميلةً
فاضتْ بكلِّ شذىً مُراقِ
يا حلوتي ، العيدُ مرَّ
و لم يكنْ حُلوَ المَذاقِ
ما زلتُ مذْ غادرتِ
أعثرُ في المتاهةِ كالمعاقِ
أنا والأماني في انتظارِكِ
و الليالي في سِباقٍ
عودي فما أبقى غيابُكِ
في اصطباري أيَّ باقٍ
عودي فقد أجَّلتُ
أعيادي إلى حينِ التلاقي
# حسين صميلي
" مِزاجُ عاشِق "
عاشقا أعبرُ الدَّياجي فِجاجا
أتَخطَّى اللَّظى إليكِ سِياجا
واقفا عندَ بابِ صمتِكِ أُزْجي
غُصَصَ الوقتِ رغبةً واحْتياجا !
ما ألذَّ العِتابَ بالبابِ يُذكي
خجَلا واجِفا ، ويُطفي احْتجاجا !
حَبَّةَ القلبِ والشَّجا كُلُّ عُمري
فاغسِلي بعضِيَ الشَّجيَّ ابْتِهاجا
إنَّ ثغرًا على مُحيَّاكِ أَهدى
لوْ تبسَّمتِ أنْ يُشِعَّ سِراجا !
وعلى ناهديْكِ يرقُدُ روضٌ
كلَّما مالتِ النَّسائمُ راجا
يا لَذاكَ القَوامِ ماسَتْ عليهِ
سائماتُ الرُّبى ففاضَ غُناجا
ربَّما تُسكرُ الخيالاتُ قلباً
أتعبتْهُ المُنى ، فحَنَّ وناجى
ربَّما تُخلِفُ الظُّنونُ يَقينا
ربَّما تهطِلُ الغُيومُ عَجاجا !
ما على عاشقٍ سَبيلٌ ، فكوني
مثلَ ما شاءَ في القصيدِ مِزاجا !
# حسين صميلي
" صمود "
تعب عليك ..
هوى تكابده سنينا راعفات !
متسمرا في الحزن
مذهولا به حد الممات !
لا شيء غير الحزن تطعمه
لتخضر الحياة !
يا عمرك المخبوء
ما بين اللظى والمشجيات
طحنوه في الأيام ، لا يدري
ينقب عن فتات !
تعب عليك ..
فهل تفيق إلى خطاك الممكنات ؟
وقف الغياب على ضياك ..
وحنطتك العاجفات
مات الطموح لديك ..
كيف قضى والأمنيات ؟
أولم تكن أحلامنا
نرقى صروح النيرات ؟
أيام قيل بأننا :
جيل التحضر والبناة
شمخت بأنفسنا الهموم
و هان كل المعضلات
و إذا بنا ملح يذوب
على رصيف الترهات !
قفر و يا للقفر ..
نحن هجيره والسافيات !!
ويح الزمان .. قسا
و أوغل في ضياع وانفلات !
لكنما قسما ..
سنختصر المدى في العاليات
عبثا تقوضنا الخطوب
بجورها و المرجفات
متطلعين إلى رحاب الله
نرتقب الهبات
ما دام نور الحق
يملأ باليقين الخافقات
فالصبر غرس مضائنا الأسمى
وقنديل النجاة
تزهو الحياة إذا تقدمنا
ويزهر كل آت ....
❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆❆
انتهت الأمسية بالشكر الجزيل للضيف الكريم الشاعر المتألق حسين الصميلي وتشرف ملتقى معزوفات مخملية بتكريمة بشهادة شكر وتقدير لقبول الدعوه واثرائه الجم لتلك الأمسية الراقية