مؤيد العبدالواحد
1415-1357هـ 1994-1938م
*لمحات من السيرة:
-ولد في بلدة «أبوالخصيب» (محافظة البصرة - جنوبي العراق) - وتوفي في مدينة البصرة.
-أكمل تعليمه الابتدائي والمتوسط والإعدادي في مدينته «أبوالخصيب»، ثم انتقل إلى مدينة البصرة لمتابعة تعليمه الجامعي.
-عمل معلمًا في مدارس مدينة البصرة، إلى جانب ممارسته لبعض الأعمال الحرة.
توفي أبوه في سن يفاعته، فنشأ مُؤْثرًا العزلة، رومانسي المشاعر، بعيدًا عن الأنشطة الاجتماعية والندوات الأدبية، فلم يتفاعل معه نقاد عصره.
الإنتاج الشعري وخصائصه:
- له ديوان «مرفأ السندباد» - مطبوعات وزارة الثقافة
والإعلام - عام 1969.
-(كتب مقدمة الديوان الشاعر بدر شاكر السياب عام 1962 وظلت مخطوطة مع ديوان المترجم له إلى أن نشرت بعد رحيل السياب بخمسة أعوام).
-له ديوان مخطوط محفوظ بحوزة أسرته.
شاعر تجديدي، يلتزم الشكل والعمودي التفعيلي في كتابته، وتدور قصائده موضوعيًا حول الأسطورة التي عَبَّر من خلالها عن غاياته الشعرية.
قال عنه السياب في مقدمة ديوانه: «اتجه نحو التاريخ والأسطورة، لا ليتخذ منهما رموزًا للتعبير عن فكرة، لقد جعل التاريخ والأسطورة موضوعه الذي يعالجه لا لغاية غير غاية الشعر وحده ولم يجد له حقلاً أخصب من تاريخ العراق القديم، تاريخ سومر وبابل كما عرَّج على الأساطير العربية، وأقول إن الشاعر كان ممثلاً جيدًا للرومانسية الجديدة في الشعر العراقي الحديث».
كانت له صداقة مبكرة مع الشاعر بدر شاكر السياب، الذي يلتقي معه في الانتساب إلى مدينة البصرة.
معبد الحب
غدًا على سفح الهوى مَوعدي
ومهرجان الحبّ في مَشهدي
على السفوح الخُضر لي مَعبدٌ
ضَمّ أساطيرَ الهوى الأرغد
عند انتهاء الدّرب يعلو ذرًا
تُغازل السُّحْبُ صِباه النّدي
ومَعبدي العذريّ ما لامستْ
سوى عذارى الطّهر فيهِ يدي
ذبَحتُ أشواقي على بابهِ
أيّتها السُّحْب عليَّ اشهدي
فرشتُ بالأهداب أعتابَهُ
صَدري وِسادٌ للهوى فارقُدِي
وقلبيَ الهيمانُ قيثارةٌ
فلاعبي أوتارَهُ يُنشِد
سهرتُ ليلي أستجير السَّنا
أنظر من شوقٍ إلى الفَرقَد
وخمرُ كأسي من سُلاف الجَوى
أرشُفُها كالنّار من مَوقِد
ومرَّت السّاعاتُ عن وعدِنا
طال انتظاري في الدّجى فاصعدي
يا سحرَ عَينيها وأَهدابِها
سرُّ الردى في سِحرِك الأسود
أديمُها فَضَّ بياضَ النّدى
ونام في مِحرابها الـمُسْهَد
صاغ إلهُ الحسْن أوصالَها
وولَّدَتْها الشّمسُ في مولدي
رقيقةٌ كالظلّ، إشراقةٌ
ذرْذرَتِ الظنَّ على عُوَّدي
نورُ الدُّنى أنتِ وسِحرُ الصِّبا
يا غفوَةَ الأرواح لي في غد
ما أقصرَ العُمرَ وأحلى الهوى
وأنتِ تَهْفِين إلى معبَدي
غرِقتُ في حُلْمٍ بديع الرؤى
أَرسمُ عِينيكِ فلا أَهتدي
لـمَّا سرَى النّورُ وذاب الدجى
ساءلتُ آسَ السَّفْحِ عن أغيدي
لاحت بثوب اللّيل هيمانةً
وثغرُها من قُبُلاتٍ نَدي
مُسرعةً تسحب أذيالَها
يحرُسها أَملدُ عن أملد
إكليلُها من غار سَفح الهوى
مُركَّزٌ بالمسْدَل الأَجعَد
متى يَرى النورَ فُؤادٌ هنا
وتنتشي الآفاقُ من مَوْعِدي؟