يُعتبر الخذلان إحساس عميق ومؤلم يحْمِلُ العديد من المشاعر الداخلية المُتعبة والتي تعصِفُ كخيبات أمل وإحباط قوي والذي قد يحصل بسببه المعاناة والأذى النفسي بسبب الآخرين
أو إساءة بحق نفسه -أو مواجهة لصدمات عاطفية قوية -
كالخيانة والوحدة وعدم إيجاد الأشخاص الصادقين الذي يثق بهم أو يستند عليهم أومن جعله يبني لهم مخيلةٍ حسنةً في ذاكرته وهم عكس ذلك -والدخول فيهم وهو لا يعلم بمعرفة شخصياتهم جيداً أوماذا يحملون له من النوايا الداخلية فيهم -
من منّا لم يذق مرارة وألم الخذلان في كؤوس مكسورة الحوًاف
من منّا لم يقع في كسرة النفس وغصّات الشعور
من منَا لم يتفاجأ من ناس رآهم الأمل والمحبة والثقة -
لكن هُناك ألم أكبر وخيبة أكبر عندما تكون من أقرب الأشخاص لنا فكلما كان ذلك الشخص قريباً كان الألم أكبر -
من جعلنا أمورنا متعلقةً بهم .ضحكاتُنا وسعادتُنا وراحتِنا حتى كلماتنا -
من كانوا يُشاركوننا في خطواتنا ودموعنا وذكرياتنا بحلوّها ومرها وفي أول موقف أنتهى ظهر زيفهم وبانت ملامح وجوههم الحقيقية دون مبررات أو إعتذار فكان واقع مرير الذي كان أمام أعيننا مُنذُ البداية ولكن كنا غافلين ويااااالها من غصّة موجعة -
الخذلان ليس فقط من حبيب فهناك خذلان صديق حميم وأقارب وأهل -خيبة من تمسّكنا بهم بكل أيادينا وقوّانا وفجأةً افلتونا في أماكن لا نستطيع حتى العودة أو من أن نصل إليهم -
خذلونا حتى أحرقوا كل مساحات قلوبنا وجعلونا في مواقف لا تُكتب ولا تُشتكى -
رغم ذلك لم نتوقف عن منحهم فرص جديدة ولكنهم سيعودون غُرباء -
علمتنا هذه المواقف أول الدروس وأقساها عندما منحناهم الوفاء وهم سلبوا كل حقوقنا فأصبحنا في حلقات مُفرغة نبحث عن الأسباب التي لم نجدها -
قمة الخذلان أن تحدثهم عن غدر من حولك فيصبحون هم أول الغادرين لك وقتها لن ننسى من كان بجانبنا عندما أحتجناه ولن ننسى من تخلى عنّا فكل الحالتين لها بصمتان لا ننساها -
ولكن بعد الآن سنعيش الهدوء الذي لطالما تمنيناه
و سنحتفظ بأحلامنا تحت وساداتنا -
علينا أن نبتعد عن كل من كان سبباً في أوجاعنا وأن نأخذ الحذر بمسافات أمان وأن لا نختار بأحاسيس قلوبنا وإنما نُفكر بعقولنا هذه المرة-
وأن نبحث لراحتنا ونُعيد النظر بالواقع الذي نعيشه لأننا لا نعيش حياتُنا مرتين -
(الحياة لا تنتهي مع خيبة أمل يمكن أن نعيشها -يكفي أن نسير عليها بأقصى نضج نملكه ونضحك على خيباتنا بل ونُخّيب ظن من خذلونا فلا شيء أقوى من قلوب تجرعت مرارة الخيبات .