رمز الحنان إلى رحابك أنتمي
أمّاه حبك بالفؤاد وفي دمي
كنشيدة الآمال فجرك يزدهي
أنت المنى وبك استهام تكلّمي
أماه من عينيك أجريت الهوى
لحنا ليتحفني بفيض تكرّم
كم عَبرة أرسلتها حين الأسى
يغشاك عند توجّعي وتألمي
وسهرتِ تُسقين المرارة والطوى
وزفرت حرّى من فؤاد مُكلَم
ومددت قنطرة الحنان لتلتقي
بحشاي دون تأفف وتبرّم
كفّاكِ دفء والرضاعة بلسم
والروح مأوى مهجتي وتنعمي
مهدي ذراعك والفراش يضمني
من نسج حِضنك مشرعا بتنهّمي
وإذا شفيت وجدت أفراح الدنى
تفترّ عنك كزهرة من برعم
جاذبتني في المهد حرفا مبهما
لكنّ قلبك كان فيه مترجمي
أنا منك بسمتنا السعادة كنهُها
من لثمك الرقراق يعطر معصمي
أمسي وأصبح مضغة موّارة
وسفير نبضك دفقة تهوى فمي
وأميس في علياك أشتم الهنا
ويسير في نجواك رفّ تبسُّمي
ألهو وترسل صوب لهوي نظرة
من مقلتيك ودعوة بترحّم
تلقين من روح الشموخ مشاعلا
تُذكي الفؤاد وتغرسين تعلمي
أنت الضياء بعالم أزهو به
فإذا فقدتك لحظةََ كنتُ العمي
أنت الجمال كسوتِني أثوابه
وغذيتني أدبَ الفضائل فانعمي
أماه هذا القلب يلهج بالدعا
لله أن تُجزيْ بجنة منعم