أغدقتِ بالعتبِ الجميلِ على الأممْ
فلأنتِ أجملُ روضةٍ تُذكي الهمَمْ
أصبحتِ للأملِ الجريحِ محطةً
فهتكتِ أستاري بقارعةِ الألَـمْ
أنا من أكونُ وقد تحطمَ في الدجى
قلبي الكئيبُ، وأنتِ أنفاسُ النغَـمْ؟!
من كلِّ ناحيةٍ عبرتِ بأضلعي
سفناً تسيرُ، وأعيناً تحكي الندمْ
ومراكبي غرقتْ بلجةِ حسرتي
وكأنَّ حولي كلُّ شئٍ باتَ يَـمّْ
إنْ قلتَ أسبحُ ... كيفَ دونَ سفينةٍ؟
أو قلتُ أمشي ... هل أسيرُ بلا قدمْ؟
أنا ههنا، لكنني في دهشةٍ
أرنو مواجعَ أمةٍ؛ فأموتُ هَــمّْ
أرنو عزائمَ قد ذوتْ ومآثراً
ذبلتْ وأنفسَ معشرٍ ماتتْ ولمْ....
وحضارةً بعدَ العلوِّ تقزمتْ
أسدٌ يناصرُها ويرعاها قزمْ
وأرى حياةَ الحائرينَ تجمدتْ
ألماً كأنَّ الروحَ تسكنُ في صنمْ
أوَّاهُ، كم كانتْ لزلةِ حائرٍ
نارٌ ،تنيرُ لهُ الطريقَ، على عَلَمْ!
لا السيفُ عادَ يذودُ عن أبنائِها
كلا ولا يحمي قداستَها القلمْ
يا أنتِ مِنْ تحتِ الرمادِ توهجي
فعساكِ تحيينَ العزائمَ من عدمْ