كان صغار الحي يتقمصون أدوار عُزير وصبايا الحي أدوار إلياذة.
انتصر حبهما والتصقت أنفاسهما بأرواحهما العارية.
سَألَتْهُ بتردد : هل الحاضر يذر رماد الحرب؟
_ أتقصدين رُدينة؟
_نعم.
همس لقلبها : "إن تقمص الحب أثناء فتيل الحرب، ما هو إلا قنديل تفرغ فيه أرواحنا بعضاً من نزواتنا. وما كانت رُدينة إلا ذلك القنديل. وبانزواء الحرب وإخماد براكينها أرقتُ زيت القنديل وأطفأت توهجه... ولم يتبق سواك"
احتفالات رأس السنة أججت المكان.
جدار عازل ، ألوان قوس قزح ازدانت بها الأجساد. . أقنعة تنكرية تخفي أصحابها.
وصلت إلياذة متأخرة، نضت معطفها، وراحت تجول ببصرها بحثا عن عُزير!...
تشابه الأقنعة صعب مهمة البحث عنه .
تعالت صيحات الصخب، وتمايلت الأجساد فوق بعضها .
استنزف اليأس قواها .
حملت معطفها، وأدارت ظهرها نحو الخروج.
إحدى الأجساد المتمايلة التصقتا بالباب.
صرخ النادل : "فلتسقطوا الأقنعة إيذانا بالانصراف ...."
كل الأقنعة استجابت للنداء، بما فيها ذلك الجسدان الملتصقان بالباب : رُدينة و عُزير...!