ضاعت خطاي تبعثرت بين الأزقة والشِّعابْ
وأنا أُلَملِمُ أضْلُعي مِنْ قَعْرِ ساحاتِ الغيابْ
والموعدُ المرقوبُ يذبحُ ما تبقَّى مِنْ عناـ
ـويني التي سَفَكتْ مشاعرَنا ليقتُلَها العِتابْ
سَفَهًا سَتأخُذُني انتظارَاتُ المساءِ على رصي ـ
ـ فِ العُمْرِ مُتَّكِئَ الشموخِ ونظْرَتي ترنو لِبابْ
وَأعيشُ للأَمَلِ المذابِ وداخلي بُرْكَانُ ناـ
ـ رٍ أجَّجَتْهَا لَوعَةُ المُضْنى بِلَوحاتِ العذابْ
هلْ أَرْبَكَ التوقيتُ كُلَّ عقاربي فَتَسارَعَتْ
أحداثُها تَرْفو المواجعَ بينَ أطْرافِ الثيابْ؟
أمْ أن دائرةَ التواري أدْمَجَتْني طائفًا
حولَ انعكاساتِ المَدَارِ ووجهتي صارتْ حجابْ؟!
دَهِشَتْ عُيونُ الكونِ لَمَّا جِئتُهَا مُتَثَاقِلًا
في خُطْوَةِ اللاوَعْي تَجْمَعُني متاهاتُ الإيابْ
لَملمْتُ بين مواجعي آهاتِ خَلوتِنا التي
طَمَسَتْ حطامَ الذكرياتِ الغائرات معَ الترابْ
وَطَفِقْتُ أنبشُ مَلْمَحَ الأشواقِ تحتَ أديمِنا
فَتَخُطُّ لي خَيْطَ الغيابِ على قَرَاطِيسِ الكتابْ
فَرَشَفْتُ قَطْرَ طفولتي بين الغيومِ المُسْدَلاـ
ـ تِ مُتَابِعًا كِبْرَ الأنا لَمَّا ارتقَتْ بي للسحابْ
فوجدتُ صيفَ سحابتي صَغُرَتْ وزالَ مرورُها
عنِّي لِيَنْبَثِقَ التَّشَكُّلُ مِنْ غَمَامَتِهَا ضَبابْ
أثْناءها أيقنتُ أنِّي لا أرى صَفْوَ الوجوـ
ـ دِ بِغَيرِها يحلو ولو جُمِعَتْ بِعَالَمِيَ الرِّغابْ
أزهقتُ تلكَ النفسَ إبَّانَ الجحودِ مُشَخِّصًا
قَسَمَاتِ أجنحتي لِتَسْجُنَني بِآمالِ السرابْ
لكنها رحلتْ ليأخذَني شذاها قاسِمًا
عِطْرَ اتجاهاتِ الرحيلِ المُكْفَهِرِّ بلا انسيابْ
وأنا أُرَدِّدُ باسْمِها المنقوشِ في مُهَجِ المدى
عَلَّ النِّداءَ يُعيدُ لي نَفَسًا.. وَلَكِنْ ..لا جَوابْ!