الشاعر /محمد البزم.
*الولادة والنشأة:
ولد في دمشق، وتوفي فيها.
قضى حياته في سورية.
اختلف هو وخيرالدين الزركلي إلى حلقات العلم في دمشق فدرس على علمائها، ثم قصد السيد عبدالقادر بدران فقرأ عليه ديوان المتنبي ومغني اللبيب لابن هشام، ودلائل الإعجاز لعبدالقاهر الجرجاني، ثم اتصل بجمال الدين القاسمي فقرأ عليه كتبًا في العربية والبلاغة والمنطق، ثم قصد صالح التونسي الذي نزل دمشق فدرس عليه علمي المنطق والكلام كما درس الأصول، وقد أتاح له هذا الاعتماد على نفسه في تنمية ثقافته ذاتيًا.
*أعمال تولاها:
عمل في بداية حياته بتجارة الأقمشة، ثم عمل كاتبًا في إحدى المصحات أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم عمل مدرسًا للغة العربية في مدرسة السمانة الرسمية في دمشق، ثم انتقل إلى مدرسة التجهيز الثانوية الأولَى (مكتب عنبر) وكانت تمثل كلية الآداب في ذلك العصر، وظل فيها حتى أحيل على التقاعد.
*محطات في حياته:
كان عضوًا في المجمع العلمي العربي في دمشق عام 1942؛
كان مثقفًا فاعلاً وله الكثير من المطارحات والجدل الفكري مع بعض مثقفي عصره، كما نشط بشعره في الدعوة لوحدة العرب ونهضتهم الفكرية، ومحاربة الاستعمار التركي ثم الاستعمار الفرنسي الذي حكم عليه بالسجن.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان طبع بعد وفاته بعنوان: «ديوان محمد البزم» -وله عدد من القصائد وردت ضمن بعض المصادر.
-وله عدة قصائد نشرت في دوريات دمشق منها: مجلة أصداء - مجلة الدنيا - مجلة مجمع اللغة العربية.
الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات المطبوعة منها: سيرة ذاتية بعنوان: «محمد البزم، أصلي، ومولدي، ومنشئي».
-كلمات في شعراء دمشق . -عروج أبي العلاء .
-من وحي المرأة.
-مقدمة لكتاب «طوق الحمامة».
وله عدد من المؤلفات المخطوطة منها: «طلائع الجحيم»: الجواب المسكت، والمعجم النحوي، وجمال اللغة العربية، ودروس في اللغة العربية، والعامل والعمدة والفضلة والحلة والإعراب والبناء.
*مسيرته الشعرية:
نظم في الأغراض المألوفة من فخر ومدح ورثاء وتهنئة وهجاء ووصف، تعددت أغراض القصيدة عنده فقد تأثر بالموروث الشعري القديم، جل شعره في الحماسة
والفخر بأمجاد العرب وتأثر فيهما بالمتنبي؛ ووصفه بعبقري الشعر وعشير الأفلاك والنجوم.
كما مال إلى الشعر الفلسفي والتأملي، واكتسى شعره بروح متشائمة قلقة .
له مطولة تزيد عن مئة وستين بيتًا بعنوان «دمشق» .
أبرز سماته الفنية:
لغته قوية جزلة، وتراكيبه فخمة متينة، ونفسه طويل، وخياله مطبوع تلقائي.
*نموذج من شعره:
قصيدة «لنا لغة»
لنا لغةٌ عن سالف المجْدِ تُعربُ
فللّه ما أبْقى مَعَدٌّ ويعربُ
كستْها بنانُ العبقرية حِلْيةً
تَمِيد لها غُلبُ العقول وتَطْرب
بها اليأْسُ والأطماع، فهي مع السّها
امــتناعًا، وحينًا من يد المرءِ أقرب
وقد بلغتْ قِدمًا بها العَربُ العُلا
وفاقت على كل الأقاليم يَثْرِب
وكانت لسان الحِمْيَريين أدهرًا
وباهت بها في غابر الدهر مَأْرِبُ
ولو نال سيفُ العُرْب في الغرب شأوه
لَزِينت كما زينت بها الشرقُ مَغْرب
تفرَّدَ بالإعجازِ والحسنِ شعْرُها
فليس له عن مَرْبض الحسن مَهْرب
يدبُّ دبيبَ السّحر في كل مُهْجةٍ
ويؤكل حُسْنًا بالضّمير ويشرَب
زهتْ في ضِفاف الرافِدينِ منيعةً
وعزَّتْ بها العدواءُ، واختال نيْرَب
يَجول لها في دارةِ العِزِّ ربربٌ
ويسمو لها في ذُروةِ المجْد ربرب
همُ العربُ إنْ قالوا أسَدُّوا، وإن لَغَوْا
بشأنٍ تَرَ الأمثال تجري وتُضْرَب
فأفئدةٌ تَنْدَى بعطفٍ ورقَّةٍ
وألْسنةٌ من شفرة السيفِ أَذْرَبُ
لهمْ هممٌ طمَّاحة مشمخرَّةٌ
لها في ذُرَا الأفلاك سؤلٌ ومأْرب
أنا الفحلُ في صوغِ القَريض مجرَّبٌ
وإنَّ ضلالاً أن يُرازَ المجرَّب
وإنيَ أفْعَى الشّعر، أحمي ذِمارَهُ
إذا دبَّتِ الضرّاء للشعر عَقْرب
فمنْ رامَ خطْوي أو تأثَّر نَهْجتي
فقُلْ حلّقتْ في الجوِّ عنقاء مغرب
تركتُ زغاليلَ القريض مُصاحبًا
بواشقه أقتادُها وتدرَّب
ألِفْتُ صريح القول طفلاً ويافعًا
وكهلاً وشيخًا كارهًا من يؤربُ
على أنَّ هذا الدّهرَ مثلُ بناته
يَريشُ ويكْسو من يشاءُ ويَحْرُب