صباح عاصف
يغمر فنجان قهوتي المرة
بالحزن المسافر في
نهار بلا عناوين
في قعر الفنجان الاْزرق
أبصرت حكايتي الأولى معك
عندما غسل المساء
أصواتنا الاولى بالماء والبرد
وزرعنا في النجوم عاشقين اثنين ...
فى ضيافة القمر الذي
كان متجردا من جميع
ثيابه تماما وعاريا الا من أنواره الساطعة ...
وسخيا وكريما إلى أبعد كوكب إلى أبعد مجرة
وهو يقدم لنا شراب الغرام
في كؤوس من عسل
في احدي غرف القمر
غفا الحب قليلا على شفتي
وقد راح في حلم يشبه الأسطورة
يصول ويجول في قصور وغرف القمر
سكرانا ثملا بنشوة العشق والهوى
لا شىء قبلك لا شىء بعدك
قلت لك ذلك بصدق
وفي عيني مطر وفي رمشي
مطر وحول رمشي مطر
وفوق شفتي مطر
وعلى خدي الوردي
مطر مطر مطر
ومن خاصرتي يسقط مطر مطر
وعلى كفي مطر وبين أصابعي
مطر وحول يدي مطر مطر
حتى سقط المطر شهيدا شهيدا
يا ولدي يا ولدي
فانطلقت رصاصة حب أخيرة
من قلبي لتستقر في قلبك ربما
في غرامنا الأول عشقنا الأول
حبنا الاول لهفتنا الأولى
رسمنا للمدينة عناوين كثيرة
أسماء أسماء ملونة وردية
وكتبنا علي البحر اسم مدينتا
تلك المسافرة فى الحب
وصنعنا للمطر أجنحة من الحنين
الطائرة الطائرة
وغابة من الأشواق الحارة الحارة
لزمن ليس لنا لسنا له
لمدينة ليست لنا فى النهاية
نحن العاشقان الصغيران
على أبواب مملكتك الملونة
وتحت سمائها الدافئة
وفوق ارضها الخضراء الجميلة
كما تصورتها أنا
ومن فرط حبي لك عشقي لك
ولعي بك غرامي فيك
سجد رمشي
سجد خدي
سجدت شفتي
أصابعي
سجدت أنا في خشوع المطر
ورقة ورهبة الأشجار
وولع الورد فى المطر
فى مدينة العشاق
نسينا الأبواب مفتوحة
يحرسنا الحب وعيون السماء
لم نكن نعلم أن للكلاب أنيابا قاتلة
وأن مدينة لا تفهم معنى العشق والهوي
معنى الحب والولع
أو يثيرها الغرام
لا تصادق الشمس والقمر
لا تصالح البحر والأمواج
الفن واللون والتشكيل
لا تقتني العطر والعبير والياسمين
وتخاصم الجمال والنساء الجميلات
أرض حبلى بالثعابين واللصوص
حبلى بالعقارب والبراغيث
في مساء الولع الاول
والحب الاول
والعشق الاول
والغرام الاول
والدلع الاول
والدلال الاول
قلت لك بحرارة انثى تشتهي
العشق
وتذوب غراما
تذوب شوقا
تذوب حبا
أحبك . أحبك أحبك بجنون
فأمطرت السماء بلا حدود
ونبت للأرض أجنحة طائرة
أنا وأنت فيها فراشات عاشقة
وأصبح للبحر صوتا
وللأشجار سيقان
وللورد أصابع من ضوء
فاستعصى على الكلاب قتلي
وقتلك
أو قتل حبك في قلبي
لكنهم نجحوا في خطفك مني
وافشال مشروعنا الغرامي
بشكل عبثي
فهل كان حبك لي حقيقة ؟!
أم كان مجرد لعبة من زجاج
من السهل كسرها
والعبث بها
لطالما سالت نفسي ذلك السؤال
عشرات مئات آلاف المرات
دون اجابة
سوى أنني أحببتك مرتين
وغرقت في حبك مرتين
وفي غيابك مت مرتين
ودفنت مرتين . مرتين
وخرجت من حبك مفلسة اليدين
ابحث عن بلاد غريبة مثلي
تكون منفى لي ولاحلامي
التي ماتت في مهدها صغيرة
في الظلام ماتت
في الظلام قتلت
في الظلام دفنت
وحيدة امضي في قطار الصباح
الأخير
انظر إلى النافذة
الثلج .. المطر .. الريح
الشتاء ايضا يأتي من النافذة
فنجان قهوتي البارد
والذي يغمره الحزن
بدا لي مزدحما بالأشباح
والظلال الكثيرة
خطوط ورموز أشبه بالطلاسم
اختنق بغبار الأبواب الرمادية
أحدق في قعر الفنجان قلقة
وأتمنى لو يكسر هذا الفنجان
حاجز الصمت بيني وبينه
وينطق يقول لي الحقيقة
حقيقة حكايتي معك
فهل يعقل أن يبيع رجل حب عمره
كما يقول أو يدعي
في ثانية برهة . بساعة متع وقتية
أم أن الحب كان لعبة منك مزيفة
تتواري خلف بريق الكلمات الرنانة
والوعود والعهود والاحلام الكاذبة
كعادة الحب في الشرق
يباع في أباريق من نحاس
فمن السهل جدا
أن يقول رجل ما هنا في الشرق
لامرأة ما أحبك
وهو يكذب
فتصدقه لانها لا تملك الا أن تصدقه
ومن السهل جدا جدا
أن تقول إمرأة ما هنا في الشرق
لرجل ما أحبك
فيصدقها ولو كذبا
لانه يحتاج أن يصدقها
اف لك يا حب ما أرخصك في
الشرق العربي
اكسر الفنجان
انتفض كسمكة في صباح
ممطر وكئيب
في محاولة مني أخيرة
للهروب من العاصفة
التي راحت تحاصر نافذتي
اجمع أشيائي المبعثرة
احزمها في حقائبي الجسدية
الجائعة
وأركب قطار الصباح الأخير
وحيدة لا شمس تحرسني
ولا نهار يضي لي الطريق
وكنت قد قرأت في كتاب الشمس
أن الحكاية التي لا تموت في فصلها
الاول تبقى حية ألى الأبد ....