أحثُّ على القريض حصىً و رملا
فأعبـــرُ وعره وأخوض ســــهلا
وأركب-دونـــــما ركبٍ-مـــجازًا
وأتــــركُ واقعًا خلفــــي ممـــلا
أخـــــوضُ غماره شغفًا،لأنّــي
بدائــرتي وما غادرتُ قبـــلا
كسنبلةٍ حباها الحـــــــقل ريًّا
فظنّـــــت كلّ أرضِ الله حقلا
ولن أستجـــــــــديَ الآهات إلا
إذا صارت عيونُ الشمس ظلّا
فلي ومضُ النجومِ ،ولا نجوم
سوى رسمٍ بخارطتي اضمحلا
ولي دفءٌ تمــــرّدَ من شتـــاءٍ
ولي ثمرُ المصيــــفِ إذا تدلّى
ولي دورُ المســافر حين يمضي
ولـــي كـــلّ الجهـــاتِ إذا تولّــى
أراوغُ أمنيــــاتِ القلبِ حينًـــا
وأوهمُــــها ، أقـــولُ لها: لعــــلَّ
وأشبــــعُ كلّ معضلةٍ يبابًــا
فتنجبُ -قبل أن أرتاب-حـلّا
ولم أفهم وقد خضتُ الفيافي
لماذا صـارت الأجـــزاءُ كُـــلا؟
وفاصلةٌ تقول ليَ: استريحي!
فأصرخُ من حشا الإصرار: كلا
فراحةُ من يشابهُني نصوصٌ
بلا حكمِ الفواصلِ ليــس إلا..
ونادمتُ القريض نــدام خــلٍّ
وما فارقتُـــــه حتــى تخلـّـى
ورحتُ أفضّ (أبكار المعاني)
وأزهــو كلّما المعنــى تجلّــى
أبوحُ إلى القصيدةِ كلَّ شجوي
وما زال الحديث يـــرومُ وصلا
بـها من كلّ زنبــــــــقةٍ شذاها
وفيها من صنيعِ النـّحل أحلى
وبحّت من تنادمنا القوافــي
فأرخيتُ العنــانَ لها لكــي لا...
-