عندمانتحدث عن الشذرة فإننا نخوض في نص مختزل ولقطة عميقة حكيمه وقبل هذا يجب أن
نعرف الشذرة
1الشذة في اللغة من الجذر ( شذر) صغار قطع المعدن وغالبا ماتطلق على على شذرات الذهب .ويقال( ذهبت غنمك شذرا مذرا) أي تفرقت ومن التعريف يمكن أن نأخذ مايلي.
-الشذرة جزء من موضوع وقضية كبرى تختزل بعبارة قليلة
- الشذرة عبارة نفيسة باعتبارها تشبه بالذهب
-الشذرات عبارات متفرقة في كل مجالات الحياة
أما الشذرة بالمفهوم الأدبي هي:عبارة موجزة بليغة ليست بالخاطرة وليست بالومضة وتقترب من الحكمة تتميز بالتكثيف والإدهاش والعمق والترابط في البناء وقدتناقش قضية كبرى أوظاهرة أوقضية ذاتية وهما إنسانيا.
والشذرة متناثرة في في التراث العربي والإسلامي فجوامع كلم الرسول صلى عليه وسلم شذرات بوصف دلالاتها لاتحصر ولاتنتهي
(إن من البيان لسحرا) ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأحيه مايحبه لنفسه)
فالحديثان اختزلا قضيتين هما :
-قضية تأثير اللغة في المتلقي على مستوى الحق والباطل وعلاقة الآنسان والحياة بذلك بذلك التأثير العميق والمستمر وكان الحديث بكلمات.
- قضية الحب العام والخاص وصراع الذات مابين العطاء بالحب واالشح به حتى تحول الى محدد للإيمان والذي يصور مصداقية الإنسان مع الله ومعتقده ومع ذاته
وكذلك جاء الشذرات في أقوال الخلفاء وفي أقوال العرب فعثمان بن عفان رضي عنه، يقول( لو أن قلوبنا طهرت ماشبعنا من كلام ربنا) وهذا القول يناقش قضية طهارة القلوب وعلاقتها بالله من خلال القرآن الكريم وهذه قضية مرافقة لتفاوت المستويات الإنسانية الإسلامية في تلك
العلاقة.
ومن أقوال العرب التي يمكن اعتبارها شذرات ( الوهم نصف الداء) هذه شذرة من حيث البناء وحكمة من حيث مخاطبة العقل وتناقش قضية الثقة بالنفس وعجزها عن ذلك
واستمرت الشذرات متناثرة في صفحات التراث في كل المستويات والمجالات ولكنها لم تدرس بشكل مستقل أوتجمع في كتب
وفي عصرنا الجديث بدأ الأدباء يلتفتون لهذا الجنس وحاولوا أن يجدوا له مسمى الشذرة لعمق وقوة هذا الجنس الأدبي ومع التلاقح الحضاري والاتصال بالثقافة الغربية وتطور اللغة والاتصال التقني كان النص مناسبا لهذه الميزات. ولعل جبران خليل جبران كان الصوت المكثف من خلال كتبه وأقواله.
ومن أقواله( الحق يحتاج لرجلين. رجل يقوله ورجل يفهمه) وبهذا القول الشذرة يناقش جبران قضية من خلال القدرة على قوله والقدرة على استيعابه وإن الإختلال لموازين الحق يتمثل في القدرة على المجاهرة به والصدر الرحب الذي يتقبله وهما الركنان اللذان يستقيم الحق.
والشذرات أنواع
- ساسية كمثل قول نابليون( الحكومة التي يحميها أجانب )
-وقال مارك توين( لقد من الله علينا في هذا البلد حرية التعبير وحرية التفكير والمقدرة على عدم تطبيق أي منهما)
-عاطفية ( بسبب الفقر العاطفي في مجتمعاتنا الأغلبية يشعرون أن أي معاملة لطف هي حب)
شذرات فلسفية كمثل شذرة غاادة السمان(لإننا نتقن الصمت ..حملونا وزر النوايا.)
وقالت:( أكره اأخلاق المنشار الذي لايحقق ذاته ألا وهو يقص الآخر .)
شذرات إجتماعية كمثل(مجتمعنا منشغل بالخوف من العين أكثر من انشغاله بعمل شئ يستحق أن يحسد عليه)
ومنها الاقتصادي والتربوي وغيره ولكن مماسبق،يمكن القول:
- الشذرة لقطة لقضية تهم الإنسان والمجتمع والناس،.
الشذرة تختزل موضوع كبير بعبارة مدهشة
- كثيفة بلا أسهاب ولاتطويل
- مدهشة النهاية ممايحعلها قريبة من الحكمة
- ساخرة حيث نستهجن فعلا ما وقضية باسلوب لاذع
-عميقة فتؤثر في كل من يسعمها.
مترابطة البناء ومزكرة المضمون،
-تخاطب الفكر والعاطفة بينما الحكمة تخاطب العقل،
سريعة من تكثيف عباراتها.
واذا كانت ليست خاطرة فالخاطرة لغتها شعرية محضة والخاطرة يسيطر عليها ضمير المتكلم وتنتهي بإدهاش فتقترب من القصة القصيرة جدا.
ولها كل مميزات الشذرة
أما الومضة فطرفان متناقضان مدهشان والومضة نص سردي قصصي وليس نثري كالخاطرة والشذرة
الومضة أكثر عمقا بوصف الميزات والخصائص فيها هي نفس خصائص القصة القصيرة جدا.