محمود منهمك في العناية بمزرعته ، ريان يلعب بجواره ، فجأة اختفى ، ذعر محمود ، بحث عنه بسرعة ، خوفا عليه من البئر العميقة ، لم يجده فيما حوله ، نظر في البئر ونادى وقلبه يكاد ينفطر : يا ريان ، يا ريان ، أين أنت يا بني ؟ ارهف السمع لعمق البئر ، وهو يجهش من الخوف ، جاءه صوت بعيد ، التقطه بصعوبة ، قال : هل أنت لي البئر يا ريان ؟ جاءه صوت بعيد : أخرجني يا والدي . انفطر قلب محمود ، واسودت الدنيا في عينيه ، صاح بأعلى صوته من اللاشعور : ، يا ريان ، يا ريان ، سمعته زوجته خديجة ، جاءت تجري ، وهي خائفة وجلة ، ما باله ريان ؟ أشار لها محمود إلى البئر ، وهو في غاية الحزن ، وقال لها : وقع في البئر . صاحت بكل صوتها ، يا ريان ، يا ريان ، فكر محمود وفكر ، انطلق لمقر الشرطة بسرعة يبلغهم بأن ابنه وقع في البئر ، طلب منهم مساعدته باخراجه ، سمع أهل الاعلام ، نشروا الخبر في كل مكان ، في يوم وليلة تضامن العالم معه ، وتعاطف مع والديه ، بدأت الحكومة تحفر بجوار البئر ، الوقت يمر ببطء ، الناس ينتظرون ماذا يحدث ، وقلوبهم خائفة على ريان ، الوالدان يتألمان ، الكل خائف على ريان ، طال الوقت ، وفي مساء اليوم الخامس ،اعلنوا أنهم وصلوا إلى جسد ريان ، التقطوه وهوفي حالة يرثى لها ، انطلقوا به إلى المستشفى ، زاد خزن محمود وخديجة وخوفهما ، الكل ينتظر اخبارا طيبة ، طلع مذيع النشرة الوطنية ، قال وهو حزين : بكل حزن والم نعلن وفاة الطفل ريان ، متأثرا بجراحه ضج المكان بالبكاء ، انهارت خديجة ، ولم تعد قدماها تحملانها ، تماسك محمود بصعوبة ، أعرض ابو ريان عن كل ضجيج العالم، وانحشر في زاوية من البيت يناجي ربه بصمت..