أيا مَنْ تُغنِّي بالغناءِ وتسعدُ
حنينٌ بقلبي ازدادَ والبينُ مُجهِدُ
أُنادي على أسما عسى أنْ تَجِد لنا
مِنَ الشوقِ ما يسقي الكؤوسَ ويُسعِدُ
وأسماءُ لا تُصغي لمن ذابَ مُغرماً
ولا هيَ تدري بالذي يتودَّدُ
إذا لم نذُق للأُنسِ عندَ اشتياقنا
نصيباً فلا نادى المُحبينَ موعِدُ
ويَحسدُني الواشونَ إذ لم أذُق نوىً
فمالي أراني أشتكيكِ وأُحسَدُ
فأينَ التي لم يُنصِفِ الودَّ قلبُها
وما الودُّ إلَّا نظرةٌ لو تُزَوَّدُ
أراني أُقاسي اللَّومَ في كُلِّ مَرَّةٍ
أقولُ بأني في هواكِ مُقَيَّدُ
أذوبُ افتتاناً بالوصالِ وكُلَّما
ذكرتُ التلاقي ازدادَ فيَّ التَّنهُّدُ
وقالوا تُنادي مَنْ ؟ أما اعتادكَ النَّوى
أما أنهكَ اللُّقيا الجفا والتَّبَعُّدُ ؟
أنادي تلاقينا الجميلَ وإنَّهُ
حياةُ لكم كانت بنا تتجدَّدُ
وأسألُ عَنْ أسما وفي القلبِ عشقُها
وَتَعلَمُ أسماءٌ بما بي وتشهدُ
حنيني إذا ما قُلتُ لا ينتهي فلا
أظُنُّ ولكن ذاكَ أمرٌ مُؤكَّدُ
إذا رُحتُ مشتاقاً أظَلُّ كما أنا
وأرجعُ والأشواقُ نارٌ تَوَقَّدُ
إذا قلتُ ذاكَ الوقتُ قد كانَ مرتعاً
لنا صاحتِ الدُّنيا وللوصلِ مورِدُ
أُذَكِّرُهَا بالنَّخلِ إذ كانَ شاهداً
وللصُّبحِ أشواقٌ وللعصرِ مَوعِدُ
ألا حبَّذا تلكَ السويعاتُ والهوى
وخوفُ التَّنائي لا يجيءُ لهُ غدُ
إذا ما دموعُ العينِ هلَّت تَذَكُّرَاً
فقلبي شموعٌ مِن جوى البينِ تُوقَدُ