لاتَخُوضِي بَحرَ الجُنون اِخْتِيَالَا
لاولاتَنزِفِي الشُّؤُونَ اِحْتِيَالَا
غَامَ في حَمْأةِ الصِّراع مُرادِي
واسْتوى الآنَ يَكْسِرُ اﻷغْلَالا!
وَاِلْأَمَانِي الَّتِي اِرْتَهَنْتُ إِلَيْهَا
جَنَحتْ بِي أنْ أنبذَ اﻷثْقالا.
قذَفتْ بي حتَّى المَلاذاتُ حقلاً
بيْدَرَاً مُمْرِعاً ينزُّ اشتِعَالا
وحْدَها أدْلَجتْ مَعي خَطَرَاتي
فَهْي أقْصَى على الرَّدَى أَنْ تُطالا
ياسُليمى مَنْ أنْبَتَ الْوَهْمَ سوراً
حالكاً شائكاً وصالَ وجَالا؟!
السَّرَابُ الذي تناهَى إلينا
كيفَ دَكَّتْ أظْفَارُهُ الآمَالا؟!..
اِصْطِبَارِي رَأَتْهُ عَيْنَاكِ سِلماً
وَرَأَتْهُ الجُناةُ حرْباً سجَالا!
فإذا هَزَّنِي إِلَيْكِ خَيَالٌ
للتَّدَاني ترصَّدتْهُ اغْتيَالا
ياسليمى لَوِ البشَاراتُ أَغْفَتْ
في ذُرانا مَخَافَةً وَاِمْتِثَالَا!
فاذكُرِي أَنَّنِي شَدَدْتُ عُرَاَهَا
يومَ كَانَتْ تُعاقرُ اﻷَهْوَالا!
وَاذكُرِي أَنَّنِي وَهَبَتُكِ شَطْراً
مِنْ زماني أُرَاوِغُ الاحْتِلالا!
وَاذكرِي في غُضُونِ سَلواكِ صوتاً
حين مسَّ الْأُجَاج عاد زُلَالَا!
ياسليمى الرجمُ بالغَيبِ إفكٌ
ولقد يستحيلُ داءً عُضالا
إن تَنْأَيْتِ عنْ سُراكِ ارتياباً
وَتركتِ السُّؤَال يَقْفو السُّؤالا!
فأصيخي مِقْدارَ ما استودعتْهُ
لك نَجوايَ واسْتَطيبي احْتمَالا!
لمَ عادتْ زُهْرُ الطُّقُوسِ طُيوفاً
جَامِداتٍ،وَلَمْ تَعدْ كَرْنَفالَا؟!
أفضاءٌ لِلْعَاشِقِينَ أقَمْنا
أم نَحَتْنا للعاشقين جِبَالا؟!
ياسليمى إِذَا تَطَلعْتِ يَوْمَاً
وَالْمَقَادِيرُ قَلَّدَتْكِ النِّضَالَا!
فَحرامٌ إِذَا مَدَدْتُ يَمِينِي
أَنْ تَمُدِّي إِلَى الْعِنَاقِ الشِّمَالَا!
للتواشيحِ مَوْسِمُ الزهر آتٍ
وإلى نهرها نَشُدُّ الرِّحَالا
سيفضُّ الْغُيُومَ فجرٌ قشيبٌ
عنْدما الوعْدُ يَقْرعُ الأطْبالا
ويخرُّ الدُّجى الُمريبُ كَسِيراً
في مَدَانا ونَشْهدُ الاحْتِفَالا