:
طَرقَـت حروفُ الـسحرِ عـشقًا بـابَها
وجَــثَــتْ تُـقَـبِّـلُ خَـطـوَهـا وتُـرابَـهـا
وهَــفَـت إلـيـهـا كـــلُّ شــاردةٍ وقــدْ
ســاقـت ريـــاحُ الـوالـهين سـحـابَها
ألـفـاظُها وَحــيُ الـجـمال وصـوتُها
سِـحـرُ الـبـيانِ إذا غَـشَـا مِـحرابَها
تـنْـمو حـروفُ الـمجدِ فـي كـلماتها
زهـــرًا يـعـانـقُ سـهـلَها وهِـضـابَها
مَـنْ فتنةُ العُشَّاقِ؟ ساحرةُ الهوى؟
قــدْ أطـلقتْ عَـبر الـمدى أسـرابَها
مـن هــذه الـحـسناءُ ؟ كــلُّ مـليحةٍ
سـكـتـتْ وشَــقَّـت غِـيـرَةً أثْـوابَـهـا
فـتراقـصـت تِـيـهًـا وغـنَّـت نـشـوةً
و حَـدَت على درب الـخلود ركـابَها
عَـربـيَّـةٌ لا وجـهَ يــشـبـهُ وجـهـهـا
حُـسـنًـا ولا بـلـغ الـنـدى أحـسـابَها
لـغـتي الـتي مـا مـرَّ ذكـرُ حـروفها
إلا تــرشَّــفـتِ الــشـفـاهُ رُضــابَـهـا
هي في اللغاتِ سماؤها ونجومُها
هـيـهاتَ أنْ تـصلَ الـنُّهَى أسـبابَها
لا حــــرفَ إلا مــــارواه لـسـانُـهـا
ضــــادًا يُــوقِّـعُ عــزفُـه إعـرابَـهـا
لـغةَ الـخلودِ أتـيتُ أرفـعُ هـامتي
شــرفًـا وتـفـتحُ أعـيـني أهـدابَـها
اللهُ أنــزلــهـا وأشـــعــلَ نُـــورَهــا
مَــنْ ذا يُـحـاولُ أنْ يـنالَ شـهابَها
تَـعِبوا فـما وَجَـدوا لها من حاسدٍ
إلا أثــــــارَ بــحِــقْــدِهِ أطــيـابَـهـا
عـاشـت عـلـى مَــرِّ الـزمانِ فـتيَّةً
وتــظـلُّ أجــيـالُ الــورى طـلابَـها
ما " سِيبَوَيْهِ " سوى حكايةِ عاشقٍ
كُـتِـبـتْ فـكان الـعـاشـقون كـتـابَها