أنا ذات الضاد، من بين اللغات
شرف الرحمن بالقرآن ذاتي
أنا أم العرب والإسلام ديني
أتسامى به، في ماض وآت
كفل الله على الدنيا بقائي
ببقاء الذكر عبر الحقبات
لم أزل رمزا اعتزاز وفخار
لبني العرب، وقد كانوا حماتي
عرفوا قدري بحق- وتفانوا
جهدهم في رفع شأني في اللغات
حفظوا لي شرفي الأسمى، وأعلوا
لي كيانا، في شموخ وثبات
وأحاطوني بتقديس، وصانوا
كبريائي عن جميع الترهات
فجزى الله عن الماضي رجالا
من بني الضاد جزيل الحسنات
هاأنا ذا بعدهم أصبحت نهبا
لاجتراءات الأيادي العابثات
وارتضى أبنائي اليوم هواني
وأصاخوا لهتافات عداتي
شوهوا حسني وأزروا بجمالي
ورموني بشنيع التهمات
فئة تعتبر الإعراب قيدا
وتنادي بزوال الحركات
وعن الفصحى فئات تتجافى
تبتغي استبدالها باللهجات
وأتى قوم بألفاظ من الأعـ جام،
كي تلغي بعض المفردات
وغدا التعبير معوجا قبيحا
سيئ الأسلوب، جم الغلطات
أهملوني-ويحهم- بل وتمادوا
في عقوقي، بانطلاق وانفلات
وتحاشوا أدبي الثر، وقالوا:
إنه رجعية عن كل آت
فلكم آسى على نفسي وأبكي
الـ يوم أمجاد السنين الخاليات
من ترى لي غيرهم؟إن لم يحرك
ساكنا حالي بهم قبل الفوات
فعساهم أن يجدوا بالتفات
ليعيدوا لي عهودي السالفات
______________________________
١٤٢٠ هج المحامل