ارتعشَتْ الشمعة ؛ إنها الريح مرة أخرى. تهاوى الغبار من السقف، بدأ الباب بالتحرك وارتفع صرير مفصلاته الصدئة . اختلطت رائحة التراب بالمطر.
أغلقتْ جدتي الباب بينما المطر يتعاظم .
اقتربت مني تسألني إن كنتُ بخير؟
كان البيت غارقاً في الفوضى. رفعت جدتي الشمعة عالياً وهي تخوض في ماء الحجرة. رأيت في الجدار وجهها الجاف المتشقق . أخرَجتْ نصف جسدها للخارج تستغيث بالجيران. شمّروا سيقان سراويلهم وهم يحملون المتاع المبتل.
قال أحدهم : الأيام القادمة أشد.
ظلّت جدتي تُسَبِّح وتبكي.
بينما جلستُ مرعوباً في مقعدي المتحرك وعيناي مثبتتان في الظلمة فاقداً إحساسي بالمطر ...
ب -
✍️ *تَرْكَة*
" حينَما كنتَ صغيراً، كُنتُ أُوليكَ اهتماماً خاصاً، ترافقني كروحي.
أحملكَ في سلة الغسيل، إذا ما أردتُ تجفيفَ الملابس.
وأخبئكَ في جيب صدري الكبير أثناء طبخي لك الطعام.
لازلتُ أذكر أول يوم دراسي لك.
عندما سُئلتَ عن ولي أمرك؟
اضطررتُ أن أرافقك للمدرسة!. "
قصاصة مدكوكة، استلمتها مع أغراض أمي الشخصية من دار المسنين..!