- منصور !
-نعم !
-هيا نخرج قبل أن يمسك بنا صاحب المحل.
- صه! فلننتظر حتى يقفل المحل؛ ثم نخرج من النافذة الخلفية.
لم يدم طويلاً انتظارنا؛ أطفأ الإنارة؛ أوصد قفل الدُرج.
لم يكن همنا المال؛ هدفنا كان سرقة بعض الألعاب والدُمى للمباهاة بها أمام أترابنا.
-منصور! أنا خايف.
-لا تخف .
تخبطنا ونحن نتلمس الطريق إلى النافذة ؛ الظلام زاد من ارتباك صالح ؛فوطئ برجله لعبة الجمل الصغير فصاحت:
"سمّو الجمل مرة سفينة الصحراء. وحامل الأثقال بقمة الجبال"
سقطت قلوبنا الصغيرة على الأرض؛
أسرعتُ لإسكاتها .
وصلتُ أولا للنافذة؛ فتحتها ببطئ؛ ولج نور خافت ساعد صالح في الوصول؛ نحول جسمي ساعدني على الوثب بخفة للخارج.
حاول صالح القفز فلم يستطع.
جمع أشتات شجاعته، أغمض عينيه وسط تشجيعي وقفز، ارتطم رأسه بصخرة فسقط مغشيًّا عليه.
سِنون مرت على فقدان صالح لذاكرته إثر تلك الحادثة .
زرته الليلة بيدي إحدى الدُمى.
فرح بها وكأنه لا يزال طفلاً.
أخذها مني وراح ينشد معها.
دمعت عيني وأنا أشاطره الحداء :
"سمّو الجمل مرة سفينة الصحراء.. وحامل الأثقال بقمة الجبال".