*نشأته
ولد شاعرنا في "مكة المكرمة" عام 1906،وعاش وتربى في "حارة الفلق"، وهي إحدى حارات مكة المكرمة القديمة .
فيما بعد انتقلت أسرته إلى "حارة القرارة"، قرب المحكمة الشرعية في مكة، حيث عمل والده حارساً لها..وكان شاعرنا يرافقه كل صباح إلى مقر عمله.
*محطات مهمة في حياته..
*يعد من الجيل الأول المؤسس للحركة الإبداعية والأدبية في السعودية..
*اهتم بأدب الأطفال، ولميله الشديد لهذا النوع لقب (بابا طاهر).
*ساهم في تأسيس الإذاعة السعودية، وعمل مذيعاً ،ومعد برامج فيها.
*قام بتأسيس أول فرقة موسيقية في المملكة العربية السعودية، وأصدر أول مجلة ملونة متخصصة هي "مجلة الروضة" .
*شخصيات مؤثرةفي حياته
*تأثر شاعرنا بعدد من شيوخ وأعيان مكة المكرمة، من بينهم الشيخ "ابن بليهد"، والشيخ "ابن شلهوب"، والشيخ " أحمد بن ابراهيم الغزاوي" الذي كان رئيساً للمحكمة الشرعية في مكة، وقد لعب هؤلاء الشيوخ دوراً كبيراً في تكوين شخصيته الفكرية والدينية.
*أهم المناصب التي تولاها
كانت بداياته كمسؤول عن فرز البريد في المطبعة الأميرية في مكة، حيث كان البريد وقتها عبارة عن صحف ومجلات قادمة من مصر ودول عربية أخرى،
عمل بعد ذلك في نفس المطبعة كمصحح.
انتقل فيما بعدللعمل في أمانة العاصمة المقدسة كسكرتير للشيخ "عباس قطان" أمين العاصمة وقتها ، وبتشجيع من الشيخ عباس قطان لتحقيق حلمه سافر إلى مصر حيث التقى هناك بأدبائها الكبار .
*نتاجه الأدبي
في عام 1946، أصدر أول ديوان شعر له تحت مسمى (أحلام الربيع).
صدر له بعد ذلك عدة دواوين منها (الرابية) ،(وأغاريد الصحراء )، ديوان (رباعيات صبانجد ).
كما صدرت له "مجموعة قصصية" بعنوان على (هامش الحياة) .
*جوائزه
نال العديد من الجوائز والأوسمة،منها جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب.
من روائع شعره قصيدة بعنوان
ترانيم"
يا هاتف السعد ماذا أنت حامله
على الأثير؟ وفي خيط من النور
أسرى بـه السحر مـن أنفاس شاعــرةٍ
عبر الجوار إلى أعماق مصدور
أصوتُ ورقاءَ أم نأيٌ له نغم
والرجْع منه شفيف الوقع كالنور
فيه المقاطع ألفاظٌ مجنحة
يهذي بها كل نشوان ومخمور
هزَّ الشعور وأذكى حرَّ لاهبةٍ
من لاعج في حنايا النفس مستور
قد علمتني الهوى بـل أسرفـت ودمـت
بنا بفتنتها في جوف تنور
نار الهوى فيه ألفاظ مغردة
دوت بأصدائها في كهف ديجور
فيا أعز الهوى أحلامنا رقصت
لما شدوت بدُرٍّ غير منثور
والحسن سطوته أن يستبي رشداً
بما يرقرق من فيض التباشير
يسير فينا الجوى رجع له ألقٌ
زاكي العبير كأنفاس الأزاهير
قد أسكرتنا برجـع الصـوت وانطلقـت
منا أحاسيس مأخوذٍ ومبهور
فيه القلائد أطياف قد انتظمت
عِقـْداً يفـوق عقـود الأُنَّـس الـحور
جاءت قلائدُه منظومة عجباً
وقد تناثر من أنفاس شحرور
وراح رجع الصدى يسبـي العقـول بنـا
فكل مُستمع في شبه مسحور
يضيء دنيا الهوى لكن يُغلِّفه
بما ينير النُّهى وسْط الدياجير
فما أرق حديث الحي يحمله
إلى الجوانح في رجع المزامير!
فيا أعز المنى جودي بأغنية
كيما أغردَ في حفل المشاهير!
أصفيت لكن عمري لا تزال به
بقية أرهقتْ حسي وتفكيري!
إن الخريف الذي عانيتُ وطأته
له الرواء مزيج من عقاقير
يهفو به الداء لكن ليس يذهبه
لذا أعيش بدائي غير موتور
أمشي علـى الدرب لا ركضـاً ولا خَبَبـاً
ولست أكبو لأن الحب دستوري
قد أثقلتني ديون الحب فانحبست
فيَّ المشاعر من إحساس تقصير
أنتِ العليمة كم للحب من نِعَم
وخير نعمائه آيات تقديري
لعارف بفنون الشعر ينظُمها
من فتنة الغيد أو من أعين الحُور
الشعر في نفسه الإِنسان ألبسه
سمتاً رؤاه تفوق كل تصوير
لها الشمائل أوصاف منمقة
تنسَّقت كبنات الدين في الدير
يزهو بها طرباً والفكر معزفه
به يناغي ترانيم الشحارير
وكل قافية قد آمنت سلفاً
وأذعنتْ رهَباً إذعان مغمور
ولا يزال بها يعطي ويمنحنا
طوراً نثيراً ،وطوراً غير منثور
وإن أحلى هدايا الاحتفاء به
سُؤلٌ إلى الله وهَّاب المعاذير
بأن يعيش وفي إنتاجه قبس
يضيء درب النُّهى بالنَّوْر والنُّور!
*وفاته
في 20 يوليو 1987 لبى نداء ربه عن عمر يناهز 81 عاماً،قضاها في ميادين الأدب والحياة.